المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌132 - محمد بن عمران بن موسى الصنهاجي، عدوي - الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة - جـ ٥

[ابن عبد الملك المراكشي]

فهرس الكتاب

- ‌9 - عليُّ بن محمد بن عبد الرّحمن التَّميميُّ، قَلْعيٌّ -قلعةَ حمّاد- أبو الحَسَن

- ‌15 - عليُّ بن محمد بن يَقديران، بياءٍ سُفْل مفتوح وقافٍ [معقود] ودالٍ غُفْل وياءِ مَدّ وراءٍ وألِف ونون، اللَّمتُونيُّ، أبو الحَسَن

- ‌20 - عليُّ ابنُ المَقْدِسيّ، شَرقيٌّ، دخَلَ الأندَلُسَ

- ‌22 - عُمرُ بن أحمدَ بن عُمر السُّلَميُّ، أُراه من ذوي قَرابةِ [القاضي أبي حفصٍ] عُمر، أبو عليّ

- ‌25 - عُمرُ بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمد بن إسماعيلَ بن جَمِيل بن نَصْر بن صِمع القُرَشيُ، كذا نقَلتُ نَسَبَه من خطِّه، تونُسيّ، نزَلَ مَرّاكُش، أبو حَفْص وأبو عليّ، ابنُ صِمع

- ‌31 - عُمرُ بن محمد بن أحمدَ القَيْسيُّ، مَرّاكُشيٌّ فاسيُّ الأصل، [......] صغيراً أبو عليّ ابنُ الفاسيِّ، خالي

- ‌34 - عُمرُ بن محمدٍ الهَوّاريُّ، بِجَائيٌّ؛ أبو عليّ، ابنُ ستِّ الناس

- ‌40 - عيسى بنُ حَمّاد بن محمد الأوربيُّ، تِلِمْسينيٌّ، أبو موسى

- ‌41 - عيسى بنُ حَيُّونَ

- ‌45 - عيسى بن محمد، وَجْديٌّ، أبو موسى

- ‌46 - عيسى بن مُفرِّج بن يَخلُف الزَّنَاتيُّ، عُدويّ

- ‌47 - عيسى بن مَيْمونِ بن ياسين اللَّمْتُونيُّ، مَرّاكُشيٌّ سَكَنَ إشبيلِيَةَ، أبو موسى

- ‌49 - عيسى بنُ يوسُفَ بن أبي بكرٍ الصُّنهاجيُّ، تِلِمْسيني، سَكَنَ مَرّاكُشَ وغيرَها، أبو موسى، ابنُ تامحجلت

- ‌51 - الغازي [

- ‌58 - محمدُ بن أحمدَ بن سَلَمةَ بن أحمدَ الأنصاريُّ، تلمسينيٌّ [لُوْرْقيُّ] الأصل، أبو عبد الله، ابنُ سَلَمةَ

- ‌59 - محمدُ بن أحمدَ بن عبد الله بن محمد بن عُمرَ السُّلَميُّ، فاسيٌّ شُقْريُّ [الأصل، أبو عبد] الله

- ‌60 - محمدُ بن أبي العبّاس أحمدَ بن أبي القاسم عبدِ الرّحمن بن عثمانَ التَّميميُّ، بِجَائيٌّ جَزائريُّ الأصل، أبو عبد الله، ابنُ الخَطيب

- ‌63 - محمدُ بن أحمدَ بن محمد بن أبي الحُسَين سُليمانَ بن محمد بن عبد الله السَّبَئِيُّ، مَرّاكُشِيٌّ، مالَقيُّ أصلِ السَّلَف، أبو عبد الله، ابنُ الطَّراوة

- ‌67 - محمدُ بن إبراهيمَ بن أبي بكر بن عبد الله بن سَعِيد بن خَلُوف بن عليِّ بن نَصْر القَيْسيُّ، تِلِمْسينيٌّ

- ‌69 - محمدُ بن إبراهيمَ بن عُمرَ بن منصُور بن عبد الله الزّهيليُّ

- ‌70 - محمدُ بن إبراهيمَ بن محمد بن محمدِ بن إبراهيمَ بن يحيى بن إبراهيمَ بن يَحيى بن إبراهيمَ بن خَلَصةَ بن سَماحةَ الحِمْيَريُّ الكُتَاميُّ، مَرّاكُشيٌّ، أبو عبد الله، ابنُ إبراهيم

- ‌72 - محمدُ بن إبراهيمَ اللَّوَاتيُّ، أبو عبد الله

- ‌78 - محمدُ بن أبي القاسم بن مَيْمونٍ الهَوّاريُّ

- ‌81 - محمدُ بن بَكّار التَّميميُّ، مَسِيليٌّ، ثم قَلْعيٌّ

- ‌82 - محمدُ بن تاشَفينَ بن يوسُفَ بن أبي بكر بن يِيْمَد -بياءٍ مسفول وياءِ مَدّ وفتح الميم ودالٍ غُفْل- ابن سَرْحوب، أبو عبد الله

- ‌83 - محمدُ بن جابرِ بن أحمدَ القَيْسيُّ، مَرّاكُشيٌّ

- ‌86 - محمدُ بن الحَسَن بن عَتِيق بن الحَسَن بن محمد بن حَسَن التَميميُّ، مَهْدَويٌّ سَكنَ بأخَرةٍ مَرّاكُش، أبو عبد الله، [ابنُ منصورِ الجَنْب]

- ‌89 - محمدُ بن الحَسَن الخَزْرَجيُّ، أبو عبد الله

- ‌96 - محمدُ بن سُليمانَ الدَّكاليُّ، أبو عبد الله

- ‌97 - محمدُ بن سُليمانَ اللَّمْتُونيُّ

- ‌98 - محمدُ بن سير بن محمد بن عُمرَ اللَّمْتُونيُّ

- ‌101 - محمدُ بن عبدالله بن سَعِيد، تِلِمْسينيٌّ، أبو عبدالله

- ‌107 - محمدُ بن عبد الله بن مالكٍ الكَلْبيُّ، أبو عبد الله، زبريج

- ‌108 - محمدُ بن عبد الله بن مُبشّرِ بن عبد الله بن يونُسَ بن عِمْرانَ القِيْسيُّ، مِكْناسيٌّ مكناسةَ الزّيتون، أبو عبد الله

- ‌110 - محمدُ بن عبد الله بن يَلُوسْفَان

- ‌112 - محمدُ بن عبد الرّحمن بن موسى، [أبو عبد الله، ابنُ الحاجّ]

- ‌115 - محمدُ بن عبد الرّحمن اللَّمَطيُّ، ابنُ تازليت

- ‌132 - محمدُ بن عِمرانَ بن موسى الصُّنهاجيُّ، عُدْويُّ

- ‌144 - محمدُ بن موسى الصُّنْهاجيُّ، [أبو] مَرْيَم

- ‌145 - محمدُ بن مَيْمونِ بن ياسين [الصُّنْهاجيُّ اللَّمْتُونيُّ] ، استَوْطنَ إشبيلِيَةَ، أبو عبد الله

- ‌146 - محمدُ بن وارتدفي الصُّنهاجيُّ

- ‌148 - محمدُ بن يحيى بن داودَ التادَليُّ، مَرّاكُشيٌّ، أبو عبد الله

- ‌149 - محمدُ بن يحيى، طَنْجيٌّ

- ‌153 - محمدُ بن يوسُفَ بن عبد الله بن محمد بن عامُور، أبو عبد الله

- ‌156 - محمدُ بن يوسُفَ الصُّنهاجيُّ

- ‌160 - مَرْوانُ بن عبد الملِك بن إبراهيمَ الهلاليُّ، طَنْجيُّ الأصل أَظُنُّه وُلد بها أو ببعضِ بلادِ العُدْوة، أبو محمد

- ‌162 - مَرْوانُ بن محمد بن عليّ بن مَرْوانَ بن جَبَل الهَمْدانيُّ، تِلِمْسينيٌّ [وَهْرانيُّ الأصل] حديثًا، شَلْوبانيُّهِ قديمًا، أبو علي

- ‌163 - مَرْوانُ بن موسى بن نُصَيْر [

- ‌164 - مَسْعودُ بن عبد الكريم بن عليِّ بن عبد المُحسِن، تونُسيٌّ

- ‌165 - مَسْعودُ بن عليِّ بن المنصُور المَصْمُوديُّ الصّلتانيُّ المَنْفِيُّ من كُورةِ طَنْجة

- ‌175 - موسى بنُ أبي القاسم عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمد بن عيسى المَرّاكُشيُّ، أبو عِمرانَ المالَقيُّ

- ‌180 - موسى بن هارونَ بن خِيَار، أبو عِمران

- ‌189 - نَصْرُ بن أبي الفَرَج، صِقِلِّيٌّ، أبو الفُتوح

- ‌193 - يحيى بن أحمدَ الأنصاريُّ، سَبْتيٌّ، أبو بكرٍ النّكاريُّ

- ‌195 - يحيى بنُ أبي بكر بن مكِّيّ، بِجَائيٌّ، أبو زكريّا

- ‌204 - يحيى بن محمد الصُّنْهاجيُّ، أبو زكريّا

- ‌207 - يحيى بنُ أبي عُمرَ مَيْمون بن ياسين اللَّمْتُونيُّ مَرّاكُشيٌّ، أبو زكريّا

- ‌209 - [يَديرُ بن تونارت] الهَسْكوريُّ، أبو محمد

- ‌212 - يَعْلَى بن الفُتُوح الأوربيُّ، أبو محمد

- ‌213 - يَعْلَى بن ناصِر اليَجْفَشيُّ، أبو الحَسَن

- ‌215 - يكسفانُ بن عليّ اللَّمْتُونيُّ، أبو محمد

- ‌216 - يكسفانُ بن عيسى اللَّمْتُونيُّ الغَزّاليُّ، أبو محمد

- ‌217 - يكسفانُ بن محمدٍ اللَّمْتُونيُّ

- ‌220 - يوسُفُ بن تاشَفين بن إسحاقَ بن محمد بن عليّ الصُّنْهاجيُّ اللَّمْتُونيُّ، مَرّاكُشيٌّ، أبو يعقوبَ

