المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌80 - باب: الأربع قبل الظهر وبعدها - الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام - جـ ١

[جاسم الفهيد الدوسري]

فهرس الكتاب

- ‌تصدير

- ‌ مُقدمةٌ

- ‌الفصل الأول: في ترجمة تمام الرازي

- ‌1 - اسمه ونسبه:

- ‌2 - ولادته ونشأته العلمية:

- ‌3 - مشايخه:

- ‌4 - تلاميذه والآخذون عنه:

- ‌5 - تصانيفه:

- ‌6 - ثناء أهل العلم عليه:

- ‌7 - وفاته:

- ‌8 - مصادر ترجمته:

- ‌الفصل الثاني: في التعريف بكتب "الفوائد" الحديثية

- ‌الفصل الثالث: في وصف النسخ الخطية لـ"فوائد تمام

- ‌1 - نسخة لايدن (الأصل):

- ‌2 - نسخة الظاهرية (ظ):

- ‌3 - نسخة الظاهرية (ر)

- ‌4 - نسخة تشستربتي (ش):

- ‌5 - النسخة المفرّقة (ف):

- ‌الفصل الرابع: في منهج الكتاب

- ‌أولًا- الترتيب:

- ‌ثانيًا- التخريج:

- ‌صور المخطوطات

- ‌(1)"كتاب الإِيمان

- ‌1 - باب: فضلِ التوحيد وشهادةِ أن لا إله إلا الله

- ‌2 - باب: ما هو الإِيمان

- ‌3 - باب: قتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلَّا الله

- ‌4 - باب: اليقين

- ‌5 - باب: في إيمان جبريل وميكائيل عليهما السلام

- ‌6 - باب: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن

- ‌7 - باب: أعداء المؤمن

- ‌8 - باب: دخول الإِيمان القلبَ قبلَ القرآن

- ‌9 - باب: العزُّ إزارُه -جلّ وعلا- والكبرياءُ رداؤه

- ‌10 - باب: لا أحدَ أصبرُ على أذىً يسمعه من الله

- ‌ أبوابُ القَدَر

- ‌11 - باب: ما جاء في الإِيمان بالقدر

- ‌12 - باب: المشيئة للهِ وحْدَه

- ‌13 - باب: ما جاء في التكذيب بالقدر

- ‌14 - باب: لا يؤمن العبدُ حتى يؤمن بأربع

- ‌15 - باب: كُلٌّ مُيسّرٌ لما خُلِقَ له

- ‌16 - باب: الأعمال بالخواتيم

- ‌17 - باب: في أولاد المشركين

- ‌18 - باب: الردّ على الجَهْمِيَّةِ

- ‌19 - باب: الاعتصام بالكتاب والسُّنّة

- ‌(2) " كتاب العلم

- ‌1 - باب: فضل العلم والعلماء

- ‌2 - باب:طلب العلم فريضة على كل مسلم

- ‌فصل: في أقوال أهل العلم في هذا الحديث

- ‌3 - باب: عدالة حَملَة العلم

- ‌4 - باب: الغبطة في العلم

- ‌5 - باب: الوَصيّة بطلبة العلم

- ‌6 - باب: في فضل الفقه

- ‌7 - باب: في فضل الحديث

- ‌8 - باب: فضل من حفظ أربعين حديثًا

- ‌9 - باب: تبليغ العلم والحثِّ عليه

- ‌10 - باب: التناصح في العلم والترهيب من كتمه

- ‌11 - باب: التثبت في أخذ العلم

- ‌12 - باب: ما يُخافُ من زَلَّةِ العالِم

- ‌13 - باب: الترهيب من التباهي بالعلم

- ‌14 - باب: ذمّ كثرة المسائل والأغلوطات

- ‌15 - باب: ذمِّ الرأي والقياس

- ‌16 - باب: الترهيب من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌17 - باب: رفع العلم

