الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْملك الظَّاهِر
ركن الدّين، بيبرس البندقدارى الصَّالِحِي النجمي. وكنيته: أَبُو الْفتُوح. تسلطن بعد قتل الْملك المظفر قطز فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة - حَسْبَمَا تقدم ذكره فِي قتل [الْملك] المظفر قطز -.
وأصل [الْملك] الظَّاهِر [بيبرس] هَذَا: أَنه كَانَ تركي الْجِنْس، أَخذ من بِلَاده، وأبيع بِدِمَشْق للعماد الصَّائِغ، ثمَّ اشْتَرَاهُ مِنْهُ الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدكين البندقدارى -[وَبِه عرف بالبندقدارى]-.
[ثمَّ لما صادر الْملك الصَّالح عَلَاء الدّين أيدكين البندقدارى] أَخذ بيبرس هَذَا مِنْهُ فِي جملَة مَا أَخذ. وَجعله من جملَة مماليكه البحرية.
وَلَا زَالَ بيبرس يترقى والأقدار تساعده، إِلَى أَن ملك مصر بعد أُمُور وَقعت لَهُ ومحن، ولقب [بِالْملكِ الظَّاهِر] .
وَمن عَجِيب الإتفاق [أَن أستاذه] أيدكين البندقداري صَار فِي سلطنته من جملَة أمرائه.
وَلما ملك [الظَّاهِر] بيبرس الديار المصرية وَتمّ أمره واستفحل أَخذ فِي الْجِهَاد، وَفتح الْبِلَاد من يَد الْعَدو؛ فَافْتتحَ غَالب بِلَاد السَّاحِل بالبلاد الشامية، ومهد الممالك، وطالت أَيَّامه وَحسنت. وَهُوَ الَّذِي استجد بِمصْر الْقُضَاة الْأَرْبَعَة. وَقد استوعبنا أُمُوره فِي عدَّة مَوَاطِن من مصنفاتنا بأطول من هَذَا.
ودام [الْملك] الظَّاهِر فِي الْملك، إِلَى أَن مَاتَ بِدِمَشْق فِي يَوْم الْخَمِيس - بعد صَلَاة الظّهْر - الثَّامِن وَالْعِشْرين من محرم سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة.
وَملك بعده ابْنه الْملك السعيد مُحَمَّد، الْمَدْعُو ((بركَة خَان)) وَكَانَ تسلطن -[الْملك السعيد]- فِي حَيَاة أَبِيه [الْملك] الظَّاهِر.
وَكَانَت مُدَّة سلطنة [الْملك] الظَّاهِر بيبرس على مصر تِسْعَة عشرَة سنة وشهرين وَنصف.
وَفِي [أَيَّام الْملك الظَّاهِر هَذَا] ورد الْخَبَر من نواحي عكا أَن سبع جزائر فِي الْبَحْر خسف بهَا وبأهلها بعد أَن [أمْطرت وأدامت] سَبْعَة أَيَّام، وَهلك مِنْهُم خلق كثير.