الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْملك الْمَنْصُور
على ابْن [الْملك] الْأَشْرَف شعْبَان ابْن الْأَمِير حُسَيْن - وَكَانَ حُسَيْن يلقب بالأمجد، غير أَنه لم يتسلطن - ابْن [الْملك] النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون.
تسلطن بعد خلع وَالِده الْأَشْرَف فِي حَيَاته.
نَصبه الْأُمَرَاء الخارجون عَن [طَاعَة أَبِيه]- حَسْبَمَا تقدم ذكره - فِي يَوْم الأثنين خَامِس ذِي الْقعدَة من سنة ثَمَان وَسبعين [الْمَذْكُورَة] ، وعمره نَحْو سبع سِنِين.
وَهُوَ [السُّلْطَان] الثَّالِث وَالْعشْرُونَ من مُلُوك التّرْك بديار مصر.
وَلما تمّ أَمر الْملك الْمَنْصُور، اسْتَقر آقتمر عبد الْغَنِيّ فِي نِيَابَة السلطنة على عَادَته، وَاسْتقر طشتمر المحمدي اللفاف أتابك العساكر دفْعَة وَاحِدَة، وأنعم عَلَيْهِ بِجَمِيعِ مَوْجُود الْأَمِير أرغون شاه [الأشرفي] ، وَاسْتقر قرطاي الطازي رَأس نوبَة النوب، وأنعم عَلَيْهِ بموجود صرغتمش الأشرفي، ورسم لَهما أَن يجلسا بالإيوان مَعَ نَائِب السلطنة.
وَاسْتقر أسندمر الصرغتمشي أَمِير سلَاح، ورسم لَهُ أَن يجلس فِي الميسرة، وَاسْتقر أينبك البدري أَمِير آخور كَبِيرا.
وَجَمِيع هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين كَانُوا من جملَة الأجناد والعشرات، مَا خلا أينبك؛ فَإِنَّهُ كَانَ [أَمِير] طبلخاناه.
ثمَّ أخرج طشتمر الدوادار إِلَى نِيَابَة دمشق؛ فَلم تطل مُدَّة هَؤُلَاءِ إِلَّا أَيَّامًا يسيرَة.
وَوَقع بَين قرطاي وأينبك - وهما أَصْهَار - وَحْشَة، وانتصر أينبك على قرطاي وَقَتله.
ثمَّ وَقع أُمُور، وَقتل [أينبك أَيْضا] ؛ فآل الْأَمر بعد فتن إِلَى الأميرين: برقوق العثماني وبركة الجوباني اليلبغاويان، وملكا الديار المصرية، وصارا صاحبا حلهَا وعقدها.
وَاسْتقر برقوق أَمِير آخور كَبِيرا، عوضا عَن أينبك دفْعَة وَاحِدَة من إمرة عشرَة، [وَاسْتقر بركَة رَأس نوبَة النوب دفْعَة وَاحِدَة أَيْضا من إمرة عشرَة] أَو طبلخاناه.
وَمِمَّا وَقع من الْأَعَاجِيب فِي دولة [الْملك] الْمَنْصُور هَذَا أَنه: ورد بريدي من حلب [فِي سنة إثنتين وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وعَلى يَده كتاب نَائِب حلب] يتَضَمَّن أَن إِمَامًا يُصَلِّي بِقوم، وَأَن شخصا عَبث بِهِ فِي صلَاته من بَاب المداعبة؛ فَلم يقطع الإِمَام الصَّلَاة حَتَّى فرغ، وَحين سلم انْقَلب وَجه العابث وَجه خِنْزِير وهرب إِلَى غابة هُنَاكَ؛ فتعجب النَّاس من هَذَا [الْأَمر] ، وَكتب بذلك محضرا. إنتهى!
وَاسْتمرّ الْملك الْمَنْصُور فِي السلطنة، إِلَى أَن توفّي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشْرين صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة؛ فَلم يَجْسُر برقوق أَن يتسلطن وَنصب فِي السلطنة أَخَاهُ الْملك الصَّالح حاجى.
وَكَانَت مُدَّة ملك الْمَنْصُور خمس سِنِين وَثَلَاثَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا. وَمَات وعمره إثنتا عشرَة سنة، وَدفن بتربة جدته لِأَبِيهِ خوند بركَة بالتبانة - خَارج الْقَاهِرَة -.
وَكَانَ [الْملك] الْمَنْصُور جميلا، حسن الصُّورَة، وَلم يكن لَهُ من الْأَمر شيئ لتشكر أَفعاله أَو تذم -[رحمه الله]-.