الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعضُ الحيتانِ، ولها اسمٌ غريبٌ، على جسمِها صفٌّ متصلٌ من المصابيحِ كبعضِ الشاحناتِ التي نراها في الطرقاتِ ليلاً.
وبعضُ هذه الأسماكِ يستخدمُ إطفاءَ الأضواءِ أحدَ وسائلِ الدفاعِ عن ذاتِها، فإذا اقتربَ منها عدوٌّ أطْفَأَتِ الأنوارَ، وغابتْ عن الأنظارِ.
أغْربُ شيءٍ في هذا الموضوعِ العلميِّ أنّ الإنسانَ حينما يولِّدُ الضوءَ عن طريقِ استهلاكِ الطاقةِ، يُسْتهلَكُ جزءٌ كبيرٌ من الطاقةِ على شكلِ حرارةٍ لا يحتاجها، وهذه الحرارةُ طاقةٌ مهدورةٌ، لذلك ما مِن تَأَلُّقِ مصباحٍ إلاّ وفيه حرارةٌ كبيرةٌ جداً، هذه الحرارةُ طاقةٌ مهدورةٌ، إلا أنّ الأسماكَ تصدرُ هذه الأضواءَ دونَ أن يسخُنَ جسمُها أبداً.
يقولون: إنّ في البحارَ مليونَ نوعٍ من الأسماكِ، وإن في البحارِ تنوعاً في المخلوقاتِ يدهشُ العقولَ، وهذا كلُّه من خلقِ اللهِ، وهذا كلُّه مُسَخَّرٌ للإنسانِ، وهذا الإنسانُ الذي سُخِّرَتْ له كلُّ هذه المخلوقاتِ في غفلةٍ عن ربِّه، قال تعالى:{تُسَبِّحُ لَهُ السماوات السبع والأرض وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولاكن لَاّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} [الإسراء: 44] .
فهذه المخلوقاتُ تسبِّح ربَّها، وأمّا الإنسانُ الذي سُخِّرَتْ له كلُّ هذه المخلوقاتِ فهو في غفلةٍ عن ربِّه من جهةٍ، وفي معصيةٍ له من جهةٍ أخرى.
الطيور
الطيور وإمكاناتها التي تفوق الطائرات والإنسان
جاء في مقدّمةِ موسوعةٍ علميةٍ عملاقةٍ عن الطيرانِ: "إنه ما مِن طائرةٍ صَنَعَها الإنسانُ، ترتقِي إلى مستوى الطيرِ، أو تجرُؤُ على أنْ تقتربَ منه".
فالطيورُ التي خَلَقَها اللهُ سبحانه وتعالى آيةٌ من آياته، وقد وَصَفَها عز وجل بقوله:{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطير فَوْقَهُمْ صافات وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَاّ الرحمان إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك: 19] .
إنّ الطيورَ مِن أكثرِ مخلوقاتِ اللهِ جمالاً، ومِن أجملِها نغماً، ومِن أكثرِها استحواذاً على الإعجابِ، تُوجَدُ في كلِّ بقعةٍ من بقاعِ العالمِ؛ في أطرافِ المناطقِ القُطبيةِ، في قِمَمِ الجبالِ الشامخةِ، في أكثرِ البحارِ هيجاناً، في أكثرِ الغابات ظلمةً، في أكثر الصحارى عُرياً، في أكثرِ المدنِ ازدحاماً.
عَدّ العلماءُ حتى هذا التاريخِ مِن أنواعِ الطيورِ ما يزيدُ على تسعةِ آلافِ نوعٍ، وقد زوّدَ اللهُ سبحانه وتعالى الطيرَ بوزنٍ خفيفٍ، يُعِينُه على الطيرانِ، وأكياسٍ هوائيةٍ منتشرةٍ في كلِّ أماكنِ جسمِه، تخفِّفُ مِن وزنِه، وتبرِّدُ عضلاتِه الحارّةِ، بسببِ شدّةِ الخَفَقانِ، وجَعَلَ عظامَه مجوَّفةً، وجَعَلَ ريشَه خفيفاً، لِيُعِينَه على الطيرانِ، وأمدَّه بميزاتٍ يحتاجُها في طيرانِه.
وهو يتمتَّعُ بقوّةِ البصرِ، بل إنَّ قوةَ بصرِ بعضِ الطيورِ تزيدُ على قوةِ إبصارِ الإنسانِ ثمانيةَ أضعافٍ، وإنّ بعضَ أنواعِ الطيورِ يرى فريستَه على بُعْدِ ألفينِ مِن الأمتارِ، والعينُ عندَ الطائرِ أكبرُ حجماً مِن مُخِّهِ، وتستطيعُ أنْ ترى عينُه دائرةً تامّةً، أمّا الإنسان فيرى مئةً وثمانين درجةً، وحينما يديرُ وجْهَهُ ورأسَه تتّسعُ هذه الدرجاتِ، لكنَّ الطائرَ مزوَّدٌ بعينين جانبيتين، تمسَحَانِ الدائرةَ بأكملِها، دونَ أن يديرَ رأسَه وجسمَه.
فبعضُ أنواعِ الطيورِ يرى الجيفةَ على ارتفاعِ ألفيْ مترٍ، يراها واضحةً، وبعضُها يرى البيضةَ على الأشجارِ تحتَ الأوراقِ، وبعضُها الآخرُ يرى السمكةَ في الماءِ، وهو في أعالي الجوِّ فيهوي في الماء، وينقضُّ عليها ليأكلَها.
والطائرُ له سرعةٌ تزيدُ على مئةٍ وثلاثين كيلو متراً في الساعةِ، وبعضُ أنواعِ الطيورِ يقطعُ ستةَ آلافِ كيلو مترٍ دونَ توقُّفٍ، يطير ستّاً وثمانين ساعة بلا توقّفٍ، أيُّ طائرةٍ تقطعُ هذه المسافةَ، ستّاً وثمانين ساعة دون توقّف؟ ودونَ تزوُّدٍ بالوقودِ، أو بالطعامِ، أو بالشرابِ؟ :{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطير فَوْقَهُمْ صافات وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَاّ الرحمان إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك: 19] .