الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات إلى ما يأتي:
1 -
كان مؤمن آل فرعون في نصحه لقومه من أشدّ الناس إخلاصا لهم وحبّا وحرصا على إنقاذهم من ورطة الكفر، والدخول في ساحة الإيمان بالله عز وجل وحده لا شريك له.
2 -
لقد كرّر النّصح وأكّده، ونوّع الخطاب والترغيب والترهيب، مبتدئا بالدعوة إلى الإيمان بالله، وسلوك طريق الهدى وهو الجنة، ونادى قومه بلطف هنا للمرة الثانية.
3 -
ثم حذّر من الاغترار بزخارف الدنيا ولذائذها وشهواتها، وزهّدهم فيها بعد أن آثروها على الأخرى، ولا يسع العاقل البصير إلا عدم التعلق الشديد بالدنيا الفانية، وإيثار الآخرة دار الاستقرار والخلود.
4 -
وأبان لقومه كيفية المجازاة في الآخرة، فمن اقترف معصية-وأكبرها الشرك-فلا يجزى إلا مثلها من العذاب عدلا من الله، ومن عمل بما أمر الله به واجتنب ما نهى عنه، وهو مصدق بقلبه بالله وبالأنبياء، فهو من أهل الجنة، فضلا ورحمة من الله، ورزق الجنة دائم واسع لا تقدير فيه.
5 -
ثم نادى قومه للمرة الثالثة مؤكّدا دعوتهم إلى الإيمان الذي يوجب النجاة، وترك الكفر الذي يوجب النار، علما بأنه لا دليل ولا برهان يقبل على صحة الدعوة إلى الشرك، وإنما الدليل القاطع والبرهان الساطع متوافر في صحة الدعوة إلى الإيمان بالله المتصف بصفات الألوهية الحقّة من الخلق والقدرة والإرادة والعلم والعزّة والمغفرة والتعذيب.
6 -
حقا إن ما يعبد من دون الله من البشر أو الأصنام ليس له استجابة دعوة تنفع، وليس له شفاعة في الدنيا ولا في الآخرة. وكان فرعون أولا يدعو الناس إلى عبادة الأصنام، ثم دعاهم إلى عبادة البقر، فكانت تعبد ما كانت شابة، فإذا هرمت أمر بذبحها، ثم دعا بأخرى لتعبد، ثم لما طال عليه الزمان قال: أنا ربّكم الأعلى.
7 -
إن المسرفين وهم المشركون، والسفهاء، وسفاكو الدماء بغير حقها، والجبارون والمتكبرون، والذين تعدّوا حدود الله، هم أصحاب النار.
8 -
ثم لجأ مؤمن آل فرعون إلى نوع من التهديد والوعيد، مبينا أن قومه سيتذكرون يوم القيامة وحين حلول العذاب بهم، ما قاله لهم، وأما هو فقد توكّل على الله وأسلم أمره إليه، لأنهم أرادوا قتله، ولكن من يتوكل على الله فهو حسبه.
9 -
لقد حفظ الله هذا المؤمن من إلحاق أنواع العذاب به، فطلبوه فما وجدوه، لأنه فوّض أمره إلى الله تعالى.
10 -
وأما آل فرعون فإنه نزل بهم العذاب الشامل في الدنيا وهو الغرق، وسيعذبون في الآخرة، ويعرضون أيضا في البرزخ في القبور على النار صباح مساء.
وهذا كما تقدّم يدلّ على إثبات عذاب القبر، لقوله تعالى:{النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا} ما دامت الدنيا. قال جمهور المفسرين: هذه الآية تدلّ على عذاب القبر في الدنيا، ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة:{وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ} .
ورأى الرازي أن الآية لا تدلّ على عذاب القبر، وإنما ذكر الغدوة والعشية