الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْملك الْكَامِل
زين الدّين، شعْبَان ابْن [الْملك] النَّاصِر مُحَمَّد ابْن [الْملك الْمَنْصُور] قلاوون.
تسلطن بِعَهْد من أَخِيه [الْملك] الصَّالح إِسْمَاعِيل.
وَلما مَاتَ أَخُوهُ الصَّالح اخْتلفت الْأُمَرَاء فِيمَن يقيمونه [فِي السلطنة] ؛ فمالت طَائِفَة إِلَى أَخِيه حاجى وَطَائِفَة إِلَى شعْبَان هَذَا.
وَقَامَ بأَمْره زوج أمه أرغون العلائي. وَحدث الْأَمِير آل ملك النَّائِب فِي سلطنته؛ فَقَالَ: بِشَرْط أَنه لَا يلْعَب بالحمام؛ فَبلغ شعْبَان ذَلِك؛ فنقم عَلَيْهِ بعد أَن تسلطن؛ وَأخرجه إِلَى نِيَابَة صفد.
وَكَانَ جُلُوس [الْملك] الْكَامِل [هَذَا] على سَرِير الْملك فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
وَهُوَ [السُّلْطَان] السَّابِع عشر من مُلُوك التّرْك، وَالْخَامِس من أَوْلَاد ابْن قلاوون.
وَلما تسلطن الْكَامِل [هَذَا] أَسَاءَ السِّيرَة فِي الْأُمَرَاء، وَصَارَ يخرج الإقطاعات بِالْبَدَلِ، وَعمل لذَلِك ديوانا، حَتَّى إِنَّه كَانَ يعين الْقدر فِي المناشير.
وَكَانَ محبا لجمع المَال، وَكَانَ شجاعا، فطنا ذكيا، لَا يخل بِالْجُلُوسِ للْخدمَة) طرفِي النَّهَار، مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من اللّعب وَاللَّهْو دَائِما، وَلَو ترك ذَلِك لَكَانَ من أحسن الْمُلُوك حَالا.
وَلما تسلطن قَالَ فِيهِ الشَّيْخ جمال الدّين [مُحَمَّد] بن نباتة الْمصْرِيّ -[رَحمَه الله تَعَالَى]-.
(جبين سلطاننا المرجى
…
مبارك الطالع البديع)
(يَا بهجة الدَّهْر إِذْ تبدى
…
هِلَال شعْبَان فِي ربيع)
وَلم تطل مُدَّة الْكَامِل [هَذَا] ، وَوَقع لَهُ مَعَ الْأُمَرَاء وَغَيرهم محن، وَاتَّفَقُوا على خلعه، وقاتلوه حَتَّى خلعوه من الْملك بأَخيه المظفر حاجى فِي يَوْم الأثنين مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة؛ فَكَانَت مُدَّة ملك شعْبَان [هَذَا] على [سلطنة] مصر سنة وَاحِدَة وَسَبْعَة عشر يَوْمًا.
قَالَ الشَّيْخ صَلَاح الدّين [خَلِيل بن أيبك][الصَّفَدِي] فِي تَارِيخه: حكى لي سيف الدّين أسنبغا دوادار الْأَمِير أرغون شاه قَالَ: مددنا السماط على أَن يَأْكُلهُ الْملك الْكَامِل، وجهزنا طَعَام حاجى إِلَيْهِ فِي حَبسه؛ فَخرج حاجى أكل السماط، وَدخل الْكَامِل، السجْن وَأكل السماط الَّذِي كَانَ لحاجى.
وَقلت فِي واقعته:
(بَيت قلاوون سعاداته
…
فِي عَاجل كَانَت بِلَا آجل)
(حل على أملاكه للردى
…
دين قد اسْتَوْفَاهُ بالكامل)
قلت: وَلما حبس الْكَامِل كَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بِهِ. وَقتل فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة [الْمَذْكُورَة] .
وَكَانَ [صفة] الْكَامِل: أشقر، أَزْرَق الْعَينَيْنِ، محدد الْأنف، تَامّ الشكل -[رَحمَه الله تَعَالَى]-.