المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - باب: ما هو الإيمان - الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام - جـ ١

[جاسم الفهيد الدوسري]

فهرس الكتاب

- ‌تصدير

- ‌ مُقدمةٌ

- ‌الفصل الأول: في ترجمة تمام الرازي

- ‌1 - اسمه ونسبه:

- ‌2 - ولادته ونشأته العلمية:

- ‌3 - مشايخه:

- ‌4 - تلاميذه والآخذون عنه:

- ‌5 - تصانيفه:

- ‌6 - ثناء أهل العلم عليه:

- ‌7 - وفاته:

- ‌8 - مصادر ترجمته:

- ‌الفصل الثاني: في التعريف بكتب "الفوائد" الحديثية

- ‌الفصل الثالث: في وصف النسخ الخطية لـ"فوائد تمام

- ‌1 - نسخة لايدن (الأصل):

- ‌2 - نسخة الظاهرية (ظ):

- ‌3 - نسخة الظاهرية (ر)

- ‌4 - نسخة تشستربتي (ش):

- ‌5 - النسخة المفرّقة (ف):

- ‌الفصل الرابع: في منهج الكتاب

- ‌أولًا- الترتيب:

- ‌ثانيًا- التخريج:

- ‌صور المخطوطات

- ‌(1)"كتاب الإِيمان

- ‌1 - باب: فضلِ التوحيد وشهادةِ أن لا إله إلا الله

- ‌2 - باب: ما هو الإِيمان

- ‌3 - باب: قتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلَّا الله

- ‌4 - باب: اليقين

- ‌5 - باب: في إيمان جبريل وميكائيل عليهما السلام

- ‌6 - باب: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن

- ‌7 - باب: أعداء المؤمن

- ‌8 - باب: دخول الإِيمان القلبَ قبلَ القرآن

- ‌9 - باب: العزُّ إزارُه -جلّ وعلا- والكبرياءُ رداؤه

- ‌10 - باب: لا أحدَ أصبرُ على أذىً يسمعه من الله

- ‌ أبوابُ القَدَر

- ‌11 - باب: ما جاء في الإِيمان بالقدر

- ‌12 - باب: المشيئة للهِ وحْدَه

- ‌13 - باب: ما جاء في التكذيب بالقدر

- ‌14 - باب: لا يؤمن العبدُ حتى يؤمن بأربع

- ‌15 - باب: كُلٌّ مُيسّرٌ لما خُلِقَ له

- ‌16 - باب: الأعمال بالخواتيم

- ‌17 - باب: في أولاد المشركين

- ‌18 - باب: الردّ على الجَهْمِيَّةِ

- ‌19 - باب: الاعتصام بالكتاب والسُّنّة

- ‌(2) " كتاب العلم

- ‌1 - باب: فضل العلم والعلماء

- ‌2 - باب:طلب العلم فريضة على كل مسلم

- ‌فصل: في أقوال أهل العلم في هذا الحديث

- ‌3 - باب: عدالة حَملَة العلم

- ‌4 - باب: الغبطة في العلم

- ‌5 - باب: الوَصيّة بطلبة العلم

- ‌6 - باب: في فضل الفقه

- ‌7 - باب: في فضل الحديث

- ‌8 - باب: فضل من حفظ أربعين حديثًا

- ‌9 - باب: تبليغ العلم والحثِّ عليه

- ‌10 - باب: التناصح في العلم والترهيب من كتمه

- ‌11 - باب: التثبت في أخذ العلم

- ‌12 - باب: ما يُخافُ من زَلَّةِ العالِم

- ‌13 - باب: الترهيب من التباهي بالعلم

- ‌14 - باب: ذمّ كثرة المسائل والأغلوطات

- ‌15 - باب: ذمِّ الرأي والقياس

- ‌16 - باب: الترهيب من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌17 - باب: رفع العلم

