الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صَوْمُ الْأَشْهُر الْحُرُم
(م)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ "(1)
(1)(م) 202 - (1163) ، (ت) 740 ، (س) 1613 ، (د) 2429 ، (حم) 8013
(ش)، وَعَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَضْرِبُ أَكُفَّ النَّاسِ فِي رَجَبٍ حَتَّى يَضَعُوهَا فِي الْجِفَانِ (1) وَيَقُولُ: كُلُوا ، فَإِنَّمَا هُوَ شَهْرٌ كَانَ يُعَظِّمُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ. (2)
(1) الجفان: جمع جفنة وهي الأواني الخشبية.
(2)
(ش) 9758 ، (طس) 7636 ، وصححه الألباني في الإرواء: 957 وقال: هو نص على أن نهي عمر رضي الله عنه عن صوم رجب المفهوم من ضربه للمترجِّبين كما في الأثر المتقدم ، ليس نهيا لذاته ، بل لكي لَا يلتزموا صيامه ويتمُّوه كما يفعلون برمضان ، وهذا ما صرح به بعض الصحابة ، فقد أورد ابن قدامة في (المغني) (3/ 167) عقب أثر ابن عمر هذا من رواية أحمد عن أبى بكرة:(أنه دخل على أهله وعندهم سِلال جدُدٌ وكيزان ، فقال: ما هذا؟ ، فقالوا: رجب نصومه ، فقال: أجعلتم رجب رمضان؟! فأكفا السلال وكسر الكيزان).
ثم قال ابن قدامة عقبه: (قال أحمد: من كان يصوم السَّنَة صامه ، والا فلا يصومه متواليا ، يفطر فيه ، ولا يشبِّهه برمضان).
ويظهر أن رأي ابن عمر في كراهة صوم رجب كله كان شائعا عنه في زمانه ، وأن بعض الناس أساء فهْما عنه فنسب إليه أنه يقول بتحريم هذا الصوم ، فقد قال عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر: (أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر فقالت: بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة: العَلَم في الثوب ، وميثرة الأرجوان ، وصوم رجب كله! ، فقال لي عبد الله: أما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الأبد
…
). أخرجه مسلم وأحمد.
وعليه يُشكل قوله في هذه الرواية: (فكيف بمن يصوم الابد) فقد فسروه بأنه إنكار منه لما بلغ أسماء من تحريمه ، وإخبار منه أنه يصوم رجبا كله وأنه يصوم الأبد ، كما في شرح مسلم للنووي و (السراج الوهاج) لصديق حسن خان ، فلعل التوفيق بين صومه لرجب ، وكراهته لذلك ، أن تُحمل الكراهة على إفراد رجب بالصوم ، كما يُفرد رمضان به ، وأما صيامه في جملة ما يصوم ، فليس مكروها عنده ، والله أعلم. أ. هـ