الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - بَابُ فَضْلِ صَلَاةِ العَصْرِ
554 -
حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي البَدْرَ - فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا
عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ} [ق: 39]، قَالَ إِسْمَاعِيلُ:«افْعَلُوا لَا تَفُوتَنَّكُمْ» .
(لا تضامون): بضم أوله مخففًا، أي: لا يحصل لكم ضيم.
(ثم قرأ قبل طلوع الشمس وقبل الغروب)، زاد مسلم:"يعني العصر والفجر".
قال العلماء: ووجه مناسبة ذكرهما عند الرواية: أن الصلاة أفضل الطاعة، وهاتان أفضل الصلوات، فناسب أن يجازي المحافظ عليهما بأفضل العطايا، وهو النظر إليه تعالى.
555 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ وَصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ".
(يتعاقبون) أي: تأتي طائفة عقب طائفة، ثم تعود الأولى عقب الثانية، والواو في الفعل علامة الفاعل على حد:"أكلوني البراغيث" قاله جماعة.
والصواب: أنه من تصرف الرواة، فقد أخرجه البزار بلفظ: "إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار
…
" الحديث
قاله أبو حيان، وهو بهذا اللفظ في "الصحيح" أيضًا.
وهل تعم الحفظة أو غيرهم؟ قولان: الأظهر الثاني.
(ثم يعرج الذين باتوا) أي: في صلاة الفجر، ويعرج الذين قالوا في صلاة العصر، فترك اكتفاء.
وقيل: إن الاجتماع خاص بالفجر، وذكر صلاة العصر وهم، لأن الثابت من طرق كثيرة هو الاقتصار على الفجر، وبه فسر قوله تعالى:{إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} ، أي: تشهده ملائكة الليل والنهار.
وقيل: استعمل "باتوا" بمعنى "أقاموا"، سواء كان ليلًا أو نهارًا، وهذا أصح وأقوى، ويؤيده رواية النسائي:"الذين كانوا فيكم"، ولابن خزيمة وغيره:"يجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر، فيجتمعون في صلاة الفجر، فتصعد ملائكة الليل، وتثبت ملائكة النهار، ويجتمعون في صلاة العصر، فتصعد ملائكة النهار، وتثبت ملائكة الليل".
(فيسألهم
…
الحديث)، قال عياض: "من لطف الله بعباده وإكرامه