- ‌(3) " كتاب الطهارة

- ‌ أبواب النجاسات وتطهيرها

- ‌1 - باب: طُهور الإِناء إذا وَلَغ فيه كلبٌ أو هِرٌّ

- ‌2 - باب: الرُّخصة في بولِ ما يُؤكل لَحْمُهُ

- ‌3 - باب: ما جاء في جِلْد المَيْتةِ وصوفها وشعرها

- ‌ أبواب أحكام التخلّي

- ‌4 - باب: ترك استصحاب ما فيه ذكر الله تعالى

- ‌5 - باب: ما يُقال عند دخول الخلاء

- ‌6 - باب: أحكامُ الاستنجاء

- ‌7 - باب: السواك

- ‌8 - باب: خصال الفطرة

- ‌ أبواب أحكام الوضوء وصفته

- ‌9 - باب: فضل الوضوء

- ‌10 - باب: النيّة في الوضوء وغيره من العبادات

- ‌11 - باب: الوضوء مرةً مرةً، ومرتين مرتين

- ‌12 - باب: الاستنثار

- ‌13 - باب: تخليل اللحية

- ‌14 - باب: الْأُذنان من الرأس

- ‌15 - باب: التنشيف بعدَ الوضوء

- ‌16 - باب: المسح على الخُفَّيْن والخمار

- ‌17 - باب: التوقيت في المسح

- ‌18 - باب: كيف المسح

- ‌ أبواب نواقض الوضوء

- ‌19 - باب: ما جاء في النوم

- ‌20 - باب: ما جاء في مسِّ الفرج

- ‌21 - باب: الوضوء من ألبان الإِبل

- ‌22 - باب: ترك الوضوء مما مسَّت النار

- ‌23 - باب: لا وضوءَ إلا من صوتٍ أو ريحٍ

- ‌ أبواب أحكام الغُسْل

- ‌24 - باب: ما يُوجب الغُسْل

- ‌25 - باب: كيفية الغُسْل

- ‌26 - باب: من طاف على نسائه في غُسْلٍ واحد

- ‌27 - باب: غسل الرجل مع امرأته

- ‌28 - باب: ترك الوضوء بعد الغُسْل

- ‌29 - باب: الجُنُب يُؤخِّر الغُسْل

- ‌30 - باب: في الثوب الذي يُجامَع فيه

- ‌31 - باب: غُسْل الجُمُعة

- ‌ أبواب الحيض

- ‌32 - باب: كتابة الحيض علي بنات آدم

- ‌33 - باب: الاستحاضة

- ‌34 - باب: النِّفاس

- ‌(4) " كتاب الصلاة

- ‌1 - باب: فضائل الصلاة

- ‌2 - باب: كفر تارك الصلاة

- ‌ أبواب المواقيت

- ‌3 - باب: جامع المواقيت

- ‌4 - باب: فضل صلاة الظهر جماعةً

- ‌5 - باب: الإِبراد بالظهر

- ‌6 - باب: الترهيب من فوات المغرب

- ‌7 - باب: كراهية تأخير المغرب

- ‌8 - باب: تقديم العَشَاء -إذا حضر- على الصلاة

- ‌9 - باب: فضل صلاة الفجر في ميمنة الصف

- ‌10 - باب: من أدرك ركعة من الصبح قبل طلوع الشمس

- ‌11 - باب: من أدرك ركعة من الصلاة

- ‌12 - باب: فيمن نام عن صلاة أو نسيها

- ‌ أبواب الأذان والإِقامة

- ‌13 - باب: فضل الأذان

- ‌14 - باب: صفة الأذان والإِقامة

- ‌15 - باب: النهي عن أذان من يُدغم الهاء

- ‌16 - باب: الأذان في المنارة والإِقامة في المسجد

- ‌17 - باب: جلوس المؤذن بين الأذان والإِقامة في المغرب

- ‌18 - باب: المؤذن مؤتمن والإِمام ضامن

- ‌19 - باب: الكلام عند الإِقامة

- ‌ أبواب المساجد والجماعات

- ‌20 - باب: فضل عُمّار بيوت الله

- ‌21 - باب: في المساجد الثلاثة

- ‌22 - باب: الصلاة في الكعبة -شرّفها الله

- ‌23 - باب: انتظار الصلاة

- ‌24 - باب: فضل المشي إلى المساجد في الظُّلَم

- ‌25 - باب: أدب المشي إلى الصلاة

- ‌26 - باب: النهي عن تتبُّع المساجد

- ‌27 - باب: خروج النساء إلى المساجد

- ‌28 - باب: الصلاة في الحيطان

- ‌29 - باب: الصلاة على البساط والحصير

- ‌30 - باب: وجوب صلاة الجماعة

- ‌31 - باب: فضل صلاة الجماعة

- ‌ أبواب الإِمامة

- ‌32 - باب: من أحقُّ بالإِمامة

- ‌33 - باب: إمامة الفاسق

