الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرض الثاني: التفسير المادي لبعض عناصر العمران
يتضح لنا من مناقشة الفرض الأول أن العوامل الاقتصادية كما عولجت في المقدمة، أثرت تأثيرا كبيرا على حجج ابن خلدون. وسنوضح في هذا الفرض المنهجي الثاني كيف أن هذه الحجج والتفسيرات تأثرت أيضا ببعض عناصر العمران الأخرى مثل: الدين والعقل والعلم والأخلاق، كما سنبين طريقة معالجته لهذه العناصر.
1-
رغم أنه يمكن الاستشهاد بكثير من الحالات التي تظهر التأثير الكبير للدين على حجج ابن خلدون، والطريقة التي عالج بها المسائل الدينية، فإننا سنناقش ثلاثة أمثلة فقط.
المثال الأول: يصور كيف أن التأثير القوي للدين عليه، دفعه إلى وضع نظرية كاملة تماما، وجديدة يعيد فيها تفسير أحداث الفتنة الكبرى بين الخليفة الرابع علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وذلك على أساس زمني يختلف عن اجتهادات كافة فقهاء ومفكري الإسلام الذين سبقوه. كما يصور هذا المثال أيضا الطريقة العقلانية التي اتبعها في شرح كيفية انتقال السلطة في المراحل الأولى للحكم الإسلامي للخليفة الشرعي، الذي تم اختياره بواسطة الشورى إلى سلطة العصبية. ونكتفي بهذه الإشارة المقتضبة دون استطراد1.
المثال الثاني: يتناول موقفه من النزاع الخاص بعودة المسيح أو المهدي2.
فمن ناحية اعترف ابن خلدون بمفهوم الدين عن عودة المسيح. ومن ناحية أخرى فإنه رفض الأساطير المرتبطة بهذا الموضوع، ودحضها على أساس علمي باستخدام نتائج أبحاثه. وقد خصص فصلا طويلا في مقدمته لمناقشة الآراء المتعارضة حول
1 انظر الدراسة التفصيلية لهذين الموضوعين في مؤلفنا:
The Political Theory of lbn Khaldun، Lyden 1967، pp. 100 ff.
2 R. A. J. Wensinck، The Muslim Creed، Cambridge 1932، p. 244.
احتمال عودة المسيح. وعكس المعتقدات الفلسفية التي تقصر الشروط الواجب توافرها لعودته إلى انتسابه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو تربطها بدورة النجوم، فإن ابن خلدون أعاد تأكيد موقفه المبدئي من أن أي دعوة سياسية، أو دينية لا يمكن أن تنجح إلا بقوة العصبية، وهو واضح من قوله:"إنه لا تتم دعوة من الدين والملك إلا بوجود شوكة عصبية تظهره، وتدافع عنه من يدفعه". كذلك أوضح أن المسيح لن يظهر طبقا لنظرية الدورات التي يعتنقها الشيعة الذين يفسرون مجرى التاريخ بدورة ثلاثية دائمة. تبدأ بالنبوة ثم الخلافة ثم الملك الذي يسوده الظلم. وفي رأيه، فإن ظهور المسيح يتوقف على توافر ظروف مساعدة في البيئة التي سيظهر فيها، على أن تدعمه وتسنده عصبية وشوكة قومه مما سيؤدي إلى إنشاء دولة قوية1.
المثال الثالث: يمكن أن نجده في طريقة معالجته للعلاقة بين العقل البشري والله سبحانه وتعالى. فابن خلدون يثق في العقل البشري، ورغم تسليمه أن الإدراك الإلهي يستوعب بداهة الكثير مما لا يستطيع إدراكه الإنسان، فإنه لا يعتبر ذلك نقصا في قدرة العقل والتأمل العقلي، وإذا أبعدنا العقل عن الحكم على صحة عقائد مقدسة مثل: وحدانية الله والآخرة وحقيقة النبوة وهي أمور فوق طاقته، فإننا نستطيع استعماله في قياس الظواهر الزمنية الأخرى؛ لأن العقل في نظر ابن خلدون ميزان صحيح، وأحكامه يقينية يمكن الاعتماد على صحتها.
