الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاء في بعضِ التفاسيرِ أنّ بيتَ العنكبوتِ ضعيفٌ لأنه لا يغني عنها من حرٍّ، ولا من قرٍّ، ولا من مطرٍ، ولا من رياحٍ، وهو ضعيفٌ لتفاهتِه، وحقارتِه، هكذا وردَ في بعضِ التفاسيرِ، لكن أستاذاً في علمِ الحشراتِ، في كُلِّيةِ العلومِ في جامعةِ القاهرةِ قال في بعض كتبه العلميّةِ:"إنّ في قوله تعالى: {كَمَثَلِ العنكبوت اتخذت بَيْتاً} إعجازاً علميّاً؛ حيث إنّ التي تبني البيتَ هي الأنثى، فجاءت تاءُ التأنيثِ في قولهِ: {كَمَثَلِ العنكبوت اتخذت بَيْتاً} ".
الأنثى هي التي تغزِلُ البيتَ، وهي التي تُرغِّبُ الذَّكَرَ في الدخولِ إلى البيتِ، حيث تقومُ أمامه بحركاتٍ مُغريةٍ، وتُسمِعُه بعضَ الألحانِ الطنّانةِ، فيأوي إلى بيتِها، وبعدَ التلقيحِ تأكلُه إنْ لم يفرّ ويهرب، وتفترسُه، وتأكلُ أولادَها من بعدُ إنْ لم يفرّوا، ويأكلُ بعضُ أولادِها بعضاً، فضعفُ بيتِ العنكبوت إضافة إلى ضعفِ بنيتِه، هو ضعيف في علاقاتِه الداخليةِ، وقد يُجمعُ الضَّعفانِ في ضعفٍ واحدٍ.
وقيل: إنّ الذي يسمحُ لزوجته أنْ تطغَى عليه، ويخضعُ لمشيئتِها، وينساقُ إلى أوامرِها، فيطيعها فيما لا يرضي اللهَ فهو كالأنعامِ، بل هو أضلُّ سبيلاً؛ لأنّ خضوعَ الذَّكرِ للأنثى لا يكونُ إلا عند الحيواناتِ والبهائمِ.
والمسلمون اليومَ في محنتِهم مع أعدائِهم اليهودِ ومَن كان وراءَهم، إذا اعتمدوا على غيرِ الله، وركنوا إلى قُوى الأرضِ، واستسلموا لها فمثلُهم:{كَمَثَلِ العنكبوت اتخذت بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ البيوت لَبَيْتُ العنكبوت لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 41] .
قرون الاستشعار في الحشرات
اخترع الإنسانُ المراصدَ ليرصدَ حركاتِ النجومِ، والأجسامَ المتحركةَ، والمناخَ، مَن يصدِّقُ أنّ في الكائناتِ الحية قرونَ استشعارٍ تقومُ بوظائفَ يعجزُ عنها الإنسان؟
في الحشراتِ الدنيا التي نحتقرُها أجهزةٌ تضاهِي أدقَّ الأجهزةِ التي اخترَعَهَا الإنسانُ، قالَ العلماءُ:"إنّ في بعضِ الحشراتِ قرونَ استشعارٍ فيها مستقبلاتٌ كيميائيةٌ، تستقبل الروائحَ والعطورَ، وروائحَ الموادِّ، فتبني حركتَها وبحْثَها عن رزقِها وَفقَ المعطياتِ التي تقدِّمُها هذه المستقبلاتُ الكيميائيةُ".
وفي بعضِ الحشراتِ قرونُ استشعارٍ فيها مستقبلاتٌ ميكانيكيةٌ تسمعُ بها الأصواتَ، وتحسُّ بها حركةَ الرياحِ كما هو موجودٌ عند بعض أنواع الذبابِ، وهذه المستقبلاتُ الميكانيكيةُ تتأثرُ بالحركةِ، أمّا الأولى فتتأثّرُ بالتركيبِ الكيميائيِّ.
شيءٌ آخرُ: بعضُ الحشراتِ لمجردِ أنْ يكونَ هناكَ مادةٌ حلوةٌ تأتي فوراً، كيف أَتَتْ؟ إنها أَتَتْ عن طريقِ المستقبِلاتِ الكيميائيةِ.
كيف أَتَتْ هذه الذبابةُ الكبيرةُ إلى هذا المكانِ؟ إنها أتَتْ لوجودِ حيوانٍ ميتٍ، هذه الرائحةُ انتشرتْ في الجوِّ، وتأثرتْ بها هذه الذبابةُ، فجاءتْ إلى هذا المكانِ، هذه مستقبلاتٌ كيميائيةٌ، لكنّ الأغربَ مِن هذا أنّ هناك مستقبلاتٍ في بعضِ الحشراتِ تتحسَّسُ بالأشعةِ تحتَ الحمراءِ، فإذا استمرَّ إحساسُها بهذا الشيء الحارِّ، وبهذه الأشعةِ فهي على استقامةٍ معه، وإذا جاءَ الإحساسُ نوبياً، فهي تقطعُه عرضياً، فإذا جاءتْ على محورِه يستمرُّ هذا الإحساسُ، وتتّجهُ إليه، وهذا الجهازُ موجودٌ في البعوضةِ، فلو أنّ رجُليْن نائمين على فراش، الأولُ مصابٌ بالحمى، حرارته مرتفعة، فإنّ البعوضةَ على بُعْدِ ثلاثةِ أمتارٍ تميِّزُه، لأنّ عندها قرونَ استشعارٍ، فيها نهاياتٌ تتحَسَّسُ بالأشعة تحتَ الحمراءِ، فتأتي إليه وحْدَه.