- ‌34 - باب: ما على الإِمام من إتمام الصلاة

- ‌35 - باب: متابعة الإِمام

- ‌36 - باب: الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإِمام

- ‌37 - باب: موقف المأموم من الإِمام

- ‌38 - باب: ما يُؤمر به الإِمام من التخفيف

- ‌39 - باب: الفتح على الإِمام

- ‌40 - باب: تسوية الصف

- ‌41 - باب: فضل الصف الأول

- ‌42 - باب: من صلّى خلف الصف وحده

- ‌ أبواب صفة الصلاة وأحكامها

- ‌43 - باب: رفع اليدين في الصلاة

- ‌44 - باب: كيفية الرفع

- ‌45 - باب: في كُلِّ صلاةٍ قراءةٌ

- ‌46 - باب: الجهر بالبسملة

- ‌47 - باب: ترك الجهر بالبسملة

- ‌48 - باب: القراءة خلف الإِمام

- ‌49 - باب: التأمين

- ‌50 - باب: التطبيق في الركوع

- ‌51 - باب: فضل تسبيحات الركوع والسجود

- ‌52 - باب: اعتدال الركوع والسجود

- ‌53 - باب: القنوت

- ‌54 - باب: وضع اليدين قبل الركبتين عند السجود

- ‌55 - باب: فضل السجود

- ‌56 - باب: السجود على سبعة أعظُم

- ‌57 - باب: النهي عن افتراش الذراعين في السجود

- ‌58 - باب: السجود على أعلى الجبهة

- ‌59 - باب: السجود على الثياب

- ‌60 - باب: السجود على كور العمامة

- ‌61 - باب: في من نام ساجدًا

- ‌62 - باب: التشهُّد في الصلاة

- ‌63 - باب: الدعاء بعد التشهد

- ‌64 - باب: منع المارِّ بين يدي المُصلِّي

- ‌65 - باب: الصلاة في الثوب الواحد وصفة لبسه

- ‌66 - باب: الصلاة في النعال والحذاء

- ‌67 - باب: البكاء في الصلاة

- ‌68 - باب: التبسُّمِ في الصلاة

- ‌69 - باب: الالتفات

- ‌70 - باب: مسح الجبهة

- ‌71 - باب: تحريك الحصى

- ‌72 - باب: الاعتماد على اليد في الصلاة

- ‌73 - باب: من ارتحله صبيٌّ وهو يُصلى

- ‌74 - باب: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء

- ‌ أبواب سجود السهو

- ‌75 - باب: من شكّ في صلاته

- ‌76 - باب: السجود بعد السلام

- ‌77 - باب: التشهُّد في سجدتي السهو

- ‌ أبواب صلاة التطوع

- ‌78 - باب: السُّنن الرواتب

- ‌79 - باب: تخفيف ركعتي الفجر وقضائهما

- ‌80 - باب: الأربع قبل الظهر وبعدها

- ‌81 - باب: من فاتته الأربع قبلَ الظهر

- ‌82 - باب: الحثِّ على الوتر

- ‌83 - باب: الوتر على الراحلة

- ‌84 - باب: وقت الوتر

- ‌85 - باب: جعل آخر الصلاة بالليل وترًا

- ‌86 - باب: مبادرة الصبح بالوتر

- ‌87 - باب: من أدركه الفجر فلا وترَ له

- ‌88 - باب: بكم يُوتر

الفصل: ‌2 - باب: ما هو الإيمان

‌2 - باب: ما هو الإِيمان

؟

5 -

حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمَّد الطَبَرسْتاني: نا أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بطبرستان: نا عبّاد بن صهيب عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن علي بن

الحسين عن أبيه.

عن علي رضي الله عنه (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"الإِيمانُ معرفةٌ بالقلب، وإقرارٌ باللسان، وعملٌ بالأركان".

عبّاد متروك تركه البخاري والنسائي وأبو حاتم، وقال ابن المديني:

ذهب حديثه. (اللسان: 3/ 230 - 231)، وشيخ المصنف ذكره ابن عساكر في تاريخه (2/ق 94/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وأشار السيوطي في "اللآليء المصنوعة"(1/ 35) إلى رواية تمام هذه.