"وليس ذلك بقادح في العقل ومداركه، بل العقل ميزان صحيح، فأحكامه يقينية لا كذب فيها، غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد والآخرة
1 المقدمة، طبعة وافي، صفحة 754، علي الوردي، منطق ابن خلدون، مرجع سابق، صفحات 95، 96.
M. Mahdi، lbn Khaldun s Philosophy of History، op. cit.، p. 256.
وحقيقة النبوة وحقائق الصفات الإلهية، وكل ما وراء طوره، فإن ذلك طمع في محال"1.
ويلفت النظر في هذا الموضوع أن غيرة ابن خلدون على الدين لم تمنعه من الاعتراف بالنتائج التي يتوصل إليها عقله وملاحظاته العلمية، حتى وإن كانت ذات صبغة مادية. ومن الأمثلة على ذلك ما سبق أن استشهدنا به من كلامه في نهاية بحثنا للفرض الأول، حيث يقول:"فالكل من عند الله، فلا بد من الأعمال الإنسانية في كل مكسوب، ومتمول".
2-
يمكن ملاحظة تأثير العنصر العقلاني في كتاباته من التجائه إلى الاستقصاء العقلي بشكل واقعي، وليس بأسلوب أفلاطوني للتحقق من صحة المعلومات التاريخية. وتشتمل المقدمة على عدة أبحاث في هذا الموضوع، سنذكر منها أربعة:
استخدم ابن خلدون في بحث من بحوثه معيارا ديموغرافيا ليدحض رواية المؤرخ الإسلامي المسعودي الذي نقل دون تحقيق قصة جيش بني إسرائيل. فقد قال المسعودي: إن موسى عليه السلام قام بعدّ جيشه في الصحراء فوجده يتألف من ستمائة ألف جندي مع استبعاد الأطفال والشيوخ. وأبدى ابن خلدون دهشة كبيرة، إذ إنه إذا كانت كل الروايات التاريخية والدينية تقدر عدد اليهود الذين دخلوا مصر بسبعين، فكيف يمكن أن يتضاعف عددهم بهذا الشكل غير المعقول خلال إقامتهم في مصر فترة، لا تتعدى مائتين وعشرين سنة؟
لجأ ابن خلدون في بحث ثانٍ إلى معرفته السابقة بالحملات العسكرية؛ ليعلن شكه في إمكان قيام جيش قوي كبير مثل جيش التبابعة ملوك اليمن بعبور المساحات الشاسعة التي تمتد من اليمن إلى شمال غرب إفريقيا دون أن يتقابل، أو يلتحم في طريقه بقوى معادية على الأقل للحصول على المؤن اللازمة.
وفي بحث ثالث استعمل ابن خلدون أسلوب البحث الجغرافي؛ ليفند الأساطير الشائعة عن وجود ما يسمى بوادي الرمل في المغرب، يعجز الإنسان عن اختراقه
1 المقدمة، طبعة وافي، صفحة 1037.
أو الأسطورة الأخرى عن وجود مدينة في صحراء عدن تشبه الجنة تسمى إرم، نقلت الروايات أنها بُنيت في ثلاثمائة عام، وأنها مدينة عظيمة قصورها من الذهب وأعمدتها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف عديدة من الأشجار والأنهار. وبعد أن يستقصي ابن خلدون أخبارها ومكانها يدلل على كذب هذه الأساطير بالاستشهاد بأقوال بعض الرواة أنفسهم من أن مدينة إرم غائبة ولا يعثر عليها غير أهل السحر. ولهذا يسمي كل هذه الأساطير مزاعم أشبه بالخرافات.