- ‌223 - يوسُفُ بن عليّ بن جعفر، تِلِمْسينيٌّ

- ‌225 - [يوسُفُ بن عليّ؟] الصُّنهاجيُّ اللَّمْتُونيُّ، أبو يعقوبَ، ابنُ بزْوِيْنا، [بالباء] وسكونِ الزاي وواوٍ وياءِ مَدّ ونونٍ وألف

- ‌231 - يوسُفُ بن مُبشَّر الصُّنهاجيُّ

- ‌234 - يوسُفُ بن يحيى بن الحاجِّ علي بن عبد الواحِد بن غالبِ المُهْريُّ، سَلَويٌّ سَكَنَ قَصْرَ عبد الكريم مدّةً ومالَقةَ مدّةً أخرى وسِجلْماسةَ أخرى، واستَوطنَ بأخَرةٍ أغماتِ وريكة، أبو يعقوب، ابنُ الجَنّان

- ‌هذا ذكرُ النّساء

- ‌248 - أُمُّ مُعفّر، إحدى حَرَم الأمير محمدِ بن سَعْد

- ‌254 - رَشِيدةُ

- ‌256 - زُمُرُد

- ‌262 - سعيدةُ بنتُ محمد بن فِيرُّه الأمويِّ التُّطِيليِّ

- ‌268 - غايةُ المُنى

- ‌276 - لُبنَى

- ‌277 - مُزْن

- ‌285 - ابنةُ محمد بن فِيرُّه الأمَويِّ التُّطِيليِّ، أُختُ سعيدةَ المذكورةِ قبلُ وصغيرتُها

- ‌288 - الشِّلْبيّةُ

- ‌الغرائب

- ‌292 - زينبُ ابنةُ إبراهيم بن يوسُف بن قُرقول

- ‌293 - سارة

الفصل: ‌132 - محمد بن عمران بن موسى الصنهاجي، عدوي

قَدِمَ الأندَلُسَ، [وشرَّقَ] وحَجّ، ورَوى عن أبي الحَسَن ابن المُفَضَّل (1) المَقْدِسيّ، وأبي الطاهرِ الخُشوعيِّ، وأبي محمدٍ القاسم بن عليّ بن عساكر.

رَوى عنه أبو الحُسَين عُبَيدُ الله بن عاصم الدائريُّ (2) سنةَ ثلاثينَ وست مئة.

‌132 - محمدُ بن عِمرانَ بن موسى الصُّنهاجيُّ، عُدْويُّ

(3).

رَوى عن أبي العبّاس ابن النّخّاس (4).

133 -

محمدُ (5) بن عِيَاض بن محمد بن عِيَاض بن موسى اليَحْصُبيُّ، سَبْتيٌّ بَسْطيُّ الأصل، نَزلَ مالَقةَ وغَرْناطةَ، أبو عبد الله، ابنُ عِيَاض.

وقد تقَدَّم رفْعُ نَسَبِه في رَسْم أَبيه (6)، رَوى عنه، وعن أبي البَرَكاتِ الفارسيِّ السَّلَماسيِّ، وأبي الحَسَن ابن القَطّان، وأبي سُليمانَ بن حَوْطِ الله، وأبي الصَّبْر الفِهْريِّ، وأبي العبّاس العَزَفيّ، وأبوَي القاسم: ابن بَقِيّ، وعبد الرّحمن بن عليّ ابن القاسم.

(1) في الأصل: "الفضل" محرف، وهو أبو الحسن علي بن المفضل المقدسيّ الإسكندراني المتوفى سنة 611 هـ صاحب "وفيات النقلة".

(2)

هو عبيد الله بن عاصم بن عيسى الدائري ترجمه ابن الأبار في التكملة (2237) وكناه أبا الحَسَن، وابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة 278 وكناه أبا محمد، والذهبي في المستملح (524)، وتاريخ الإسلام 14/ 622. وترجم المؤلف لولده أبي الحسين محمد في السفر السادس (1308) وقال:"أجازه مع أَبيه في مكتوب واحد أبو عبد الله محمد بن عمر بن نصر الفنزاري السلوي وذلك في شعبان من سنة ثلاثين وست مئة".

(3)

نسبه إلى عُدوة المغرب.

(4)

هو أحمد بن خلف بن عيشون، تقدمت ترجمته في السفر الأول (141).

(5)

ترجمه ابن ابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة 29، والذهبي في تاريخ الإسلام 14/ 789، وابن أيبك الدمياطي في مستدركه على صلة التكملة للحسيني 1/ 354 هامش (1)، وابن الخطيب في الإحاطة 2/ 226، وابن فرحون في الديباج 2/ 266.

(6)

تقدمت ترجمته في هذا السفر برقم (39).

ص: 239

وأجازَ له من أهل الأندَلُس: أبو الحُسَين ابن زَرْقُون. ومن أهل المشرِق ثم دمشقَ: أبو الطاهرِ الخُشُوعيُّ، وأبو محمدٍ عبدُ الصّمد بن جَوْشَن، وأبو البَرَكات ابنُ أبي الجِنّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ.

ومن حلَبَ: أبو محمدٍ عبدُ الرّحمن بن عُلْوان، وأبو هاشم عبدُ المطّلب الهاشميُّ.

ومن حَرّانَ: أبو الثناءِ حَمّاد، ومحمدُ بن أبي القاسم ابن تَيْمِيّةَ، وأبو محمدِ عبدُ القادر الرُّهَاويُّ.

ومن المَوْصِل: نَصْرُ الله بن سَلامةَ الهِيْتيُّ، وعبدُ الجَبّار الحُصْريُّ، وفِتْيانُ بن أحمد، وأبو القاسم عبدُ المُحسِن الطُّوسيُّ.

ومن بغدادَ: أبو محمد عبدُ العزيز بن الأخضَر، وأبو القاسم سَعِيدُ بن عَطّاف، وأبو الفُتوح يوسُفُ الخَفّافُ، وأبو محمد عبد الله بن دِهْبل، ومحمدُ بن هبة الله الوكيل، وعبدُ الرزّاق بن عبد القادر الجِيليُّ، وإبراهيمُ بن محمد بن بَكْرُوس، وأبو محمدٍ عبدُ الوهّاب بن سُكَيْنة، وأحمدُ بن محمد ابن الفَرّاء، وعبدُ السّلام ابن سكَيْنة، والأنجَبُ الحَمَّاميُّ، وأبو محمد أحمدُ الشُّبّاك (1)، وأبو حَفْص عُمرُ السُّهْرَوَرْديُّ، وأبو الفَضْل عبدُ الواحد بن سُلطانَ، وأبو بكر محمدُ بن المبارَك بن مَشِّق، وعبدُ الرّحمن بن يحيى ابن الصَّدْر، وأحمدُ بن هبة الله بن العلاءِ، وأبو الحَسَن عليُّ بن يوسُفَ بن صَبُوخا، وأبو عبد الله الحُسَين بن أحمدَ، وأبو يَعْلَى حمزةُ [بن عليّ بن حمزة ابن القُبَّيْطي (2)، وأبو الحَسَن] عليُّ بن محمد مَوْصليُّ

(1) المعروف من هذه الطبقة من بني"الشُّبّاك" ببغداد: أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي العز ابن الشباك، توفي سنة 616 هـ (وهو مترجم في تاريخ ابن الدبيثي 4/ 408، وإكمال ابن نقطة 3/ 145، وتاريخ ابن النجار 3/ 90، وتكملة المنذري 2/الترجمة 1684 وغيرِها)، أما أحمد هذا فلم نقف على ترجمة له.

(2)

الترميم من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 208، وتكملة المنذري 2/الترجمة 939، وتاريخ الإسلام 13/ 57.

ص: 240

الأصل (1)، وأبو القاسم بن يوسُف بن صَبُوخا، [وأبو الفضل سليمان بن محمد بن علي بن أبي سعد، موصلي](2) الأصل أخو عليّ المذكور، وعبدُ اللّطيف بن أبي النَّجيب (3)، ومحمدُ بن [علي بن يحيى ابن الطراح، وأبو] محمد عبد العزيز بن مَنِينا، وأبو عبد الله محمدُ بن أبي المعالي ابن البَنّاء، والحَسَن بن أبي سَعِيد بن سَعْد الله ابن البَوّاب، وعبدُ الله بن عثمان [بن قُدَيْرة] وأبو إسحاقَ يوسُفُ بن [أبي حامد محمد بن أبي الفضل محمد بن عُمر بن يوسف الأُرموي] ، والمبارَكُ ابن أنوشْتِكين، ومحمدُ بن أبي الفَتْح بن عَطِيّةَ، وعبدُ الغنيِّ بن أبي [القاسم](4) ابن البُنْدار، وعبدُ الله بن عُمرَ اللَّتِّيُّ، وظَفَرُ بن سالم ابن البيطار، وأرمانوسُ [بن عبد] الله، وعبدُ الله بن صَافٍ الخازِنيُّ، ومحمَّد بن عليّ القُبَّيطيُّ، وسَعِيد بن محمد الرَّزّازُ، وإسماعيلُ بن سَعْدِ الله بن حَمْدي، ونفيسٌ الزَّعِيميُّ.

ومن إربِلَ: أبو حَفْص ابن طَبَرْزَد، وأبو عليّ حَنْبل الرُّصَافيُّ.

ومن أواسطَ: أبو الفَتْح محمدُ بن أحمد المَنْدائي، وعليُّ بن عليّ بن نَغُوبا (5)، وأبو الحَسَن عليُّ بن أحمدَ الدَّبّاسُ، وأبو طالبٍ عبدُ الرّحمن بن محمد بن عبد السّلام الهاشميُّ.

هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن أبي سعد الموصلي الأصل البغدادي المولد والدار الخياط المتوفى سنة 614 هـ (ترجمه ابن الدبيثي في تاريخه 4/ 510، وابن النجار في التاريخ المجدد، الورقة 9 من نسخة باريس، والمنذري في التكملة 2/الترجمة 1540، والذهبي في تاريخ الإسلام 13/ 416).

(2)

ما بين الحاصرتين ممحو في الأصل، استفدناه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 357، وتكملة المنذري 3/الترجمة 1389، وتاريخ الإسلام 13/ 337.

