الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وصَلّى اللهُ على سيّدنا ومَوْلانا محمدٍ نبيِّه الكريم
هذا ذكرُ النّساء
أُوردَهُنَّ مُرتّباتِ على الحروف، منوَّعاتِ إلى أندَلُسيّاتِ وغرائبَ، كما فعَلْنا في الرجال:
237 -
أمةُ الرّحمن (1) بنتُ عبد الحقّ بن غالب بن عبد الرّحمن بن غالب بن تَمّام بن عبد الرَّؤوف بن عبد الله بن تَمّام بن خالد بن خُفَاف المُحارِبيِّ، غَرْناطيّةٌ، أُمُّ هاني.
كذا وقَفْتُ على اسمِها وكُنيتِها وبعض نَسَبِها بخطِّها، وقال فيها ابنُ الأبار: أُمُّ الهناء، ولم يُسَمِّها، وقد أليْنا باسمِها وكُنيتِها على الصواب.
أخَذَتْ عن أبيها (2) وأُخِذ عنها، وكانت من أهلِ الفَهْم والعقل جيّدةَ الخط حاضرةَ النادرة سريعةَ التمثُّل. دخَلَ أبوها دارَه بغَرْناطةَ وقد قُلِّد قضاءَ المَرِيّة وعيناهُ تدمعانِ أسَفًا لمفارقةِ وطنِه فأنشَدتْه متمثِّلة [من الكامل]:
يا عينُ صار الدّمعُ عندَكِ عادةَ
…
تبكِينَ في فَرَحِ وفي أحزانِ
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: وهذا البيتُ من أبيات، وهي [من الكامل]:
جاء الكتابُ من الحبيبِ بأنهُ
…
سيزورُني فاستعبَرَتْ أجفاني
(1) ترجمها ابن الأبار في التكملة (3590)، وابن الزبير في الصلة 5/الترجمة (625)، ونفح الطيب 4/ 292.
(2)
هو القاضي عبد الحق ابن عطية صاحب التفسير المعروف، انظر فهرس ابن عطية ومقدمة التحقيق (نشر دار الغرب الإسلامي، بيروت 1980).
غلَبَ السرورُ عليّ حتى إنهُ
…
من فَرْطِ عُظم مسرّتي أبكاني
يا عينُ صار الدّمعُ عندَك عادةً
…
تبكينَ في فَرَح وفي أحزانِ
فاستقبِلي بالبِشر يومَ لقائهِ
…
ودعي الدموعَ لليلةِ الأحزانِ
ولها مصنَّف في القبور (1)، وآخَرُ في الأدعية، وفيه وقَفْتُ على اسمِها وكُنيتِها كما ذكَرْتُ مجيزة فيه مَن أخَذَ عنها.
وكانت من المُنجِبات، تزوّجها أبو عليّ الحَسَن بن محمد بن حَسّان (2) فوَلَدتْ له أبا جعفرٍ أحمدَ (3) مصنِّف "الجُمَل" و"التفصيل في تدبير الصحّة في الإقامةِ [والرحيل] "، [وخَلَفَه عليها] أبو عبد الرّحمن محمدُ بن طاهر (4)، فوَلَدت له أبا [جعفر عبدَ الحقّ (5) مؤلِّف]"الأصُول في صناعة العدَد العمليّة"، وقد تقَدَّم ذكْرُ كلِّ واحدٍ [منهم في موضعِه].
238 -
[أسماءُ (6) بنت] أبي داودَ سُليمان (7) بن أبي القاسم نَجاح مولى أميرِ المؤمنينَ [هشامٍ المؤَّيدِ بالله] ابن الحَكَم المُستنصر بالله، بَلَنْسِيَّةٌ (8)
(1) توجد منه ورقات في دشت خزانة القرويين، قال الملاحي:"وقفت على تأليفها بخطها والإصلاح فيه بخط أبيها، ورأيت تأليفها هذا عند ابنها الفقيه الحاج الطبيب الفاضل الأديب الماهر أبي جعفر أحمد بن حسان"(صلة الصلة، الترجمة 625). وكتب بعضهم في طرة هذه النسخة ما يلي: كنت رأيت هذا التأليف بسوق الكتبيين بفاس حرسها الله تعالى.
(2)
له ترجمة في الغرب 2/ 255 وفيها: أبو علي بن حسان كاتب ابن مردنيش.
(3)
ترجمته ومصادرها في السفر الأول (104).
(4)
ترجمته ومصادرها في السفر السادس (896).
(5)
ترجمته في التكملة رقم (2540).
(6)
لها ترجمة في التكملة رقم (3578)، ولها أخ مترجم عند المؤلف في السفر السادس (650).
(7)
ترجمته في الصلة البشكوالية (457).
