الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْملك النَّاصِر
نَاصِر الدّين، أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن السُّلْطَان [الْملك] الْمَنْصُور قلاوون.
تسلطن بعد قتل أَخِيه [الْملك] الْأَشْرَف خَلِيل فِي الْعشْر الْأَوْسَط من الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة.
[ومولده فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة] .
وَهَذِه سلطنته الأولى.
وَهُوَ [السُّلْطَان] التَّاسِع من مُلُوك التّرْك وَأَوْلَادهمْ.
وَاسْتقر نَائِبه فِي السلطنة الْأَمِير [زين الَّذين] كتبغا المنصوري.
وَاسْتقر فِي الوزارة علم الدّين سنجر الشجاعي مُضَافا للأستادارية وتدبير الدولة.
ثمَّ قبض [الْملك] النَّاصِر على جمَاعَة من الْأُمَرَاء الَّذين اتَّفقُوا على قتل أَخِيه [الْملك] الْأَشْرَف وهم: الْأَمِير نوغاي، والناق، والطنبغا الجمدار، وآق سنقر مَمْلُوك لاجين، وطرنطاى الساقي، وَمُحَمّد خواجا وأروس - وَكَانَ ذَلِك فِي خَامِس صفر - واختفى آق سنقر المنصوري ولاجين.
وَلما قبض على هَؤُلَاءِ؛ أَمر السُّلْطَان بِقطع أَيْديهم وتسميرهم؛ فسمروا وطيف بهم مَعَ رَأس بيدرا.
ثمَّ أمسك كتبغا الشجاعي لما بلغه عَنهُ أَنه يُرِيد الفتك بِهِ، وَقَتله بعض أَصْحَاب كتبغا صبرا.
واستبد كتبغا [من ثمَّ] بِأَمْر المملكة؛ لصِغَر سنّ الْملك النَّاصِر مُحَمَّد.
ثمَّ بدا لكتبغا أَن يخلع [الْملك] النَّاصِر مُحَمَّد ويتسلطن عوضه، وَاتفقَ مَعَ أكَابِر الْأُمَرَاء على ذَلِك؛ فوافقوه وخلعوا [الْملك] النَّاصِر مُحَمَّد فِي [يَوْم] الْحَادِي عشر [من] الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة، وسلطنوا كتبغا ولقبوه [بِالْملكِ الْعَادِل] ؛ فَكَانَت سلطنة [الْملك] النَّاصِر فِي هَذِه الْمرة نَحْو السّنة [الْوَاحِدَة] .
ثمَّ جهر [الْملك] الْعَادِل كتبغا [النَّاصِر] إِلَى الكرك بعد أَن قَالَ لَهُ: لَو علمت أَنهم يخلون لَك الْملك وَالله تركته، وَلَكنهُمْ لَا يخلوه لَك، وَأَنا مملوكك ومملوك والدك، أحفظ لَك الْملك، وَأَنت الأن تروح إِلَى الكرك، إِلَى أَن تترعرع [وترتجل] وتجرب الْأُمُور وتعود إِلَى ملكك، بِشَرْط أَنَّك تُعْطِينِي دمشق، وأكون بهَا مثل صَاحب حماة. فَقَالَ لَهُ الْملك النَّاصِر: نعم؛ فاحلف لي أَنَّك تبقي عَليّ نَفسِي وَأَنا أروح؛ فَحلف كل مِنْهُمَا على مَا أَرَادَهُ الآخر.
وَتوجه [الْملك] النَّاصِر مُحَمَّد إِلَى الكرك، وَأقَام [بِهِ] ، إِلَى أَن عَاد إِلَى ملكه بعد قتل [الْملك] الْمَنْصُور (لاجين حَسْبَمَا يَأْتِي [ذكره] فِي مَحَله - إِن شَاءَ الله تَعَالَى -) .