الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستُقضيَ [....] سنةَ ثلاثَ عشْرةَ وست مئة، وبتلمسينَ وبغَرْناطةَ ومُرْسِيَة.
163 - مَرْوانُ بن موسى بن نُصَيْر [
....] (1).
164 - مَسْعودُ بن عبد الكريم بن عليِّ بن عبد المُحسِن، تونُسيٌّ
.
رَوى بقُرطُبةَ عن أبي الوليد بن رُشْدٍ الصّغير.
165 - مَسْعودُ بن عليِّ بن المنصُور المَصْمُوديُّ الصّلتانيُّ المَنْفِيُّ من كُورةِ طَنْجة
.
رَوى -فيما أحسَبُ- عن أبي القاسم الحَسَن بن عُمرَ الهَوْزَنيُّ. وكان محدِّثًا، حيًّا سنةَ ثمانِ عشْرةَ وخمس مئة.
166 -
مُصعَبُ (2) بن محمد بن أبي الفُرات بن مُصعَب بن زُرَارةَ القُرَشيُّ العَبْدَريُّ، صِقِلِّيّ، أبو العَرَب.
قَدِمَ الأندَلُسَ وحدَّث بها عن أبي بكر بن البَرّ التَّميميّ (3).
رَوى عنه الخطيب أبو عليّ حُسَين بن محمد بن عَرِيب (4).
وكان حافظًا للُّغاتِ والآدابِ، شاعرًا مُفلِقًا، اكثَرَ من مَدْح رؤساءِ صِقلِّيةَ وغيرِهم.
(1) بيض المؤلف لهذه الترجمة وكأنه لم يتوفر على المادة المطلوبة لها في وقت التحرير، ومروان هو أحد أولاد موسى بن نصير ومنهم عبد العزيز وعبد الأعلى وعبد الله وعبد الملك، ولهم مقام معلوم في الفتوح وأُسندت إليهم الولايات، ولهم تراجم في كتب الطبقات ومروان فيما تذكر الروايات هو الذي قتل لذريق (انظر البيان المغرب 1/ 44، ونفح الطيب 1/ 239).
(2)
ترجمه ابن بسّام في الذخيرة 4/ 208، والعماد في الخريدة 2/ 219، وابن الأبار في التكملة (1813)، وابن خلكان في وفيات الأعيان 3/ 334، والذهبي في المستملح (366) وتاريخ الإسلام 11/ 83، وابن شاكر في عيون التواريخ 12/ 16 وغيرهم.
(3)
تقدمت ترجمته في هذا السفر برقم (124).
(4)
ترجمته في التكملة (735) وفيها: "وسمع من أبي العرب الصقلي الشاعر أدب الكتّاب لإبن قتيبة، لقيه بطرطوشة وقد قارب المئة في سند فقرأ عليه وكان يرويه بعلو عن أبي بكر بن البر".