(3)

هو عبد اللطيف بن عبد القاهر بن عبد الله السهروردي الصوفي المشهور (تاريخ ابن الدبيثي 4/ 192).

(4)

استفدنا في ملء كثير من هذه الفراغات بما ورد في الترجمة (99) من هذا السفر حيث أصلحنا النص هناك.

(5)

في الأصل: "بقويا" محرف.

ص: 241

حدّثنا عنه من شيوخِنا أبو جعفرٍ الطَّبّاعُ، وأبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ، وأبو عبد الله بن أُبيّ، وأبو محمد مَوْلى أبي عثمانَ بن حَكَم. ومن أصحابِنا أبو عبد الله ابن عَيّاش. وكان ماهرًا في النّحو، شديدَ العناية به، محصِّلًا له، فقيهًا حافظًا للمسائل، بصيرًا بالفتاوى في النّوازل، مُشاركًا في الأدب. واستُقضيَ بغَرناطةَ وبغيرِها، وكان آخِرَ قُضاة العَدْل بالأندَلُس مشهورَ النَّزاهةِ والطهارةِ والذّكاء.

وُلد عام ثمانينَ وخمسِ مئة، قال: أظُنُّ ذلك في رجَب، وتوفِّي بغَرناطةَ وهو يتَولّى قضاءها ظُهرَ يوم الخميس لثلاثةٍ بقِينَ من جُمادى الآخِرة سنةَ خمس وخمسينَ وست مئة، ودُفن إثرَ صلاةِ الجُمُعة بعدَه، واحتَفلَ النَّاسُ بحضورِ جَنازته، وشَهِدَها الأميرُ حينَئذٍ، وأثنَى عليه النَّاسُ صالحًا وأسِفوا لفَقْدِه.

134 -

محمدُ (1) بن عِيَاض بن موسى اليَحْصُبيُّ، سَبْتيٌّ، أبو عبد الله، جَدُّ المذكورِ قبلَه متّصلًا به.

رَوى عن أَبيه أبي الفَضْل، وأبوَيْ بكرٍ: ابن رِزْق وابن العَرَبيّ، وأبي القاسم بن بَشْكُوال. رَوى عنه ابنُه أبو الفَضْل.

وكان فقيهًا محدِّثًا مشهورَ العَفافِ والطّهارة عليَّ الِهمّة متواضِعًا، ذا حظّ من الأدب، ومعرفةٍ [بالأخبار، وَلِيَ القضاءَ بدانِيَةَ] قبلَ السّبعينَ وخمسِ مئة، ثم بغَرْناطَةَ، فحُمِدت [سيرتُه وعُرِفت نَزاهتُه] وتوفِّي بغرْناطةَ، وقيل: بسَبْتةَ، عامَ خمسةٍ وسبعينَ [وهُو ابنُ ثمانٍ] وأربعينَ عامًا.

135 -

محمدُ (2) بن عيسى بن محمدِ بن أصبَغَ بن محمدِ [بن محمد بن أصبَغَ ابن] عيسى بن أصبَغَ الأَزْديُّ، مَهْدَويٌّ نشَأَ بتونُس، قُرطُبيُّ أصل [السَّلَف] ،

(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1726)، وابن الزبير في الصلة 3/الترجمة (10)، والذهبي في المستملح (333) وتاريخ الإسلام 12/ 560، والصفدي في الوافي 4/ 294، وابن فرحون في الديباج 2/ 266.

(2)

ترجمه ابن الأبار في التكملة (1632)، والرعيني في برنامجه (55)، وابن سعيد في المغرب 1/ 105، والذهبي في تاريخ الإسلام 13/ 120، والمراكشي في الإعلام 4/ 181.

ص: 242

انتَقلَ أبوه (1) في الفِتنة عندَ انقراضِ دولةِ لَمْتُونةَ من الأندَلُس فاستَوطنَ [إفريقيّةَ] أبو عبد الله، ابنُ المُناصِف.

وقد تقَدَّم تعيينُ المُناصِف من سَلَفِه في رَسْم [أبي الوليد] الحَسَن بن عيسى بن أصبَغ (2).

رَوى أبو عبد الله -بتونُسَ- عن أَبيه، وأبي الخَطّاب ابن الجُمَيِّل، وتفَقّه بأبي الحَجّاج المَخْزوميِّ ولازَمَه كثيرًا، وقاضيها أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد القَحْطانيّ ابن أبي دَرَقةَ، وبأبي إسحاقَ الكانميِّ وتأدَّبَ به، وبأبي بكر عَتِيقِ بن عليّ الفَصِيح. وانتَقلَ إلى تِلِمْسينَ وأخَذَ بها عن أبي عبد الله التُّجِيبيّ.

رَوى عنه أبوا إسحاقَ: ابنُ أحمدَ ابن الواعِظ وابنُ زكريّا الشَّبانسيّ، وأبوا بكر: ابن سيِّد الناس وابن مُحرِز، وأبَوا جَعْفر: ابنُ عبد الله بن محمد وابن عليّ البنيوليُّ، وأبو الحَسَن ابنُ القَطّان، وأبو الحُسَين [بن] عُبَيد الله بن عِصام الدائريُّ، وأبو الخَطّاب بن خليل، وأبو الرَّبيع بنُ سالم، وأبو زكريّا بن عُصفُور التِّلمْسينيُّ، وأبو عبد الله بن عبد الرّحمن بن حَوْبَر، وأبو العبّاس بن عُمرَ القُرطُبيُّ، وأبو سَعْدٍ الحَفّار، وأبو القاسم وأبو الزّهر وأبو الحُسَين بنو رَبيع، وأبوا محمد: ابن عبد الرّحمن بن بُرطُلّه وابنُ عليّ بن عبد الجليل بن عليّ بن عبد الجليل الأَزديُّ القَرَويُّ، وأبوا الوليد: ابنُ أحمدَ بن سابِق وابنُ الحاجّ.

وحدّثنا عنه من شيوخِنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ، وأبو محمدٍ حَسَنٌ ابنُ القَطّان.

وكان فقيهًا نَظّارًا، جانحًا إلى الاجتهاد، مائلًا إلى القولِ بمذهبِ الشافعيّ ناصرًا له مُناظرًا عليه، وكان معَ ذلك شديدَ العناية بتلقينِ القاضي أبي محمدٍ

(1) تقدمت ترجمته في السفر الخامس (931).

(2)

في القسم المفقود من هذا الكتاب، ولأبي الوليد هذا ترجمة في التكملة الأبارية (690) وفي معجم أصحاب الصدفي (66)، وتاريخ الإسلام للذهبي 12/ 638، والمستملح، له (6).

ص: 243

عبد الوهّاب، جيِّدَ النظرِ في فقهِه وتبيينِ غوامضِه، واستَدْرك فيه فَصلَ السَّلَم على طريقتِه، لإغفال أبي محمدٍ إياه منهُ (1)، فقال: فصلٌ. السَّلَمُ جائز، وهو: بيعٌ معلومٌ في الذِّمة ممّا ينضبطُ في الصِّفة في المَكِيل الموزونِ وغيرِ ذلك من العُروض والحَيوان والرَّقيق وسائرِ أنواع المتمَلَّكاتِ التي يجوزُ بيعُها مشاهدةَ وتَحصُرُها الصِّفة إذا غابت حَصْرًا لا يتبَعُه التعيينُ كالقمار. وله خمسةُ شروط، أحدُها: أن يكونَ في الذِّمة مطلقًا لا متعيِّنَ الذات، والثاني: أن يكونَ معلومًا [....] يتعلَّقُ الغَرَضُ بها في مثلِه، والثالث: أن يكونَ مؤجَّلًا .... أقلُّه اختلاف، وأما أكثرُه فما لم ينتهِ إلى الغَرَر لطُولِه، والرابع: أن يكونَ [....] المحلّ وسواء كان معدومًا حالَ العَقْد أو موجودًا متّصلَ الوجود

[والخامس]: أن يكونَ رأسُ المال نَقْدًا لا مؤخَّرًا بشَرْطِ فوقِ ثلاثٍ باتّفاق

فإذا سَلَّم بشروطِه صَحّ ولزِمَ وإن عَيَّنا موضعًا للقبض كان أتم

لم يَبطُلْ وقُضِيَ بالعُرف في قَبْض أهل الموضِع ما سَلِموا فيه من ذلك

في حُكم المشروط، ولا يجوزُ السَّلَمُ فيما لا يجوزُ بيعُه، كترابِ الصّاغة و

وأنواع النجاسات وإن صَحَّ تمَلُّكُه، ولا في شيءٍ معَ جُزَاف ما شُرعَ جُزَافُه ولا في شيءٍ من المعادنِ وإن صَحّ بيعُ جميعِه معَ المشاهدة؛ لأنّ الصِّفةَ لا تحصُرُه إذا غاب، ولا في الأصُولِ الثابتة من العَقار والدُّور والأرضِينَ وما لا يُنقَلُ وإنْ حَصَرتْه الصِّفةُ عندَ المغِيب؛ لأنّ من صفاتِه المقصودةِ ذكْرَ الجهاتِ والأقطار، وذلك يُخرجُه إلى التعيين، وهو مُنافٍ لحُكم السَّلَم، ولا في طعامِ قريةٍ بعينِها أو ثمرةِ بستانٍ بعينِه إذا كان ممّا لا يُؤمنُ أن يُخلَف لأنه غَرَر، وكالسَّلَم في العَيْن، ويجوزُ الأجَلُ إلى الجُذَاذ والحَصَاد وقُدوم الحاجّ؛ لأنه معلومٌ لا يتفاوتُ قَدْرُه في الاختلافِ له.

(1) ذكر ابن رُشيد كذلك في رحلته مسألة نسيان باب السلم وسقوطه من كتاب "التلقين" كما ذكر مسألة أخرى شبيهة بها، وهي نسيان باب القسم وسقوطه من كتاب قوانين العربية لإبن أبي الربيع النحوي.

