الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
57 -
[محمدُ (1) بن أحمدَ] بن خَلَف بن دَحْنانَ، أبو عبد الله.
رَوى عن أبي الفَضْل [عِيَاض].
[توفِّي عامَ؟ ....] وخمس مئة.
58 - محمدُ بن أحمدَ بن سَلَمةَ بن أحمدَ الأنصاريُّ، تلمسينيٌّ [لُوْرْقيُّ] الأصل، أبو عبد الله، ابنُ سَلَمةَ
.
رَوى عن أبيه (2)، وأبي ذَرّ بن أبي رُكَب [....]. وكان فقيهًا محدِّثًا، أديبًا كاتبًا بارعَ الخَطِّ سَرِيِّ الهمّة، نزيهَ [النفْس حسَنَ] الخَلْق والخُلُق.
توفِّي يومَ الثلاثاءِ لأربعَ عشْرةَ ليلةً خَلَت من محرَّم [....] وست مئة.
59 - محمدُ بن أحمدَ بن عبد الله بن محمد بن عُمرَ السُّلَميُّ، فاسيٌّ شُقْريُّ [الأصل، أبو عبد] الله
.
رَوى عن عمِّه القاضي أبي حَفْص بن عُمرَ ولازَمَه بإشبيلِيَةَ وغيرِها. ورَوى [عنه أبو] يعقوبَ ابنُ الزَّيّات.
وكان فقيهًا عاقدًا للشُّروطِ بَصيرًا بمعانيها، تلبَّسَ بها في مَرّاكُشَ وفاسَ وإشبيلِيَةَ وغيرِها، بارعَ الخَطّ حافظًا للتواريخ والآداب، نبيلًا في جميع محاولاتِه.
60 - محمدُ بن أبي العبّاس أحمدَ بن أبي القاسم عبدِ الرّحمن بن عثمانَ التَّميميُّ، بِجَائيٌّ جَزائريُّ الأصل، أبو عبد الله، ابنُ الخَطيب
.
(1) ورد ذكره في نوازل القاضي عياض وكان يشتغل بالعدالة في عهد قضائه بسبتة كما يدل على ذلك رسم مؤرخ بعام 516 هـ (انظر مجلة المناهل 22/ 250).
(2)
ترجمة والد المترجم هنا في السفر الأول (الترجمة 177) قال ابن عبد الملك: "استدعاه أبو يوسف يعقوب المنصور بن أبي يعقوب بن أبي محمد عبد المؤمن بن علي إلى حضرته مراكش ليسمع بها عليه الحديث فقدمها وأسمع بها ثم عاد إلى تلمسين في ذي قعدة سنة خمس وثمانين وخمس مئة".
أخو أبي محمد (1).
رَوى عن مُعظم شيوخ أخيه. وكان فقيهًا حافظًا من بيتِ حسَبٍ وعِلم وجَلالة، واستُقضيَ ببلدِه مرّتَيْنِ وبتِلِمْسينَ وسَبْتةَ وغَرناطةَ فشُهِرَ بالعدلِ والنزاهة، وكان سَرِيًّا مؤثرًا فاضلًا.
61 -
محمدُ (2) بن أحمدَ بن عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن بن محمد ابن الصَّقْرِ الأنصاريُّ الخَزْرَجيُّ، مَرّاكُشيٌّ، أبو عبد الله، ابنُ الصَّقْر.