وقَفْتُ على بعضِ ما دوّن من شعرِه في مجلَّدينِ متوسِّطين، ومنه في الغَزَل
[من الكامل]:
شِعري وعشقي والحبيبُ ثلاثةٌ
…
بَهَروا فما لَهمُ وحقِّك رابعُ
فهمُ نظائرُ لا تفاضُلَ بينَهمْ
…
كلٌّ لأوصافِ المحاسنِ جامعُ
ولمّا تغَلَّبَ الرُّومُ على صِقِلِّيّة خرَجَ منها سنةَ أربع وسبعينَ (1) وأربع مئةٍ ووَرَدَ إشبيلِيَةَ على المعتمِد أبي القاسم محمد بن عَبّاد في ربيعٍ الأوّل سنةَ خمس وسبعينَ (2)، فحَظِيَ عندَه حُظوةً تامّة، وبالَغَ في الاحتفاءِ به، وله معَهُ أخبارٌ مُستطرَفة، منها: أنه حضرَ يومًا مجلسَ المعتمِد وقد أُدخِلَ عليه جُملةٌ وافرةٌ من دنانير الفضة فأمَرَ له بخريطتَيْن منها، وكانت بين يدَي المعتمِد صُوَرٌ صِيغت من عَنْبر من جُملتِها صورةُ جَمَلٍ مرصَّع بنَفِيس الجوهر، فقال له أبو العَرَب مُعرِّضًا: ما يَحمِلُ هذه الدنانيرَ أيّدَك اللهُ إلا جَمَل! فتبسَّمَ المعتمِدُ وأمَرَ له به، فابتدَأَ أبو العَرَب مُرتجِلًا [من البسيط]:
أجدَيْتَني جَمَلًا جُونًا شَفَعتَ بهِ
…
حِملًا من [الفضّة البيضاءِ لو حُمِلا]
نِتاجُ جُودِك في أعطانِ مكرُمةٍ
…
لا قد يُعرَّفُ [من مَنْع ولا عُقِلا]
فاعجَبْ لشأني فشأني كلُّه عجَبٌ
…
رفَّهتني فحملتُ [الحِملَ والجَمَلا](3)
وله من قصيدةِ يمدَحُه بها ويَذكُرُ قبضَه على أبي بكر بن [عَمّار][من الطويل]:
كأنّ بلادَ الله كفّاكَ إن يَسِرْ
…
بها هاربٌ تَجمَعْ [عليه الأناملا]
فأين بفِرُّ المرءُ عنك بجُرمِهِ
…
إذا كان يَطوي في يدَيْك [المَراحلا](4)
(1) كذا في الأصل، وفي التكملة:"أربع وستين وأربع مئة"، وهو الصواب.
(2)
كذا في الأصل، والصواب:"وستين".
(3)
ورد الخبر في الذخيرة 4/ 209، وبدائع البدائه: 373 وغيرهما.
(4)
الذخيرة 4/ 209، والخريدة 2/ 221 وغيرهما.
وكذلك حَظِيَ عندَ سائر ملوكِ الأندَلُس في تردُّدِه عليهم أو [استقرارِه عندَهم] ، وبعدَ الحادثِ على المعتمِد بن عَبّاد لَحِقَ بسَرَقُسْطةَ في جَناب المقتدِر بالله أحمدَ ابن المُستعين بالله سُليمانَ بن أحمدَ بن محمد بن هُود الجُذَاميِّ ثم ابنِه الحاجبِ أبي عامرٍ يوسُفَ ثم ابنِه المُستعين أبي جعفرٍ أحمد، وله فيهم أمداحٌ كثيرةٌ دوِّنت في مجلّد متوسِّط، ثم صار بأخَرةٍ إلى مَيُورْقَةَ في كنَفِ صاحبِها ناصِر الدّولة أبي مَرْوانَ مُبشّر بن سُليمان، وخاطَبَه وهو بها أبو محمد عبدُ الجَبّار بن حَمْدِيسَ من بعض بلادِ إفريقيّةَ بقصيدةٍ (1) بارعة قرَّظَه فيها وبالَغَ في الثناءِ عليه فألفاه رسُولُه وقد مَسَّه الكِبَر واستَولَى عليه الهَرَم حتى ضَعُفت مُنّتُه وعَجَزَ عن إجابتِه، ووقَفَ بعضُ أصحابِ ابن حَمْديس على تلك القصيدة فقال له: قد حَططتَ نفْسَك عن مرتبةِ أبي العَرَب، فقال له ابنُ حَمدِيس: هو في نفسي أجَلّ وقَدْرُه عندي أعظم إلى شاختِه وحُرمةِ البلديّة التي جمعَتْنا ولم أخرُجْ معَ ذلك عن سَنَن أهل الأدب، فأقام بذلك عُذرَه، وقال: صَدقْت. وأقام أبو العَرَب بمَيُوْرقَةَ إلى أن توفِّي سنةَ ستٍّ وخمس مئة، وقد تقدَّم في رَسْم أبي بكر بن عيسى ابن اللَّبّانة (2) أنه دُفنَ إلى جَنْبِه، وأنه كان دَحْداحًا (3)، وأنّ أبا العَرَب كان طُوالًا رحمه الله.
