الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: وسَهِرَ عَبّادٌ ليلةً لأمرٍ حَزَبَه وهي نائمةٌ فقال [من المتقارب]:
تنامُ ومُدنفُها يَسهَرُ
…
وتُبصرُ عنه ولا يُبصرُ
فأجابتْه [من المتقارب]:
لئن دام هذا وهذا بهِ
…
سيهلِكُ وَجْدًا ولا يَشعُرُ
الغرائب
(1)
290 -
حوّاءُ (2) بنت إبراهيمَ بن تيفلويت.
كانت خيَرةً فاضلةً كريمةً مُمدّحة، تقرأُ القرآنَ وتُحاضرُ الأدباء، وإيّاها مَدَحَ أبو جعفر بنُ عُبَيد الله بن هريرةَ القَيْسيُّ التُّطِيليُّ (3) [من البسيط]:
(1) يلاحظ أن المؤلف بدأ الغرائب بحواء وأهمل بعض الأسماء قبلها مثل: تميمة بنت يوسف بن تاشفين التي ترجم لها ابن الأبار في التكملة رقم (3582) ونقلها مؤلف جذوة الاقتباس رقم 130، وحفصة ابنة القاضي موسى بن حماد ولها ترجمة في صلة الصلة 5/الترجمة (627).
(2)
ترجمها ابن الأبار في التكملة (3584).
(3)
انظر ديوانه: 15 - 18، وثمة بعض اختلاف بين رواية المؤلف ورواية الديوان ففي ديباجة القصيدة:"وقال أيضًا يمدح الحرة حواء" هكذا من غير نسب، وعندنا في هذا العصر سيدتان حرتان إحداهما هذه المترجم بها عند ابن الأبار وابن عبد الملك، والثانية السيدة الحرة حواء بنت تاشفين التي نجد بعض أخبارها في البيان الغرب، وهذه حواء بنت أخي يوسف بن تاشفين أمير المسلمين لأمه وزوج الأمير سير بن أبي بكر الذي كان له فضل في تمهيد الأندلس للمرابطين وولي إشبيلية واستمر فيها مدة سبع وعشرين سنة إلى أن توفي سنة 507 هـ وكانت هذه الحرة حواء أديبة شاعرة جليلة ماهرة ذات نباهة وخطر وبديهة وبراعة وكان لها مجلس للكتبة والشعراء تحاضرهم فيه وتستمع إلى حديثهم في الشعر وتنتقد عليهم، ومن أعلام هذا المجلس مالك بن وهيب وابن القصيرة وابن المرخي (انظر البيان المغرب 4/ 56 - 57). ويبدو من فحص قصيدة التطيلي أنها في حواء هذه لا في ابنة إبراهيم بن تيفلويت كما ذهب إلى ذلك ابن الأبار وابن عبد الملك هنا، فالشاعر يتوسل إليها بالجوار في إشبيلية ويسمي إخوة لها هم: يحيى ومحمد وأبو بكر، وهؤلاء هم الأمير يحيى بن تاشفين الذي ولاه أمير المسلمين =
أمَا رأيتَ نَدى حوّاءَ كيف دَنَا
…
بالغَوْثِ إذ كان يأتي دونَه العَطَبُ
دنيا ولا ترفٌ، دينٌ ولا قشفٌ
…
مُلكٌ ولا سرَفٌ، دَرْكٌ ولا طلبُ
بُرْءٌ ولا سَقَمٌ، عيشٌ ولا هَرَمٌ
…
جِدٌّ ولا نَصَبٌ، وِرْدٌ ولا قُرَبُ
رِدْ غمرَهُ ترتمي من كلِّ ناحيةٍ
…
عُبابها الفضّةُ البيضاءُ والذهبُ
مُلَيْكة لا يُوازي قَدْرَها ملكٌ
…
كالشمس تَصغُرُ عن مقدارِها الشُّهبُ
وهضبةٌ طالما لاذوا بجانبِها
…
فما لهم لم يقولوا: معقلٌ أشِبُ
أُنثى سَمَا باسمِها النادي وكم ذَكَرٍ
…
يُدعى كأنّ اسمَه من لؤمِهِ لقبُ
وقلّما نقَصَ التأنيثُ صاحبَهُ
…
إذا تُذكّرت الأفعالُ والنُّصُبُ
والحيّةُ الصَّلُّ أدهى كلّما انبعَثَتْ
…
من أن تُمارسَها الأرسانُ والقُضُبُ
وهذه الكعبةُ استولت على شرفٍ
…
فذُبذِبت دونَهُ الأوثانُ والصُّلُبُ
ومنها:
يا أُختَ خير مُلوكِ الأرض إن قُصِدوا
…
وإن أُعِدُّوا وإن سُمُّوا وإن نُسِبُوا:
= علي بن يوسف على قرطبة، وفي البيان 4/ 61:"وهو ابن عمه أخي أبيه لأمه". والأمير محمد بن تاشفين الذي كلفه أمير المسلمين يوسف بن تاشفين بتحرير بلنسية (البيان 4/ 34 - 37، 40، 143)، والأمير أبو بكر، وهو أيضًا ابن أخي يوسف بن تاشفين لأمه (البيان المغرب 4/ 34).
