الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أريكته يحدث بحديث عني فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه: ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي حرم الله (1)».
(1) أخرجه أبو داود والترمذي.
مهمة السنة
ومهمة السنة هي - بنص القرآن - تبيين مراد التنزيل: فهي تشرح ما قد يقع في فهمه من شبهة أو خلاف، وهي تفصل مجمله، وتقيد مطلقه وتخصص عامه:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} (1).
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلَاّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (2).
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (3).
{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إلَاّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} (4).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا إنني أوتيت القرآن ومثله معه (5)» والمراد بقوله " ومثله معه " هو - فيما يقرر الشراح: الأحاديث والسنن.
والقرآن صريح في تقرير هذا كله، فهو يقول:
(1) سورة المائدة الآية 15
(2)
سورة إبراهيم الآية 4
(3)
سورة النحل الآية 44
(4)
سورة النحل الآية 64
(5)
رواه أبوداود.
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (1){قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَا إِلَهَ إلَاّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (2).
والسنة وحي إلهي: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (3){إِنْ هُوَ إلَاّ وَحْيٌ يُوحَى} (4). ولكنه غير متلو، وألفاظه هي من عند النبي صلى الله عليه وسلم:{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (5).
يقول الشافعي في تفسير كلمة الحكمة هنا: ". . . فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله. . . إلخ "(6).
ومن أوجه أهمية السنة باعتبارها أصلا من أصول الشرع: أن الرد إلى الله والرسول هو أمر أمر به الله عباده: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} (7).
والرد إلى الله هنا: معناه الرجوع إلى كتاب الله، والرد إلى الرسول: معناه الرجوع إليه شخصيا في حياته، والرجوع إلى سنته بعد وفاته.
والنزاع الذي يستوجب الرد: قد يكون بين الناس من مختلف الطبقات بعضهم وبعض، أو بينهم وبين أولياء أمورهم.
(1) سورة الأعراف الآية 157
(2)
سورة الأعراف الآية 158
(3)
سورة النجم الآية 3
(4)
سورة النجم الآية 4
(5)
سورة النساء الآية 113
(6)
الرسالة ص 45 (ط. الحلبي 1969 م).
(7)
سورة النساء الآية 59