الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصنفين بآخر هذا الحديث: (ومسلمة) وليس لها ذكر في شيء من طرقه، وإن كان معناها صحيحًا". أهـ.
الثانية: جمع طرق هذا الحديث في جزء مفرد غير واحد من أهل العلم، منهم: الجلال السيوطي -كما تقدم-، والسيد مرتضى الزبيدي حيث قال في "شرح الإِحياء" (1/ 99):"وقد ألّفت في تخريجه جزءًا لطيفًا أوردت فيه ما تيسّر لي من الأسانيد".
ومن العصريين: الشيخ أبو الفيض أحمد بن الصدِّيق الغُماريُّ، وسمَّاه:"المُسهم في طرق حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم) ". وحكم بصحته.
3 - باب: عدالة حَملَة العلم
80 -
أخبرنا أحمد بن عبد الوهاب: نا السلم بن معاذ: نا حاجب بن سليمان أبو سعيد: نا خالد بن عمرو القرشي: نا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سالم بن عبد الله بن عمر.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحملُ هذا العلمُ من كلِّ خَلَفٍ عدولُه، ينفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحالَ المُبطلين، وتأويل الجاهلين".
أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 152 و 3/ 902) من طريق حاجب به، وقال:"هذا الحديث بهذا الإِسناد لا أعلم يرويه عن الليث غير خالد بن عمرو".
وأخرجه البزار (الكشف: 143) والعقيلي في "الضعفاء"(1/ 9 - 10) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 59) - من طريق خالد بن عمرو
عن الليث عن يزيد عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة مرفوعًا. وقال البزار: "خالد بن عمرو منكر الحديث، قد حدّث بأحاديث لم يُتابع عليها، هذا منها".
وفي أسانيدهم جميعًا: خالد بن عمرو القرشي مجمعٌ على تركه، كذبه ابن معين، وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث التي رواها خالد عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب كلها باطلةً، وعندي أن خالد بن عمرو وضعها على الليث.
وقال الهيثمي (1/ 140): "وفيه عمرو بن خالد (كذا مقلوبًا) كذّبه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ونسبه إلى الوضع".
وفي الباب أيضًا: عن علي وأبي هريرة وأبي أمامة، وعبد الله بن مسعود وأسامة بن زيد، وإبراهيم بن عبد الرحمن العذري معضلًا.
أما حديث علي فقد أخرجه ابن عدي (1/ 152) عن شيخه محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل العلوي عن آبائه.
وابن الأشعث قال ابن عدي في ترجمته (3/ 2303، 2304): "حمله شدة تشيعه إلى أن أخرج لنا نسخة قريبًا من ألف حديث عن موسى بن إسماعيل عن آبائه". وقال. "وكان متهمًا في هذه النسخة، ولم أجد له فيها أصلًا".
وأما حديث أبي هريرة فله طريقان:
الأول: أخرجه ابن عدي (1/ 153) -ومن طريقه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(52) - من طريق مسلمة بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد السلمي عن علي بن مسلم البكري عن أبي صالح الأشعري عنه.
ومسلمة متروك، وشيخه ضعيف تركه جماعةٌ.
الثاني: أخرجه ابن عدي (1/ 152) من طريق مروان بن معاوية الفزاري عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عنه.
وأبو حازم لم يسمع أحدًا من الصحابة غير سهل بن سعد (جامع التحصيل. ص 227) فالإِسناد منقطع.
وأما حديث أبي أمامة فقد أخرجه العقيلي (1/ 9) وابن عدي (1/ 153) من طريق محمد بن عبد العزيز الرملي عن بقية عن رزيق أبي عبد الله الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عنه.
محمد قال أبو زرعة: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم. عنده غرائب ولم يكن عندهم بالمحمود، وهو إلى الضعف ما هو. وبقية أمير المدلسين وقد عنعن.
وأما حديث عبد الله بن مسعود فقد أخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(54) من طريق أحمد بن يحيى بن زكير عن محمد بن ميمون بن كامل الحمراوي عن أبي صالح عن الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عنه.
أحمد بن يحيى قال الدارقطني: ليس بشيء في الحديث. (اللسان: 1/ 323) وشيخه لم أر من ترجمه، وأبو صالح هو عبد الله بن صالح كاتب الليث ضعيف من جهة حفظه.
وأما حديث أسامة بن زيد فقد أخرجه الخطيب (53) والحافظ العلائي في "بغية الملتمس"(ص 34) من طريق محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان بن رفاعة السلمي عن أبي عثمان النهدي عنه.
قال العلائي: "هذا حديث حسن غريب صحيح، تفرّد به من هذا الوجه معان بن رفاعة، وقد وثقه علي بن المديني ودحيم، وقال فيه أحمد بن حنبل: لا بأس به. وتكلّم فيه يحيى بن معين وغيره".
قلت: فيه ابن أبي كريمة ضعّفه أبو حاتم، وقال العقيلي: روى عن هشام بواطيل. (الميزان: 570) فالإِسناد ضعيف لأجله، وقد وهم العلائي فيه فقال. "محمد بن سليمان هذا هو الحرّاني يُعرف بـ"بومة" وثقه سليمان بن سيف وطائفة". أهـ. وقد وقع التصريح في رواية الخطيب بأنه ابن أبي كريمة.
وأما معضل إبراهيم العذري فقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تقدمة الجرح"(2/ 17) وابن عدي في "الكامل"(1/ 153) -ومن طريقه البيهقي (10/ 209) - وابن حبان في "الثقات"(4/ 10) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 58 - 59، 59) والخطيب (55) من طريق معان بن رفاعة عنه. ومعان فيه ضعف.
وتابعه الوليد بن مسلم فقال: ثنا إبراهيم العذري: ثنا الثقة من أشياخنا مرسلًا. أخرجه ابن عدي والبيهقي.
وإبراهيم ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 10) وقال: يروي المراسيل. أهـ. وقال الذهبي في الميزان (1/ 45): "تابعي مُقِلٌّ، ما علمته واهيًا، أرسل حديث: "يحمل هذا العلم من كل خَلَفٍ عدوله" رواه غير واحد عن معان بن رفاعة عنه، ومعان ليس بعمدة، ولا سيما أتى بواحدٍ لا يُدرى من هو؟ ".
وروى الخلال ومن طريقه الخطيب (56) والعلائي (ص 35) عن مهنا بن يحيى أنه سأل الإِمام أحمد عن هذا الحديث: كأنه موضوع. فقال الإِمام: لا، هو صحيح. فقلت: ممن سمعته أنت؟ قال: من غير واحد. قلت: من هم؟ قال: حدثني به مسكين إلا أنه يقول: (معان عن القاسم بن عبد الرحمن). قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به. أهـ.