167 -
المُغيرةُ (4) بن أبي بُردةَ، ويقال: ابنُ عبد الله بن أبي بُرْدة، واسم أبي بُردةَ: نَشيِط، ابن كلنَانةَ القُرَشيُّ العَبْدَريُّ، من أنفُسِهم، وقيل: حليفٌ لهم، وقد تقَدَّم بعضُ هذا في رَسْم عبد الله بن المُغيرة (5).
(1) لم نقف عليها في ديوان ابن حمديس المطبوع.
(2)
الترجمة التي يحيل المؤلف إليها في سفر مفقود.
(3)
في الأصل: "رجراجًا"، وهو تحريف، والدحداح: القصير.
(4)
ترجمه ابن سعد في الطبقات 5/ 240، وخليفة بن خياط في تاريخه 288، 292، والبخاري في تاريخه الكبير 7/الترجمة 1389، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/الترجمة 983، وابن حبان في الثقات 5/ 410، وابن الأبار في التكملة (1814)، والمزي في تهذيب الكمال 28/ 352، وابن حجر في تهذيب التهذيب 10/ 256، وغيرهم.
(5)
هو ولد المترجم، والإحالة على سفر مفقود، وترجمته في التكملة (1950).
رَوى المُغيرةُ عن أبي هريرةَ. رَوى عنه الحارثُ بن يَزيدَ، وسَعيدُ بن سَلَمةَ الأزرق، وعبدُ الله بن سَعِيد المَخْزوميُّ، وعبدُ العزيز بن صَالح، وموسى بن الأشعث، ويحيى بنُ سَعِيد الأَنْصاريُّ، وَيزيدُ بن أبي حَبِيب، وأبو مَرْزوقٍ التُّجِيبيُّ.
وَلِيَ غزْوَ البحر [لموسى بن نُصَيْر سنةَ ثمانٍ] وتسعينَ، والطالعةَ بالبَعْث من مِصرَ لعُمَر [بن عبد العزيز].
وكان له عَقِبٌ بإفريقيّة، وقد خَرَّجَ مالكٌ في "الموطإ"[حديثَ المُغيرة عن أبي، هريرةَ في الوضوء من ماءِ البحر (1) من رواية سَعِيد بن [سَلَمةَ، وقولُ] أبي عُمرَ بن عبد البَرِّ فيه (2): "لم يروِ عنه فيما عَلِمتُ إلا صَفْوانُ [بن سُليم، ومَن] كانت هذه حالة فهو مجهولٌ لا تقومُ به حجةٌ عندَهم" وفي [قوله عن المغيرة](3) أنه "غيرُ معروف، وقيل: ليس بمجهول" معدودٌ في أوهامه رحمه الله؛ فقد أخرَجَه أبو عيسى التِّرمذيُّ في "جامعِه" وقال (4): حديثٌ حسَنٌ صحيح. وسأل التّرمذيُّ البخاريَّ عنه فقال: هو عندي صحيح، قال: فقلت للبخاري: هشيمٌ يقول: المُغيرةُ بن أبي بَرْزَة؟ فقال: وَهِمَ فيه، إنّما هو المُغيرةُ بن أبي بُردة، وهُشيم ربّما وَهِمَ في الإسناد، وهو من المقطَّعاتِ أحفظ، وقَعَ هذا للترمذيِّ في "عِلَلِه" (5). قال أبو عُمرَ: لا أدري ما هذا من البخاريّ، ولو كان عندَه صحيحًا لخرَّجَه في مصنَّفِه الصّحيح عندَه، ولم يفعَلْ؛ لأنه لا يُعوِّلُ في الصَّحيح إلّا على الإسناد، وهذا الذي لا يحتَجُّ أهلُ الحديثِ بمثلِ إسنادِه.
وهذا وَهَمٌ آخَرُ لأبي عُمرَ؛ فإنّ البخاريَّ إنّما قَصَدَ في "جامعِه" إلى تصحيح ما خرَّج لا إلى إخراج كلِّ ما صَحَّحَ، وقد رَوْينا بالإسنادِ إلى أبي أحمدَ بن عَدِيّ،
(1) الموطأ (45) برواية يحيى الليثي (ط. د. بشار).
