الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْملك الْمَنْصُور
نور الدّين، على بن [الْملك] الْمعز، عز الدّين أى بك التركماني، الصَّالِحِي النجمي.
تسلطن بعد قتل أَبِيه فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشْرين شهر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة. وَتمّ أمره فِي السلطنة.
وَهُوَ الثَّانِي من مُلُوك التّرْك بالديار المصرية.
وَجلسَ على تخت الْملك وعمره خمس عشرَة سنة. ووزيره وَزِير أَبِيه شرف الدّين الفائزي، وَقَامَ بتدبير ملكه الْأَمِير علم الدّين سنجر الْحلَبِي؛ فَحَدَّثته نَفسه بالوثوب على الْأَمر؛ فَقبض عَلَيْهِ الْأَمِير قطز المعزي الأيبكي وخجداشيته المعزية.
وَوَقع فِي أَيَّامه حروب كَثِيرَة مَعَ المماليك الصالحية مثل: بيبرس البندقداري، وخجداشيته من [المماليك] الصالحية.
ثمَّ قدم فِي أَيَّامه هولاكو ملك التتار إِلَى بَغْدَاد، وَقتل الْخَلِيفَة المستعصم بِاللَّه - حَسْبَمَا تقدم ذكره فِي ترجتمه فِي الْخُلَفَاء - وأخربت بَغْدَاد - وَقد ذكرنَا ذَلِك كُله فِي ((النُّجُوم الزاهرة)) مستوفاة -.
ثمَّ ملك هولاكو حلب وَالشَّام، [ثمَّ قصد التتار جِهَة] الديار المصرية. فَلَمَّا بلغ الْأَمِير قطز ذَلِك [كُله]- وَكَانَ استفحل أمره بالديار المصرية - كَلمُوهُ فِي السلطنة، وَالْقِيَام بملاقاة التتار؛ فَجمع قطز الْقُضَاة وأعيان الدولة؛ فَاجْتمع رَأْي الْجَمِيع على خلع الْملك الْمَنْصُور هَذَا من السلطنة؛ لصِغَر سنه، وَلعدم دَفعه لِلْعَدو المخذول؛ فَخلع وتسلطن قطز.
وَكَانَ ذَلِك فِي يَوْم السبت سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة.
وَكَانَت مُدَّة سلطنته سنتَيْن وَسَبْعَة أشهر وإثنتين وَعشْرين يَوْمًا، وَبَقِي معتقلا سنينا كَثِيرَة، إِلَى أَن مَاتَ.
وَفِي أَيَّام [الْملك] الْمَنْصُور هَذَا فِي سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَقع تَفْرِيط من الخدام الَّذين بحرم النَّبِي [صلى الله عليه وسلم]-[فاشتعلت النَّار فِي الْحرم الشريف، واحترقت سقوفه، وَاحْتَرَقَ مِنْبَر النَّبِي [صلى الله عليه وسلم]-] .
ثمَّ ظهر بعد ذَلِك نَار أُخْرَى بِالْحرَّةِ - قَرِيبا من الْمَدِينَة الشَّرِيفَة - وَكَانَت تخفى بِالنَّهَارِ وَتظهر بِاللَّيْلِ، يَرَاهَا النَّاس من مَسَافَة بعيدَة، وَيظْهر لَهَا دُخان عَظِيم؛ أَقَامَت [على ذَلِك] أَيَّامًا كَثِيرَة.