(8)
أي: من بلنسية على النسبة.
أكثَرتْ عن أبيها وشاركَتْه [في بعض] شيوخِه، وهي التي زوَّجها من أحمدَ بن مُحرِز (1)، فتى كان يقرأُ عليه، وكان [فاضلًا مقلًّا] فأعجَبَه سَمْتُه فقال له يومًا: أتحبُّ أن أُزوِّجَك ابنتي؟ فخَجِل الفتى [وذكَرَ] حاجةً تمنَعُه من ذلك، فزوَّجها منه ونظَر لها في دارٍ وزَفّها إليه.
239 -
أسماءُ (2) بنتُ عليِّ بن خَلَف بن أحمدَ بن عُمرَ اللَّخْميّةُ، مَرَويّةٌ، الرُّشَاطيّة.
حَكَى أبو محمد عبدُ الله (3) بن عليّ بن عبد الله بن عليّ المذكورُ في كتابِه "اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنسابِ الصّحابة ورُواة الآثار" نسبتَه الرشاطيَّ وقال، ونقلتُه من خطِّه: هذه نسبتُنا التي اشتُهرنا بها، وقد كنتُ أظُنُ أنها نسبةٌ إلى موضع أو بلد (4)، فسألتُ عن ذلك أبي رحمه الله فقال: هذه نسبةٌ قد شُهِرنا بها نحن وآباؤنا، ولا أعلمُ لها أصلًا، فسألت عن ذلك أسماءَ عمةَ أبي رحمَهما الله، فقالت: إنّ أحدَ أجدادِنا كانت له في جسمِه شامةٌ كبيرةٌ هي التي تُعرَفُ بالوردة ويُسمِّيها العجم رُشتُه، وكانت له في صِغَرِه خادمٌ عجَميّةٌ تحضُنُه وتكفُلُه، فكانت عندَما تُخدِّعُه وتلاعبُه تقول له: رُشطاله، وكثُرَ ذلك منها حتى غلَبَ عليه وقيل: رُشاطيّ.
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: لولا الإفادةُ بهذه الحكاية عن هذه المرأة لم أذكُرْها؛ لأنّي لم أتحقَّقْ كونَها من أهل العِلم، [فإنْ كان] يوجَدُ أشباهُ هذه الحكاية عندَ مَن ليس من أهل العلم فلا تكونُ من شرطِ الكتاب.
(1) تقدمت ترجمته في السفر الأول (611).
(2)
ترجمتها في التكملة (3586)، ومروية نسبة إلى المرية.
(3)
تقدمت ترجمة ابنه علي في السفر الخامس (467)، وفيه إشارة إليه، أما هو فمترجم في الصلة البشكوالية (651).
(4)
هكذا ظنها ياقوت فذكر في حرف الراء رشاطة وقال: أظنها بلدة بالعدوة. ثم نقل عن ابن بشكوال ترجمة عبد الله الرشاطي المذكور.
240 -
أسماءُ (1) بنتُ غالب (2) مولى أمير المؤمنينَ الناصِر لدِين الله أبي المُطرِّف عبد الرّحمن بن محمد.
كانت للوزير عبد الرّحمن بن موسى بن حُدَيْر (3)، فطلَّقَها على عهدِ الحَكَم، فخَلَفَ عليها المنصورُ أبو عامرٍ محمد بن عبد الله بن أبي عامر ولم يُفارقْها حياتَه، وكانت أريبةً من صَوالح النساء.
ولمّا خالَفَ أبوها غالبٌ وظفِرَ به المنصورُ امتَحنَها بأنْ أمَرَ بعَرْض رأس أبيها عليها لمّا أنفَذَه إلى قُرطُبة، فلمّا وُضع بين يدَيْها قالت: الحمدُ لله الذي أراحَك وحَكَم لمولاك، أمَا لولا طاعةُ الإمام المولى وحقُّ الزّوج المُطاع لقَضَيْتُ للحُزنِ عليك أوطارًا، وإنّي بالحُزن لكَ لأَوْلى منّي بالحُزنِ عليك، عليّ بماءَ الورد والطِّيب، [فغَسَلت] وجهَه ورَجَّلت شعرَه، ونثَرَت عليه مِسكًا كثيرًا [ووَجّهت به إلى] الخليفةِ هشام المؤيَّد. وكان مهلِكُ غالب يومَ السّبت [لأربع خَلَوْنَ من المحرَّم سنة] إحدى وسبعينَ وثلاث مئة.
241 -
أسماءُ (4) العامريّةُ، إشبيلِيّةَ.
