الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووريَ فتفرَّقت ولم يُرَ شيءٌ منها بعدُ، وطال تجُّبُ الناس منها والتحدُّث بها دهرًا (1). وقد جَرى له ذكْرٌ في رَسْم أبي محمد بن عبد الرّحمن العراقيّ (2).
156 - محمدُ بن يوسُفَ الصُّنهاجيُّ
.
رَوى عن شُرَيْح.
157 -
مجاهدُ (3) بن محمد الفِهْريُّ، أبو الجَيْش وأبو الحَسَن.
رَوى عن أبي الفَضْل عِيَاض بن موسى (4).
158 -
محمودُ (5) بن أبي القاسم الفارِسيُّ، يُكْنَى أبا المعالي.
حدَّث عنه أبو زَيْد الفازَازيُّ، ولا أدري أين لقِيَه.
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: هكذا ذَكَرَ ابنُ الأبّار هذا الرَّسْمَ في الغُرَباء من غير زيادةٍ ولا نَقْص، ولا وجهَ لذكْره فيهم؛ لأنه لم يَدخُل الأندَلُسَ، على ما سأذكُرُه إن شاء الله، وإنّما ذَكَرَه تشبُّعًا على مألوفِ عادتِه واستكثارًا بما لا يصحُّ له، ولتقصره معَ ذلك في ذكْرِه؛ رأينا الإعلامَ ببعض أحوالِه، فنقول:
(1) أشار إلى هذه الكرامة جميع الذين ترجموا به، ونقف على مثلها في ترجمة الحافظ ابن الفخار كما ذكره المؤرخان ابن حيان والقبشي ونقله ابن بشكوال في الصلة (1113) والقاضي عياض في المدارك.
(2)
السفر الذي يحيل المؤلف إليه مفقود.
أغفل المؤلف ترجمة محمد بن عمر الدراج السبتي المشهور المتوفى سنة 693 هـ (صلة الصلة 3/الترجمة 35).
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1893) وفي معجم أصحاب الصدفي (179)، وابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة (95)، والذهبي في المستملح (391) وتاريخ الإسلام 12/ 809، والمراكشي في الإعلام 3/ 281.
(4)
هكذا هذه الترجمة عند المؤلف، وفي التكملة:"مجاهد بن محمد بن مجاهد، أندلي، يكنى أبا الجيش. روى عن أبي علي الصدفي، وأبي محمد بن عتاب، وأبي جعفر بن غزلون ونظرائهم. ذكره يعيش بن القديم وقال: لقيته بمراكش وبها توفي في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وخمس مئة".
وزاد في المعجم أنهإ سكن مراكش وحظي عند أمرائها هو وعقبه". ولهذا حفيد اسمه صهيب مترجم في التكملة (1946) وصلة الصلة 3/الترجمة 121، وتاريخ الإسلام 14/ 44.
(5)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1874).