- ‌(3) " كتاب الطهارة

- ‌ أبواب النجاسات وتطهيرها

- ‌1 - باب: طُهور الإِناء إذا وَلَغ فيه كلبٌ أو هِرٌّ

- ‌2 - باب: الرُّخصة في بولِ ما يُؤكل لَحْمُهُ

- ‌3 - باب: ما جاء في جِلْد المَيْتةِ وصوفها وشعرها

- ‌ أبواب أحكام التخلّي

- ‌4 - باب: ترك استصحاب ما فيه ذكر الله تعالى

- ‌5 - باب: ما يُقال عند دخول الخلاء

- ‌6 - باب: أحكامُ الاستنجاء

- ‌7 - باب: السواك

- ‌8 - باب: خصال الفطرة

- ‌ أبواب أحكام الوضوء وصفته

- ‌9 - باب: فضل الوضوء

- ‌10 - باب: النيّة في الوضوء وغيره من العبادات

- ‌11 - باب: الوضوء مرةً مرةً، ومرتين مرتين

- ‌12 - باب: الاستنثار

- ‌13 - باب: تخليل اللحية

- ‌14 - باب: الْأُذنان من الرأس

- ‌15 - باب: التنشيف بعدَ الوضوء

- ‌16 - باب: المسح على الخُفَّيْن والخمار

- ‌17 - باب: التوقيت في المسح

- ‌18 - باب: كيف المسح

- ‌ أبواب نواقض الوضوء

- ‌19 - باب: ما جاء في النوم

- ‌20 - باب: ما جاء في مسِّ الفرج

- ‌21 - باب: الوضوء من ألبان الإِبل

- ‌22 - باب: ترك الوضوء مما مسَّت النار

- ‌23 - باب: لا وضوءَ إلا من صوتٍ أو ريحٍ

- ‌ أبواب أحكام الغُسْل

- ‌24 - باب: ما يُوجب الغُسْل

- ‌25 - باب: كيفية الغُسْل

- ‌26 - باب: من طاف على نسائه في غُسْلٍ واحد

- ‌27 - باب: غسل الرجل مع امرأته

- ‌28 - باب: ترك الوضوء بعد الغُسْل

- ‌29 - باب: الجُنُب يُؤخِّر الغُسْل

- ‌30 - باب: في الثوب الذي يُجامَع فيه

- ‌31 - باب: غُسْل الجُمُعة

- ‌ أبواب الحيض

- ‌32 - باب: كتابة الحيض علي بنات آدم

- ‌33 - باب: الاستحاضة

- ‌34 - باب: النِّفاس

- ‌(4) " كتاب الصلاة

- ‌1 - باب: فضائل الصلاة

- ‌2 - باب: كفر تارك الصلاة

- ‌ أبواب المواقيت

- ‌3 - باب: جامع المواقيت

- ‌4 - باب: فضل صلاة الظهر جماعةً

- ‌5 - باب: الإِبراد بالظهر

- ‌6 - باب: الترهيب من فوات المغرب

- ‌7 - باب: كراهية تأخير المغرب

- ‌8 - باب: تقديم العَشَاء -إذا حضر- على الصلاة

- ‌9 - باب: فضل صلاة الفجر في ميمنة الصف

- ‌10 - باب: من أدرك ركعة من الصبح قبل طلوع الشمس

- ‌11 - باب: من أدرك ركعة من الصلاة

- ‌12 - باب: فيمن نام عن صلاة أو نسيها

- ‌ أبواب الأذان والإِقامة

- ‌13 - باب: فضل الأذان

- ‌14 - باب: صفة الأذان والإِقامة

- ‌15 - باب: النهي عن أذان من يُدغم الهاء

- ‌16 - باب: الأذان في المنارة والإِقامة في المسجد

- ‌17 - باب: جلوس المؤذن بين الأذان والإِقامة في المغرب

- ‌18 - باب: المؤذن مؤتمن والإِمام ضامن

- ‌19 - باب: الكلام عند الإِقامة

- ‌ أبواب المساجد والجماعات

- ‌20 - باب: فضل عُمّار بيوت الله

- ‌21 - باب: في المساجد الثلاثة

- ‌22 - باب: الصلاة في الكعبة -شرّفها الله

- ‌23 - باب: انتظار الصلاة

- ‌24 - باب: فضل المشي إلى المساجد في الظُّلَم

- ‌25 - باب: أدب المشي إلى الصلاة

- ‌26 - باب: النهي عن تتبُّع المساجد