وقد تقَدَّم ذكْرُ أصل سَلَفِه في رَسْم أبيه (3) وجدِّه. تَلا على أبيه ولم يُعيِّن القراءات، وأخَذَ عنه كثيرًا من كُتُبِ الحديث والفقه وغير ذلك، ولازَمَه طويلًا، وبالسَّبع على أبي بكرٍ يحيى بن الخَلُوف، وبحَرْفِ نافِع على أبي بكر بن مَسْعود،
(1) ترجمة أبي محمد عبد الله بن الخطيب أخي المترجم هنا في التكملة (2208)، وبرنامج الرعيني (94)، وعنوان الدراية: 144 - 145، وابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة 263، وتاريخ الإسلام 13/ 611، وترجمة والدهما أي العباس الخطيب أول بيت بني الخطيب ببجاية موجودة أيضًا في عنوان الدراية: 144 قال الغبريني: "كان أكبر الناس حظوة عند بني عبد المؤمن، ولقد أسهموه ما لم يسهموا أحدًا من صنف الطلبة، وما زال ظل شرفه ضافيًا على عقبه، مسبلًا أثواب النعمة على ذوي نسبه"، وفي الغصون اليانعة: أن السيد أبا الحسن بن أبي حفص بن عبد المؤمن والي بجاية "تغير ما بينه وبين قاضيها أبي العباس أحمد ابن الخطيب وكانا فرسي رهان في الهمة والسماح بالمال في الأغراض، وكل أحد على قدر منصبه، فأكثر لجاجاته في القاضي حتى عُزل فجمع القاضي جميع ماله اثني عشر ألف دينار فأخذه معه وطلع إلى مراكش فنزل في جوار ابن مثنى، وأراه أنه لم يقصد سواه وهو حينئذ يجر الدنيا جرًا، فقال له: فيم جئت؟ أتطلب أن ترجع إلى ولايتك؟ قال: لا ولكن جئت في أن أعزل الذي عزلني وأغلب من غلبني، قال: وبأي شيء تفعل ذلك؟ قال: بك وباثني عشر ألف دينار جئت بها معي، قال: الآن حصحص الحق. فسعى ابن مثنى في عزل السيد واستعان بالمال في الحاشية إلى أن كتب للسيد بالعزل"(الغصون اليانعة 150 - 151).
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1544)، وعَدّه في البلديين، والمراكشي في الإعلام (518) نقلًا عن ابن عبد الملك.
(3)
السفر الأول، الترجمة (292).
وأبي جعفر بن عليّ ابن الباذِش، وأخَذَ عنهما غيرَ ذلك، وأبي عبد الله بن عبد الرّحمن النُّمَيْريّ، قال: وأفدتُ منه جُملةً هي معظمُ ما عندي، وهو الذي شَحَذَ فَهْمي وأنار خاطِري، وبقراءاتِ الحرَمِيَّيْنِ وأبي عَمْرٍو على أبي الحَسَن بن عبد الله بن ثابِت.
وسَمِعَ الحديثَ على أبي بكر بن الحَسَن بن بِشْر، والحديثَ وغيرَه على أبي الحَسَن بن محمد بن الضَّحّاك، وأجازوا له، وأجاز له أبو الحَسَن شُرَيْح.
واستجازَ له أبوه أبوَيْ بكر: ابنَ عبد الله التُّجِيبيَّ، وابنَ العَرَبيّ، وأبا جعفرٍ ابن رِزق، وأبا الحَسَن عَبّادَ بن سِرْحان، وآباءَ عبدِ الله: ابنَ عبد الرّحمن بن مَعْمَر وابنَ عبد المؤمن الطَّلَبيَّ وابنَ يحيى وابنَ الحاجِّ الجَيّانيَّ، قال: وحَمَلَني إليه لمّا وَلِيَ القضاءَ بغَرناطةَ وأنا ابنُ نحوٍ من ثمانيةِ أعوام؛ وأبا الفَضْل عِيَاضًا [لمّا استُقضيَ] بغَرناطة، قال: وحَمَلَني إليه وأنا ابنُ ستةِ أعوام، فكان [يمسَحُ رأسي بيدِه]؛ وأبوَي القاسم: خَلَفَ ابنَ بَشْكُوال، ومحمدَ بن هشام بن [أبي جَمْرةَ، وحَمَلَني] إليه إذِ استُقضيَ بغَرناطةَ وأنا ابنُ أربعةِ أعوام؛ وآباءَ [محمد]: الوَحِيديَّ وابنَ عليّ سِبْط أبي عُمرَ بن عبد البَرّ وعبدَ الحقِّ بن عَطِيّةَ [وابنَ بُونُه] وأبا الوليد هشامَ بنَ بَقْوى.
وأبو الحَسَن بنُ الضَّحّاك (1): أبا إسحاقَ بنَ مَرْوان
…
وأبا بكر بنَ أحمد ابن طاهر صاحبَ الغَسّاني، وأبا الحَكَم عبدَ الرّحمن بن غَشِلْيان، وأبا عبد الله بن عبد الرزّاق.