(2)
التمهيد 16/ 217 - 218.
(3)
ما بين الحاصرتن ممحو في الأصل، واستفدناه من التمهيد.
(4)
الجامع الكبير للترمذي (69) بتحقيق الدكتور بشار.
(5)
ونقله ابن عبد البر في التمهيد 16/ 218.
قال: سمِعتُ الحَسَنَ بن الحُسَين البَزّارَ يقول: سمِعتُ إبراهيمَ بن مَعْقِل (1) -هو النَّسَفيُّ- يقول: سمِعتُ محمدَ بن إسماعيلَ البخاريَّ يقول: ما أدخَلتُ في هذا الكتابِ -يعني "الجامع"- إلا ما صَحَّ وتركتُ من الصّحاح كي لا يَطولَ الكتاب. فقد صَرَّح البخاريُّ رحمه الله بأنه ترَكَ من الصَّحيح عندَه قَصْدًا للاختصار، وفي حُكمِه بصحةِ هذا الحديث ومتابعةِ التِّرمذيِّ إياه على ذلك دليلٌ على أنّ راويَيْهِ سَعِيدَ بن سَلَمة والمُغيرةَ بنَ أبي بُرْدةَ في عِداد من يُقبَلُ حديثُهما ويُحتَجُّ بهما، ويؤيّدُ ذلك إدخالُ مالكٍ حديثَهما في "موطئه"، وذلك توثيقٌ لهما، ويُقوّي ذلك في المغيرة باستعمالِ عُمرَ بن عبد العزيز إياه، فلم يكنْ رضي الله عنه لِيَستعملَ إلا أهلَ العدل والفَضْل من خِيَار هذه الأُمة، ودخَلَ الأندَلُسَ معَ موسى بن نُصَيْر، وكان يُخرِجُه أبدًا على العساكر (2)، وقد تقَدَّم له ذكْرٌ في رَسْم عبد الله بن المُغيرة.
168 -
منصُورُ (3) بن خُزَامةَ، مَوْلى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
قالَ ابنُ بَشْكُوال فيه: تابعيٌّ [إن صَحَّ خبَرُه، وحَكَى عن] عبد الله بن عابد أنه وَجَدَ بخطِّ الحَكَم ما يدُل على [تعميرِه (4).
169 -
منصُورُ (5)] بن فوناس بن مُسلم بن عَبْدون بن أبي فوناس الزَّرْ [هُونيُّ، فاسيٌّ، أبو عليّ، قال] فيه ابنُ الأبّار: منصورُ بن مُسلم بن عَبْدون.
(1) في الأصل: "مغفل"، وهو تصحيف، وينظر تاريخ الإسلام 6/ 914.
(2)
يضاف إلى ذلك أن النسائي وثقه، وهو من المتشددين في التوثيق. ثم إن الدارقطني بحثه في العلل له (1614) بحثًا مستفيضًا، ومال إلى التوثيق والتصحيح. وينظر نصب الراية 1/ 96 - 99، ورد الدكتور بشار على ابن عبد البر في تعليقه على الموطإ 1/ 56.
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1833)، وذكره المقري في نفح الطيب 1/ 288 و 3/ 11.
(4)
قال ابن الأبار: ولا يصح ذلك.
(5)
ترجمه ابن الأبار في معجم أصحاب الصدفي (174)، والتكملة (1837)، وابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة 79، والذهبي في المستملح (368)، وتاريخ الإسلام 12/ 89 و 120.
أخَذَ ببلدِه [عن جماعة، منهم: أبو] الحَسَن عَبّادُ بن سرْحان، ثم وَرَدَ الأندَلُسَ طالبًا العلمَ، [فرَوى بقُرطُبةَ عن أبي] بحرٍ الأسَديّ، وأبوَيْ محمدٍ: ابن السِّيْد وابن عَتّاب، وبمُرْسِيَةَ عن [أبي عليّ الصَّدَفيّ] وأبي محمد بن أبي جعفر، وعاد إلى بلدِه.