ويقول التطيلي في قصيدته:
بنى لك ابن علي بيت مكرمة
…
له العوالي عماد والظبا طنب
ولاك أبهج فخر تفخرين به
…
إذا انتدى للفخار السادة النجب
وابن علي المذكور في فهمنا هو أبو الممدوحة تاشفين بن علي. جاء في البيان المغرب 4/ 56 عند ذكر حواء بنت تاشفين ما يلي: "وكان هذا تاشفين أخو يوسف بن تاشفين لأمه وابن عمه؛ لأنه لما مات تاشفين والد يوسف دخل مكانه أخوه علي" وعلى هذا تكون حواء بنت تاشفين هي التي عناها التطيلي، والله أعلم.
محمدٌ وأبو بكرٍ وعزُّهمُ
…
يحيى، وحَسْبُك عزًّا كلما حُسِبوا
ثلاثةٌ هم مدارُ الناسِ كلِّهمُ
…
كالدّهرِ ماضٍ وموجودٌ ومرتقَبُ
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه:
هذا من النّظم البديع، والبزُّ الغالي الرّفيع، ثم خَتَمَها ببيتٍ أراه عَوْذةً لِما تقَدَّمه، وهو [من البسيط]:
قد عَمَّ بِرُّك أهلَ الأرض قاطبةً
…
فكيف أُخرِجَ عنه جارُك الجُنُبُ؟!
وللاشتراك الذي في لفظِ الجُنُب يَقبُحُ استعمالُه، ولا سيّما في مخاطبة النّساء، وكذلك لفظُ الذكَر الواقع في البيتِ الذي أوله "أُنثى فتأمَّلْه".
291 -
زَينبُ (1) ابنةُ إبراهيم بن تيفلويت، أُختُ حَوّاء المفروغِ من ذكْرِها آنفًا، زَوْجُ أبي الطاهرِ تميم (2) بن يوسُف بن تاشَفين.
(1) ترجمتها في التكملة رقم (3583). وقد اتفق ابن الأبار وابن عبد الملك على تسميتها بزينب، والذي في ديوان ابن خفاجة: 96 أنها الحرة مريم زوج الأمير أبي الطاهر تميم، وكانت ممن تقوم على كثير من الخير وتحفظ جملة وافرة من الشعر وتحاضر به وتثيب عليه، ويذكر الشاعر اسمها في هذا البيت:
وكفى احتماء مكانة وصيانة
…
أني علقت بذمة من مريم
وقد استشهد المؤلفان المذكوران بأربعة أبيات من قصيدة ابن خفاجة على أنها في مدح من سمياها زينب، والواضح أنهما لم يقفا على القصيدة بتمامها كما أن الأبيات عندهما غير متتابعة ويبدو أن تقديم القصيدة الذي سردناه هو أصل الترجمة عندهما، ولسنا ندري كيف وقع لهما هذا الوهم، ولا نظن أن هذه السيدة كان لها اسمان، وورد اسم الحرة الفاضلة مريم بنت إبراهيم مقترنًا باسم السلطان أبي الطاهر تميم في المطرب: 201 (ط. مصر) ويبدو من النص أن أبا الطاهر مات قبلها.
(2)
كان أكبر من أخيه علي بن يوسف بن تاشفين ولما مات والدهما ودفن خرج أبو الطاهر إلى الناس ويده في يد أخيه مجددًا له البيعة، وقد ولي في عهده عدة في الأندلس (انظر أخباره في البيان المغرب 4/ 48 وما بعدها (الفهرس) ونظم الجمان (الفهرس) ومصادر ترجمته أيضًا في آخر ديوان ابن خفاجة: 443 تحقيق د. غازي).