الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«إن القوّة الحصن ومن رباط الخيل الحجورة [1] » الإناث.
وروى عقبة بن عامر أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قال: «ألا هو الرمى [2] »
؛ وقد يجوز أن يكون اللفظ جامعا للحصن والرمى لأن كليهما قوّة. والله تعالى أعلم.
ذكر ما قيل فى السلاح وأوصافه
والسّلاح ما قوتل به. والجنّة اسم لما اتّقى به، كالدّرع والتّرس ونحوهما.
وقال العتبىّ: بعث عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى عمرو بن معديكرب أن يبعث إليه بسيفه المعروف «بالصّمصامة» فبعث اليه به؛ فلما ضرب به وجده دون ما بلغه عنه، فكتب اليه فى ذلك؛ فأجابه يقول: إنما بعثت الى أمير المؤمنين بالسيف ولم أبعث له بالساعد الذى يضرب به.
وسأله عمر يوما عن السلاح فقال: ما تقول فى الرمح؟ قال: أخوك وربما خانك فانقصف؛ قال: فما تقول فى التّرس؟ قال: هو المجنّ وعليه تدور الدوائر؛ قال: فالنّبل؟ قال: منايا تخطئ وتصيب؛ قال: فما تقول فى الدّرع؟ قال:
مثقلة للراجل مشغلة للراكب وإنها لحصن حصين؛ قال: فما تقول فى السيف؟
[1] الحجورة: جمع حجر بالكسر، وهى الأنثى من الخيل. فذكر «الإناث» تفسير من المؤلف أو ممن نقل عنه المؤلف.
[2]
كذا فى الأصل، وفى صحيح مسلم بإسناده الى عقبة بن عامر أنه كان يقول:«سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوّة ألا إن القوة الرمى ألا إن القوة الرمى ألا إن القوة الرمى» .
قال: هنالك قارعتك أمك عن الثّكل [1] ؛ قال: [بل [2]] أمّك! [قال: [3]] بل أمك يا أمير المؤمنين! فعلاه أمير المؤمنين بالدّرّة. وقيل: بل قال له- لما قال عمر بل أمك- قال: أمى يا أمير المؤمنين «والحمّى أضرعتنى لك» أراد أن الإسلام قيدنى، ولو كنت فى الجاهليّة لم تكلمنى بهذا الكلام. وهو مثل تضربه العرب إذا اضطرّت للخضوع.
ومثل ذلك قول الأغرّ النهشلىّ لابنه لما بعثه لحضور ما وقع بين قومه فقال:
يا بنىّ، كن يدا لأصحابك على من قاتلهم، وإياك والسيف فإنه ظلّ الموت، واتّق الرمح فإنه رشاء المنيّة، ولا تقرب السهام فإنها رسل تعصى وتطيع. قال: فبم أقاتل؟
قال: بما قال الشاعر:
جلاميد أملاء [4] الأكفّ كأنها
…
رءوس رجال حلّقت فى المواسم
فعليك بها وألصقها بالأعقاب والسّوق.
[1] رواية عيون الأخبار (المجلد الأول ص 130) كرواية الأصل، غير أن اسم الإشارة فيه «ثم» وفى الأغانى (ج 14 ص 137 طبع بولاق) : «قال: عنه قارعتك لأمك الهبل
…
» . ولعله يريد- على رواية الأصل وعيون الأخبار- أن يصف السيف بأنه أقتك أنواع السلاح وأروعها، فسلك الى هذا سبيل الكناية فعبر بجملة لازمها يدل على ما يريد أبلغ دلالة إذ يقول: هنالك، أى اذا ذكر السيف أو تقارعت السيوف، قارعته أمه ودافعته عن الثكل والهلاك إشفاقا عليه، فان الاشفاق أعظم ما يكون على المنازل اذا كان السلاح السيف، لأن ضرباته صائبة وقاتلة.
[2]
زيادة عن عيون الأخبار طبع دار الكتب المصرية المجلد الأول ص 130
[3]
زيادة يقتضيها سياق الكلام.
[4]
فى الأصل: «جلاميد ملء للأكف
…
» وفيه تحريف. وما أثبتناه عن الكامل للمبرد طبع أوربا ص 333 وأساس البلاغة مادة «ملأ» وفيه يقال: «حجر ملء الكف وأحجار أملاء الأكف» ثم استشهد على ذلك بهذا البيت. وفى عيون الأخبار: «جلاميد يملأن الأكف
…
» .