رَوى عنه أبو عبد الله بنُ [أحمدَ بن وشون (1)] وأبو القاسم عبدُ الرّحيم ابن المَلْجوم، وأبو محمد بن فَلِيج.
وكان فقيهًا حافظًا مُفتِيًا مُشاوَرًا محدِّثًا ذاكرًا، عَدْلًا ثقةً، فاضلًا حاجًّا، وُلد عامَ اثنين [وسبعينَ] وأربع مئة، وتوفِّي بفاسَ عام ستةٍ وخمسينَ وخمس مئة.
170 -
منصُورُ (2) بن محمد ابن الحاجِّ داودَ بن عُمرَ اللَّمْتُونيُّ، أبو عليّ.
رَوى بمَرّاكُشَ عن أبي عُمرَ مَيْمونِ بن ياسين اللَّمْتُونيّ، وبقُرطُبةَ عن أبي بحرٍ الأسَديّ، وأبي محمد بن عاتٍ وأكثَرَ عنه، وبفاسَ عن أبي محمد بن أيّوب الشاطبيّ، وببَلَنْسِيَةَ عن أبي الحَسَن طارقِ بن يَعِيش، وبمُرْسِيَةَ عن أبي عليّ الصَّدفي، وأبي الوليد ابن الدَّبّاغ.
وكان محدّثًا حافظًا ذكيًّا فهِمًا حسَنَ الخَطّ، واقتنَى من دواوين العلم ما لم يكنْ لأحدٍ مثلِه في عصرِه، وكانت له في قومِه رياسة، وهو فخرُ لَمْتُونةَ العِلميُّ، ليس لهم مثلُه ممّن دخَلَ الأندَلُس، وجمليه قام أبو الحَكَم بن الحَسَن بن حَسُّونٍ بمالَقةَ كما تقَدَّم في رَسْمِه (3)، ووَليَ بَلَنْسِيَةَ ليحيى بن عليّ بن غانيةَ نحوَ
(1) من بيت بني وشون الهذليين، ولي القضاء منهم بالمغرب جملة (انظر بيوتات فاس: 41، 69) وترجمة القاضي عبد الله بن أحمد بن وشون في الجذوة رقم (436) والسلوة 2/ 49.
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1836)، وفي معجم أصحاب الصدفي (173)، والذهبي في المستملح (367)، وتاريخ الإسلام 11/ 919، والمراكشي في الأعلام 7/ 255.
(3)
الترجمة التي يحيل عليها المؤلف في سفر مفقود، ويبدو أن المؤلف ساق فيها كعادته نبذة تاريخية تتعلق بأخريات دولة المرابطين في الأندلس. انظر في أيام أبي الحكم ابن حسون المذكور كتاب الإعلام لإبن الخطيب: 254 - 255.
أحَدَ عشَرَ عامًا. وتوفِّي بيابِسةَ سنةَ سبع وأربعينَ، وقيل: بمَيُورْقةَ في حدودِ الخمسينَ وخمس مئة.
171 -
منصُورُ بن مَخْلوف بن عيسى المجاجيُّ، من بني يجفش (1)، أبو عليّ.
رَوى عن أبي داودَ الهِشاميّ.
172 -
المُنيذِرُ (2) الإفريقيُّ.
له صُحبةٌ، دخَلَ الأندَلُسَ فيما ذَكَرَ عبدُ الملِك بن حيث، حَكاهُ عنه الرازيّ، ولم يذكُرْ ذلك أبو عُمرَ بن عبد البَرّ ولا غيرُه ممن ألّف في الصَّحابة، وإنّما لم يَذكُروا ذلك واللهُ أعلم لبُعدِ الأمَدِ في استفتاح الأندَلُس عن وفاةِ رسُول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يتَأتّى ذلك إلا لمن عُمّر من الصّحابة رضي الله عنهم العُمُرَ الطّويل، فبَلَغَ المئةَ أو نحوَها وإن كان فيهم مَن بَلَغَها وزاد عليها، ولكنّه لم يصحَّ عندَنا من طريقٍ يوثَقُ به أنه دَخَلَها أحدٌ منهم، ولكنه أوَرَدَ أنه، دَخَلَها فذكَرْناهُ كما ذَكَرَه من تقدَّم وتبرَّأْنا [من عُهدتِه. رَوى عنه] أبو عبد الرّحمن الحُبُلِيّ.