ص: 244

وإذا حَلّ أجَلُ السَّلَم وقَبَضَ بعضَه وأقال في بعضٍ لم يجُزْ؛ لأنه بَيْع وسَلَف، فإنْ غَلَبا على التبعيض بانقضاءِ الإبّانِ فيما له إبّانٌ وما لا يُتَّهمانِ على قصدِه، ففي موجِب الحُكم اختلافهم فعن مالكٍ أنه يتأخَّرُ بالبقيّةِ إلى عام قابِل، وعلى ذلك إن تَراضَيا على المُفاصلة معجَّلًا بحسابِ ما فَضَلَ وردِّ ما بقِيَ من رأس المال لم يَجُزْ؛ لأنه يَؤُولُ إلى بَيْع وسَلَف، وقد رُويَ عنه أيضًا الجوازُ؛ لأنهما لم يَقصِداه، والثاني: قولُ أشهبَ: أن موجبَ الحُكم المحاسَبة ورَدُّ ما فَضَلَ؛ لأنّ فواتَ الأجل المعقود عليه مُخْرج له عن شرطِ العَقْدِ فيما بقِيَ، وعلى ذلك إنْ تَراضَيا على التأخير إلى عام قابِل لم يَجُزْ؛ لأنه يَؤُولُ إلى فَسْخ الدَّين في الدَّين، ومن أسلَمَ في طعام فأخَذَ عن المحلِّ طعامًا من جنسِه وبمَكِيلِه لكنْ أدنى أو أعلى من صفةِ ما أسلَمَ فيه: حُمِلَ على المُسامحة والرِّفق، وإن كان قبلَ المحلّ: لم يَجُزْ؛ لأنه في الدُّون وُضع على التعجيل وفي الأعلى عُوّض عن الضّمان، فإن كان مثلَه وعلى صفتِه من غيرِ زيادةٍ ولا [نُقْصان

عليه، فإنْ أخَذَ عن الجِنس من الطّعامِ كالبُرِّ، أو أخَذَ أيَّ عَرَضٍ كان عن أيِّ طعام كان: لم يَجُزْ قبلَ

الطعام قبلَ قَبْضِه، ويجوزُ ذلك في غيرِه من سائر

إذا قَبَضَ الجنسَ الآخَرَ مكانَه، فإن تأخَّر القَبْضُ عن العَقْد

الدَّين بالدَّين.

قال أبو عبد الله ابنُ المُناصف رحمه الله: [يُفهَمُ] من كلام القاضي من كتابِ البُيوع من "التّلقين" إحالةٌ على تبيينِ [بَيْع السَّلَم] فيما يوردُه، ثم لم يقَعْ إلينا في شيءٍ من نُسَخ "التلقين"، فلعلّه نَسِيَ أو ذَهِلَ أو غيرَ ذلك من لوازم البشر، وقد رَغِبَ عند المطالعةِ لهذا الكتاب بعضُ الإخوانِ [منّي] إلحاقَ فَصْل السَّلَم إليه بما يُناسبُ الموضوعَ وغَرَضَ المؤلِّف في هذا الكتابِ من التحديق، فلم نَرَ في إجابتِه بأسًا ورَغِبْنا أن يكونَ استلحاقُه عليه بنَحْوٍ مما صرَّح به من مذهبِه واختيارِه، وتضمُّنِه بعضَ ألفاظِه من كتابِ "المَعُونة"(1)، فكثيرًا ما يَجري

(1) هو كتاب "المعونة على مذهب علماء المدينة" للقاضي عبد الوهاب البغدادي.

ص: 245

بها معَ "التلقين" فلخَّصْنا هذا الفَصْلَ ونقَّحْنا ألفاظَه وضَبَطْنا معانيَه، وربّما زِدْنا تنبيهًا على أشياءَ ليست في "المَعُونة"، فاستقَلَّ إن شاء اللهُ فَصْلًا لائقًا بكتابِ "التلقين"، واللهُ الموفِّق.

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: أورَدْنا هذا الفَصْلَ هنا وإن لم يكنْ من شرطِ الكتابِ؛ لغَزَارته وللإفادةِ به، ولنَدُلَّ بمُضمَّنِه على جلالةِ محرِّرِه وتمكُّنِ معرفتِه وبَراعةِ تصرُّفِه.

وكان حافظًا للُّغات، رَيّانَ من الآداب، شاعرًا مجُيدًا مُرجِّزًا مطبوعًا، من بيتِ علم ورياسةٍ فيه، وتنقَّل في خُطَطِه السَّرِيّة؛ بارعَ الخَطّ في كلِّ طريقة. ذَكَرَ لي شيخُنا أبو محمدٍ ابنُ القَطّان أنه كان يكتُبُ ثلاثَ عشْرةَ طريقةً هو فيها كلِّها مجُيد. قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: قد رأيتُ منها أربعَ طرائقَ، وهيَ كما وَصَفَ شيخُنا أبو محمد.

وكتَبَ الكثيرَ وكان مُقِلًّا من الرِّواية ضابطًا لِما يحدِّثُ به، ثقةً فيه، صنَّفَ كثيرًا، من مصنَّفاتِه:"الإنجاد في الجهاد"(1) يكونُ في حجم "تفريع" ابن الجَلّاب أو أشَفَّ يسيرًا، وهو ممّا ظَهَرَ فيه حُسنُ اختيارِه وجَوْدةُ نَظَرِه وصحّة فقهِه واستنباطِه، وقَفْتُ على نُسختَيْنِ منه بخطِّه المَشْرقيِّ؛ وكان تأليفُه إيّاه بنَدْبِ أبي عبد الله بن أبي حَفْص بن عبد المؤمن (2) أيامَ ولاييه ببَلَنْسِيَةَ وابنُ المُناصِف قاضٍ بها، ومقالةٌ في "الأيْمانِ اللازمة"، ورَجَزٌ في فنونٍ من العلم؛ أراجيزَ مطبوعةً، منها:"الدُّرّةُ السَّنِيّة [فِي المعالِم السُّنِّية" جعَلَها في] أربعةِ مَعالم، الأول: في عِلم

(1) توجد منه نسخة مخطوطة بخزانة ابن يوسف بمراكش. انظر وصفها وتحليلها في بحث الأستاذ الكتاني (الباحث س 1 ع 2).

(2)

انظر أخباره في البيان المغرب: 233 (قسم الموحدين)، والعبر لإبن خلدون 6/ 521، وكذلك ما كتب عنه المؤرخ هويس ميراندا في كتابه: التاريخ السياسي لدولة الموحدين 2/ 516 وكتابه: تاريخ بلنسية الإِسلامية 3/ 265، وكتاب ابن شريفة عن أبي المطرف ابن عميرة ص 85 وما بعدها.

ص: 246

الكلام، الثاني: في أصُولِ [الفقه، الثالث: في فروعِه](1)، الرابع: في السِّر النّبَوية، وفي تقريظِها والتحريض على حفظِها يقولُ [من السريع]:

من لم تك الدُّرةُ في حَوْزِهِ

فجِيد عُليا مجدِ [هِ عاطلُ]

روضةُ آداب حُلى سُؤدَدٍ

منبَعُ علم وَدْقُهُ [هاطلُ]

فاقت بناتُ النظم في فنِّها

لا يتساوى الحقُّ [والباطلُ]

وقَفْتُ عليها بخطِّه المشرِقيّ. ومنها: "المُذهَّبةُ في نَظْم الصِّفات من الحُليِّ والشّيَات"(2)، و"المُعقّبة لكتابِ المُذهَّبة"، في الأنعام والظِّباء وحُمُر الوَحْش والنَّعام [....] وما يتعلَّقُ بها. وقَفْتُ عليهما (3) بخطِّه المغرِبيِّ مجموعَيْنِ في مجلِّدٍ واحد، وقد خَدَمَ الأولى منهما وطرَّرَ حواشيَها بخطِّه المشرِقيّ (4).

سَكَنَ تِلِمْسينَ كثيرًا متلبِّسًا بعَقْد الشّروط، وكان مُبرِّزًا في معرفتِها بصيرًا بعِلَلِها، ثم استُقضيَ ببَلَنْسِيَةَ، ثم نُقل منها إلى قضاءِ مُرْسِيَة فاستمرّت ولايتُه القضاءَ بها كثيرًا مشكورَ السِّيرة حتى ظهَرت منه غلظةٌ في تأديبِ بعضِ أهلِها لإفراطِ حِدّةٍ كانت فيه، وقيل: إنّما كان ذلك منه ببَلَنْسِيَة، فأُلزِم سُكنى قُرطُبةَ.

(1) ما بين معقوفين ممحو في الأصل. وفي المغرب 1/ 106: "وذكر المحدث أبو العباس ابن عمر أنه جمع كتابًا فيه أربعة علوم: أصول الدين، وأصول الفقه، وفروعه، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم". وتوجد من الدرة السنية مخطوطات في المغرب وتونس. انظر وصفها وتحليلًا لها في بحث الأستاذ الكتاني المذكور.

(2)

توجد منها نسخ مخطوطة في المغرب وغيره، وهي منشورة ضمن التقويم الجزائري لسنة 1930 = 1912 حسبما جاء في كتاب الأستاذ المنوني (العلوم والآداب

ص 61) وذكر القاسم التجيبي في برنامجه أن المذهبة أرجوزة تحتوي على ألف مزدوجة (البرنامج: 283 تحقيق عبد الحفيظ منصور، وانظر بروكلمان: الذيل 1/ 910).

(3)

في الأصل: "عليه".

(4)

ينسب إلى ابن المناصف أيضًا كتاب "تنبيه الحكام في الأحكام" توجد منه نسخ مخطوطة (انظر بحث الأستاذ الكتاني).

ص: 247

وكان من قضاةِ العَدْل والجَزالة، جميلَ الهيئة بهيَّ المنظر تامَّ المروءة. ثم استقَرَّ أخيرًا بمَرّاكُشَ خطيبًا بجامع بني عبد المؤمن الأقدم جامع الكتبيين إلى أن توفِّي بها غَداةَ يوم الأحد لاثنتَيْ عشْرةَ ليلةً بقِيَت من ربيع الأول سنةَ عشرينَ وست مئة، ودُفنَ إثْرَ صلاةِ العصر من يوم وفاتِه خارجَ بابِ تاغزوت، وشَهِدَ جنازتَه خَلْقٌ كثير، وأسِفوا لموتِه، وأثنَوْا صالحًا، وهو كانَ خاتمةَ بيتِهم النَّبيهِ، رحمه الله.

