الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ، فَرُبَّمَا سَأَلُوهُ: ثُمَّ سَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ.
(ثنا إسحاق): هو ابن منصور.
(إحدى صلاتي العشى)، للحموي والمستملي:"العشاء" بالمد، وهو وهم، فقد صح أنها الظهر أو العصر، وابتداء العشى من الزوال.
(ووضع يده اليمنى)، للكشميهني:"خده الأيمن"، وهو أشبه لئلا يلزم التكرار.
(فربما سألوه: ثم سلم) أي: ربما سألوا ابن سيرين: هل في الحديث: "ثم سلم"؟
(نبئت)، قاله ابن سيرين، وقد أبهم ثلاثة أنفس بينه وبين عمران بن حصين، فقد أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من طريق "أشعث" عن ابن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمه أبي المهلب، عن عمران.
89 - بَابٌ: المَسَاجِدُ الَّتِي عَلَى طُرُقِ المَدِينَةِ، وَالمَوَاضِعِ الَّتِي صَلَّى فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
483 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَتَحَرَّى أَمَاكِنَ مِنَ الطَّرِيقِ فَيُصَلِّي فِيهَا، وَيُحَدِّثُ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُصَلِّي فِيهَا «وَأَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَمْكِنَةِ» . وَحَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَمْكِنَةِ، وَسَأَلْتُ سَالِمًا، فَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا وَافَقَ نَافِعًا فِي الأَمْكِنَةِ كُلِّهَا إِلَّا أَنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِي مَسْجِدٍ بِشَرَفِ الرَّوْحَاءِ.
(باب المساجد التي على طرق المدينة)، قال ابن حجر:"هذه المساجد يعني المذكورة في الباب لا يعرف اليوم منها غير مسجد "ذي الحليفة"، والمساجد التي بالروحاء يعرفها أهل تلك الناحية".
(وحدثني نافع)، قائل ذلك: موسى بن عقبة.
484 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ بِذِي الحُلَيْفَةِ حِينَ يَعْتَمِرُ، وَفِي حَجَّتِهِ حِينَ حَجَّ تَحْتَ سَمُرَةٍ فِي مَوْضِعِ المَسْجِدِ الَّذِي بِذِي الحُلَيْفَةِ، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ غَزْوٍ كَانَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ هَبَطَ مِنْ بَطْنِ وَادٍ، فَإِذَا ظَهَرَ مِنْ بَطْنِ وَادٍ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي عَلَى شَفِيرِ الوَادِي الشَّرْقِيَّةِ، فَعَرَّسَ ثَمَّ حَتَّى يُصْبِحَ لَيْسَ عِنْدَ المَسْجِدِ الَّذِي بِحِجَارَةٍ وَلَا عَلَى الأَكَمَةِ الَّتِي عَلَيْهَا المَسْجِدُ» ، كَانَ ثَمَّ خَلِيجٌ يُصَلِّي عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَهُ فِي بَطْنِهِ كُثُبٌ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَّ يُصَلِّي، فَدَحَا السَّيْلُ فِيهِ بِالْبَطْحَاءِ، حَتَّى دَفَنَ ذَلِكَ المَكَانَ، الَّذِي كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي فِيهِ.
(سمرة): هي شجرة ذات شوك، وهي التي تعرف بـ "أم غيلان".
(تلك الطريق) أي: طريق ذي الحليفة.
(بطن وادٍ) أي: وادي العقيق.
(فعرس): بمهملات والراء مشددة، قال الخطابي: "التعريس:
نزول استراحة بغير إقامة، وأكثر ما يكون في آخر الليل"، وخصه بذلك الأصمعي، وأطلق أبو زيد.
(ثم): بفتح المثلثة، يعني: هناك، وقد تكرر في هذا الحديث.
(الأكمة): بفتحات: هو الموضع المرتفع على ما حوله، وقيل: هو تل من حجر واحد. (خليج): وادٍ له عمق.
(كثب): بضم الكاف والمثلثة: جمع كثيب: وهو رمل مجتمع.
(فدحا): بالمهملة، أي: دفع.
485 -
وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى حَيْثُ المَسْجِدُ الصَّغِيرُ الَّذِي دُونَ المَسْجِدِ الَّذِي بِشَرَفِ الرَّوْحَاءِ، وَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْلَمُ المَكَانَ الَّذِي كَانَ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ثَمَّ عَنْ يَمِينِكَ حِينَ تَقُومُ فِي المَسْجِدِ تُصَلِّي، وَذَلِكَ المَسْجِدُ عَلَى حَافَةِ الطَّرِيقِ اليُمْنَى، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَسْجِدِ الأَكْبَرِ رَمْيَةٌ بِحَجَرٍ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ".
(بشرف الروحاء): هي قرية جامعة على ليلتين من المدينة.
(يعلم): بضم أوله: من العلامة.
(يقول: ثم عن يمينك)، قال عياض:"هو تصحيف"، وأخرجه الإسماعيلي بلفظ:"قال هنا لفظة لم أضبطها عن يمينك".
486 -
وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ: كَانَ يُصَلِّي إِلَى العِرْقِ الَّذِي عِنْدَ مُنْصَرَفِ الرَّوْحَاءِ، وَذَلِكَ العِرْقُ انْتِهَاءُ طَرَفِهِ عَلَى حَافَةِ الطَّرِيقِ دُونَ المَسْجِدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ المُنْصَرَفِ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ وَقَدِ ابْتُنِيَ ثَمَّ مَسْجِدٌ، فَلَمْ يَكُنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُصَلِّي فِي ذَلِكَ المَسْجِدِ، كَانَ يَتْرُكُهُ عَنْ
يَسَارِهِ وَوَرَاءَهُ، وَيُصَلِّي أَمَامَهُ إِلَى العِرْقِ نَفْسِهِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَرُوحُ مِنَ الرَّوْحَاءِ فَلَا يُصَلِّي الظُّهْرَ حَتَّى يَأْتِيَ ذَلِكَ المَكَانَ، فَيُصَلِّي فِيهِ الظُّهْرَ، وَإِذَا أَقْبَلَ مِنْ مَكَّةَ، فَإِنْ مَرَّ بِهِ قَبْلَ الصُّبْحِ بِسَاعَةٍ أَوْ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ عَرَّسَ حَتَّى يُصَلِّيَ بِهَا الصُّبْحَ.
