الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
268 - غايةُ المُنى
(1).
جاريةٌ أندَلُسيّة متأدِّبة، كانت تقولُ الشّعرَ، وعُرِضَت على ابن صُمادح صاحبِ المَرِيّة، فلمّا مَثُلت بين يدَيْه قال لها: كيف اسمُكِ؟ قالت: غايةُ المُنى، فقال لها: أجيزي [من مجزوء الخفيف]:
* سَلْ هوى غايةِ المُنى *
فقالت [من مجزوء الخفيف]:
...........
…
مَن كسَا جِسميَ الضَّنى
وأراني مَدلَّهًا
…
سيقولُ الهوى: أنا
كذا أورَدَ السالميّ هذه الحكايةَ في "تاريخِه"، وقال أبو القاسم ابنُ حُبَيْش: سيقَتْ لإبن صُمادح جاريةٌ نبيلةٌ تقولُ الشّعرَ وتُحسنُ المُحاضرةَ، فقال: تُحمَلُ إلى الأستاذ ابن الفَرّاء (2) -وكان كفيفًا- ليختبرَها، فلمّا وصَلتْه قال لها: ما اسمُكِ؟ فقالت له: غايةُ المُنى.
فقال [من مجزوء الخفيف]:
سَلْ هوى غايةِ المُنى
…
من كسَا جِسميَ الضَّنى
فقالت تُجيزُه [من مجزوء الخفيف]:
وأراني متيَّمًا
…
سيقولُ الهوى: أنا
فحَكَى ذلك لإبن صُمادح فاشتَراها.
(1) ترجمها ابن الأبار في التكملة (3575).
(2)
انظر فيه نفح الطيب 3/ 382 - 383.
269 -
فاطمةُ (1) بنتُ أبي عليّ حُسَين بن محمد بن فِيرُّه بن حَيُّون الصَّدَفيِّ ابن سُكّرة، مُرْسِيّةٌ.
تَركَها أبوها حينَ خَرَج غازيًا إلى كَتُنْدةَ للغَزاة التي استُشهِدَ بها قد قارَبَت الفِطام وأوصَى أنْ لا يُجمَعَ عليها فَقْدُه وفِطامُها، فنشأت صالحةً زاهدة تحفَظُ القرآنَ وتقومُ عليه وتذكُرُ كثيرًا من الحديث في الأدعية وغيرِها، كانت حسَنةَ الخَطّ ملتزمةً بمطالعةِ الكُتُب، وتزوَّجها صاحبُ الصلاة بمُرْسِيَة أبو محمد عبدُ الله بن موسى بن بُرطُلّة (2)، فوَلَدتْ له [عبدَ الرّحمن (3) فأنجَبَ ووَلَدَت له غيرَه]. وتوفِّيت بعدَ التسعينَ وخمس مئة وقد نَيّفت على [الثمانينَ].
270 -
[فاطمةُ (4) بنتُ] عبد الرّحمن بن محمد بن حَيْوةَ الوَشْقيّ.
طلبتِ العِلمَ وسَمِعَتْ [من أبي داودَ المُقرئ بدانِيَةَ] في سنةِ تسعينَ وأربع مئة.
271 -
فاطمةُ (5) بنت أبي القاسم عبد الرّحمن [بن محمد بن غالب] الأنصاريِّ الشَّرّاط. قُرطُبيّةٌ، أُمُّ الفَتْح.
(1) ترجمها ابن الأبار في التكملة (3601)، وهي ابنة أبي علي الصدفي الذي ألف ابن الأبار المعجم في أصحابه، وترجمها الذهبي في المستملح (925) باسم خديجة؛ لأنها جاءت كذلك في النسخة الأزهرية من التكملة، وهو ينقل منها.
(2)
ترجمته في التكملة (2099).
(3)
ترجمته في التكملة (2339)، ونيل الابتهاج: 163، وولده أبو محمد عبد الله الفقيه المحدث الخطيب القاضي (انظر عنوان الدراية: 191، ورحلة العبدري ورحلة ابن رشيد).
(4)
ترجمها ابن الأبار في التكملة (3585)، وترجمة والدها في التكملة (2287).
(5)
ترجمها ابن الأبار في التكملة (3604)، وابن الزبير في صلة الصلة 5/الترجمة (631)، والذهبي في المستملح (928) وتاريخ الإسلام 13/ 381. وترجمة والدها في التكملة (2335)، وتقدمت ترجمة أخيها غالب في السفر الخامس (985)، وزوجها محمد بن أحمد بن محمد ابن الطيلسان في السفر السادس (83)، وابنها أبو القاسم القاسم بن محمد بن أحمد ابن الطيلسان في السفر الخامس (1090).
تلَتْ على أبيها القرآنَ بحرف نافع، ثم استَظْهرتْ عليه "تنبيهَ" مكِّيّ و"شِهابَ" القُضَاعيِّ و"مختصرَ" الطُّلَيْطُليّ، وقابَلَتْ معَه ["صحيحَ] مسلم"، و"السِّير" تهذيبَ ابن هشام، و"كاملَ" المُبرِّد، و"أماليَ" القالي، وغيرَ ذلك، وسمِعتْ من لفظِه كثيرًا وحفِظت من شعرِه في الزّهد، وتلَتِ القرآنَ على أبوَيْ عبد الله: الأَنْدَرْشيِّ الزاهد، وابن المُفضَّل الكفيف.
حدَّث عنها ابنُها أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان، تلا عليها القرآنَ بقراءة وَرْش وقرأَ عليها ما عَرضَت على أبيها من الكُتُب، وسمِعَ منها غيرَ شيء، وأجازت له بخطها وقال: أظُنُّ أبا مَرْوانَ بن مسَرّ أجاز لها، فإنهُ الذي سَمّاها ودَعَا لها، حمَلَها إليه أبوها يومَ ولادتِها. وتوفِّيت سنةَ ثلاثَ عشْرةَ وسمت مئة.
أنشَدْتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعيني قال (1): [أنشَدَني أبو القاسم ابن الطَّيْلَسان، قال]: أنشَدتْني والدتي فاطمةُ أُمُّ الفتح قالت: أنشَدَني [أبي] أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمد بن غالبٍ لنفسِه [من المتقارب]:
سئمتُ الحياةَ على حبِّها
…
وحُقَّ لذي السُّقْم أن يَسأَما
فلا عيشَ إلا لذي صحةٍ
…
تكونُ له للتُّقى سُلَّما
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: وقد أنشَدتُها على شيخِنا العَدْل أبي القاسم أحمدَ بن محمد البَلَويِّ، عن ناظمِها فيما أذِنَ لي في روايتِه عنه، وأنشَدتُ على شيخِنا القاضي أبي الوليد محمد بن إسماعيلَ بن عُفَيْر، عن أبيه، لنفسِه زيادةً عليهما
[من المتقارب]:
ولا داءَ إلا لمَن لم يزَلْ
…
يُقارفُ في دينِهِ مأثَما
فلستَ تعالِجُ جَرْحَ الهوى
…
-هُديتَ- بمثلِ التُّقى مَرْهَما
(1) ينظر برنامجه: 29 - 30.