ومولدُه بتونُس -وقيل: بالمَهْديّة، وهو أصَحّ- في رجِبِ ثلاثٍ وستّينَ وخمسِ مئة.

وقَبَّح اللهُ الحسَدَ المذموم، فقد حَمَلَ أَبا عبد الله ابنَ الأبّار على ذكْرِه إيّاهُ في الأندَلُسيِّينَ تشبُّعًا لهم ببعضِ ما ذكَرْناهُ به وخَتَمَ رسْمَه بما نَصُّه: وذكْرُه في الغُرَباءِ [لا يصحُّ] ضَنانةً بعلمِه على العُدوة. وكذلك ذكَرَهُ ابنُ الزُّبَيْر في الأندَلُسيّينَ ولم يذكُرْ أين وُلد لمّا لم يعلَمْه، وخَتَمَ ذكْرَه بما نَصُّه: ومولدُه بالمَهْديّة وإنّما ذكَرْتُه في البلَديّينَ تبعًا للشّيخ وغيرِه ولتأصُّلِه الأندَلُسيّ وعراقتِه.

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: كان هذا مُلحقًا في حاشيةِ كتاب ابن الزُّبَير بخطِّه، وأراه إنّما ألحَقَه لمّا تعرَّفَه [من قِبَل ابن الأبّار] ، وأرى أنه المَكْنيَّ عنه بغيرِه، واللهُ أعلم. ثم أنِفَ من [الاعترافِ بالوَهَم والخطإ] اللذَيْن وقَعَ فيهما بذكرِه في الأندَلُسيِّين، فاعتذَر [عن صنيعِه بهذا العُذرِ] الفاتر. وتبَعيّتُه للشّيخ مع علمِه بخطئه أقبحُ من الخطإ، [والغريبُ أنه عُنِي] بإصلاح ما وقَعَ في كتاب الشّيخ، واشتدّت عِنايتُه بذلك، ونبَّه في [خُطبةِ كتابِه] على أنه جُلُّ مقصودِه.

وأما تبعيتُه غيرَه فإنْ يكُن ابنَ الأبّار فقد ذكرتُ [ما عُرِف به] من التعصُّب المشنوءِ، ولا عبرةَ بالتأصُّل والعَراقة بالنّظرِ إلى ما تقرَّر [من] الاصطلاح في الغُرباء. واللهُ يعصِمُنا من الزَّيْغ والزَّلَل، ويحمينا من مُواقعةِ الخطإ والخَطَل، ويَهدينا إلى أقوم المسالِك في القولِ والعمل، إنه مُنعِمٌ كريم، وصَلَواتُ الله وسَلامُه على سيِّدِنا محمدٍ وعلى آلِه الطيِّبينَ الأكرمين.

ص: 248

136 -

محمدُ (1) بن عيسى بن مع النَّصْر بن إبراهيمَ بن دُوْناس -بدال غُفْل وواوِ مَدّ وألفٍ بعدَ نون وآخِرهُ سين- ابن زكريّا بن سَعْدِ الله بن سَعِيد بن محمد بن مُنِيب (2) بن عليّ بن المنصُور بن سُليمان - وأملَى عليَّ حفيدُه صاحبُنا أبو سَعِيد محمد (3)، بعدَ مُنيب: ابنَ بَرُوْن -بباءٍ بواحدة مفتوح وراءٍ وواوِ مَدّ ونون- ابن وَكيل بن هشام بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ بن محمد بن الحَسَن بن محمد بن عبد الله بن الحَسَن بن الحَسَن بن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ووعَدَني بتحقيقِه، ولم يُقْضَ بذلك حتى فصَلتُ عن فاس، فاسيٌّ، أبو عبد الله المومنانيُّ، نَزلَ بعضُ سلَفِه، سُليمانُ أو غيرُه، بني مومنانَ من حَوْزِ فَنْدَلاوةَ بحَوْمة فاس.

رَوى عن أَبيه عيسى (4)، وصِهر أَبيه أبي محمد يشكر (5) بن موسى، وتفَقَّه بهما، وأبي الحَجّاج بن نَمَويّ، وأبي الحَسَن ابن القَطّان، وأبي الخَطّاب ابن الجُمَيِّل، وأبي ذَرّ الخُشَنيّ، وآباءِ عبد الله: ابن عبد الرّحمن التُّجِيبيِّ وابن عبد الحقّ وابن قاسم ابن القَطّان نزيلِ مِكْناسةَ، وأبوَي العبّاس: ابن البَقّال وابن الرُّوميّة، وأبي العلاءِ الإدريسيِّ إمام مسجدِ ابن أغلَبَ، وأبوَي القاسم: ابن زانيف وعبد الرّحيم ابن المَلْجوم، وأبي محمدٍ عبد العزيز بن زَيْدان، وأبي موسى الجُزُوليّ، وأجاز

(1) ترجمه ابن خميس في أعلام مالقة (51)، وابن الأبار في التكملة (1748)، وابن الزبير في صلة 3/الترجمة (23)، والذهبي في المستملح (353) وتاريخ الإسلام 14/ 303، وابن القاضي في جذوة الاقتباس 1/ 215، والمراكشي في الإعلام 4/ 229. وله أخبار في البيان المغرب 356 - 357 (قسم الموحدين)، وعبر ابن خلدون 6/ 537، والاستقصا 2/ 246.

(2)

في "التكملة": "حبيب".

(3)

لعله محمد بن عبد الرحمن المومناني القاضي المترجم في جذوة الاقتباس رقم (193).

(4)

له ترجمة في جذوة الاقتباس رقم (569).

(5)

له ترجمة في الجذوة رقم (655)، والتشوف رقم (171)، وسلوة الأنفاس 3/ 164، والأنيس المطرب 71 - 72 (ط. دار المنصور).

ص: 249

له هو وأبو عبد الله الشارِّيُّ، وأبو القاسم مَوْلى ابن أباقا، وأبَوا محمد: ابنُ حَوْطِ الله وعيسى بن سُليمان الرُّنْدِيُّ. وله شيوخٌ غيرُ هؤلاء.

رَوى عنه بَنُوه (1) وغيرُ واحد. وكان محدِّثًا ناقدًا، بصيرًا بعلم الحديث، ذاكرًا لرجالِه، حافظًا لمتُونِه، مُشرِفًا على معانيه، جميلَ الخَطّ متقِنَ التقييد، جميلَ الشّاوةِ حسَنَ المشاركة ممتِعَ المجالسة، حريصًا على العلم، أنفَقَ جُل عُمرِه في اقتناءِ [الكُتُب (2)، ثم أصابه] التعرُّضُ لِما لا يَعْنيه من الأمورِ السُّلطانية والاقتحام [لغوائلِها حين داخَلَ السيّدَ أَبا] حَفْص بنَ أبي محمد عبد العزيز بن أبي يعقوبَ بنٍ عبد [المؤمن في القيام على الرّشيدِ] من بني عبد المؤمن، وفاوَضَه في ذلك مشافهةً ومكاتبةً، [وكتَبَ إليه مرّةً بطاقةً] ببعضِ ما كان بينَهما من ذلك الأمرِ (3) ودفَعَها إلى فتاهُ ليُوصلَها [إليه، وقال] له: احمِلْها إلى باب السَّرّاجين (4)، وهو حيثُ سُكنى أبي حَفْص، فحَمَلَها [إلى باب] القَرّاقين (5)، وهو بابُ الصَّرفِ من القَصْر، ودفَعَها إلى الحاجبِ عَنْبر الصًّغير (6)، فحَمَلَها إلى الرّشيد، وكان ذلك بقُربٍ من بعضِ المواسِم، فلمّا أعلَمَ الحاجبُ الرَّشيدَ بو [صُول البطاقة] من قِبَل المومنانيِّ وقَعَ في نفسِه أنها تذكِرةٌ بما جَرَت به العادةُ معَ مثلِه من [الإحسانِ](7) في

(1) المعروف من بنيه أبو عبد الله محمد الذي سترد ترجمته في هذا السفر.

(2)

في أعلام مالقة: "وكان عنده من الكتب ما لم يكن عند أحد، أدخل إلى مالقة فوائد وكتبًا لم يشاهدها قبلُ أحد من أهلها".

(3)

في البيان أن الرشيد ولى السيد المذكور ولاية عظيمة وأمره بالخروج بالعسكر إلى جهة هسكورة وغيرِها فكتب إليه المومناني براءة بخط يده يهنئه فيها بولايته وأنها إن شاء الله لخلافة تكون أو كلام يدل على هذا.

(4)

في البيان أنه باب السراجين القديم الذي كان بمقربة من جامع الكتبيين من سور الحجر.

(5)

وإن يعرف أيضًا بباب السراجين ثم أصبح يعرف بباب القراقين. انظر البيان.

(6)

في البيان: القائد أبو المسك، ولعلها كنية المذكور عند المؤلف.

(7)

في البيان أن المومناني كانت له حظوة عند الرشيد يأمر له في المواسم والأعياد بجزيل الخير والإحسان.

ص: 250

ذلك الموسم (1) فلم يتشوَّفْ إليها ولا عرَّجَ عليها واشتَغل عنها بما رأى في الحال أنه أهمُّ منها. ولمّا عاد فتاهُ إليه بعدَ بُطءٍ سألهُ عن سببِ إبطائه، فذَكَرَ أنه كان في ارتقابِ الحاجبِ عَنْبر الصّغير حتى وَجَدَ إليه سبيلًا فدَفَعَ البطاقةَ إليه، فقال له: أين دفعتَها؟ فقال له: بباب القَرّافين (2)! فسُقِطَ في يدِه وكتَبَ في الفَوْرِ بطاقةَ في العُذرِ عمّا تضمَّنتْه تلك البطَاقةُ الأولى، وقال له: احمِلْها إلى الحاجبِ وادفَعْها إليه، فلمّا صارت هذه البطاقةُ الثانيةُ إلى يد الحاجبِ عَرَضَها على الرّشيد، فقال: ما لهذا الإنسانِ والإلحاح، وقد رفَعَ الآنَ بطاقةً أخرى! ما هذا إلا لزيادةٍ عندَه، ففَكَّ طابَعَ هذه الثَّانية وقرأها فوجَدَها في الاعتذار عن مُضمَّن البطاقةِ الأولى، فارتابَ لها والتمسَ البطاقةَ الأولى بينَ غيرها من الرّقاع التي رُفِعت إليه ذلك الوقتَ فألْفاها مشتملةً على مقاصدَ لا يَسمَحُ الملوكُ في مثلِها، وبعَثَ في الحينِ عنه وعن أبي حَفْص وأُدخِلا إلى القَصْر، فكان آخرَ العهدِ بهما، وكان ذلك سنة تسع (3) وثلاثينَ وست مئة، نسألُ الله حُسنَ العاقبة ودوامَ العافية.

