الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْملك الصَّالح
عماد الدّين أَبُو الفدا، إِسْمَاعِيل ابْن [الْملك] النَّاصِر مُحَمَّد ابْن [الْملك الْمَنْصُور] قلاوون.
تسلطن بعد توجه أَخِيه [الْملك] النَّاصِر أَحْمد إِلَى الكرك بِاتِّفَاق الْأُمَرَاء على سلطنته فِي يَوْم الْخَمِيس (ثَانِي عشْرين محرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة. وَهُوَ السُّلْطَان السَّادِس عشر من مُلُوك التّرْك، وَالرَّابِع من أَوْلَاد النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون.
وَكَانَ الْقَائِم بسلطنته الْأَمِير جنكلي بن البابا. وَحلف لَهُ الْأُمَرَاء والعساكر. وَلما تمّ أمره فِي ملك مصر اسْتَقر بالأمير آقسنقر السلارى فِي نِيَابَة السلطنة بالديار المصرية - كَمَا كَانَ أَيَّام أَخِيه النَّاصِر -.
ثمَّ أمْسكهُ وَولي النِّيَابَة للأمير آل ملك، ثمَّ مَال إِلَى النِّسَاء، وَتزَوج بنت [الْأَمِير] طقزدمر نَائِب الشَّام.
وَكَانَ [الْملك] الصَّالح هَذَا يمِيل إِلَى السودَان، وحكايته مَعَ حظيته السَّوْدَاء مَشْهُورَة - ذَكرنَاهَا فِي ((النُّجُوم الزاهرة)) -.
وَكَانَ الْمُدبر لمملكته زوج أمه أرغون العلائي.
وَلم تطل مدَّته، وَمَات فِي الْعشْرين من شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
وَكَانَت مُدَّة ملكه ثَلَاث سِنِين وشهرا وَثَمَانِية عشر يَوْمًا.
وتسلطن بعده أَخُوهُ - شقيقه -[الْملك] الْكَامِل شعْبَان الْآتِي ذكره.
وَكَانَ [الْملك] الصَّالح سَاكِنا عَاقِلا، قَلِيل الشَّرّ، كثير الْخَيْر، حُلْو الْوَجْه، أَبيض بصفرة، وعَلى خَدّه شامة، وَهُوَ أصلح حَالا من جَمِيع إخْوَته؛ لِأَنَّهُ كَانَ دينا خيرا. ورتب دروسا للقضاة الْأَرْبَعَة بمدرسة جده قلاوون وَزَاد فِي أوقاف جَامع وَالِده الَّذِي بالقلعة، وَعمر أَمَاكِن بِمَكَّة، واسْمه مَكْتُوب على رِبَاط السِّدْرَة.
وَهُوَ الَّذِي أوقف الْقرْبَة بضواحي الْقَاهِرَة بالقليوبية على الْكسْوَة.
وَلما مَاتَ قَالَ فِيهِ الصّلاح الصَّفَدِي:
(مضى الصَّالح المرجو للبأس والندى
…
وَمن لم يزل يلقى المنى بالمنائح)
(فيا ملك مصر كَيفَ حالك بعده
…
إِذا نَحن أثنينا عَلَيْك بِصَالح)