الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ذكر سلطنة الْملك الْأَشْرَف أينال العلائي الناصري على مصر
السُّلْطَان] الْملك الْأَشْرَف [سيف الدّين أَبُو النَّصْر، أينال العلائي الظَّاهِرِيّ ثمَّ الناصري] .
وَهُوَ [السُّلْطَان] السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ من مُلُوك التّرْك وَأَوْلَادهمْ بالديار المصرية، وَالثَّانِي عشر من الجراكسة وَأَوْلَادهمْ.
تسلطن بعد خلع [الْملك] الْمَنْصُور [عُثْمَان] فِي صَبِيحَة يَوْم الأثنين ثامن شهر ربيع الأول [من] سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة.
وأصل [الْملك] الْأَشْرَف هَذَا جاركس الْجِنْس جلبه خواجا عَلَاء الدّين إِلَى مصر؛ فَاشْتَرَاهُ [الْملك] الظَّاهِر برقوق، وَاشْترى أَيْضا أَخَاهُ طوخ -[وَكَانَ طوخ هُوَ الْأَكْبَر؛ فَأعتق طوخ]-. ودام أينال [هَذَا] فِي الرّقّ، إِلَى أَن أعْتقهُ [الْملك] النَّاصِر فرج، وَجعله فِي أَوَاخِر دولته خاصكيا.
ثمَّ تَأمر عشرَة فِي دولة المظفر أَحْمد بن شيخ فِي سنة أَربع وَعشْرين، ثمَّ جعله الْأَشْرَف برسباى أَمِير طبلخاناه وَرَأس نوبَة. ثمَّ صَار بعد قانى باى البهلوان رَأس نوبَة [ثَانِي] . ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة غَزَّة بعد عزل تمراز القرمشي فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشْرين شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، ثمَّ نَقله الْأَشْرَف برسباى لما توجه إِلَى آمد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ إِلَى نِيَابَة الرها؛ فدام بهَا، إِلَى أَن عَزله [الْأَشْرَف] عَنْهَا بالأمير شاد بك الجكمى [فِي يَوْم الثُّلَاثَاء] سَابِع عشْرين شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
وَقدم الْأَشْرَف هَذَا إِلَى مصر، على [إمرة مائَة و] تقدمة ألف - وَكَانَت بِيَدِهِ زِيَادَة على نِيَابَة الرها -؛ فدام بِمصْر، إِلَى أَن ولاه الْملك الْأَشْرَف نِيَابَة صفد [فِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر رَجَب سنة أَرْبَعِينَ، وَذَلِكَ بعد عزل يُونُس الركني الْأَعْوَر عَن نِيَابَة صفد] ؛ فاستمر بصفد، إِلَى أَن طلبه [الْملك] الظَّاهِر جقمق فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين إِلَى مصر، وأنعم عَلَيْهِ [بامرة مائَة] وتقدمة ألف [بهَا] ؛ فَلم تطل مدَّته [حَتَّى ولاه دوادارا كَبِيرا] بعد موت تغرى بردى البكلمشي المؤذي فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين، فباشر الدوادارية، إِلَى أَن نَقله [الْملك] الظَّاهِر جقمق إِلَى الأتابكية بعد موت [الأتابكي] يشبك السودوني المشد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين [وَثَمَانمِائَة] ؛ فدام أتابكا، إِلَى أَن تسلطن بعد خلع الْملك الْمَنْصُور [عُثْمَان] .
وَتمّ أمره فِي الْملك، وطالت أَيَّامه، وَحسنت، لَوْلَا [مَا شان سؤدده] أَفعَال مماليكه الأجلاب.
وَاسْتمرّ فِي الْملك، إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشر جُمَادَى الأولى بعد أَن خلع نَفسه من الْملك بِيَوْم وَاحِد.
وتسلطن وَلَده الْملك الْمُؤَيد أَحْمد، وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب الْقلَّة، وَدفن من يَوْمه قبيل الْعَصْر بقبته الَّتِي بناها بمدرسته خَارج الْقَاهِرَة بالصحراء، وَقد ناهز الثَّمَانِينَ [من الْعُمر] .
وَكَانَت صفته: للسمرة أقرب، [طوَالًا] ، وبلحيته قلَّة؛ وَلِهَذَا كَانَ يعرف بالأجرود. وَكَانَت مُدَّة ملكه ثَمَانِي سِنِين وشهرين وَسِتَّة أَيَّام.
وَكَانَت أَيَّامه غرر [أَيَّام] ؛ لقلَّة ظلمه، وَعدم سفكه للدماء، ولتجاوزه عَن الذُّنُوب وَالْخَطَأ، إِلَّا أَنه لم يسلم من سؤ سيرة مماليكه، وَإِلَّا كَانَ خير مُلُوك التّرْك -[رحمه الله]-.