الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا دخلت الجنة، خشيت أن لا أراك، فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية:{وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ.} . الآية.
قال الكلبي: نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد الحب له، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، خوف عدم رؤيته صلى الله عليه وسلم بعد الموت، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مسروق قال: قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ما ينبغي لنا أن نفارقك، فإنك لو قدّمت لرفعت فوقنا، ولم نرك، فأنزل الله:{وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم أيضا عن عكرمة قال: أتى فتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، إن لنا منك نظرة في الدنيا، ويوم القيامة لا نراك، فإنك في الجنة في الدرجات العلى، فأنزل الله هذه الآية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت معي في الجنة إن شاء الله.
المناسبة:
توّج الله تعالى الآيات السابقة الآمرة بطاعة الله والرسول ببيان جزاء الطاعة، الذي هو الأمل الأسمى الذي تطمح إليه النفوس.
التفسير والبيان:
من عمل بما أمره الله به ورسوله، وترك ما نهاه الله عنه ورسوله، فإن الله عز وجل يسكنه دار كرامته، ويجعله مرافقا لأصحاب الدرجات العليا وهم صفوة الله من عباده، وهم أربع مراتب:
الأنبياء، ثم الصدّيقون، ثم الشهداء، ثم عموم المؤمنين وهم الصالحون الذين