الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جيءَ بِبَعضِ هذه الموادِّ، ووُضِعَت على جرحِ الإنسانِ، فإذا هو يلتئِمُ في ثلثِ الوقتِ الذي مِن عادتِه أن يلتئمَ مِن عشرةِ أيامٍ إلى ثلاثة أيامٍ بتأثيرِ هذه الموادِّ، دونَ أنْ يكونَ لهذه الموادِّ أعراضٌ جانبيَّةٌ، قال العلماءُ:"وكأنَّ هذه الموادَّ المتنوّعةَ بعضُها للتخثيرِ، وبعضُها لِشَدِّ الجلدِ والعضلاتِ، وبعضُها مادّةٌ لاصقةٌ"، كأنّ هذه الموادَّ تتعاونُ فيما بينها، وتنسِّقُ وظائفَها، وكأنَّها واعِيَةٌ هادفةٌ تتعمَّدُ الوُصولَ إلى نتيجةٍ واحدةٍ، ألا وهي سُرعةُ التئامِ الجروحِ.
إنّ هذه الآيةَ الكَوْنيَّةَ مِصْداقُ قولِ اللهِ تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى} [طه: 50] .
عِلمٌ ما بعده علم، وقدرةٌ ما بعدها قدرةٌ، لذلك قال بعضُ العلماءِ:"كلُّ إنسانٍ لا يرَى مِن هذا الكونِ قوَّةً هي أقوى ما تكونُ، عليمةً هي أَعْلَمُ ما تكونُ، حكيمةً هي أَحْكَمُ ما تكونُ، رحيمةً هي أرحمُ ما تكونُ، فهو إنسانٌ حيُّ الجسدِ، ولكنَّهُ ميِّتُ القلبِ والعقلِ"، ففي كلِّ شيءٍ له آية تدلّ على أنَّه واحد لا شريكَ له.
أسماك البحر الكهربائية
يقولُ العلماءُ: "ما مِن كائنٍ حيٍّ إلا وفي نشاطِه الحيويِّ طاقةٌ كهربائيّةٌ"، فالقلبُ مثلاً يولِّدُ تيَّاراً كهربائيّاً تُعادِل شدّتُه واحداً بالمئة من الفولطِ، وما عملُ أجهزةِ قياسِ ضرباتِ القلبِ إلاّ عن طريقِ هذا التيارِ الكهربائيِّ الذي يولِّدُه هذا القلبُ، لذلك تُسمَّى هذه الأجهزةُ أجهزةَ التخطيطِ الكهربائيِّ، هذا شيءٌ معلومٌ، فأيُّ عضلةٍ مِن حركتِها تتولّدُ طاقةٌ كهربائيّةٌ، هي مِن الشدّةِ حيثُ يتحمّلها الإنسانُ، ولكنّ الشيءَ الذي لا يُصدَّقُ أنّ بعضَ الأصنافِ في البحارِ تولِّدُ تياراتٍ كهربائيّةً تزيدُ شدّتُها على مئتين وعشرين فولطاً، وأنّ هذه الأسماكَ تُدافعُ عن نفسِها عن طريقِ إرسالِ صَعقةٍ كهربائيّةٍ تُميتُ خصْمَها في أعماقِ البحارِ، وأنّ بعضَ الأصنافِ الأخرى تزيدُ شدّةُ التيارِ الذي تولِّدُه من جَنْبَيْها على ستّمئة فولطٍ، وقد أُخِذَتْ بعضُ هذه الأسماكِ، ووُضِعَتْ في أحواضٍ، ووُضِعَ في هذه الأحواضِ مصابيحُ كهربائيّةٌ، فاستطاعَتِ السمكةُ الواحدةُ أنْ تجعلَ ستّة مصابيحَ كهربائيّةٍ - وطاقةُ المصباحِ الواحد مئةُ واطٍ - أن تجعلها تتألّق جميعاً لعدّة ثوانٍ.