أبو المعالي هذا خُراسانيٌّ، يلقَّبُ شمسَ الدّين، وَرَدَ المغرِبَ والناصرُ من بني عبد المؤمن بإفريقيّةَ، ودخَلَ تونُسَ وهي أقصَى أثرِه من بلادِ المغرِب، ومنها كَرَّ قافلًا إلى بلادِه بعدَما حَظِيَ عندَ الناصر وأجْزَلَ صِلتَه، وهنالك رَوى عنه أبو العبّاس بن إسحاقَ، وأبو محمدٍ عبد الله بن عبد الجليل بن عليّ بن عبد الجليل الأَزْديُّ القَرَويُّ الحافظُ، وأبو زَيْدٍ الفازَازيُّ، وامتَدَحَه بقصيدةٍ فريدة رأينا إثباتَها هنا تكميلًا للإفادة، وتنبيهًا على ما لأهلِ المغرِب في الفَضْل من الحُسنى والزيادة [من الكامل]:
[قَرُبوا وفَرْطُ دُنوِّهم] يُغْريني
…
ونأَوْا وفَرْطُ صبابتي يدعوني
.... منّي لُقًى
…
في رَبْعِهم أشجِيهِ أو يَشجيني
[وتقول لي الأطلالُ]: أين أحبّتي؟
…
وتقولُ لي الأطلالُ: أين قَطِيني؟
…
على إيثارِهمْ آثارهمْ
…
لو أنّني عاملتُ من يَجْزِيني
…
على تَرْكِ البكاءِ وإنّما
…
نَزَفتْ شؤونُ الحبِّ ماءَ شؤوني
[نَعَبَ الغُرابُ] وللمَشُوقِ كهانةٌ
…
فعلِمتُ قطعًا أنه يَعْنيني
[لمّا] استقَلّوا واستَقلّوا خِدْرَهمْ
…
نُسِخت منايَ لديهِمُ بمَنُونِ
فسبقتُهمْ وجِمالُهمْ يُحدِي بها
…
وجَمالُهم من فوقِها يَحْدوني
يا مُعرِضينَ وقد عرَضتُ مشيِّعًا
…
رُدُّوا السلامَ فلفظةٌ تكفيني
هاكمْ فؤادي فاقبَلوه وإنهُ
…
ثمنٌ يجِلُّ لديَّ عن مثمونِ
فنَضَوْا سُجوفَ الخَزِّ عن أحداجِهمْ
…
فبَدَت ليَ الأقمارُ فوقَ غصونِ
وفهمتُ سرَّ الحُسن وهْو مُكتَّمٌ
…
في ليلِ شَعْر فوقَ صُبح جَبِينِ
ورهَنْتُ لُبِّي والحياةُ بوقْفَةٍ
…
ضَنُّوا بها من بَعْدِ قَبْض رُهونِ
وتسَلَّموا رَهْني وما إنْ سَلّموا
…
تيهًا فبُؤتُ بصفقةِ المغبونِ
أمَّلتُ آرامَ الكِناس ودونَها
…
للطارقِ المحزونِ أُسْدُ عَرينِ
وسلكتُ وَجْدًا في طريقِ هَواهُمُ
…
ما بينَ مأسورٍ وبين ظعِينِ
وظننتُ لينَ قُدودِهمْ بقلوبِهمْ
…
فإذا القساوةُ طيَّ ذاك اللِّينِ
عاهدتُّهمْ أنْ لا فِراقَ وإنما
…
عاهدتُ كالحِرباءِ في التلوينِ
وقرَرْتُ عينًا بالخِداع وقلّما
…
قرَّتْ عيونٌ عند حُورٍ عِينِ
ورجَوْتُ في تحسينِهمْ تحصينَهمْ
…
فجَهِلتُ ما للصادِ معنى السّينِ
ولقد مرَرْتُ على المنازلِ بعدَهمْ
…
فذكرتُ عهدَ صَبابتي ومُجوني
ورأيتُ من نُعمانَ ما يُشقينَني
…
ورأيتُ مَن يَبرينَ ما يَبريني
أيامَ طَرْفي راتعٌ في رَوْضةٍ
…
للحُسن بينَ سَوالفٍ وعيونِ
متفرِّقَ اللّحظاتِ في أفنائها
…
للجَمْع بينَ الوردِ والنَّسرينِ
ووجدتُ من رِيقٍ هناك ونَغْمةٍ
…
أشهى من الصهباءِ والتلحينِ
ونشَقْتُ عَرْفًا خِلتُ حين نشَقْتُهُ
…
أن ...................
عيشٌ نعُمتُ به فبان ببينِهِ
…
صبرٌ أتاني فَقْدُه في الحينِ
كان الفؤادُ برامةٍ في راحةٍ
…
للوَصْل بين معاهدٍ ......
فالآنَ إذ حَلّ الصدودُ برَبْعِها
…
عقَدتْ عليه عُقدة ......
يَا قلبُ طاوعتَ الجُفونَ سَفاهةً
…
فجزاكَ ضعفُ فُتورِها ......