وفي بحث رابع استند ابن خلدون إلى أسلوب البحث التاريخي، وخاصة في شرحه لسبب نكبة البرامكة موالي الدولة العباسية، فكذب المؤرخين الذين ذهبوا إلى أن الرشيد أوقع بهم بسبب سلوك أخته العباسة مع مولاه جعفر بن يحيى بن خالد واكتشاف علاقة آثمة بينهما، ويعلق بأن ذلك من قبيل الروايات المثيرة غير المعقولة، وأن الأسباب الأكثر منطقية لنكبة البرامكة تكمن في خوف هارون الرشيد من تزايد قوتهم التي ظهرت في محاولة فرض سيطرتهم على الدولة العباسية، واستئثارهم بالمناصب الرفيعة بعد إبعاد العرب عنها، واستيلائهم على أموال الجباية وامتلاك الضياع في سائر الممالك، مما أثار حفيظة منافسيهم، فوشوا بهم عند الرشيد. ولعل خير ما يلخص آراء ابن خلدون في هذه البحوث الأربعة قوله:"فلا تثقن بما يلقى إليك من ذلك، وتأمل الأخبار، واعرضها على القوانين الصحيحة يقع لك تمحيصها بأحسن وجه"1.
تصور هذه البحوث الأربعة مدى تأثير العنصر العقلاني في كتاباته، ويؤكد ذلك النتيجة التي توصل إليها من أن العقل البشري يمكنه التمييز بين طبيعة ما هو ممكن وبين المستحيل، وبذلك يتقبل الأشياء أو الأحداث التي تقع في حيز الممكن والمعقول، ويرفض ما عداها.
1 انظر المقدمة طبعة وافي، صفحات 220-230، وكذلك حسن الساعاتي "المنهج العلمي في مقدمة ابن خلدون" في: أعمال مهرجان ابن خلدون، مرجع سابق، صفحتي 220، و221.
"فليرجع الإنسان إلى أصوله، وليكن مهيمنا على نفسه، ومميزا بين طبيعة الممكن والممتنع بصريح عقله ومستقيم فطرته. فما دخل في نطاق الإمكان قبله وما خرج عنه رفضه. وليس مرادنا الإمكان العقلي المطلق، وإنما مرادنا الإمكان بحسب المادة التي للشيء. فإنا إذا نظرنا أصل الشيء وجنسه وصنفه ومقدار عظمه وقوته أجرينا الحكم من نسبة ذلك على أحواله، وحكمنا بالامتناع على ما خرج من نطاقه"1.
ويمكن توضيح الطريقة التي تناول بها ابن خلدون هذا العنصر بالرأي المتطور الذي أبداه عن السبب في اختلاف القوة الذهنية بين الأمم البدوية، والأمم الحضرية. ففي رأيه أن القدرات الذهنية العالية، والمنخفضة لا ترجع إلى أي أسباب عنصرية، وإنما إلى أسلوب الحياة المادي الذي يسلكه الناس في الحصول على معاشهم. وانتقد في ذلك أقرانه من أهل المغرب الذين زاروا المشرق العربي، وبهرهم تقدمه فعادوا ليروجوا رأيا لا يستند إلى أي أساس صحيح، مؤداه أن أهل المشرق بشكل عام متفوقون عقليا. ويرد على ذلك بأنه ليس هناك أي فرق بين عرب المشرق، وعرب المغرب بالنسبة للقدرات الذهنية أو بالنسبة لطبيعتهم الإنسانية. والتفوق الذي قد يلاحظه الإنسان في هذه الحالة يكمن في الذكاء الذي يضيء بتأثير أسلوب الحياة الحضرية. أما الأسباب التي يعطيها الأولوية في إكساب مثل هذا التفوق العقلي فهو الواقع المادي للحياة الحضرية وانتشار الصنائع والتعليم. وإذا عقدت مقارنة بين أمم حضرية وأمم بدوية فإن الإنسان يلاحظ بسهولة مدى ما يتمتع به الحضريون من ذكاء ونفاذ بصيرة.