137 -

محمدُ (4) بن قاسم بن عبد الكريم التَّميميُّ، فاسيٌّ، أبو عبد الله.

رَوى ببلدِه عن أبي إسحاقَ ابن قُرقُول، وآباءِ الحَسَن: ابن أحمدَ بن حُنَيْن وابن الحَسَن اللَّوَاتيّ وابن موسى ابن النَّقِرات، وأبي عبد الله بن عليٍّ ابن الرَّمّامة -وهُو أولُ من سَمِع هو عليه- وأبي محمد بن محمد ابن الصّائغ السَّبْتيّ؛ وبسَبْتةَ عن أبي عبد الله بن حَسَن بن غازي، وأبي محمد بن عُبَيد الله.

(1) كان الموسم حسب البيان سبعًا وعشرين من رمضان.

(2)

سبب غلط الغلام أنه كان هناك باب السراجين القديم وباب السراجين الجديد الذي أصبح يعرف بباب القراقين.

(3)

في أعلام مالقة: "ووصل مالقة خبر موته في أوائل ذي قعدة عام ثمانية وثلاثين وست مئة" أما ابن عذاري فساق الحادثة في أخبار تسع وثلاثين ثم قال في آخرها: "ولم أتحقق تاريخ هذه المسألة هل كانت في هذه السنة أو في التي قبلها".

(4)

ترجمه ابن الأبار في التكملة (1734)، والذهبي في المستملح (340) وتاريخ الإسلام 13/ 84، والكتاني في فهرس الفهارس 2/ 94.

ص: 251

وشَرَّق وحجَّ، وأقام ببلادِ المشرِق خمسةَ عشَرَ عامًا، ولقِيَ فيها [بمكّةَ المكرّمةِ] أَبا حَفْص بنَ عبد المجيد المَيَانجيَّ وأبا الطاهر [....] ، وأبا الفِداءِ إسماعيلَ بن عليّ المَوْصِليَّ الواعظَ [وأبا القاسم عبد الرحيم](1) بن أبي البَرَكات إسماعيلَ بن أبي سَعْد (2) النَّيْسابوريَّ

بن عبد الله بن عبد الغنيِّ القَلْعيّ، وعبدَ الوهّاب بن عليٍّ بن أُختِ [....].

وبمدينةِ الرّسولِ صلى الله عليه وسلم وكرَّمها أَبا جعفر بنَ يحيى [وتَدبَّج] معه.

وبفُسطاطِ مِصرَ: أحمدَ بن طارقِ بن سِنَان أَبا الرِّضا، وإسماعيلَ [ابنَ الزَّيّات] أَبا الطاهر، والحَسَن بن أبي الفَتْح منصُورَ بن محمد السَّعْديَّ الدِّمياطيَّ، [وعليَّ] بن ربيعةَ بن الحَسَن بن عليِّ بن عبد الله بن يحيى التّمّارَ الحَضْرَميَّ أَبا نِزار، وسُليمانَ بن يوسُفَ الكَتّانيَّ المالَقيَّ أَبا الرَّفيع، وشُجاعَ بن محمد بن سيّدهم المُدْلجِيَّ، وعبدَ الله بن بَرِّي بن عبد الجَبّار بن بري المقدِسيَّ أَبا محمد، وعبدَ الرّحمن بن محمد بن حَسَن أَبا القاسم، وعبدَ الخالق بن صَالح بن عليّ بن ريدانَ (3) المِسْكيَّ أَبا محمد، وعَشيرَ (4) بن عليّ بن أحمدَ بن الفَتْح الجَبَلي (5) أَبا القبائل، وقاسمَ بن إبراهيمَ بن عبد الله المقدِسيَّ أَبا محمد، والمحمَّدِينَ: ابنَ أسعدَ بن عليّ الحَسَنيَّ الشّريفَ النَّسّابةَ أَبا عليّ، وابنَ حَمْد بن حامد بن مُفرّج بن غِيَاث الأرتاحيَّ، وابنَ طِعَان بن بَدْر بن أبي الوفاءِ أبوَيْ عبد الله، ومحمودَ بن أحمدَ بن عليّ المحموديَّ البغداديَّ الصّابونيَّ أَبا الفَتْح، ومُقاتلَ بن عبد العزيز بن

(1) ما بين الحاصرتين من مصادر ترجمته مثل تاريخ ابن الدبيثي 4/ 86، وتاريخ الإسلام 12/ 640، والوافي بالوفيات 18/ 121، وهو ممن حدث بمكة.

(2)

في الأصل: "سعيد"، وهو تحريف ظاهر.

(3)

بالراء المهملة، قيده ابن نقطة، وهو من الآخذين عنه (إكمال الإكمال 3/ 55)، ويتصحف في الكتب إلى:"زيدان" بالزاي، كما في بغية السيوطي 2/ 10، ومعجم البلدان وغيرها.

(4)

في الأصل: "عسير" مصحف، وينظر تاريخ الإسلام 12/ 783.

(5)

في الأصل: "الجيلي"، مصحف، وهو من جَبَلة في بلاد الشام.

ص: 252

يعقوبَ البَرْقيَّ، ومُنجِبًا (1) مولى أبي صادق، وهبةَ الله بن عليّ بن سعود (2) البُوصِيريَّ أَبا القاسم، واليَحْييَيْن: ابنَ عَقِيل بن رِفاعة بن غدير (3) السَّعدي، وابنَ عليّ بن عبد الرّحمن القَيْسيَّ البَجّانيَّ الدانيَّ إمامَ مسجد عَيْثَم أَبا زكريّا (4). وبالقَرافة منها: أبا الحَسَن عليَّ بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ الحارِثيَّ الصُّوفيَّ. وبقليوبَ -إحدى قُراها-: أَبا البَحْر عبدَ الغنيِّ بن جابرِ بن عليّ بن القاسم، وابنَه أَبا الحَسَن عليًّا. وبالقاهرة: أَبا الحَسَن عليَّ بن إبراهيم بن نَجَا الأنصاريَّ الدِّمشقيَّ، والمحمدَيْن: ابنَ أبي السَّعادات عبدَ الرّحمن بن محمد بن أبي الحَسَن المسعود أَبا سَعْد، وابنَ يوسُفَ بن عليّ الغَزْنَويَّ أَبا الفَضْل، وأبا القاسم محمودَ بن محمد القَزْوينيَّ، وأبا يعقوبَ يوسُفَ بن هبةِ الله بن محمود بن طُفَيْل الدِّمشقيَّ. وبقِفْط -من الصّعيد الأعلى من مِصرَ- أَبا الحَسَن شِيثَ بن إبراهيمَ بن محمد، وأبا زكريّا يحيى الصِّقِلِّيّ.

وبثَغْر الإسكندَريّة حماهُ الله: الأحامدَ: ابنَ عبد الله بن عليّ العُكْبَريَّ أَبا الفتح، وابنَ

أَبا الفَضْل، وابنَ محمد بن أحمدَ السِّلَفيَّ أَبا الطاهر، وابن

، وإبراهيمَ بن عبد الله الأنصاريَّ أَبا إسحاق، وإسماعيلَ بن

، وأيوبَ بن عبد الله ابن أحمدَ بن أيّوبَ الفِهْريَّ السَّبْتيَّ أَبا الصَّبر

المقدِسيَّ أَبا الحَسَن، والحَسَنَيْنِ: ابنَيْ عبد الله: ابن [عبد الرّحمن ابن الجبّاب أبا المكارم] ، وحُسَين بن عبد السّلام بن عَتِيق أَبا القاسم، وحَمّادَ بنَ هبة الله بن [حماد] الحَرّانيَّ أَبا الثّناء، ودِرْعَ بن عيسى الأمَويَّ أَبا الحَسَن، وعبدَ

الرَّبَعيَّ أَبا محمد، وابنَ يوسُفَ بن دُلَيْل أَبا الفَضْل، وعبدَ الملِك بن أبي [القاسم التوزَريَّ] أَبا مَرْوانَ ابن الكَرْدَبُوس وتدَبَّج معَه،

(1) في الأصل: "منجب" ولا تستقيم نحوًا، وترجمته في تاريخ الإسلام 12/ 810.

(2)

في الأصل: "مسعود"، محرف، وتنظر تكملة المنذري 1/الترجمة 647، وتاريخ الإسلام للذهبي 12/ 1161.

(3)

في الأصل: "عذير"، مصحف، وينظر تاريخ الإسلام للذهبي 13/ 262، وعقيل بفتح العين وكسر القاف، قال بشار: هكذا وجدته مقيدًا بخط عز الدين الحسيني في "صلة التكملة"، وقيده الذهبي بضم العين مصغرًا.

(4)

مترجم في تكملة المنذري 1/الترجمة 194، وتاريخ الإسلام 12/ 890 ترجمة مختصرة.

ص: 253

وعبدَ الوهاب بن عبد الرّحمن بن الحَسَن

الطّرغونيَّ أبا محمد، والعليَّيْنِ: ابنَ إسماعيلَ بن تمَيم الرَّبَعيَّ القَناويَّ -وقَنا: من صعيدِ مِصرَ- وابنَ المفضَّل المَقْدِسيَّ أبوَي الحَسَن، وفُتوحَ بن خَلُوف بن يَخلُفَ الهَمْدانيَّ أبا نَصْر، والمحمّدَيْن: ابن عبد الرّحمن الحَضْرميَّ، وابن محمد بن الحَسَن بن عليّ الرَّبَعيَّ الكِرْكنْتيَّ، والبِجَائيَّ أبا عبد الله، ومحمودَ بن صَالح بن عثمانَ المَخْزوميَّ أبا الثناء، ومخلوفَ بن عليّ بن عبد الحق القَرَويَّ أبا القاسم ابنَ جارَةَ (1)، والمُسَلَّمَ بن مكيّ بن خَلَف القَيْسيَّ الدِّمشقيَّ أبا الغنائم، والمظفَّرَ بن سِوَار أبا منصُور، ونَصْرَ الله محمدَ بن أحمدَ النَّصِيبيَّ أبا الفتح، ويحيى بن عبد المهيمِن أبا الفَضْل.

