الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وممّا شاع من نَظْم أبي الفَضْل القصيدةُ المسَمّاة: أُمَّ الفَرَج التي مطلَعُها
[من المتدارك]:
* اشتدّي أزمةُ تنفَرِجي *
وهي قصيدةٌ مشهورةٌ كثيرةُ الوجود بأيدي الناس ولم يزالوا يتواصَوْنَ بحفظِها ويتجافَوْنَ عما حَواه معظمُها من حُوشيِّ لفظِها (1).
توفِّي أبو الفَضْل بقلعةِ حَمّاد في محرَّم ثلاثَ عشْرةَ وخمس مئةٍ ابنَ ثمانينَ سنة.
231 - يوسُفُ بن مُبشَّر الصُّنهاجيُّ
.
رَوى عن أبي الحَسَن شُرَيْح.
232 -
يوسُفُ (2) بن المُنتصِر الصُّنهاجيُّ، من بعضِ بلادِ العُدوة، سَكَنَ غَرْناطةَ، أبو الحَجّاج.
رَوى عن أبي محمد بن أيّوب الشاطبيِّ سنةَ إحدى وعشرينَ وخمس مئة. وكان من أهل العلم والنّزاهة.
233 -
يوسُفُ (3) بن موسى بن إبراهيمَ الهَوّاريُّ، مَهْدَويٌّ سَكَنَ مَرّاكش، أبو الحَجّاج، ابنُ لاهية - وهي أَمَةٌ اجتَلَبَها الناصِرُ من المَهْديّة حين فتَحَها سنةَ [اثنتينِ](4) وست مئة.
(1) عني الناس بحفظ المنفردة وشرحها وتخميسها ومعارضتها. انظر تخميس أبي عبد الله المصري في رحلةٌ العبدري: 52 - 59. وممن شرحها أبو العباس النقاوسي وسمي شرحه "الأنوار المنبلجة في بسط المنفرجة" (كشف الظنون)، وانظر منفرجة ابن يجبش التازي في معارضتها في درة الحجال 2/ 149.
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (3501).
(3)
لم نقف له على ترجمة عند غير المؤلف، وقد تقدم ذكر اسمه في السفر الأول، وسترد له قطعة شعرية في ترجمة نجم الدين المازندراني الآتية، ويذكر اسمه خلال بعض التراجم في هذا الكتاب، وقد يتحرف اسم لاهية إلى لامية.
(4)
بياض في الأصل، وقد فتحت المهدية بعد حصار في يوم السبت 29 جمادى الأولى سنة 602 هـ انظر تفصيل حضارها في البيان الموحدي: 220 - 224.
رَوى عن أبي الحَسَن ابن القَطّان، وأبي عبد الله بن عبد الله ابن الصَّفّار، وأبي القاسم عبد الرّحمن بن إسماعيلَ ابن الحَدّاد وغيرِهم.
رَوى عنه غيرُ واحدٍ من طلبة العلم بمَرّاكُش. وكان ماهرًا في علوم اللّسان أدبًا ولغةً ونحوًا، درَّسَها أحيانًا، شاعرًا مُحسِنًا، كاتبًا بليغًا نبيلَ الأغراض في كلِّ ما يُحاولُ نظمًا ونثرًا، حسَنَ الصّوتِ بالقرآن والشّعر، يأخُذُ بمجامع القلوب متى تلا القرآنَ أو أنشَدَ الشّعر، وكان إذا حَضَرَ معَ الشّعراء للإنشاد بين يدَيْ ملوكِ عصرِه يرغَبُ إلى نقيبِ الطّلبة في إرجائهِ إلى آخرِهم، فإذا أنشَدَ آخِرًا أنسَى بطيب نغمتِه وإحسانِ إنشادِه كلَّ إحسانٍ تقَدَّم به غيرُه من مجُيدي الشّعراء، على أَنه لم يكنْ مقصِّرًا عنهم فتكونُ المجالسُ له أبدًا.
وله رسالةٌ أدرَجَ فيها شواهدَ "كتاب سِيبوَيْه" على طريقةِ أبي الحَسَن ابن حَرِيق في أبياتِ "الجُمَل"(1) شهِدَت بالجَمْع بين قوّة الاقتدار وجَوْدة الانطباع وقفتُ عليها بخطِّه.
وله في ترتيبِ [حروفِ كتاب "العَيْن"](2) ونَقلتُه من خطِّه [من مخلع البسيط]:
…
... غرامُه قادَهُ كئيبا
(1) راجع السفر الخامس (الترجمة 553) واسم رسالة ابن حريق: "الرسالة الفريدة والأملوحة المفيدة". وهي موجودة مخطوطة.
(2)
ما بين الحاصرتين محو في الأصل، وأكملنا اسم الكتاب اعتمادًا على ما بقي من ترتيب الحروف، ولإبراهيم ابن أصبغ في ترتيب حروف كتاب العين للخليل:
عذبني حلو هوى خضته
…
غواية قائدة كربي
جالبة شوق ضلوع صبت
…
ساحرة زاجرة طبي
دوسية تيمني ظبيها
…
ذوب ثناياه رضا لبي
ناولني فاه بلا مانع
…
واضحة إحسانها يربي
قال ابن الأبار: وهو أحسن ما قيل فيه على كثرته (تحفة القادم: 132).
صبر سَقامُه زاجرٌ طبيبا
…
... شبيهُه رافعًا لهيبا
…
... محمودُ وَصلِك أن يَؤوبا
قال المصنِّف: أخَلَّ بترتيب بعض عَجُز هذا البيت الآخِر، وذلك بتقديم الواو وحقُّها أن تكونَ بعدَ الياء وَتوسيطِ الهمزة فقلت [من مخلع البسيط]:
نافَرْتَني فجسمي يُعادي
…
محمودَ أُنس يقي وَجيبا
وله في ترتيبِ حروف "تاج اللّغة وصِحاح العربيّة"(1) لأبي نَصْر إسماعيلَ ابن حَمّاد النَّيسابُوريِّ الجَوْهريّ وما جَرى مَجْراه، وقد تقَدَّم في صَدْرِ هذا الكتاب أنه الترتيبُ المُحكَم والذي وَضَع المتقدِّمون ومَن وُفِّق باتّباعِهم من المتأخِّرينَ عليه كتبهم وعليه رَتّبتُ كتابي هذا، فقال: ونقلتُه من خطِّه [مشطور الرجز]:
أحبِبْ ببدرٍ تائهٍ ثناني
…
جَمالُهُ حَليفُ خِلٍّ دانِ
ذكْرُه راحي، زهرُه بستاني
…
شَرَّد صبري ضامرٌ طواني
ظبيٍ على غُرّتِه فَتّانِ
…
قلبي كواهُ ليْتَهُ يُداني
وهذا الترتيبُ بين الواوِ والهاءِ والياء يَنْخرمُ في أبوابِ "الصِّحاح"؛ لأنّ مصنِّفَه جعَلَ الواوَ والياء في بابٍ واحد بعدَ الهاء ويَطّردُ في فصولِ الأبواب وفي سائر الكتُب المشارِ إليها، وقد تقَدَّم مثلُ هذا الترتيبِ لأبي عِمرانَ ابن المُناصِف في رَسْمِه (2). ولي فيه ونظمتُه في بيتَيْنِ، وعُذرُ التكلُّف في مثلِهما لا يخفَى على منصف [من الطويل]:
(1) انظر أبياتًا في ترتيب حروف الصحاح في نفح الطيب 6/ 265.
(2)
لا يوجد شيء مما يشير إليه المؤلف في ترجمة ابن المناصف انظر رقم (177).