6 -

أخبرنا خيثمة بن سليمان ومزاحم بن عبد الوارث البصري قالا: نا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز: نا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: نا علي بن موسى بن جعفر عن أبيه: موسى بن جعفر عن أبيه: جعفر بن محمَّد عن أبيه: محمَّد بن علي عن أبيه: علي بن الحسين عن أبيه: الحسين بن علي.

عن أبيه (2) عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكر مثله.

(1) في (ظ)(رضوان الله عليه).

(2)

ليس في (ظ) و (ر) و (ف): (عن أبيه).

ص: 77

7 -

حدثنا أحمد بن محمَّد الطبرستاني: نا الحسن بن علي وأحمد بن عبد الله -وغيرهما من الطبريين- ومحمد بن أيوب الرازي وعلي بن الحسين الرازي ومحمد بن عبد الله الحضرمي (مُطَيِّن) قالوا: نا عبد السلام بن صالح الهروي: نا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي: موسى بن جعفر

فذكر مثله.

أخرجه ابن ماجه (65) الآجري في "الشريعة"(ص 130 - 131) والبيهقي في "الشعب"(1/ 12) والخطيب في "التاريخ"(10/ 343 - 344 و11/ 47)، ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 128) والمزي في التهذيب (المصورة: 2/ 832) كلهم من طرقٍ عن عبد السلام به.

وعبد السلام اتهمه ابن عدي وكذّبه العُقيلي وابن طاهر، وضعفه الجمهور ووثقه ابن معين، وقال الدارقطني -كما في ترجمته عند الخطيب (11/ 51) -:"روى عن جعفر بن محمَّد الحديث عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الإِيمان إقرارٌ بالقول وعملٌ بالجوارح) الحديث، وهو المتهم بوضعه، ولم يُحَدّث به إلا من سرقَه منه، فهو الابتداءُ في هذا الحديث" أهـ.

واتهمه بوضع الحديث أيضًا ابن الجوزي وقال: "هذا حديث موضوع لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم" أهـ. وقال البوصيري في الزوائد (1/ 12): "أبو الصلت هذا متفقٌ على ضعفه، واتهمه بعضهم" أهـ. وحكم الصغاني في "الدر الملتقط"(رقم: 65) بوضع الحديث، وقال الإِمام ابن القيم في "تهذيب السنن" (8/ 59):"هذا حديث موضوع ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم". أهـ.

8 -

حدثنا أحمد بن محمَّد الطبرستاني، نا الحسن بن علي التميمي: نا محمد بن صدقة العَنْبري: نا موسى بن جعفر عن أبيه: جعفر بن محمَّد

فذكر بإسناده مثله.

ص: 78

أخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 754) عن الحسن بن علي العدوي عن محمَّد بن صدقة العنبري ومحمد بن تميم النهشلي عن موسى به.

والعدوي هذا هو شيخ الطبرستاني في إسناد المصنف، لكنه دلّس نسبته فجعلها "التميمي"، والعدوي قال عنه ابن عدي:"يضع الحديث ويسرق الحديث، ويلزقه على قومٍ آخرين، وُيحدِّث عن قومٍ لا يُعرفون، وهو متهم فيهم أن الله لم يخلقهم". أهـ. واتهمه ابن حبان، وتركه الدارقطني، وكذّبه الحسن بن علي البصري. (اللسان: 2/ 228 - 231).

وقال ابن عدي عقب هذا الحديث: "وأما روايته عن محمَّد بن صدقة ومحمد بن تميم فإنهما مجهولان، فروى عنهما عن موسى بن جعفر والرضا، فإني لم أكتب هذا إلا عنه، ولم أسمع بأحدٍ روى هذا الحديث إلا من طريق علي بن موسى الرضا عن أبيه، فأما عن أبيه نفسه من غير حديث الرضا عنه فلم أسمع به، ولم يُحدث به غير العدوي" أهـ.

قلت: وفي هذا دلالة على أن شيخ الطبرستاني هو العدوي المتهم.

وقد أشار السيوطي في "اللآلىء"(1/ 35) إلى رواية تمام هذه.

