الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما قُدِّمَ بحثٌ ثالثٌ عن الحبةِ السوداءِ خلاصتُه أنها دواءٌ فعالٌ للرَّبْوِ المنتشرِ، ولم يعرفِ الأطباءُ على وجهِ التحديدِ مبعثَه، وعلاجَه إلى يومنا هذا.
أما العلماءُ العربُ الذين كتبوا في الطبِّ، كابن سينا في كتابه "القانون"، وهو من أشهرِ كُتب الطبِّ، فيرى هذا المؤلِّفُ الطبيبُ أنّ الحبةَ السوداءَ مضادةٌ للزكام، مدرّةٌ للبولِ، مفتِّتةٌ للحصَى في المثانةِ والكُلى، وهي مدِرَّةٌ لحليبِ الأمِّ، مسكِّنةٌ للصداعِ، وتزيلُ الثآليلَ.
وقد يأتي زمانٌ يكتشفُ فيه الناسُ شيئاً آخرَ من هذه الحبةِ السوداءِ، لذلك يجب أن نأخذَ بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم، فـ:"عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ"، و (عليكم) هنا اسمُ فعلِ أمرٍ بمعنى افعلوا، أيْ كُلُوها، "فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ"، وَالسَّامُ: الْمَوْتُ.
منافع الزنجبيل
جَمَعَ أحَدُ الأطبّاءِ الآياتِ التي وردتْ في القرآنِ الكريمِ، والتي وَرَدَ فيها أسماءُ الأعشابِ التي تُصَنَّفُ في بابِ التوابلِ، فرأى ثلاثَ موادَّ وردتْ في آياتٍ مِنَ القرآنِ الكريمِ:
المادةُ الأولى هي الزنجبيلُ، قال تعالى:{وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً} [الإنسان: 17] .
والمادة الثانية هي المِسك.. قال عز وجل: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: 26] .
والمادة الثالثة هي الكافورُ، قال سبحانه، وهو أصدقُ الفائلين:{إِنَّ الأبرار يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً} [الإنسان: 5] .
والحديثُ هنا عن الزنجبيل، هذا الطبيبُ قرأَ كلَّ ما كُتِبَ عن الزنجبيلِ في كُتُبِ الطبِّ القديمَةِ، وقرأَ سبعةَ بحوثٍ علميةٍ صدرتْ عن مراكزَ علميةٍ رصينةٍ، وقد أشارَ في مقالتِه إلى أسماءِ البحوثِ التي صدرتْ حولَ هذه المادةِ، فكان الشيءُ الذي يَلفتُ النظرَ:
إنَّ الزنجبيلَ كما وَرَدَ في كتبِ الطبِّ القديمةِ مسخِّنٌ للجسمِ، ومُعِينٌ على الهضمِ، ومُلَيِّنٌ للبطنِ، ومطهِّرٌ ومُقَوٍّ، وينفعُ الزنجبيلُ في التهابِ الحَنجرةِ، ويعالجُ الرَّشحَ، ومسكِّنٌ قويٌّ لالتهابِ المفاصلِ، ومسكِّنٌ قويٌّ للمغصِ المَعَوِيّ، ومُضادٌّ للغَثَيانِ، خلاصتُه المائيَّةُ دواءٌ جيدٌ لأمراضِ العينِ، وَرَدَ هذا في الكتبِ القديمةِ، فماذا وَرَدَ في الكتبِ الحديثةِ؟
في الأبحاثِ الحديثةِ التي أَجْراها علماءُ لا يعرفون أنّ هذه المادةَ وَرَدَتْ في القرآنِ الكريمِ، فقالوا: الزنجبيلُ مُنعشٌ للقلبِ والتنفُّسِ، مُقَوٍّ لتقلُّصِ عضلةِ القلبِ، أيْ إنّه مماثلٌ تماماً للديكوكسين، والزنجبيلُ مُوَسِّعٌ للأوعيةِ والشرايينِ، يمنعُ تجمُّعَ الصُّفيحاتِ الدمويةِ، إذاً هو مميّعٌ للدمِ، يفيدُ في أمراضِ الجلطاتِ الدماغيةِ، والقلبيةِ، وخثراتِ الأطرافِ، يخفِّضُ مِن ارتفاعِ الضغطِ الدمويِّ، وخافضٌ للكولسترولِ.
لماذا وَرَدَ هذا العنصرُ في القرآنِ الكريمِ؟ أَلَهُ كلُّ هذه الميزاتِ؟ وهذا الذي أذْكُرُهُ لكم بعضُ ما جاء في المقالةِ الطويلةِ الآنفةِ الذِّكر عن منافعِ الزنجبيلِ.
فأنْ يكونَ هذا العنصرُ في الوقتِ نفسِه موسِّعاً للشرايينِ والأوردةِ، مقوِّياً لعضلةِ القلبِ، خافضاً للكولسترول، خافضاً للضغط، مميِّعاً للدمِ، ثم إنه يؤثِّر تأثيراً إيجابياً في الشفاءِ مِن التهابِ المفاصلِ، فهذا من عجيبِ خَلقِ اللهِ سبحانه.
قال ابنُ القيّم: "الزنجبيلُ مسخِّنُ مُعِينٌ على هضمِ الطعامِ، مليِّنٌ للبطنِ تلييناً معتدلاً، نافعٌ من سددِ الكبدِ العارضةِ عن البردِ والرطوبةِ، ومن ظلمةِ البصرِ الحادثةِ عن الرطوبةِ، أكلاً واكتحالاً، معينٌ على الجماعِ، وهو محلِّلٌ للرياحِ الغليظةِ الحادثةِ في الأمعاءِ والمعدةِ، وبالجملةِ فهو صالحٌ للكبدِ والمعدةِ الباردتَي المزاج".