الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْملك السعيد
نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي، مُحَمَّد، الْمَدْعُو بركَة خَان، ابْن السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر بيبرس البندقداري، الصَّالِحِي النجمي، الْخَامِس من مُلُوك التّرْك بِمصْر.
سمي بركَة خَان على اسْم جده لأمه بركَة خَان ملك التتار بن دولة خَان الْخَوَارِزْمِيّ.
تسلطن [الْملك السعيد هَذَا] فِي حَيَاة أَبِيه الظَّاهِر صُورَة فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشر شَوَّال سنة إثنتين وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
وَأقَام الْملك [السعيد على ذَلِك سِنِين، وَلَيْسَ لَهُ من السلطنة إِلَّا مُجَرّد الِاسْم فَقَط، إِلَى أَن مَاتَ أَبوهُ] الظَّاهِر بِدِمَشْق فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور استبد بِالْأَمر؛ لِأَنَّهُ كَانَ بِمصْر وَمَات أَبوهُ بِالشَّام؛ فَكتب إِلَيْهِ الْأَمِير بيليك الخازاندار على يَد الْأَمِير بكتوت الجوكندار بِمَوْت أَبِيه؛ فأخفاه الْملك السعيد، إِلَى أَن وصلت العساكر إِلَى مصر أظهر مَوته، وَتمّ أمره فِي السلطنة.
وَكَانَ مولد الْملك السعيد [هَذَا] فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة.
ودام فِي الْملك. وسافر إِلَى الْبِلَاد الشامية، [وَعَاد إِلَى الديار المصرية] .
ثمَّ وَقع لَهُ أُمُور، وَخرج عَلَيْهِ جمَاعَة من الْأُمَرَاء والمماليك، وَكَبِيرهمْ حموه الْأَمِير سيف الدّين قلاوون الألفي الصَّالِحِي، وخلعوه من الْملك بعد وقائع - ذَكرنَاهَا فِي غير هَذَا الْكتاب - وسلطنوا أَخَاهُ سلامش عوضه؛ ولقبوه بِالْملكِ الْعَادِل؛ فَكَانَت مُدَّة سلطنة الْملك السعيد [هَذَا - أَعنِي] من يَوْم مَاتَ أَبوهُ - سنتَيْن وشهرين وَخَمْسَة عشر يَوْمًا.
وَأعْطى الكرك بعد خلعه من السلطنة؛ فَتوجه إِلَيْهَا، ودام بهَا سِتَّة أشهر وَخَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا.
وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة - رَحمَه الله تَعَالَى -.