الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جارك» ومعناه: تساهل في حقك، ولا تستوفه، وعجّل في إرسال الماء إلى جارك، فحضّه على المسامحة والتيسير، فلما سمع الأنصاري هذا، لم يرض بذلك وغضب؛ لأنه كان يريد ألا يمسك الماء أصلا، فنطق بالكلمة الجائرة المهلكة الفاقرة فقال:«آن كان ابن عمتك؟» بمد همزة «أن» المفتوحة على جهة الإنكار، أي أتحكم له عليّ لأجل أنه قرابتك؟ فعند ذلك تلوّن وجه النبي صلى الله عليه وسلم غضبا عليه، وحكم للزبير باستيفاء حقه من غير مسامحة له
(1)
.
وصفة إرسال الماء الأعلى إلى الأسفل: أن يدخل صاحب الأعلى جميع الماء في بستانه، ويسقي به، حتى إذا بلغ الماء من قاعة الحائط (البستان) إلى الكعبين (الجذور) من القائم فيه، أغلق مدخل الماء، وصرف ما زاد من الماء على مقدار الكعبين إلى من يليه، فيصنع به مثل ذلك، حتى يبلغ السيل إلى أقصى الحوائط.
ويؤيده
ما روى مالك عن عبد الله بن أبي بكر أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سيل مهزور ومذينب
(2)
: «يمسك حتى الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل»
(3)
.
حب الوطن والتزام أوامر الله والرسول
(1)
تفسير القرطبي: 267/ 5
(2)
مهزور ومذينب: واديان بالمدينة، يسيلان بماء المطر خاصة.
(3)
قال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث يتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه.