الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن شعرِه يخاطبُ الوزيرَ أبا الحَسَن عليَّ بن أبي العلاء بن جامع (1) في شأنِ وكيلِه، وكان يُدعَى عَمْرون، وقد مَطَلَه بشيءٍ أمَرَ لهُ به [من المتقارب]:
نَوالُكَ يا سيِّدي محُسِبُ (2)
…
ورَبْعُك للمعتفي مُخصِبُ
ولفظُكَ مستعذَبٌ طيِّبٌ
…
ونثرُك من عَذْبِه أطيبُ
وعُذرُ وكيلِكَ في مَطْلِهِ
…
يَلُوحُ ولكنّه يُتعبُ
وقد صِرْتُ زيدونَ عَمْرٍو بكمْ
…
وعمرونُ صار الذي يُضرَبُ
وعكسَ القضيّة في عصرِنا
…
يقول النُّحاةُ إذا أعرَبوا (3)
ومنه في نَبْذِ مَلولٍ من الرؤساء [من البسيط]:
أقمتُ أخدُمُكم حتّى رأيتُ لكمْ
…
من المَلال ضُروبًا ليس تنفهمُ
وما المَلالُ بعَيْبٍ في الملوكِ على
…
أنّ المَلالَ يُنافي أصلَهُ الكرَمُ
لقد طمِعتُ بتخصيصٍ يُغبِّطُني
…
ولم أخَلْ أنهُ بالسّين يُرتسمُ
إذا مَلِلتُمْ ولم تَسْخوا بنائلِكمْ
…
فدارُ مَن قد دَرَاني قبلَكمْ حرَمُ
219 -
يوسُفُ (4) بن أبي الوفاءِ إبراهيمَ بن يحيى الخَزْرَجيُّ، مِصريٌّ سَكَنَ إشبيلِيَةَ، أبو الحَجّاج، ابنُ الصَّوّاف.
رَوى عن أبيه، وتوفِّي بمَرّاكُشَ في نحوِ ستَّ عشْرةَ وست مئة.
220 - يوسُفُ بن تاشَفين بن إسحاقَ بن محمد بن عليّ الصُّنْهاجيُّ اللَّمْتُونيُّ، مَرّاكُشيٌّ، أبو يعقوبَ
.
(1) من أسرة بني جامع الذين توارثوا الوزارة في صدر دولة الموحدين. انظر في أخبارهم الحلة السيراء 2/ 239 - 240، 293 (تحقيق د. حسين مؤنس).
(2)
محسب: كثيرٌ وكاف.
(3)
يشير إلى مثال النحويين: ضرب زيد عمرًا.
(4)
تقدمت ترجمة عمه والإشارة إلى ترجمة والده في الرقم (147).
كان من الرؤساءِ المتعلِّقينَ بطَرَفٍ صالح من العلم الراغبينَ في طلبِه ولقاءِ حَمَلتِه والأخْذِ عنهم، ودَخَلَ الأندَلُسَ.
221 -
يوسُفُ (1) بن عبد الصَّمد بن يوسُفَ بن عليّ بن عبد الرّحمن بن محمد بن نَمَويّ، فاسيٌّ، أبو الحَجّاج، ابنُ نَمَويّ.
دَرسَ عِلمَ الكلام وأصُولَ الفقه على [أبي عبد الله بن عبد الكريم الفَنْدَلاويِّ وصَحِبَه] إلى أن توفِّي، وأبي عَمْرٍو عثمانَ بن عبد الله السّلالقيِّ [رَوى عنه "البُرهانيّةَ"] وأبي العبّاس القورائيِّ الحافظِ، وفي شيوخِه كثرةٌ من غير [أهل بلدِه، إذْ] كان لا يَرِدُ على فاسَ عالمٌ إلا لقِيَه وأخَذَ عنه، فكثُرَ لذلك [شيوخُه، كان بعضُ] المصنِّفينَ يَدْعونَه بالظاعِن المقيم.
رَوى عنه أبو إسحاقَ ابنُ
…
، وأبو الحَجّاج المُكَلّاتيُّ، وأبو الحَسَن الشارِّيّ، وأبَوا عبد الله: ابنُ أحمدَ ابن الحَجّام وابن يحيى ابن هشام، وآباءُ العبّاس: ابنُ محمد ابن تامَتِيت وابنُ عليّ بن هارون وابنُ فُرتون، وأبو القاسم ابنُ رَحْمون، وآباءُ محمد: ابن أبي بكرٍ السَّطّاحُ (2) وابن عبد الرّحمن العراقيُّ، وعبدُ الحقِّ بن حَكَم.
وكان صَدوقَ اللّسان، حسَنَ الاعتقاد، طيِّبَ النفْس واسعَ المعرفة متفنِّنًا في علوم، مبرِّزًا في الفقه وأصُولِه إمامًا فيهما متقدِّمًا في عِلم الكلام، والاطّلاع على السِّيَر والأخبارِ والتواريخ والأشعار، رَيّانَ من الأدب (3)، سريعَ الحفظِ ثابتَهُ وَقّاد القريحة، ثاقبَ الذّهن، قَطَعَ عمُرَه كلَّه صَرُورةً لم يتزوَّجْ قَطّ.
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (3502)، وابن سعيد في الغصون اليانعة 49، وابن الزبير في صلة الصلة 5/الترجمة (598)، والذهبي في المستملح (903) وتاريخ الإسلام 13/ 426، وابن القاضي في جذوة الاقتباس (550)، والمراكشي في الإعلام 10/ 393، وغيرهم.
(2)
في عنوان الدراية 156: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر ابن السطاح وترجمته في التكملة رقم (2373)، ويبدو من عمود نسبه أنه ابن أخي المذكور هنا.
(3)
انظر نموذجًا من شعره في الغصون اليانعة: 49.