"حتى إنه ليظن كثير من رحالة أهل المغرب إلى المشرق في طلب العلم أن عقولهم على الجملة أكمل من عقول أهل المغرب، وأنهم أشد نباهة.. وليس كذلك
1 المرجع السابق، صفحة 506، انظر أيضا الرأي الحديث في هذا الموضوع:
Arnold Brecht، Political Theory op. cit. pp. 419، 425.
. وإنما الذي فضل به أهل المشرق أهل المغرب هو ما يحصل في النفوس من آثار الحضارة من العقل المزيد كما تقدم في الصنائع.. وذلك أن الحضر لهم آداب في أحوالهم في المعاش والمسكن والبناء وأمور الدين والدنيا.. ولا شك أن كل صناعة مرتبة يرجع منها إلى النفس أثر يكسبها عقلا جديدا تستعد به لقبول صناعة أخرى، ويتهيأ بها العقل لسرعة الإدراك للمعارف.. وحسن الملكات في التعليم والصنائع وسائر الأحوال العادية يزيد الإنسان ذكاء في عقله وإضاءة في فكره بكثرة الملكات الحاصلة للنفس"1.
ومعنى هذا أنه إذا استبعدنا سكان المناطق المتطرفة المناخ كما ذكرنا في فقرة أخرى، فإن النظريات المبنية على التصورات الخاطئة عن احتمال تفوق أمة من الأمم في الاستعداد الطبيعي، أو القدرات الذهنية هي فروض لا يمكن إثباتها علميا.
3-
إن تأثير الأسلوب العلمي على كتابات ابن خلدون يمكن العثور عليه في الأمثلة التي ذكرناها حتى الآن، وفي كل فروضه الأساسية سواء تلك التي تتناول أساليبه المنهجية الجديدة، أو ميادين البحث التي اكتشفها وخاصة في مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع.
ولا تختلف الطريقة التي تناول بها العلم عن مثيلاتها بالنسبة لعناصر العمران الأخرى، ونعني بها تفرقته الأساسية بين البداوة والحضارة. وحيث إنه أثبت أن التعليم من المهن التي تتقدم في المدن فقط، فإنه يتبع ذلك أن العلوم لا تزدهر إلا في ظل عمران مستبحر، وحضارة متطورة. فمثلا إذا كانت أمة تعيش عيشة بدائية حيث ينشغل الناس بالكد من أجل إشباع حاجاتهم الأولية من الغذاء والمأوى، فإن العلوم في مثل هذه البيئة والظروف ستكون متخلفة بالتبعية. وبالعكس، فإن الارتفاع المادي لمستوى المعيشة والاستمتاع بالرفاهية يسمح لهذه الأمة بتحويل جانب من الاهتمام والجهد نحو العمل على تقدم العلوم بهدف مواجهة الحاجات المتزايدة للعمران.
1 المقدمة، طبعة وافي، صفحتا 988، 989.
"والسبب في ذلك أن تعليم العلوم -كما قدمناه- من جملة الصنائع. وقد كنا قدمنا أن الصنائع إنما تكثر في الأمصار، وعلى نسبة عمرانها في الكثرة والقلة والحضارة والترف تكون نسبة الصنائع في الجودة والكثرة؛ لأنه أمر زائد على المعاش. فمتى فضلت أعمال أهل العمران عن معاشهم انصرفت إلى ما وراء المعاش من التصرف في خاصية الإنسان، وهي العلوم والصنائع"1.