وأبو عبد الله النُّميريُّ: أبا الحَسَن يونُسَ بن محمد بن مُغيث، وأبا عبد الله جعفرَ بن محمد بن مكِّي، وأبا القاسم أحمدَ بن محمد بن بَقِيّ، فأجازوا كلُّهم له.
رَوى عنه ابنُه أبو الحُسَين يحيى (2)، وأبو الخَطّاب عُمرُ ابن الجُمَيِّل.
(1) يعني: واستجاز له أبو الحسن بن الضحاك.
(2)
لم نقف على ترجمته، ولعل المؤلف الذي ذكره هنا بالرواية لم يترجم له مع الغرباء في هذا السفر لأنه ليس على شرطه أي أنه لم يدخل الأندلس.
وكان مقرئًا مجوِّدًا، محدِّثًا راوِيةً مُكثِرًا متّسعَ السَّماع صحيحَه، عُنيَ به أبوه فأسمَعَه في صِغَرِه وسَمِعَ بنفسِه، ونَشَأَ طالبًا فاستكثَرَ من الأخْذِ عن الشّيوخ وشُغِف بتقييدِ العلم وجَمْع الفوائد، مُعانًا على ذلك بجَوْدة الخَطّ سِرايةً من أبيه وسُرعةِ الكَتْب، وكان عاقدًا للشُّروط مبرِّزًا في معرفتِها صَدْرًا في أُولي البَصَرِ بها، زاهدًا، وَرِعًا فاضلًا، مُؤْثِرًا للخَلوة والانقطاع إلى الله تعالى والانقباض عن خُلطةِ الناس، تعيَّشَ دهرًا طويلًا بالوِراقة، وكتَبَ بخطِّه الكثيرَ وأتقَنَه، واستُنيبَ على القضاءِ بمَرّاكُشَ في أوقات، فشُكِرت سيرتُه، وحُمِدتِ أحوالُه كلُّها، ذا حظٍّ من قَرْض الشِّعر صالح، وأكثرُه في الزهدِ والحِكَم وما نحا ذلك، وسلَكَ تلك المسالك، فمنه قولُه [من الطويل]:
إليكَ إلهَ العرشِ يَشكو ترحُّما
…
عليلٌ بأمراضِ الذنوبِ تألَّما
شَكَا قلبُه لمّا تَعاظَمَ ذنبُهُ
…
فحَطَّ بأرجاءِ الرجاءِ مخيِّما
وعاجَ برَبْع الجُودِ يسألُ ضارعًا
…
عوارفَ ربٍّ لم يزَلْ مُتكرِّما
يُداوي سَقامَ المذنبينَ بعفوِهِ
…
فيَصفحُ إفضالًا ويسمَحُ مُنعِما
فكيف يُرى في بابِ جودِك خائبًا
…
وما خابَ عبدٌ قَطُّ جودَكَ يمَّما؟!
وله من هذا النّمطِ كثير.
ومَوْلدُه سنةَ سبع وعشرينَ وخمس مئة بمَرّاكُشَ، وتوفِّي بها في حدود التسعينَ وخمس مئة، وله عَقِبٌ خاملٌ بها إلى الآن (1)، والذين شُهِروا ببني الصَّقْر فيها بأخَرةٍ إنّما هم بنو أُختِه من بني وليد، فهو خالهُم، كانوا أصهَروا إلى
(1) من عقب بني الصقر في مراكش ذلك الذي أعدم في أواخر دولة الموحدين، جاء في البيان المغرب (3/ 452):"ولما رد ولد ابن الصقر على الخطيب في خطبته وكذبه حين فاه بعصمة المهدي أراد المرتضى رحمه الله أن يسجنه ولا يقتله على قوله فأبى الأشياخ والوزراء إلا وقوع قتله إلى أن غلبوا عليه فآل أمره إلى القتل خوفًا من أن يقول ذلك غيره فأمروا عليه -كذا- فقتلوه ظلمًا، قبحهم الله" وذكرت هذه الحادثة في المعيار للونشريسي 6/ 270 (ط. فاس).