وبقيت لأبي الصلت متابعات، لكنها مسروقة منه:

الأولى: أخرجها ابن عدي (2/ 754) عن العدوي عن الهيثم بن عبد الله عن علي بن موسى به، قال ابن عدي عقبة:"الهيثم مجهول". أهـ. والعدوي مرّ الكلام عليه.

الثانية: أخرجها ابن عدي (1/ 201) عن محمَّد الجهني عن أحمد بن العباس بن مليح الصنعاني عن علي بن موسى به، وأحمد قال ابن عدي: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: كتبنا عنه بصنعاء، وكان يسكن عرقة، وكان يُحدِّث عن عبد الله بن نافع الصائغ. وكان يُضعِّفه جدًا. أهـ.

الثالثة: أخرجها البيهقي في الشعب (1/ 12) من طريق عبد الله بن محمَّد بن المسيب البيهقي عن أبي الصلت ومحمد بن أسلم به. ومحمد هذا

ص: 79

ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح"(7/ 201) ونقل توثيقه عن أبيه وأبي زرعة، لكن البلاء من الراوي عنه، فإنني لم أر من ذكره.

الرابعة: أخرجها الخطيب في التاريخ (1/ 255 - 256) - ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 128) - من طريق محمد بن سهل بن عامر البجلي عن علي بن موسى به.

قال ابن الجوزي: محمد بن سهل مجهول. وقال السيوطي في "اللآلىء"(1/ 35): "ما رأيتُ له ترجمةً".

الخامسة: أخرجها الخطيب (9/ 386) - ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 128) - من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن علي بن موسى به.

وعبد الله قال الخطيب: روى عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه نسخةً. وقال أبو محمَّد البصري: لم يكن بالمرضي. وقال ابن الجوزي: روى عن أهل البيت نسخة باطلة.

وقال الذهبي في الميزان (2/ 390): "عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة، ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه".

السادسة: أخرجها ابن الجوزي (1/ 128) من طريق عبد الله بن عروة عن علي بن غُراب: ثنا علي به.

وقال عَقِبه: "وأما علي بن غُراب، فقال السعدي: هو ساقط. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به" أهـ.

قلت: لا داعي لتعصيب الجناية بعلي فقد وثقه ابن معين والدارقطني، وقال أحمد وأبو زرعة: صدوق. وإنما عابوا عليه تدليسه وتشيعه، والمتهم بهذا الحديث الراوي عنه فإنني لم أر من ترجمه.

السابعة: أخرجها ابن الجوزي (1/ 128) من طريق علي بن محمَّد بن مهرويه عن داود بن سليمان بن وهب الضوي عن علي به.

ص: 80

وقال عَقِبه: "داود مجهول" أهـ. قلت: بل هو معروف لكن بالكذب، قال الذهبي في الميزان (2/ 8):"كذّبه يحيى بن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكُلِّ حالٍ فهو شيخٌ كذّاب له نسخة موضوعة عن الرضا، رواها على محمَّد بن مهرويه القزويني الصدوق عنه".

الثامنة: أخرجها الشيرازي في "الألقاب" -كما في اللآلئ (1/ 35) - من طريق الحسن بن محمَّد بن علي بن موسى الرضا عن جده. وفي إسناده من لم أقف على ترجمته.

التاسعة: أخرجها الصابوني في "المائتين" -كما في اللآلئ- من طريق محمَّد بن زياد السهمي عن علي به. والسهمي لم أقف على ترجمته.

وقال الصابوني: هذا حديث غريب لم أكتبه إلا من حديث أهل البيت.

العاشرة: أخرجها ابن السُّني في "كتاب الإِخوة والأخوات" -كما في اللآلئ (1/ 36) - من طريق عبد العزيز بن محمَّد بن الحسن بن زبالة عن عبد الله بن موسى عن أخيه علي به.

وعبد العزيز قال ابن حبان في المجروحين (2/ 138): "يروي عن المدنيّين الثقات الأشياء الموضوعات المعضلات، كان ممن يُتصوّر له الشىء فيُعرض عليه وُيخيّل له فيُحدِّث به حتى بطل الاحتجاج بأخباره".

الحادية عشرة: أخرجها ابن الأعرابي في معجمه -كما في "النُّكت الظراف"(7/ 366) - من طريق عبد الغني بن محمَّد بن الحسن عن عبد الله بن يحيى بن موسى عن علي به. ولم أرَ من ذكرهما.