4-
تأثرت كتابات ابن خلدون بمفهومه عن الأخلاق، وخاصة تلك التي تناول فيها الشروط اللازمة لتحقيق تماسك العصبية، واستقرار نظام الحكم. فرغم أنه شرح كيف أن نظام الملك يمكن أن ينشأ على أساس زمني وبتدعيم قوة العصبية فقط، فإنه أكد أن مثل هذا الملك لا يمكن استمراره إذا تخلى عن الفضائل السياسية والقيم الأخلاقية. وتمشيا مع تفسيره المادي لعناصر العمران الأخرى، فإنه لاحظ أن التغير الذي حدث في مجتمع بدائي بالتحول من حياة البساطة إلى نوع آخر من الحياة الحضرية المرفهة لا يقل تأثيرا على أخلاقيات الجماعة. فالانتقال إلى المدن والمعيشة في أمان وراء الأسوار التي تحرسها الحامية يضعف الصفات الطبيعية للجماعة مثل: الشجاعة والخشونة والاعتماد على النفس، وتخليهم عن حياتهم البسيطة الأولى يميل بهم إلى التخلق بعادات وطباع جديدة تتلاءم مع ظروف الحياة السهلة، والإفراط في الرفاهية التي تولد الرذيلة.
"وبالعكس من ذلك إذا تأذن الله بانقراض الملك من أمة، حملهم على ارتكاب المذمومات.. فتفقد الفضائل السياسية منهم جملة، ولا تزال في انتقاص إلى أن يخرج الملك من أيديهم". و"أهل الحضر لكثرة ما يعانون من فنون الملاذ وعوائد الترف.. فقد تلوثت أنفسهم بكثير من مذمومات الخلق والشر.. وأهل البدو، وإن كانوا مقبلين على الدنيا مثلهم، إلا أنه في المقدار الضروري لا في الترف ولا في
1 المرجع السابق، صفحتا 990، 991.
شيء من أسباب الشهوات.. فهم أقرب إلى الفطرة الأولى"1.
ويجدر بالذكر أن حقل ملاحظات ابن خلدون -الذي استقى منه افتراضه بأن نمط الحياة المادية يشكل عادات وقوانين العمران- لم يكن قاصرا على مسرح بيئته العربية، وإنما استشهد بالتجارب التاريخية والدينية للأمم الأخرى ليدعم فرضه. من ذلك ما توصل إليه من دراسته العلمية لتاريخ اليهود، والصفات الذميمة التي يشتهرون بها والعداء الذي يثيرونه حولهم أينما حلوا حيث كشف بطريقة موضوعية أن كل ذلك غير مرتبط بهم كجماعة بشرية تتبع دينا معينا بقدر ما هو نتاج الظروف السياسية، وأسلوب الحياة التي يحيونها. وأعطى أمثلة لذلك بالاضطهاد الذي تعرضوا له، وفترات الأسر الطويلة التي عانوا منها2.
وباختصار، لقد نجح ابن خلدون في عقد مقارنة علمية واضحة بين البداوة والحضارة كشكلين مختلفين من أشكال الحياة الاقتصادية، والاجتماعية. فعلاوة على ما سبق ذكره في هذا الموضوع في فرضنا المنهجي الأول، نلاحظ أن الجماعات البشرية التي تعيش عيشة بدائية تتميز بالبساطة والأمانة والشجاعة والاستقلال، وإن كانت في نفس الوقت تتصف بالخشونة وتعاني من سوء النظام والتخلف. فإذا تغير الأسلوب الاقتصادي لحياتهم تغيرت بالتالي مميزاتهم
1 المرجع السابق، صفحات 414، 446، 481، 483، كذلك:
Muhammad Mahmoud Rabie، The political Theory of lbn Khaldun. op، cit.، p. 69.
2 يمتدح المستشرق فيشل موضوعية ابن خلدون في دراسته لمشكلة اليهود بقوله: "إن شرحه لهوان اليهود بهذه الطريقة الاجتماعية السيكولوجية يعكس رأيا لم يظهر إلا في القرن الثامن عشر من هؤلاء الذين نادوا بعتق اليهود، وتحريرهم من الاضطهاد السياسي والاجتماعي".
W. J. Fischel "lbn khaldun on the Bible، Judaism and the Jews"، in: Goldziher Memorial Volume، part 2، Jerusalem 1958، pp. 162، 163.