وبأطْرابُلُسِ المغرِب: أبا محمد عبدَ المُعطي بن خَلَف بن عبد المُعطي الأنصاريَّ.

وبتونُس: أبا عبد الله بن عبد الرّحمن بن محمد الرّعَيْنيَّ، وأبا القاسم بن مُشكانَ القابسيَّ.

وببِجَايةَ: أبا محمد عبدَ الحقِّ بن عبد الرّحمن ابن الخَرّاط.

ومن النساءِ بمِصرَ: الأختين (2): ستَّ الكلّ، وستَّ العِلم ابنتي (3) عبد الله ابن رِفاعةَ بن غَديرٍ السَّعديِّ. وبها وبالقاهرة: فاطمةَ بنتَ سَعْد الخَيْر بن محمد ابن سَهْل الأَنْصاريّ. وبالإسكندَريّة: تَقِيّةَ بنتَ الخطيبِ أبي الفَرَج غَيْث بن عليّ بن عبد السلام الأرمنازيّ؛ فقرَأَ عليهم وسَمِع وأكثرَ عن بعضِهم، وأجاز له جماعةٌ منهم. ولقِيَ أميريْ بن ناصِر بن عليّ الفارسيَّ أبا الحَسَن، وحمزةَ بن عثمانَ المَخْزوميَّ، وذُبيانَ بن ساتِكينَ بن أبي المنصُور أبا الحَسَن، وظافرَ بن عَطِيّةَ ابن مَوْلاهم اللَّخْميَّ أبا المنصور، وعثمانَ بن عبد الله بن العلاءِ الدِّمياطيَّ أبا عُمَر،

(1) تكملة المنذري 1/الترجمة 20، وتاريخ الإسلام 12/ 767.

(2)

في الأصل: "الأختان" ولا تستقيم.

(3)

في الأصل: "ابنتا".

ص: 254

وعليَّ بن صَمْدونَ بن فاضل الصُّوريَّ أبا الحَسَن، وعليَّ بن سَعْدٍ الهَمْذانيَّ، وعُمرَ بن عليّ

بن يحيى بن عبد الله الشَّهْرَزُوريَّ، وأبا القاسم بن

وأبوَيْ عبد الله: ابن إبراهيمَ ابن الفَخّار ومحمدَ بن محمودِ بن عليّ الهَمَدانيَّ، وأبا الحَرَم مكيَّ بن أبي الطاهر بن [أبي العز بن حَمْدون الطِّيبي](1)، وأجازوا له.

وكتَبَ إليه مُجيزًا ولم يلقَهُ من أهل الأندَلُس: أبو

، ومن دِمياطَ: أبو إسحاقَ إبراهيمُ بن عُمرَ بن عليّ بن سَمَاقا الإسعردي (2)[ومن دمشقَ]: أبو العبّاس (3) أحمدُ ابن حمزةَ بن عليّ بن الحَسَن بن عبد الله بن العبّاس السُّلَميُّ [ابن الموازيني] ، وأبو الطاهر إسماعيلُ بن عليّ ابن الجَزِيريّ، وبَرَكاتُ بن إبراهيمَ بن بَركاتٍ [الخُشُوعيُّ] ، والحَسَن بن هبةِ الله بن محفوظٍ الرَّبَعيُّ، وعبدا الرحمن: ابنُ الحُسَين بن [الخَضِر](4) بن عَبْدان (5) الأَزْديُّ، وابن عليّ بن المُسَلَّم بن الحَسَن ابن أحمدَ الخِرَقيُّ، وأبو الحَسَن بن حمزةَ بن عليّ الشافعيُّ، وأبو محمدٍ القاسمُ بن عليّ ابن عساكر. وقد ضمَّن ذكْرَهم بَرنامَجًا حافلًا سمّاه بـ"النّجوم المُشرقة في ذكْرِ من أخَذْنا عنه من كلِّ ثَبْتٍ وثقة" واختَصَر منه مجلدًا لطيفًا وقَفْتُ عليه بخطِّه.

(1) ما بين الحاصرتن مستفاد من ترجمته في تكملة المنذري 3/الترجمة 3092 وتاريخ الإسلام 14/ 330.

(2)

في الأصل: "الأشعري" محرف، وهو منسوب إلى "إسعرد" مدينة من مدن أرمينية على رافد من روافد دجلة العليا، لم يذكرها ياقوت في معجمه، ينظر بلدان الخلافة الشرقية للسترنج الإنكليزي، ص 145. وهذا الإسعردي حدث بالإسكندرية وغيرها، وتولى الحكم بثغر دمياط وبمدينة بلبيس وغيرهما (التكملة للمنذري 2/الترجمة 1435، وذيل الروضتين 91، وتاريخ الإسلام 13/ 781).

(3)

هكذا كناه، والمحفوظ في كنيته: أبو الحسين، كما في ترجمته من التكملة المنذرية 1/ 71، والمصادر الكثيرة المذكورة في التعليق على ترجمته فيها.

(4)

ما بين الحاصرتين ممحو في الأصل، وهو مستفاد من ترجمته في تكملة المنذري 1/الترجمة 48، وتاريخ الإسلام 12/ 781.

(5)

في الأصل: "حمدان"، محرف، والصواب ما أثبتنا (تنظر تكملة المنذري 1/الترجمة 48، وتلخيص مجمع الآداب لإبن الفوطي 4/الترجمة 240، وتاريخ الإسلام 12/ 781).

ص: 255

رَوى عنه أبو الحَسَن عليُّ بن الحَسَن بن يوسُف الشَّلْطيشيُّ، وأبو عبد الله ابن حَسَن التُّجِيبيُّ ابن مجبر، وأبو العبّاس بنُ أبي الرّبيع بن ناهِض، وقد أخَذَ عنه بالإسكندَريّة أبو مروانَ عبدُ الملِك بن أبي القاسم التّوْزَريُّ ابن الكَرْدَبُوس (1)، وهو في عِدادِ أصحابِه ومنهم.

وكان محدِّثًا حافظًا ذاكرًا للحديث ورجالِه وتواريِخهم وطبقاتِهم، ولم يكن في ضبطِه بذلك، وحدَّث بالمشرِق والمغرب.

ومن مصنَّفاتِه: كتابُ "المستفاد، في مناقبِ العباد، بمدينةِ فاسَ وما يَليها من البلاد"(2)، سِفران، و"أدبُ المُريدِ السالك والطريقُ إلى الواحدِ المالك"، ورسالةُ "البُرهان في ذكْرِ حَنينِ النّفوسِ إلى الأحبةِ والأوطان"، و"اللُّمعة، في ذكْرِ أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأولادِه [السّبعة] "، و"الإنابة في ذكْرِ طريق أهل الاستجابة"، في جُزأين، و"الإيضاح عن طريق أهل الصّلاح"، و"كشْفُ أحوالِ المفتونين عن الدّنيا بالدِّين"، و"بُستانُ العابِدين ورَيْحانُ العارِفين في ذكْرِ أهل الصَّفوة والانقطاع إلى الله بالخَلْوة"، و"التعزية في المصائب والمرزية"، و"الأغذية ممّا جاء في الحديث"، و"تُحفةُ الطالب ومُنيةُ الراغب في الأَحاديثِ النبوية العَلِيّة السَّنِيّة"، و"المنتقَى من بَهْجة المجالس"، و"زادُ الحاجّ في مناسِك الحج"، و"الأربعونَ حديثًا"، إلى غير ذلك.

قال ابنُ الأبّار: بَلَغَني أنه دَخلَ الأندَلُسَ [وتوفِّي ببلدِه آخِرَ سنة ثلاثٍ] أو أوَل أربع وست مئة.

(1) هو مؤلف كتاب "الاكتفاء في أخبار الخلفاء" الذي نشر منه الدكتور العبادي قطعة تتعلق بتاريخ الأندلس - معهد الدراسات الإسلامية 1971 م.

(2)

قال ابن عربي الحاتمي في الوصايا من كتابه الكبير الفتوحات: "سمعنا عليه هذا الكتاب بقراءته، أظنه مات بفاس" وقد وهم بعضهم فنسب هذا الكتاب إلى محمد بن علي الفندلاوي الذي تقدمت ترجمته، راجع رقم 126.

ص: 256

138 -

محمدُ (1) بن قاسم بن مَنْداس [جزائريٌّ، جزائرَ] بني زغنا، أشِيريُّ الأصل والسَّلَف، أبو عبد الله ابن مَنْداس.

[أخَذَ العربيّة] عن نَزيلِها أبي موسى القُزُوليِّ، واختَصَّ به وصحِبَه إلى الأندَلُس، [وقد أكثَرَ من] الأخْذِ عنه والاستفادةِ منه، ثم تحوَّل إلى مَرّاكُش، ورَوى [بمالَقةَ عن] ابن الشّيخ، وأبي عبد الله محمد بن حَسَن الأنصاريِّ، وبقابِسَ [عن أبي القاسم ابن مجكانَ] آخِرِ الرُّواةِ عن أبي عبد الله المازَريّ، وسَمع أيضًا من أبوَي الحَسَن: ابن مؤمن، ونَجَبةَ، وأبي ذَرٍّ الخُشَنيّ، وأبي الصَّبر الفِهْريِّ، وأبي محمد بن عُبَيد الله، وحدّث بالإجازةِ العامة عن أبي الطاهر السِّلَفيِّ.

رَوى عنه أبو محمد بنُ محمد بن عُبَادة، وحدّث عنه بالإجازةِ أبو عبد الله ابنُ الأبار، والرئيسُ أبو القاسم العَزَفيُّ، وحدّثنا عنه مُكاتبةً.

وكان مُستبحِرًا في النّحوِ حافظًا لأقوالِ أهلِه، عُنيَ به كثيرًا، والتزَمَ تدريسَه ببلدِه الجزائرِ إلى غاية عمره.