- ‌27 - باب: خروج النساء إلى المساجد

- ‌28 - باب: الصلاة في الحيطان

- ‌29 - باب: الصلاة على البساط والحصير

- ‌30 - باب: وجوب صلاة الجماعة

- ‌31 - باب: فضل صلاة الجماعة

- ‌ أبواب الإِمامة

- ‌32 - باب: من أحقُّ بالإِمامة

- ‌33 - باب: إمامة الفاسق

- ‌34 - باب: ما على الإِمام من إتمام الصلاة

- ‌35 - باب: متابعة الإِمام

- ‌36 - باب: الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإِمام

- ‌37 - باب: موقف المأموم من الإِمام

- ‌38 - باب: ما يُؤمر به الإِمام من التخفيف

- ‌39 - باب: الفتح على الإِمام

- ‌40 - باب: تسوية الصف

- ‌41 - باب: فضل الصف الأول

- ‌42 - باب: من صلّى خلف الصف وحده

- ‌ أبواب صفة الصلاة وأحكامها

- ‌43 - باب: رفع اليدين في الصلاة

- ‌44 - باب: كيفية الرفع

- ‌45 - باب: في كُلِّ صلاةٍ قراءةٌ

- ‌46 - باب: الجهر بالبسملة

- ‌47 - باب: ترك الجهر بالبسملة

- ‌48 - باب: القراءة خلف الإِمام

- ‌49 - باب: التأمين

- ‌50 - باب: التطبيق في الركوع

- ‌51 - باب: فضل تسبيحات الركوع والسجود

- ‌52 - باب: اعتدال الركوع والسجود

- ‌53 - باب: القنوت

- ‌54 - باب: وضع اليدين قبل الركبتين عند السجود

- ‌55 - باب: فضل السجود

- ‌56 - باب: السجود على سبعة أعظُم

- ‌57 - باب: النهي عن افتراش الذراعين في السجود

- ‌58 - باب: السجود على أعلى الجبهة

- ‌59 - باب: السجود على الثياب

- ‌60 - باب: السجود على كور العمامة

- ‌61 - باب: في من نام ساجدًا

- ‌62 - باب: التشهُّد في الصلاة

- ‌63 - باب: الدعاء بعد التشهد

- ‌64 - باب: منع المارِّ بين يدي المُصلِّي

- ‌65 - باب: الصلاة في الثوب الواحد وصفة لبسه

- ‌66 - باب: الصلاة في النعال والحذاء

- ‌67 - باب: البكاء في الصلاة

- ‌68 - باب: التبسُّمِ في الصلاة

- ‌69 - باب: الالتفات

- ‌70 - باب: مسح الجبهة

- ‌71 - باب: تحريك الحصى

- ‌72 - باب: الاعتماد على اليد في الصلاة

- ‌73 - باب: من ارتحله صبيٌّ وهو يُصلى

- ‌74 - باب: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء

- ‌ أبواب سجود السهو

- ‌75 - باب: من شكّ في صلاته

- ‌76 - باب: السجود بعد السلام

- ‌77 - باب: التشهُّد في سجدتي السهو

- ‌ أبواب صلاة التطوع

- ‌78 - باب: السُّنن الرواتب

- ‌79 - باب: تخفيف ركعتي الفجر وقضائهما

- ‌80 - باب: الأربع قبل الظهر وبعدها

- ‌81 - باب: من فاتته الأربع قبلَ الظهر

- ‌82 - باب: الحثِّ على الوتر

- ‌83 - باب: الوتر على الراحلة

- ‌84 - باب: وقت الوتر

- ‌85 - باب: جعل آخر الصلاة بالليل وترًا

- ‌86 - باب: مبادرة الصبح بالوتر

- ‌87 - باب: من أدركه الفجر فلا وترَ له

- ‌88 - باب: بكم يُوتر

الفصل: ‌80 - باب: الأربع قبل الظهر وبعدها

قلت: وقد تقدمت رواية يحيى، أما رواية عبد ربه فأخرجها عبد الرزاق (2/ 442) عن ابن جريج عن جدّه مرسلًا.

قال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات"(1/ 2/ 64): "واتفقوا على ضعف حديثه -يعني: قيس بن عمرو- المذكور في الركعتين بعد الصبح. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وضعّفوه". أهـ.

وقال في المجموع (4/ 169): "وإسناده ضعيف فيه انقطاع". أهـ.

قلت: لعله يعتضد بالطريق المتقدمة فيصير حسنًا، والله أعلم. وقد قوّاه المحدث شمس الحق آبادي في كتابه الآنف الذكر وانتصر له بوجوه متعددة انظرها فيه.

‌80 - باب: الأربع قبل الظهر وبعدها

379 -

حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي: أنا محمد بن شعيب: أنا النُّعمان بن المُنذر الغسّاني عن مَكحول عن عنبسة بن أبي سُفيان

عن أمِّ حَبيبة زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حافظَ على أربعِ ركعاتٍ قبلَ الظهرِ وبعدَها حُرِّمَ على جهنّم".

قال المنذري: (قال النسائي وغيره: مكحولٌ لم يسمع من عنبسة).

أخرجه أبو داود (1269) من طريق محمد بن شعيب -وهو ابن شابور- به.

وتابعه الهيثم بن حميد عند ابن خزيمة (1192) والطبراني في الكبير (23/ 232) والحاكم (1/ 312) والبيهقي (2/ 472)، وصدقة بن عبد الله السمين عند ابن خزيمة (1191)، ويحيى بن حمزة الحضرمي عند الطبراني (23/ 233، 236) كلهم عن النعمان به.

ص: 381

وأخرجه النسائي (1814، 1815) والطبراني (23/ 235) من طريق سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن مكحول به.

وأخرجه الطبراني (23/ 233) من طريق خالد بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه عن مكحول به.

قلت: ومكحول لم يسمع من عنبسة كما تقدّم في تخريج الحديث رقم (195)، وقد أخرج أحمد (6/ 326) والطبراني (23/ 236)، من طريق ابن لهيعة عن سليمان بن موسى عن مكحول أن مولى لعنبسة بن أبي سفيان حدّثه عن عنبسة فذكر الحديث. فعُلِم من هذا أن الواسطة بينهما راوٍ مجهول إن كان ابن لهيعة حفظ الحديث فإنّه مُخلِّطٌ.

وللحديث طرقٌ أخرى:

فقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 204) والترمذي (427) -وقال: حسن غريب-والنسائي (1817) وابن ماجه (1160) والطبراني (23/ 233) والبغوي في "الشرح"(3/ 463) من طريق محمد بن عبد الله الشعيثي عن أبيه عبد الله بن المهاجر عن عنبسة به.

وابن المهاجر لم يوثقه غير ابن حبان، وقال: يُعتبر بحديثه من غير رواية ابنه عنه.

وأخرجه عبد الرزاق (3/ 68 - 69) -ومن طريقه: الطبراني (23/ 233) - عن محمد بن عبد الله بن المهاجر عن عنبسة. فلم يذكر أباه.

وأخرجه الترمذي (428) -وقال: حسن صحيح غريب- والنسائي (1813) والبغوي (3/ 463 - 464) من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن عنبسة به. وسنده حسن إن كان القاسم سمعه منه، فإن في القلب من ثبوت ذلك شيئًا.

