الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقولُ هذا العالِمُ الألمانيُّ: "ولكنِّي أخذتُ هذه المسألةَ مِن وجهةِ نظرٍ أخرى، وفكَّرتُ: لماذا لا يكونُ وراءَ هذه القطعةِ مِنَ الخشبِ، والتي سَمَّيتُها فرشاةَ الأسنانِ العربيةَ حقيقةٌ علميةٌ، وتمَنَّيْتَ لو استطعتُ إجراءَ التجارِبِ عليها، ثم سافرَ زميلٌ لي إلى السودانِ، وعادَ، ومعه مجموعةٌ منها، وفوْراً بدأتُ إجراءَ تجارِبي عليها، سَحَقْتُهَا، وبلَّلتُها، ووضعتُ المسحوقَ المبَلَّلَ على مزارعِ الجراثيمِ، فظهرتْ لي المفاجأةُ التي لم أكنْ أتَوَقَّعُها، ظهرتْ على مزارعِ الجراثيمِ الآثارُ نفسُها التي يحقِّقها البنسلين، وهي مادةٌ فعَّالةٌ في قتلِ الجراثيمِ"، هذا ما قالَه العالِمُ الألمانيُّ المتخصِّصُ في علمِ الجراثيمِ والأوبئةِ.
قال ابنُ القيَّم: "وفي السواكِ عدةُ منافعَ؛ يطيِّبُ الفمَ، ويشدُّ اللِّثَةَ، ويقطعُ البلغمَ، ويجلو البصرَ، ويُذهِبُ بالحَفَرِ، ويصحُّ المعدةَ، ويصفِّي الصوتَ، ويعينُ على هضمِ الطعامِ، ويسهِّلُ مجاري الكلامِ، وينشّطُ للقراءةِ، والذِّكرِ، والصلاةِ، ويطردُ النومَ، ويرضِي الربَّ، ويُعجِبُ الملائكةَ، ويُكثِرُ الحسناتِ".
وقال: "وأصلِحُ ما اتُّخِذَ السواكُ مِن خشبِ الأراكِ ونحوِه، ولا ينبغي أنْ يؤخَذَ مِن شجرةٍ مجهولةٍ، فربما كانت سُمّاً، وينبغي القصدُ في استعمالِه، فإنْ بالغَ فيه فربما أذهبَ طلاوةَ الأسنانِ، وصقالتَها، وهيّأها لقبولِ الأبخرةِ المتصاعِدةِ منَ المعدةِ والأوساخِ".
الحيوان
قلب الأم في الكائنات الحية
من آياتِ اللهِ سبحانه وتعالى الدالَّةِ على عظمتِه قلبُ الأمِّ، ليس ذلك القلبَ الماديَّ، المؤلَّفَ من أذينين وبطينين، وشرايين، وأوردةٍ، ولكنه قلبُ النفسِ، العلماءُ يقولون: إنَّ أقوى الدوافعِ في النوعِ البشريِّ دافعُ الأمومةِ، بل إنَّ دافعَ الأمومةِ أقوى الدوافعِ في الكائنات الحيةِ، والشواهدُ على رحمةِ الأمِّ في الكائناتِ الحيةِ لا في البشرِ وحْدَهم أكثرُ من أنْ تُحْصَى.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلاً، فَانْطَلَقَ إِنْسَانٌ إِلَى غَيْضَةٍ فَأَخْرَجَ مِنْهَا بَيْضَ حُمَّرَةٍ، فَجَاءَتْ الْحُمَّرَةُ تَرِفُّ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرُؤُوسِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:"أَيُّكُمْ فَجَعَ هَذِهِ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: أَنَا أَصَبْتُ لَهَا بَيْضاً، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ارْدُدْهُ"، وفي رواية: وَقَالَ: "رُدَّهُ رَحْمَةً لَهَا"، وفي رواية أبي داود:"تفرش جناحها"، بدل "ترفُّ".
قال العلماء: "تحمل الدِّبَبة، والكلابُ، والقطط أولادَها بأنيابِها الحادّةِ، وتعدو بها مسافاتٍ شاسعةً دون أنْ تخدشَ جلدَها.
يعيش الإكسيلوب منفرداً في فصل الربيع، ومتى باض مات، فالأمُّ لا ترى صغارها التي لا تستطيعُ الحصول على غذائها لمدةِ سنّة، بل تضعُ الأمُّ ثمّ تموتُ، وهذا الذي وضعَتْه مِن أين يتغذّى؟ لن يستطيعَ أن يأكلَ مباشرةً إلا بعدَ سَنةٍ، ما الذي يحصل؟ تحفر الأمُّ في خشبٍ حفرةٌ مستطيلةٌ تجلبُ طلْعَ الأزهارِ، وبعضَ الأوراقِ السكريةِ، وتحشو به ذلك السردابَ، ثم تبيضُ بيضةً، ثم تأتي بنشارةِ خشبٍ، وتجعلُها سقفاً لهذا السردابِ، وبعْدَها تموتُ، وبعد أن تفقسَ يخرج البيضُ، وتجدُ طعاماً يكفِيها سنةً، {قَالَ رَبُّنَا الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى} [طه: 50] .
إنها حشرة تُدعى الحفَّار، تحفرُ أنثاهُ نفقاً في الأرضِ، ثم تبحثُ عن دودةٍ تَلْسَعُها، وتُخَدِّرُها، ولا تميتُها، ثم تسحبُها إلى النفقِ، ثم تضعُ البيضَ، وتسدُّ النفقَ، وقد هيَّأَتْ للصغارِ طعاماً طازجاً يكفيها مدةً طويلةً، وبعدها تموتُ.
بعضُ أنثى الطيرِ تطعِمُ صغارَها أكثرَ مِن ألفٍ وثلاثمئة مرةٍ في اليومِ، تُلقِم صغارَها الطعامَ، ما بين الفجرِ والغروبِ.
والناقةُ تبكي على فَقْدِ صغارِها، والكلبةُ تبكي على جَرْوِها الميتِ.