الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الْملك] الْمَنْصُور
سيف الدّين، أَبُو بكر ابْن [الْملك] النَّاصِر مُحَمَّد ابْن [الْملك] الْمَنْصُور قلاوون.
تسلطن بعد موت أَبِيه النَّاصِر فِي صَبِيحَة يَوْم خَمِيس حادي عشْرين ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
وَهُوَ [السُّلْطَان] الثَّالِث عشر من مُلُوك التّرْك وَأَوْلَادهمْ.
جلس على سَرِير الْملك بِعَهْد من أَبِيه.
وَكَانَ [الْملك] النَّاصِر أَحْمد [أسن] من أبي بكر [هَذَا] ، غير أَن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد [بن قلاوون] مَا اخْتَار الْملك من بعده إِلَّا إِلَى الْمَنْصُور هَذَا.
وَكَانَ الَّذِي قَامَ بِأَمْر سلطنته قوصون الناصري، وَخَالف بشتك الناصري فِي ذَلِك.
وَلما تمّ أمره فِي الْملك، حسن لَهُ طاجار الدوادار مسك قوصون؛ فَمَال لإمساكه. وَكَانَ فِي الْمجْلس بعض الخاصكية؛ فَعرف قوصون بذلك؛ فاتفق
قوصون مَعَ الْأَمِير أيدغمش الْأَمِير آخور وَجَمَاعَة أخر؛ فاتفقوا على خلعه من الْملك.
وَامْتنع قوصون؛ عَن حُضُور الْخدمَة [السُّلْطَانِيَّة] ؛ فَأَرَادَ السُّلْطَان الرّكُوب على قوصون؛ فخذله أيدغمش وَمنعه؛ فَكَانَ فِي ذَلِك زَوَال ملكه.
وخلع [الْملك] الْمَنْصُور هَذَا بأَخيه عَلَاء الدّين كجك، وعمره نَحْو سِتّ سِنِين؛ فَكَانَت مُدَّة ملكه شَهْرَيْن وأياما.
وَجلسَ قوصون فِي دَار النِّيَابَة، وَأخذ الْمَنْصُور هَذَا وجهزه إِلَى قوص صُحْبَة الْأَمِير بهادر بن جركتمر، وَتوجه مَعَ الْمَنْصُور أَخَوَيْهِ: يُوسُف ورمضان. ثمَّ وَقع [لَهُ] أُمُور، وَقبض قوصون على طاجار الدوادار وغرقه. وَقتل بشتك فِي حبس الأسكندرية.
وَقبض أَيْضا على جمَاعَة كَثِيرَة من الْأُمَرَاء الَّذين كَانُوا حول الْملك الْمَنْصُور [هَذَا] . وَلما توجه [الْملك] الْمَنْصُور إِلَى قوص وَأقَام بهَا دس قوصون سرا فِي سنة إثنتين وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة إِلَى عبد الْمُؤمن متولى قوص بقتْله؛ فَقتله وَحمل رَأسه إِلَى قوصون فِي السِّرّ. وكتموا ذَلِك عَن النَّاس وأشاعوا مَوته.
فَلَمَّا أمسك قوصون تحققوا ذَلِك.
وَكَانَ [الْملك] الْمَنْصُور سُلْطَانا، كَرِيمًا، مُعظما، عَاقِلا، حمل إِلَيْهِ
فِي سلطنته مَال بشتك، وَمَال آقبغا عبد الْوَاحِد، وَمَال برسبغا؛ وَذَلِكَ مَا يُقَارب أَرْبَعَة آلَاف ألف دِرْهَم، فَوَهَبَهَا جَمِيعًا لخاصكية وَالِده، مثل: ملكتمر الْحِجَازِي صَاحب الْقصر، وَمثل ألطنبغا المارداني، ويلبغا اليحياوي وطاجار الدوادار.
وَكَانَ الْأَمِير طقز دمر الحموى الناصرى حمو الْملك الْمَنْصُور، فَلَمَّا تسلطن جعل طقزدمر نَائِب السلطنة؛ فانتظمت الْأُمُور بسلطنة الْمَنْصُور ونيابة طقز دمر أحسن نظام، وَلم يَقع فِي أَيَّامه سيف وَلَا فتْنَة، إِلَى أَن خلع ثارت الْفِتْنَة، وَأخرج طقز دمر إِلَى نِيَابَة حماة، ثمَّ قتل قوصون - حَسْبَمَا يَأْتِي ذكره -.
وَلما أحس النَّاس بقتل الْمَنْصُور بقوص نفرت الْقُلُوب من قوصون، وَعظم ذَلِك على النَّاس، لاسيما خاصكية وَالِده؛ فَكَانَ [ذَلِك] من أكبر الْأَسْبَاب فِي [هَلَاك قوصون] .