وأخرجه الإِمام أحمد (6/ 325) والنسائي (1812) والبيهقي (2/ 473)

ص: 382

من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية عن عنبسة به. وإسناده صحيح، وهو أقوى طرق الحديث.

وأخرجه النسائي (1816) وابن خزيمة (1190) من طريق سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن محمد بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة. وقد تقدمت رواية سعيد بزيادة ذكر (مكحول)، وعن (عنبسة) لا محمد فالظاهر أن هذه الرواية خطأ كما ذُكر في التهذيب (9/ 172) والله أعلم.

380 -

أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد القُرشيُّ ببغداد،: نا فَهد بن حيّان: نا شُعبة عن عُبيدة عن إبراهيم عن سَهْم بن مِنْجَاب عن قَزَعَة عن قَرْثَع

عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربعٌ قبلَ الظهرِ ليسَ بينهنُّ نسليمٌ تُفتحُ لهنَّ أبوابُ السماءِ".

هو عبيدة بن مُعَتِّبِ.

أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (1/ 335) عن فهد بن حيّان به.

وأخرجه أحمد (5/ 416 - 417) وأبو داود (1270) والترمذي في "الشمائل"(رقم: 277) وابن ماجه (1157) وابن خزيمة (1214)، والطبراني في الكبير (4/ 201) والبيهقي (2/ 488) من طريق عُبيدة به.

قال أبو داود: "بلغني عن يحيى بن سعيد القطّان قال: لو حدّثت عن عُبيدة بشيءٍ لحدّثت عنه بهذا الحديث. قال أبو داود: عبيدة ضعيف". أهـ.

وقال ابن خزيمة: "روي بإسنادٍ لا يَحتجُّ بمثله مَنْ له معرفة برواية الأخبار". وقال: "وعُبيدة بن مُعَتِّب ليس ممن يجوز الاحتجاج بخبره عند من له معرفة برواة الأخبار".

وقال البيهقي: "وعبيدة بن معتب ضعيف لا يحتج بخبره".

ص: 383

وقال النووي في "المجموع"(4/ 56): "حديث ضعيف متفقٌ على ضعفه، وممن ضعفه يحيى بن سعيد القطان وأبو داود والبيهقي، ومداره على عبيدة بن معتب وهو ضعيف". أهـ.

وقال الحافظ في "الدراية"(1/ 199): "وفي إسنادهم عبيدة بن معتب وهو ضعيف".

وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 199) وأحمد (5/ 418) والطبراني (4/ 202 - 203) وابن خزيمة (1215) والبيهقي (2/ 489) من طريق شريك عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن علي بن الصلت عن أبي أيوب الأنصاري أنه كان يصلي أربع ركعات قبل الظهر، فقيل له: إنّك تديم هذه الصلاة؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله فسألته فقال: "إنّها ساعة تُفتح فيها أبواب السماء، فأحببت أن يرتفع لي فيها عملٌ صالح".

قال ابن خزيمة: "ولست أعرف علي بن الصلت هذا، ولا أدري من أي بلاد الله هو، ولا أفهم ألقيَ أبا أيوب أم لا؟ ولا يحتج بمثل هذه الأسانيد -علمي- إلا معاندٌ أوجاهل". أهـ.

وقال البيهقي عن هذا الطريق: "غيرُ قويّ".

قلت: وابن الصلت لم يذكره الحافظ في "التعجيل" مع أنه على شرطه فليلحق به، ولم يذكره أيضًا في "اللسان" مع تجهيل ابن خزيمة له، وقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (6/ 190) وبيّض له.

هكذا رواه شريك، وخالفه سفيان فقال:(عن رجلٍ عن أبي أيوب) فأبهمه، أخرجه أحمد (5/ 419 - 420) وابن خزيمة (1215).