[كانت شاعرةً] مُحسِنة، خاطَبَت عبدَ المؤمن بن عليّ برسالةٍ تمتُّ إليه فيها بسَلَفِها [العامريِّ، وتسألُه] رَفْعَ الإنزال عن دارِها والاعتقالِ عن مالِها، وفي آخِرها قصيدةٌ، منها [من الوافر]:
(1) ترجمتها في التكملة (3566).
(2)
لغالب ترجمة في جذوة الاقتباس رقم (578). وأخباره مبسوطة في كتب التاريخ، ومنها: أعمال الأعلام: 42، 63، 64، 65، 77، 81، والبيان المغرب 2/ 278، ونقط العروس: 81 - 82 (مجلة كلية الآداب - القاهرة 1951 م).
(3)
من بيت بني حدير المشهور، وترجمته في تاريخ ابن الفرضي (798)، وبعض أخباره في المقتبس: 29، 86، 185 تحقيق د. الحجي، ونفح الطيب (الفهرس).
(4)
ترجمها ابن الأبار في التكملة (3588)، والمقري في نفح الطيب 4/ 292.
عرَفْنا النّصرَ والفتحَ المُبينا
…
بسيّدِنا أمير المؤمنينا
إذا كان الحديثُ عن المعالي
…
رأيتُ حديثَكمْ فيها شجونا
ومنها:
ورِثتُمْ علمَهُ فعَلِمتموهُ
…
وصُنتُمْ عهدَهُ فغدا مَصُونا
242 -
إشراقُ (1) السُّويداءُ مولاةُ أبي المُطرِّف عبد الرّحمن بن غَلْبون القُرطُبيِّ الكاتب، سَكَنت بَلَنْسِيَةَ.
أخَذت عن مولاها أبي المُطرِّف العربيّةَ واللّغةَ والآدابَ أيامَ إقامتِه بقُرطُبة، ثم انتَقلَتْ بانتقالِه عنها، وكانت قد فاقَتْه في كثيرٍ ممّا أخَذتْه عنه، وأحسَنتْ في كلِّ ما تناولَتْه، وكان لها تقَدُّمٌ في العلم بالعَروض، وبالعَروضيّة كانت تُشهَر.
أخَذ عنها العَروضَ أبو داودَ المقرئُ (2)، وقرَأَ عليها "كاملَ" أبي العبّاس المبرِّد و"أماليَ" أبي عليّ القالي، قال: وكانت تحفَظُ الكتابَيْنِ ظهرًا تنُصُّهما حفظًا وتتكلَّمُ عليهما.
وتوفِّيت بدانِيَةَ عندَ أسماءَ بنتِ مجاهد زَوْج رئيسِ بَلَنْسِيَة (3).
243 -
أُمُّ الحَسَن (4) بنتُ أبي لِواءٍ سُليمان (5) بن أصبَغَ بن عبد الله بن وانسوس بن بُوزع (6) المِكْناسي مَوْلى سُليمانَ بن عبد الملك، قُرطُبيّةٌ.
(1) ترجمها ابن الأبار في التكملة (3571)، وذكرها المقري في نفح الطيب 4/ 171.
(2)
في الأصل: "العمري"، وهو تحريف، والمراد سليمان بن نجاح أبو داود المقرئ المشهور.
(3)
هو المنصور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي عامر. انظر خبر دولته في البيان المغرب 3/ 301.
(4)
ترجمتها في التكملة رقم (3550).
(5)
ترجمة سليمان بن وانسوس وزير الأمير عبد الله الأموي في المغرب 1/ 362 والمصادر المذكورة في الحاشية تحقيق د. شوقي ضيف، والمقتبس: 189 تحقيق د. محمود مكي.
(6)
كذا في الأصل، وفي التكملة:"يربوع".
رَوَت عن بقيِّ بن مَخْلَد (1) سَماعًا منه وقراءةً عليه وصَحِبَتْه، وكان لها منه يومٌ في الجُمُعة تنفردُ به لأخْذِ العلم في دارِه، وممّا قرأتْ عليه بلفظِها:"كتابُ الدُّهور" وأبو القاسم أحمدُ (2) ابنُه يُمسكُ أصلَ الشّيخ، وكانت صالحةً زاهدةً فاضلة عاقلةً، وحجَّت وسَمِعت هنالك الحديثَ والفقهَ وعادت إلى الأندَلُس، ثم حَجَّت ثانيةً، وتوفِّيت بمكّةَ شرَّفَها الله، ودُفِنت هنالك، وقال الرازي: إنّ بقِيَّ بن مَخْلَد سَمِع منها، وغَلِط في ذلك، والصوابُ سَماعُها منه (3).
244 -
أُمُّ السّعد (4) بنتُ عصام بن أحمدَ بن محمد بن إبراهيمَ بن يحيى بن إبراهيمَ بن يحيى بن خَلَصةَ الحِمْيَريِّ الكُتَاميِّ، قُرطُبيّةٌ، سَعْدونةُ.