وقد تبيّن من هذه المتابعات أن الحديثَ مدارُه على الكذّابين والمجهولين، وكثرتُها مما يزيد الحديث وهنًا، وقد تُكلِّم في علي بن موسى بسبب هذه الأحاديث التي أُلصقت به، فقد قال ابن حبان في المجروحين

ص: 81

(2/ 106): "يروي عن أبيه العجائب

كأنّه كان يهم ويخطىء"، ثم ذكر من جملة عجائبه هذا الحديث. وقال ابن طاهر: يأتي عن أبيه بعجائب. قال الذهبي في الميزان (3/ 158) مُعقِّبًا على كلام ابن طاهر: "قلت: إنما الشأن في ثبوت السند إليه، وإلا فالرجل قد كُذِبَ عليه ووُضِعَ عليه نسخةٌ سائرةٌ كما كُذِبَ على جده جعفر الصادق فروى عنه أبو الصلت الهروي -أحدُ المتهمين-، ولعلي بن مهدي القاضي عنه نسخة، ولأبي أحمد عامر بن سليمان الطائي عنه نسخةٌ كبيرةٌ، ولداود بن سليمان القزويني عنه نسخة" أهـ.

وقال في "النبلاء"(9/ 388) عن مروياته: "ولا تكاد تَصِحُّ الطرقُ إليه" أهـ.

وقال الحافظ في التقريب: "صدوقٌ والخللُ ممّن روى عنه".

وللحديث شاهدان واهيان:

أحدهما: عن أنس، أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 129)، وقال:"وهذا إسنادٌ ضعيف، وفيه مجاهيل".

والآخر: عن عائشة، أخرجه الشيرازي في "الألقاب" -كما في اللآليء (1/ 36) - والديلمي في "مسند الفردوس" (زهر الفردوس: 1/ ق 359)، وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي متروك كذّبه الجوزجاني وأبو حاتم، واتهمه أحمد، (الميزان: 1/ 572)، وفيه الحسن بن بشر بن القاسم لم أر من ترجمه.

9 -

أخبرنا أبو جُحوش محمَّد بن أحمد بن أبي جُحوش الخُرَيْمي: نا محمَّد بن إسحاق السرّاج: نا أبو يحيى محمَّد بن عبد الرحيم: نا أبو المنذر إسماعيل بن عُمر: نا قُرَّة عن أبي جمرة نَصْر بن عمران الضُبَعي قال:

ص: 82

قلت لابن عباس: لي جَرَّةٌ ينبذُ لي فيها، فأشربه حُلْوًا؟. فقال (1) ابن عباس: قَدِمَ وفدُ عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مرحبًا بوفدِ غير الخزايا ولا النَّدامى". فقالوا: يا رسول الله! إنّ بيننا وبينك المشركين من مُضَر، وإنّا لا نصلُ إليك إلَّا في الأشهر الحُرُم، فحدِّثنا بأمرٍ إن عَمِلنا به دخلنا الجنّةَ، وندعو به مَنْ وراءَنا. فقال:"آمركم بثلاثٍ، وأنهاكم عن أربعٍ: آمركم بالإِيمان بالله، وهل تدرون ما الإِيمانُ بالله؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهادةُ أن لا إله إلَّا الله، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاة، وأن تُعطوا من المغانم الخُمُسَ. وأنهاكم عن أربع: لا تنتبذوا في الدّبَّاء (2) والنَّقير (3) والحَنْتَمِ (4) والمُزَفَّتْ"(5).

إسناده جيّدٌ. وأبو يحيى هو الحافظ المعروف بـ (صاعقة).

وأخرجه البخاري (8/ 84 - 85) ومسلم (1/ 48) من طرق عن قُرَّة -وهو ابن خالد- به.

وأخرجاه من طرقٍ مختلفة عن أبي جمرة به، انظرها في "تحفة الأشراف"(5/ 260 - 261).

(1) في (ظ): (قال).

(2)

القرع اليابس.

(3)

جذع ينقر وسطه.

(4)

فيه أقوال، أظهرها أنها جرار خُضْر (راجع شرح مسلم للنووي: 1/ 185).

(5)

المطليُّ بالقار.

ص: 83