قال أبو سعيد بن يونُس: [له صُحبةٌ]، وقال: كان بإفريقيّةَ، وقال أبو عُبَيد الله محمدُ بن الرَّبيع:[دَخَلَ مِصرَ ولهم عنه حديث] وسَكنَ إفريقيّة.
وحديثُه هو ما حدَّثناهُ الحافظُ أبو [عليٍّ الماقريُّ سَماعًا] إن لم يكن قراءةً بثغرِ آسِفي حَمَاه اللهُ، قال: حدّثنا الأسعدُ عبدُ الرحمن بن مُقرَّب بن عبد الكريم ابن الحسَن بن عبد الكريم التُّجِيبيُّ [....] قال: أخبرنا أبو القاسم عبدُ الرّحمن بن مكّيِّ بن حمزةَ بن مُوَقّى بن حمزةَ الأنصاريُّ [سَماعًا] قال: أخبرنا أبو عبد الله محمدُ بن إبراهيمَ الرازِيّ، قال: أخبرنا أبو الحَسَن عليُّ بن الحَسَن بن شَعْبانَ الخَوْلانيُّ قراءةً عليه وأنا أسمع سنةَ اثنتين وأربعينَ وأربع مئة، قال: أخبرنا
(1) بنو يجفش بطن من زناتة تازا وينسب إليهم عدد من الأعلام منهم مهدي بن توالا صاحب القلعة.
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1875)، وتنظر الإصابة لإبن حجر 6/ 144، ونفح الطيب 3/ 5.
أبو عبد الله محمدُ بن الحَسَن بن عليّ بن محمد بن يحيى الدَّقّاقُ، قال: أخبرنا أبو عُبَيد الله محمدُ بن الرَّبيع بن سُليمانَ الأَزْديُّ الجِيزيُّ (1)، قال: حدثنا يحيى بنُ عثمانَ بن صَالح، قال: حَدَّثَنَا عبدُ القاهر بن رِشْدِينَ، قال: حدّثني أبي، عن حُيَيّ بن عبد الله المَعافِريّ، حدّثه عن أبي عبد الرّحمن الحُبُليِّ، عن المُنَيْذِر صاحبِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قال: رضِيتُ بالله ربًّا وبالإِسلام دينًا وبمحمدٍ نبيًّا فأنا الزّعيمُ فلآخُذَنّ بيدِه فلأُدخِلنَّه الجنّة"(2).
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: كلُّ مَن ذَكَرَ هذا الرجُلَ فيما وقَفْتُ عليه فإنّما سمّاه المُنيذِرَ على لفظِ تصغير مُنذِر، وقال فيه: الإفريقيّ، أو: سَكَنَ إفريقيّة.
ووقَعَ في نُسختي من "الحروف" لأبي عليّ سَعيدِ بن عثمانَ بن سَعِيد بن السَّكَن (3) بخطِّ القاضي الرّاوية العَدْل الضابِط أبي عبد الله محمد بن أحمدَ بن محمد بن يحيى بن مُفرِّج القُرطُبيّ (4) ما نصُّه: ذِكْرُ المُبتَدِر اليَمانيِّ، على لفظِ اسم الفاعل منَ: ابتَدَر. وجوَّدَ ضَبْطه في إسنادِ الحديث كذلك، وجعَلَه يمانيًّا كما ذكَرْتُه، وقال: رُوي عنه حديثٌ واحد، وأرجو أن يكونَ صحيحًا، قيل فيه: إنّ له صُحبةً، وليس بمشهور، فخَرَّجَ حديثَه عن أهل مِصرَ وهو من مَذْحِج، ويقال: من كِندَةَ، حدّثناهُ محمدُ بن هارونَ الحَضرميُّ ببغدادَ، قال: حَدَّثَنَا محمدُ بن يحيى الأَزْديُّ، قال: حَدَّثَنَا يحيى بنُ غَيْلانَ الأسلميُّ، قال: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بن سَعْد، عن حُيَيِّ بن
(1) هو الإِمام محمد بن الربيع الجيزي الذي والده صاحب الإمام الشافعي وله كتاب فيمن دخل مصر من الصحابة في مجلد أورد فيه مئة ونيفًا وأربعين رجلًا واستدرك عليه ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن يونس في تاريخ مصر وابن سعد في طبقاته، ولخص السيوطي الكتاب المذكور في حسن المحاضرة، والمؤلف ينقل عن كتاب الجيزي نفسه فيما يبدو.