رَوَتْ عن أبيها (5) وجَدِّها (6) وخاليها: أبي القاسم عامرٍ (7) وأبي يحيى (8) أبي بكر ابنَيْ هشام.
وكانت [أديبةً شاعرة] وقَفْتُ على خطِّها بالإجازة، وبَلَغَها قولُ [بعضِهم] في صِفة نَعْل رسُول الله صلى الله عليه وسلم من قطعة [من السريع]:
[(سألثُمُ المثالَ،] إذ لم أجِدْ
…
للَثْم نَعْل المصطفى من سَبيلْ)
(1) هو شيخ المحدثين بالأندلس، وترجمته في غير موضع.
(2)
ترجمته في تاريخ ابن الفرضي (103).
(3)
الترجمة عند ابن الأبار فيها زيادة فوائد على ما هنا حيث نقل عن الرازي أسماء ست نسوة من بيت بني وانسوس أدَّين فريضة الحج وهن: أم الحسن المذكورة وكلبية زوج أصبغ بن عبد الله ابن وانسوس وأمة الرحمن وأمة الرحيم ابنتا أصبغ هذا ورقية ابنة محمد بن أصبغ وعائشة ابنة عمر بن محمد بن أصبغ. ثم ساق ابن الأبار ترجمة مدمجة في هذه وهي ترجمة أخت القاضي منذر بن سعيد البلوطي.
(4)
ترجمتها في التكملة رقم (3609)، والذهبي في المستملح (932)، ونفح الطيب 4/ 166.
(5)
تقدمت ترجمته في السفر الخامس (301).
(6)
ترجمته ومصادرها في السفر الأول (564).
(7)
ترجمته ومصادرها في السفر الخامس (202).
(8)
ترجمته ومصادرها في برنامج الرعيني: 200.
فذَيَّلت عليه [من السريع]:
[لعلّني] أحظى بتقبيلِهِ
…
في جنّةِ الفِردوس أسنَى مَقِيلْ
في ظلّ طوبَى ساكنًا آمنًا
…
أُسقى بأكواسٍ منَ السّلسبيلْ
وأمسَحُ القلبَ به علّهُ
…
يَسكُنُ ما جاش به من غليلْ
فطالما استَشْفى بأطلالِ مَن
…
يَهواهُ أهلُ الحبّ من كلِّ جيلْ
توفِّيت بمالَقةَ سنة أربعينَ وست مئة أو نحوها.
245 -
أُمُّ العزِّ (1) بنتُ أحمدَ بن عليّ بن محمد بن عليّ بن هُذَيْل، بَلَنْسِيّةٌ.
أخَذتْ قراءةَ وَرْش عن أُمّ مُعفَّر (2) إحدى حَرَم الأميرِ محمد بن سَعْد، وبَرَعت في حفظِ الأشعار والتمثُّل بها، وتوفِّيت بشاطِبةَ إثْرَ خروجِها من حصار بَلَنْسِيَةَ في أحد شهرَيْ ربيعٍ سنةَ ستٍّ وثلاثينَ وست مئة.
246 -
أُمُّ العزِّ (3) بنتُ محمد بن عليّ بن أبي غالبٍ العَبْدَريِّ، دانِيّةٌ.
رَوَتْ عن أبيها، ومن مَرْويّاتِها عنه:"صحيعُ البخاري"، قرأَتْه عليه بلفظِها مرَّتين، ورَوَتْ عن زوجِها أبي الحَسَن ابن الزّبَيْر وأبي الطيِّب ابن بَرُنْجال، وأبوَيْ عبد الله: ابن أبي بكرٍ وابن أيوب بن نُوح، وأبي عُمرَ ابن عاتٍ.
وكانت حافظةً لكتابِ الله قائمةً عليه مجوِّدةً له بالسَّبع، وتوفِّيت سنة ستَّ عشْرةَ وست مئة.
247 -
أُمُّ عَمْرٍو (4) بنتُ أبي مَرْوانَ ابن زُهْر، أُختُ أبي بكرٍ ابن زُهْر (5).
(1) ترجمها ابن الأبار في التكملة (3608)، والذهبي في المستملح (931).
(2)
هي صاحبة الترجمة الآتية بعد قليل (248).
(3)
ترجمها ابن الأبار في التكملة (3605)، والذهبي في المستملح (929) وتاريخ الإسلام 13/ 491.
(4)
ذكرها ابن أبي أصيبعة 3/ 113، ووالدها أبو مروان عبد الملك بن زهر مترجم في السفر الخامس (31).
(5)
ترجمته ومصادرها في السفر السادس (1076)، وهو ابن زهر الحفيد.