الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْملك الْمُعظم توران شاه
ابْن الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب ابْن الْملك الْكَامِل مُحَمَّد ابْن [الْملك] الْعَادِل أبي بكر بن نجم الدّين أَيُّوب، الأيوبي الْمصْرِيّ سُلْطَان الديار المصرية.
تسلطن بعد موت أَبِيه الصَّالح بِنَحْوِ شَهْرَيْن وَنصف، وَقيل: بعد أَرْبَعَة أشهر [وَنصف] وَهُوَ الْأَصَح؛ لِأَن الصَّالح مَاتَ على المنصورة فِي [نصف] شعْبَان، وأخفت زَوجته شجر الدّرّ مَوته مَخَافَة على الْمُسلمين.
وَبَايَعُوا لإبنه توران شاه هَذَا فِي غيبته.
ودبرت شجر الدّرّ أُمُور المملكة، إِلَى أَن قدم توران [شاه] من حصن كيفا فِي أول الْمحرم من سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، فتح الله على يَدَيْهِ فِي يَوْم دُخُوله؛ فتيمن [النَّاس] بطلعته.
وَلما ملك [مصر] واستفحل أمره، أَخذ يهدد مماليك أَبِيه بِالْقَتْلِ والفتك؛ فَتَنَكَّرت خواطر الْجَمِيع عَلَيْهِ، وَاتَّفَقُوا على قَتله.
ثمَّ مَا كَفاهُ ذَلِك حَتَّى صَار يتوعد شجر الدّرّ بالمصادرة، وَيطْلب مِنْهَا التحف؛ فَدفعت إِلَيْهِ شَيْئا كثيرا، وَهُوَ لَا يكف عَنْهَا الطّلب.
وَكَانَت شجر الدّرّ مطاعة؛ فَتغير خاطرها عَلَيْهِ، مَعَ مَا تنكر [من] قُلُوب مماليك أَبِيه؛ فَوَثَبُوا عَلَيْهِ فِي يَوْم الأثنين سَابِع عشْرين الْمحرم من سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة [الْمَذْكُورَة] ؛ فَلم يثبت لَهُم، وهرب وطلع إِلَى برج خشب؛ فأطلقوا فِيهِ النفظ؛ فَنزل إِلَى الخرقاة؛ فَرَمَوْهُ بالنشاب؛ فَصَارَ يَصِيح؛ مَالِي حَاجَة بِالْملكِ، دَعونِي أتوجه إِلَى الْحصن؛ فَلم يَتْرُكُوهُ، وضربوه بِالسُّيُوفِ، إِلَى أَن تلف.
وسلطنوا عَلَيْهِم شجر الدّرّ زَوْجَة أستاذهم؛ فَكَانَت مُدَّة سلطنة [الْملك] الْمُعظم توران شاه [هَذَا] على مصر دون الشَّهْر.