(إلى العرق) أي: عرق الظبية، وهو وادٍ معروف.
(منصرف الروحاء): بفتح الراء، أي: آخرها.
(ابتنى): بضم التاء مبنيًّا للمفعول.
487 -
(سرحة ضخمة) أي: شجرة عظيمة.
(الرويثة): بالراء والمثلثة: مصغر الرثة، جامعة بينها وبين المدينة سبعة عشر فرسخًا.
(وجاه الطريق): بكسر الواو، أي: مقابله.
(بطح): بفتح الوحدة وسكون الطاء، أي: واسع.
(حتَّى يقضي)، للمستملي والحموي:"حين".
(دوين بريد الرويثة) أي: بينه وبين المكان الَّذي ينزل فيه البريد بالرويئة، وقيل: المراد بالبريد: سكة الطريق.
488 -
وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، حَدَّثَهُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي طَرَفِ تَلْعَةٍ مِنْ وَرَاءِ العَرْجِ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى هَضْبَةٍ عِنْدَ ذَلِكَ المَسْجِدِ قَبْرَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، عَلَى القُبُورِ رَضَمٌ مِنْ حِجَارَةٍ، عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ عِنْدَ
سَلَمَاتِ الطَّرِيقِ بَيْنَ أُولَئِكَ السَّلَمَاتِ» كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَرُوحُ مِنَ العَرْجِ، بَعْدَ أَنْ تَمِيلَ الشَّمْسُ بِالهَاجِرَةِ، فَيُصَلِّي الظُّهْرَ فِي ذَلِكَ المَسْجِدِ.
(تلعة): بفتح المثناة وسكون اللام، بعدها مهملة هي: مسيل الماء من فوق إلى أسفل.
(العرج): بفتح المهملة وسكون الراء وجيم: قرية جامعة بينها وبين الرويثة ثلاثة عشر ميلًا.
(هضبة): بسكون الضاد المعجمة: فوق الكثيب في الارتفاع، ودون الجبل، وقيل: الجبل المنبسط على الأرض، وقيل: الأكمة الملساء.
(رضم): حجارة كبار، واحدها:"رضمة"، بسكون المعجمة في الواحد والجمع.
(سلمات الطريق) أي: ما يتفرع من جوانبه، وهي بفتح المهملة واللام وبكسرها أيضًا، وقيل: هي بالكسر: الصخرات، وبالفتح: الشجرات.
489 -
وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، حَدَّثَهُ:«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عِنْدَ سَرَحَاتٍ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ فِي مَسِيلٍ دُونَ هَرْشَى، ذَلِكَ المَسِيلُ لَاصِقٌ بِكُرَاعِ هَرْشَى، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ قَرِيبٌ مِنْ غَلْوَةٍ» وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ «يُصَلِّي إِلَى سَرْحَةٍ هِيَ أَقْرَبُ السَّرَحَاتِ إِلَى الطَّرِيقِ، وَهِيَ أَطْوَلُهُنَّ» .
(مسيل): هو المكان المنحدر.
(هرشى): بفتح أوله وسكون الراء، بعدها معجمة مقصور: جبل على ملتقى طرفي المدينة والشام، قريب من الجحفة.
(بكراع هرشى) أي: طرفها.
(فلوة): بفتح العجمة: غايه بلوغ السهم.
(السرحات): بفتح الراء، جمع سرحة: وهي الشجرة الضخمة.
490 -
وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، حَدَّثَهُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ فِي
المَسِيلِ الَّذِي فِي أَدْنَى مَرِّ الظَّهْرَانِ، قِبَلَ المَدِينَةِ حِينَ يَهْبِطُ مِنَ الصَّفْرَاوَاتِ يَنْزِلُ فِي بَطْنِ ذَلِكَ المَسِيلِ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، لَيْسَ بَيْنَ مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ الطَّرِيقِ إِلَّا رَمْيَةٌ بِحَجَرٍ».
(مر الظهران): بفتح الميم وتشديد الراء، وفتح الظاء المعجمة، وسكون الهاء: الوادي الذي تسميه العامة "بطن مرو"، بينه وبين مكة ستة عشر ميلًا، سمي بذلك لمرارة مائه.
(قبل المدينة): بكسر القاف وفتح الياء، أي: مقابلها.
(الصفراوات): بفتح المهملة وسكون الفاء، جمع صفراء: مكان بعد مر الظهران.
491 -
وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، حَدَّثَهُ:«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ بِذِي طُوًى، وَيَبِيتُ حَتَّى يُصْبِحَ، يُصَلِّي الصُّبْحَ حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ، وَمُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ عَلَى أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ، لَيْسَ فِي المَسْجِدِ الَّذِي بُنِيَ ثَمَّ، وَلَكِنْ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ» .
(بِذِي طُوًى): بضم الطاء، وللحموي والمستملي:"بذي طوى".
492 -
(فرضتي الجبل): تثنية "فرضة" بضم الفاء وسكون الراء، بعدها ضاد معجمة: مدخل الطريق إلى الجبل، وهذا الشق المرتفع كالشراقة، ويقال أيضًا: لمدخل النهر.