الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نبذة عن تقي الدين الفاسي.
هو محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن الفاسي المكي الحسني المالكي المعروف بالتقي الفاسي تقي الدين أبو عبد الله أبو طالب قاضي مكة شيخ الحرم.
محدث ومؤرخ ولد بمكة المكرمة شرفها الله تعالى في ربيع الأول سنة 775 هجرية ونشأ بها وبالمدينة ودخل اليمن والشام ومصر مرارا وولي قضاء المالكية وكف بصره وتوفي رحمه الله بمكة في شوال 832 هجرية.
من تصانيفه:
- شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام
- العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين
- مختصر حياة الحيوان لكمال الدين الدميري
- ذيل سير النبلاء
- ذيل على التقييد لمعرفة رواة السند والأسانيد لابن نقطة.
موارد التقي الفاسي في العقد الثمين
مقدمة:
يعد كتاب (العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين) الكتاب الوافي الجامع الشامل لتراجم أعيان مكة المكرمة وغيرها ممن سكنها أو مات بها وولاتها وقضاتها وخطبائها وأئمتها ومؤذنيها من أهلها وغيرهم، وتراجم من وسع المسجد الحرام أو عمره أو عمر شيئا منه وغير ذلك.
وإذا كان مؤلف كتاب العقد الثمين هدفه الأول إيراد ذكر تراجم مكة المعظمة فإن الكتاب لم يكن قاصرا على تراجم الأعيان مثلما ذهب القاضي ابن خلكان في كتابه النفيس (وفيات الأعيان) ولكن تقي الدين الفاسي فوق أنه قصد في تأليفه لكتابه الترجمة لأعيان مكة إلا أنه بجانب ذلك جمع بين التراجم الذاتية للأعيان وبين التاريخ العلمي الرصين لمكة المكرمة وأسمائها وفضلها وشيء من أخبار الكعبة
المشرفة وفضائلها، ثم أشياء عن المسجد الحرام وزمزم وبعض المدارس والسقايات والبرك - جمع بركة - والآبار والعيون إلخ.
ففي هذا المقام إذن كان التأصيل التاريخي لمكة المكرمة بكل ما بها من أماكن تاريخية وجغرافية يؤكد براعة صاحب العقد الثمين.
ونحن نعلم أن ثمة رابطة بين علم التاريخ وعلم الجغرافيا ولكن الجمع بينهما - في تأصيل علمي - لا يقوم به إلا متمكن باحث جوال عارف عالم، وقد اجتمعت هذه الصفات في مؤلف كتاب العقد الثمين، فإذا ما ضم إلى علمي التاريخ والجغرافيا: التراجم لعرفنا مدى الجهد البارع المضني الذي بذله المؤلف ليخرج كتابه بهذه الصفة، فهو كتاب تاريخ، وهو كتاب جغرافيا، وهو كتاب طبقات، وهو كتاب تراجم، ولا نبالغ عندما نقول أن كتاب العقد الثمين يعد بمثابة " دائرة معارف " متكاملة عن مكة المكرمة زادها الله تشريفا وتعظيما.
ولأن التاريخ دورة مستمرة لا تنفصل - حتى لو انفصلت العصور التاريخية للحياة - ولا ينتهي التاريخ إلا إذا انتهت الحياة نفسها، ومن ثم فإن الكتاب فوق أنه جمع - كما قلنا - بين التاريخ والجغرافيا إلا أنه أورد في كتابه المزيد من علوم الدين الحنيف، خاصة وأن موضوع الكتاب هو مكة العاصمة الروحية للمسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها، ولأن مكة هي قلب الحياة البشرية وما يرتبط بمكة إنما هو يرتبط بحياة المسلم في كل زمان ومكان.
ومن الإنصاف أن نقول إن المنهج العلمي للتقي الفاسي رحمه الله وجزاه خيرا - أنه جمع علم التاريخ لمكة كمدينة وربط معها جغرافيتها ثم علم التراجم الذاتية لأعيانها وتم هذا كله في رابطة لا تنفصم عراها مع كافة علوم الدين الحنيف من فقه وشريعة وغير ذلك.
والكتاب إذا يعد موسوعة كبرى علمية تاريخية لمكة المكرمة من ناحية التاريخ والجغرافيا والتراجم والفقه والشريعة.
والمؤلف رحمه الله استكمل بمؤلفه هذا ما بدأه عمدة مؤرخي البلد الحرام أبو الوليد الأزرقي (المتوفى نحو سنة 250 هجرية) صاحب كتاب (أخبار مكة)