وُلد بالجزائرِ مُستهَلَّ جُمادى الأولى سنةَ سبع وخمسينَ وخمس مئة، وتوفِّي بها في أوّل جُمُعةٍ من محرَّمِ ثلاثٍ، وقيل: خمسٍ، وأربعينَ وست مئة.

139 -

محمدُ (2) بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن مَسْعود الكُتَاميُّ، تلمسينيٌّ، سَكَنَ سَبْتةَ، أبو عبد الله، ابنُ الخضار، أخو الأستاذ المُجوِّد أبي الحَسَن (3).

(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1750)، والذهبي في المستملح (355) وتاريخ الإسلام 14/ 478، والسيوطي في بغية الوعاة 1/ 214، والمراكشي في الإعلام 4/ 234.

(2)

ترجمة ابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة 34، والوادياشي في برنامجه 128، وابن القاضي في درة الحجال 2/ 263، وينظر إفادة النصيح 98، 101 - 102، وبرنامج التجيبي 62، 74، 132، 135، 140، 199، 202، 272، 274.

(3)

هو أبو الحسن علي بن محمد ابن الخضار أصله من تلمسان وانتقل إلى سبتة، أخذ عنه ابن رشيد في سبتة ووصفه بالمقرئ والإمام الأوحد في العروض والقافية. له ترجمة في غاية النهاية 1/ 578، وصلة الصلة 4/الترجمة 236. توفي سنة ست أو سبع وسبعين وست مئة.

ص: 257

سَمِع بسَبْتةَ على الرئيس الفقيه أبي القاسم العَزَفيِّ سيرةَ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، و"الدُّرَّ المنظَّم"، من تأليفِه، مرّات، وأجازَهما له. وأجاز له بها أبو العبّاس بن محمد المَوْرُوريُّ، وأبو عَمْرٍو عثمانُ بن محمد العَبْدَريُّ ابنُ الحاجّ، وسَمِع بها على أبي مَرْوانَ محمدِ بن أحمدَ الباجِيّ، وفي وِجهتِه صَحِبَه (1) إلى المشرِق (2).

وبدمشقَ على أبي عبد الله محمد بن أبي جعفرٍ أحمدَ بن عليّ بن أبي بكر بن إسماعيلَ القُرطُبيِّ، وأبي العبّاس أحمدَ بن يوسُفَ ابن زِيري التِّلِمْسينيّ، وأبي عَمْرٍو عثمانَ بن عبد الرّحمن ابن الصَّلاح (3)، وأبي نَصْر محمدِ بن هبة الله بن مَمِيل (4). وناوَلَه بها أبو محمدٍ عبدُ الرّحمن بن أبي القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد المُنعم، وأجازوا له، وأجاز له أبو الحَسَن بن أبي عبد الله بن أبي الحَسَن ابن المُقَيَّر، وأبو عبد الله بن يوسُف البِرْزَاليُّ، وعبدُ العزيز بن عثمانَ بن أبي طاهرٍ الإرْبِليُّ وعثمانُ بن عُمرَ المالِكيّ.

رَوى عنه غيرُ واحد من أصحابِنا. ولقِيتُه بسَبْتةَ وحاضَرتُه كثيرًا وبايَتُّه وشاهدتُ من ذكائه وحضورِ ذكرِه [ما يَقضي منه العجَب، وكان] تأريخيًّا حافظًا أكمَهَ، يخترقُ أزِقّةَ سَبْتةَ وربَضَها [دونَ اعتمادٍ على أحد، وسايرتُه] ببعضِ شوارعِها فربّما عَطَفَ بالترحُّم أو بالذِّكْر على زقاقٍ [أو مقبُرةٍ عند مُحاذاتِه إيّاهما] ، وأُخبِرتُ عنه بعجائبَ أغربَ من هذا النوع (5).

(1) في الأصل: "صحبته".

(2)

ترجمة المذكور في السفر الخامس (1298) وقد ساق المؤلف مراحل رحلته الحجازية في الذهاب والإياب حتى مصر القاهرة حيث توفي، كما ورد خبر هذه الرحلة في إفادة النصيح لإبن رشيد: 96 - 104 وفيها أن ابن الخضار لم يفارق أبا مروان إلى وقت وفاته.

(3)

في برنامج الوادي آشي ودرة الحجال أن المترجم سمع تأليف علوم الحديث لإبن الصلاح عليه بدمشق في رابع شوال أربعة وثلاثين وست مئة.

(4)

سمع عليه حسب ابن الزبير ثلاثيات البخارِي ومن أول الديوان إلى كتاب الإيمان.

(5)

مما يتصل بهذا ما ذكره ابن الزبير من أنه دخل الأندلس تاجرًا.

ص: 258

مولدُه [بتلمسينَ يومَ الاثنين] منتصَفَ ذي قَعْدةِ تسعةٍ وست مئة، وتوفِّي بسَبْتةَ بعدَ صَلاةِ [.... يوم] السّبتِ آخِر أيام شوّالِ سبع وتسعينَ وست مئة (1).

140 -

محمدُ (2) بن محمد بن عبد [الرّحمن بن عبد الملِك] بن مُحارِب القَيسيُّ، إسكندَريٌّ مَغْرِبيُّ الأصل، أبو عبد الله.

رَوى [عن أبوَي الحَسَن]: ابن المُفضَّل وابن مُؤمن، وأبوَي الطاهر: السّلَفيِّ وابن عَوْف، وأبي عبد الله [ابن الحَضْرميّ] ، وأبي القاسم بن مُوَقّى.

ودخَلَ الأندَلُسَ فروَى بغَرناطةَ عن أبي جعفر بن حَكَم، وأبي محمد بن عبد المُنعم ابن الفَرَس، وأبي الوليد ابن رُشْدٍ الصّغير وغيرِهم. وأجازَ له أبو محمد التادَليُّ، وله شيوخٌ غيرُ هؤلاء.

وقد تُكُلّم في دَعْواهُ الروايةَ عن السّلفيّ (3)، ولا بُعدَ فيها عندي. ولقِيَ أبا العبّاس أحمدَ (4) بن أبي بكر بن عيسى بن قُزْمانَ فأنشَدَه بعضَ شعرِ أَبيه.

وُلد سنةَ أربع وسبعينَ وخمس مئة، وتوفِّي سنةَ إحدى وأربعينَ وست مئة.

141 -

محمدُ بن محمد بن عيسى بن معَ النَّصْر (5) المومنانيُّ، فاسيٌّ، أبو بكر.

وَلَدُ أبي عبد الله المذكور [قبلُ] ، وقد تقَدَّم رفعُ نَسَبِه في رَسْم أَبيه (6).

ذَكَرَ لي الخطيبُ الفاضلُ صاحبُنا أبو الحُسَين بن أبي القاسم عبد الرّحمن بن

(1) عبارة ابن الزبير: "وتوفي في الموفي ثلاثين لشوال عام سبعة وتسعين وست مئة".

(2)

ترجه ابن الأبار في التكملة (1749)، والذهبي في المستملح (354) وتاريخ الإسلام 14/ 396.

(3)

قال ابن الأبار: "وكان يزعم أنه سمع من السلفي الأربعين له".

(4)

تقدمت ترجمته في السفر الأول من هذا الكتاب (722).

(5)

في الأصل: "مع الصبر"، وهو تحريف ظاهر.

(6)

الترجمة (136).

ص: 259

أبي عبد الله المزدغيُّ (1) أنه عَزَمَ وقتًا على التزوُّج، فارتادَ في بيوتِ أهل فاسَ، فأشار عليه أبو الحَسَن ابنُ زرنبق (2) بابنةِ أبي بكرٍ هذا وقال: لا تعدِلْ عنها، فإنّها من أهل البيتِ النّبويِّ الكريم، فعَمِلَ على إشارتِه وتزوَّجها، فهي أُمُّ بنيهِ: أبي الفَضْل وغيرِه.

رَوى أبو بكرٍ عن أبيه، وأبي العبّاس النَّبَاتيِّ -لقِيَه بإشبيلِيَة- وأجازَ له أبو الرّبيع بنُ سالم.

لقِيتُه كثيرًا بفاسَ وجالستُه طويلًا، وخبِرتُ منه جَوْدةَ وسلامةَ باطن. وكان له تعلُّقٌ بطَرَفٍ من الرواية.

وُلد سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ وست مئة.

142 -

محمدُ (3) بن محمد بن أبي بكرٍ الجُذَاميُّ، سَبْتيٌّ، أبو عبد الله، وهو سِبطُ أبي عَمْرٍو عثمانَ ابن الجُمَيِّل (4).

رَوى عن أبي الخَطّاب (5) عمّ أُمِّه، وأبي الحَجّاج بن نَمَويّ، وأبي الحَسَن

(1) المذكور من بيت بني المزدغي -من بيوتات العلم والصلاح بفاس قديمًا - ولي الخطابة والإمامة بجامع القروس من سنة 694 هـ إلى وفاته سنة 726 هـ وقد وليهما قبله والده عبد الرحمن وجده محمد كما وليهما بعده ولده أبو الفضل محمد، وسترد ترجمة أشهر أعلام هذا البيت أبي عبد الله المزدغي بعد قليل (انظر: بيوتات فاس 8 - 9 ط. دار المنصور، وجذوة الاقتباس 1/ 60 - 64، 2/ 222، والذخيرة السنية 81 - 82 ط. دار المنصور، ونيل الابتهاج: 229، وسلوة الأنفاس 2/ 38).

(2)

هكذا في الأصل، ولعله ابن زُنْبَق -بضم الزاي وسكون النُّون وفتح الباء- من بيت بني زنبق بفاس، وهو بيت فقه وكتابة وشعر وترف، منهم أبو المكارم منديل بن زنبق الذي كان في عهد السلطان أبي عنان المريني (انظر بيوتات فاس 50 ط. دار المنصور، الرباط).

(3)

كان والده من رواة الحديث الآخذين عن القاضي عياض (برنامج الرعيني 45، وفهرس خزانة القرويين 2/ 232، ومجلة المناهل 22/ 310).

(4)

ترجمته في التكملة الأبارية (2666) والتعليق عليها.

(5)

ترجمته في التكملة الأبارية (2649) والتعليق عليها.

ص: 260