وله طريق ثالث:

أخرجه محمد بن الحسن في "الموطأ" -كما في نصب الراية

ص: 384

(2/ 142) عن بكير بن عامر البجلي عن إبراهيم والشعبي عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل صلاة الظهر أربعًا إذا زالت الشمس، فسأله أبو أيوب عن ذلك فقال:"إنّ أبواب السماء تُفتح في هذه الساعة، فأحب أن يصعد لي في تلك الساعة خيرٌ". قلت: أفي كلهن قراءة؟ قال: "نعم". قال: أتفصلُ بينهن بسلامٍ؟ فقال: "لا".

وإسناده ضعيف، بكير ضعيف كما في التقريب، والشعبي وإبراهيم لم يثبت سماعهما من أبي أيوب.

وقد ورد من حديث عبد الله بن السائب:

أخرجه أحمد (3/ 411) والترمذي (478) - ومن طريقه البغوي (3/ 465) -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعًا بعد أن تزولَ الشمس قبل الظهر، وقال:"إنّها ساعةٌ تُفتح فيها أبوابُ السماء، وأُحِبُّ أن يصعدَ لي فيها عملٌ صالح".

قال الترمذي: حسن غريب أهـ. وقال العلامة أحمد شاكر: "حديثٌ صحيح متصل الإِسناد رواته ثقات" أهـ. وهو كما قال.

قلت: وقد تبيّن لك أن فقرة: "ليس فيهن تسليم" لا تثبت لعدم الشاهد المعتبر بخلاف سائر الحديث، والله أعلم.

381 -

أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو نُعيم الفَضْلُ بن دُكين: نا مِسْعَرُ عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضَمْرة.

عن علي رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلّى أربعًا قبلَ الظُّهرِ.

أخرجه أحمد (1/ 146) عن أبي نُعيم به.

وأخرجه هو أيضًا (1/ 85، 160) وابنه عبد الله في "زوائد المسند"

ص: 385

(1/ 142) والطيالسي في "مسنده"(رقم: 128) وابن أبي شيبة (2/ 201 - 202) وعبد الرزاق (3/ 63 - 64، 64) والترمذي (424، 598، 599) والنسائي (874، 875) وابن ماجه (1161) والبيهقي (2/ 473) من طرق عن أبي إسحاق به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن. وقال إسحاق بن إبراهيم (هو ابن راهويه): أَحسن شيءٍ رُوي في تطوع النبي صلى الله عليه وسلم في النهار هذا. ورُوي عن عبد الله بن المبارك أنه كان يُضعّف هذا الحديث. وإنما ضعّفه عندنا -والله أعلم- لأنه لا يُروى مثل هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ من هذا الوجه عن عاصم بن ضمرة عن علي. وعاصم بن ضمرة هو ثقةٌ عند بعض أهل العلم". أهـ.

قلت: عاصم وثقه ابن معين وابن المديني والعجلي وابن سعد وقال أحمد: حجّةٌ. وقال النسائي. ليس به بأس. وقال البزار: صالح الحديث. وضعَّفه الجوزجاني فقال: وروى عنه أبو إسحاق حديثًا في تطوّع النبي صلى الله عليه وسلم ست عشرةَ ركعةً! فيا لعباد الله! أما كان ينبغي لأحدٍ من الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحكي هذه الركعات؟!. وردّ عليه الحافظ في "التهذيب"(5/ 46) فقال: "قلتُ: تعصّب الجوزجاني على أصحاب عليٍّ معروف، ولا إنكار، على عاصم فيما روى. هذه عائشة -أخصُّ أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم تقول لسائلها عن شيءٍ من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم: سلْ عليًّا. فليس بعَجبٍ أن يرويَ الصحابي شيئًا يرويه غيره بخلافه، ولا سيّما في التطوع". أهـ. وضعفه ابن عدي، وأفحش ابن حبان فيه القول وليس ذلك بمستنكرٍ من مثله! انظر ترجمته في: التهذيب (5/ 45 - 46)، الميزان:(2/ 352 - 353).

فالسند جيّدٌ إن شاء الله، وقد صرّح أبو إسحاق السبيعي بالسماع عند الطيالسي وأحمد فانتفت شبهة تدليسه.

ص: 386