أسَرتْكَ لمّا قيَّدَتْكَ بسِحرِها
…
فاخلُدْ بلا فكٍّ ولا تأمينِ
خِلتَ الجُفونَ من السّيوفِ قريبةً
…
ما جُرْحُ أسيافٍ كجُرح جُفونِ
إياك من لَمْح اللِّحاظ فإنهُ
…
سهمٌ لقَوْس الحاجبِ المقرونِ
هوِّنْ إذا هوَّلتَ واعلَمْ أنّما
…
تقوَى على التهويل بالتهوينِ
ولكمْ عذولٍ قد ردَدْتُ مقالَهُ
…
ردَّ المقيم على مقام الهُونِ
لم أستطعْ رَجْعَ الكلام وإنّما
…
أعرَبتُ عما شفَّني بأنيني
لا نُصحَ يُجدي في مَشُوقٍ جسمُهُ
…
قد دَقَّ حتى عاد كالعُرجونِ
دع ذكْرَ عُروةَ أو كُثَيِّرِ عَزّةٍ
…
وابن الذَّريح وقيسٍ المجنونِ (1)
يكفيكَ من بحرِ الغرام وعصفِهِ
…
دمعُ الهوى وتنفُّسُ المحزونِ
لا صبرَ لي من بعدِهم لا صبرَ لي
…
ولوَ انّني في حِلم شمسِ الدِّينِ
العالِم العَلَمِ الذي تَزْهَى بهِ
…
أرضُ العراق إلى أقاصي الصّينِ
والأوحَدِ السبّاقِ غيرَ مُدافَعٍ
…
في حلبةِ المفروضِ والمسنونِ
إنسانُ عين الفَضْل قلبُ ضلوعِهِ
…
بشواهدٍ جَلّت عن التبيينِ
بالله أو في الله أو لله ما
…
يأتيهِ حين تحرُّكٍ وسكونِ
لم يأتِ في الإبداع فنًا واحدًا
…
إلا أتَى من بعدِه بفنونِ
حَفِظَ ابنُ إسماعيل فقهَ ربيعةٍ
…
زُهدَ الجُنَيْد ذكاءَ أفلاطونِ (2)
إنْ ظَن أرسَلَ ذهنَه مستثبِتًا
…
فأتاه عمّا ظنَّه بيقين
يَا مَن يُعارضُه بعارضِ علمِهِ
…
إياك خَوْضَ البحرِ دونَ سَفِينِ
كم مُدّعٍ قد رام ما قد رمتَهُ
…
بمُغالطاتٍ في حلى تزيينِ
(1) يشير إلى عروة بن حزام وكثير عزة وقيس بن الذريح وقيس مجنون ليلى.
(2)
ابن إسماعيل هو البخارِي، وربيعة الرأي شيخ الإمام مالك، والجنيد الزاهد المعروف، وأفلاطون الفيلسوف المشهور، ومن الغريب تمثيل الفازازي به مع أنه اشتهر بمعاداة أهل الفلسفة، ويقول في قصيد له (برنامج الرعيني: 104):
فاقذف بأفلاطون أو رسطالس
…
وذويهما تسلك طريقًا لاحبا
ويبدو أن القافية هي التي ألجأته إلى التمثيل به.
عَطَفَ الصّوابَ للَبْسِهِ فأزاحَهُ
…
عَطْفُ الصباح على الليالي الجُونِ
..........................
