قد أسلموا، وكانوا يخفون الإسلام، فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر، - التفسير المنير - الزحيلي - جـ ٥

قد أسلموا، وكانوا يخفون الإسلام، فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر، فأصيب بعضهم، فقال المسلمون: هؤلاء كانوا مسلمين، فأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت:

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} الآية، فكتبوا بها إلى من بقي بمكة منهم، وأنه لا عذر لهم، فخرجوا، فلحق بهم المشركون، ففتنوهم فرجعوا فنزلت:{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ: آمَنّا بِاللهِ، فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللهِ} [العنكبوت 10/ 29] فكتب إليهم المسلمون بذلك، فتحزنوا، فنزلت:{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا} [النحل 110/ 16] الآية، فكتبوا إليهم بذلك، فخرجوا، فلحقوهم، فنجا من نجا، وقتل من قتل.

‌

‌سبب نزول الآية (100):

{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ} : أخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى بسند جيد عن ابن عباس قال: خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لأهله: احملوني، فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل الوحي:{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً} الآية.

ويقال: كان جندب بن ضمرة من بني ليث من المستضعفين بمكة، وكان مريضا، فلما سمع ما أنزل الله في الهجرة، قال: أخرجوني، فهيئ له فراش، ثم وضع عليه، وخرج به، فمات في الطريق بالتنعيم

(1)

، فأنزل الله فيه:{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً} الآية

(2)

.

‌

‌المناسبة:

لما ذكر الله تعالى في الآية السابقة تفضيل المجاهدين في سبيل الله على