(2)
ورد هذا الحديث مسلسلًا بالمغاربة في المنح البادية (مخطوط)، وهو حديث ضعيف.
(3)
كتاب الحروف في أسماء الصَّحَابَة لأبي علي ابن السكن (انظر فهرسة ابن خير، رقم 373).
(4)
ترجمته في تاريخ ابن الفرضي (1358)، وجذوة المقتبس (10)، وتاريخ دمشق لإبن عساكر 51/ 114، وتاريخ الإسلام 8/ 482.
عبد الله، عن أبي عبد الرّحمن، عن المُبْتدِر صاحبِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكان يَسكُنُ إفريقيّةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن قال: رَضِيتُ بالله ربًّا [وبالإِسلام دينًا وبمحمدٍ نبيًّا فأنا الزّعيمُ لآخُذَنَّ بيدِه فلأُدخِلَنَّه الجَنّة
…
"].
ولم أجدْ عن المُنَيْذِر غيرَ هذا الحديث، وهو ممّا تَفرَّدَ به، [واللهُ أعلمُ] بصحتِه.
173 -
مَوْدودُ (1) بن عُمرَ بن مَوْدودٍ الفارسيُّ، كذا [ذَكَرَ ابنُ الأبار] اسمَه ونَسَبَه، وإنّما هو: عُمرُ بن مودود، وقد ذُكِر (2).
174 -
موسى (3) بن [حَجّاج بن أبي] بكر، جزائريٌّ جزائرَ بني زغنا، أَشيريُّ الأصل، سَكَنَ بأخَرةٍ تَدَلَّس، [أبو عِمران.
تنقَّل] في الأندَلُس طالبًا العلمَ نحوَ ستِّ سنين، فأخَذَ بإشبيلِيَةَ وقُرطُبةَ [والمَرِيّة عن أبي] إسحاقَ ابن حُبَيْش، وآباءِ بكر: البِرْزَاليّ وابن العَرَبيّ وابن طاهر، وأبي [الحَسَن شُرَيْح] وأبوَيْ عبد الله: ابن أصبَغ وابن وَضّاح (4)، وأبوَي القاسم: ابن رِضا وابن وَرْدٍ ولازَمَه إلى حينِ وفاتِه، وأبي محمدٍ عبد الحقِّ بن عَطِيّة، وأبي مَرْوانَ بن مسَرَّةَ، وأجازَ له أبو الحَجّاج بنُ رُشْدٍ القَيْسيُّ وسَمِع منه، وابن يَسْعُون، وقرَأَ عليه، وأبو عبد الله ابنُ أبي الخِصَال، وأبو محمد النّفزيُّ المُرْسيّ.
وكان تامَّ العنايةِ بشأن الرّواية على رداءةِ خطِّه وعَدَم ضبطِه، وَليَ الصّلاةَ بجامع الجزائر مدّةً، وتوفِّي بتَدَلسَ منتصَفَ [صَفَرِ] تسع وثمانينَ وخمس مئة.
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1898).
(2)
في الرقم (35).
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1789)، والذهبي في المستملح (362)، وتاريخ الإسلام 12/ 889.
(4)
وقف ابن الأبار على سماعه منه تأويل مشكل القرآن لإبن قتيبة في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.