…
قد جاء ما قد جَلّ عن قانونِ
.................... بمقوّلٍ
…
بالحقِّ في تحقيقِه مقرونِ
..................... كأنهُ
…
سيفُ الوصي يَجُول في صِفِّينِ (1)
...... إذا سمعتَ حِجَاجَهُ
…
لعَدلتَ للمُزَنيِّ عن سحنونِ (2)
عَجَزَ البيانُ فما يحيطُ بمثلِهِ
…
ذلك البُروج إلى مقرِّ النونِ (3)
يَدْري أفانينَ العلوم بأسرِها
…
والناسُ يفتنُّونَ في أفنونِ
ولقد أبَرَّ على الجميع بيانُهُ
…
في فنَّيِ المعلوم والمظنونِ
إيهٍ وللآدابِ منه فخرُها
…
إذْ فاق في المنثورِ والموزونِ
سِلمٌ لأبكارِ المعاني ذهنُهُ
…
وسواه حَرْبٌ للمعاني العُونِ
برَزَت لنا ألفاظُهُ مختالةً
…
في كلِّ عِلْق للعلوم مَصُونِ
وأبانَ من عِلم الكلام وغيرِهِ
…
ما كان إذ ما كان غيرَ مُبِينِ
وطمَتْ بحارُ علومِهِ فتقاذَفَت
…
من لفظِهِ باللُّؤلؤِ المكنونِ
ساوى لدَيْه معلِّمٌ متعلِّمًا
…
إذْ كلُّهم في رُتبةِ التلقين
صَدَروا وقد وَرَدوا بحارَ علومِهِ
…
في غير ممنوع ولا ممنونِ
يا طالبًا للعلم هاكَ نصيحةً
…
لمجرِّبٍ في نُصحِه مأمونِ
لا تَعْدِلَنْ بأبي المعالي غيرَهُ
…
فتقيسَ مضنونًا على مظنونِ
(1) هو الإمام علي، وصفين الوقعة المعروفة.
(2)
المزني: إسماعيل بن يحيى الإمام الجليل ناصر المذهب الشافعي، وسحنون: مصنف المدونة في الفقه المالكي.
(3)
النون: الحوت ومقره البحر.
عُنوانُ ما أخفاه من أخلاقِهِ
…
بِشرٌ يلُوحُ بوجهِه الميمونِ
أكرِمْ بنفسٍ للنَّفائس أُهِّلت
…
فتمكَّنت في رُتبةِ التمكينِ
لو يستطاعُ لدوِّنت آدابُه
…
لكنّها أعيَتْ على التدوينِ
حَبْرٌ يُقِلُّ لدُرةٍ من بحرِهِ
…
ما جُهِّزت بُورانُ للمأمونِ (1)
يَا سيِّدًا عمَّ البرِيّةَ فضلُهُ
…
قولًا وعلمًا فاستفادوا دوني
مَن شكَّ في أنْ ليس غيرَك مُعلمٌ
…
بطلٌ لديه شهادةٌ بيمينِ
إنّي عقَدتُ أذِمّتي بولائكمْ
…
وجعَلتُ رُكنَ جلالِكمْ لركوني
وتركتُ فيكَ سواكَ غيرَ معقِّبٍ
…
فعَدوْتُ تموزًا إلى تشرينِ
وقرَنتُ شُكرَك بالفرائضِ رفعةً
…
فوجدتُه للفَرْضِ خيرَ قرينِ
صُغتُ المديحَ وقد سبقتُ لمَدْحِكم
…
...............
ما قلتُ قطُّ الشعرَ (2) لكن منكمُ
…
في كلِّ صعبٍ ..
ولقد بعثتُ به وأعلمُ أنهُ
…
نقدٌ ولكنْ عفوُكمْ ......
وإليكَها تَشْنا سواكَ لوَانهُ
…
في مُلكِ كِسرى أو ......
لو أنَّني قلَّدتُ غيرَك حُلْيَها
…
أضحى بها التقريطُ ......
لم أدعُ بالدنيا لكمْ إذ لفظُها
…
دونٌ ولا أرضى لكم بالدُّونِ
فعليَّ أن أدعو بطُولِ بقائكم
…
وعلى جميع الناس بالتأمينِ
(1) كان جهاز بوران بنت الحسن بن سهل شيئًا عظيمًا، وضُرب المثل بوليمة عرسها فقيل: دعوة الإسلام (ثمار القلوب: 165).
(2)
المعروف أن صاحب القصيدة له شعر كثير؛ ولذلك لا نفهم معنى قوله هذا إلا أن تكون هذه أول قصيدة نظمها والمعروف أن معظم شعره في الأغراض الدينية فله المعشرات الزهدية والمعشرات الحبية، والعشرينيات في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مطبوعة.