الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب: ما هو الإِيمان
؟
5 -
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمَّد الطَبَرسْتاني: نا أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بطبرستان: نا عبّاد بن صهيب عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن علي بن
الحسين عن أبيه.
عن علي رضي الله عنه (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الإِيمانُ معرفةٌ بالقلب، وإقرارٌ باللسان، وعملٌ بالأركان".
عبّاد متروك تركه البخاري والنسائي وأبو حاتم، وقال ابن المديني:
ذهب حديثه. (اللسان: 3/ 230 - 231)، وشيخ المصنف ذكره ابن عساكر في تاريخه (2/ق 94/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأشار السيوطي في "اللآليء المصنوعة"(1/ 35) إلى رواية تمام هذه.
6 -
أخبرنا خيثمة بن سليمان ومزاحم بن عبد الوارث البصري قالا: نا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز: نا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: نا علي بن موسى بن جعفر عن أبيه: موسى بن جعفر عن أبيه: جعفر بن محمَّد عن أبيه: محمَّد بن علي عن أبيه: علي بن الحسين عن أبيه: الحسين بن علي.
عن أبيه (2) عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكر مثله.
(1) في (ظ)(رضوان الله عليه).
(2)
ليس في (ظ) و (ر) و (ف): (عن أبيه).
7 -
حدثنا أحمد بن محمَّد الطبرستاني: نا الحسن بن علي وأحمد بن عبد الله -وغيرهما من الطبريين- ومحمد بن أيوب الرازي وعلي بن الحسين الرازي ومحمد بن عبد الله الحضرمي (مُطَيِّن) قالوا: نا عبد السلام بن صالح الهروي: نا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي: موسى بن جعفر
…
فذكر مثله.
أخرجه ابن ماجه (65) الآجري في "الشريعة"(ص 130 - 131) والبيهقي في "الشعب"(1/ 12) والخطيب في "التاريخ"(10/ 343 - 344 و11/ 47)، ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 128) والمزي في التهذيب (المصورة: 2/ 832) كلهم من طرقٍ عن عبد السلام به.
وعبد السلام اتهمه ابن عدي وكذّبه العُقيلي وابن طاهر، وضعفه الجمهور ووثقه ابن معين، وقال الدارقطني -كما في ترجمته عند الخطيب (11/ 51) -:"روى عن جعفر بن محمَّد الحديث عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الإِيمان إقرارٌ بالقول وعملٌ بالجوارح) الحديث، وهو المتهم بوضعه، ولم يُحَدّث به إلا من سرقَه منه، فهو الابتداءُ في هذا الحديث" أهـ.
واتهمه بوضع الحديث أيضًا ابن الجوزي وقال: "هذا حديث موضوع لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم" أهـ. وقال البوصيري في الزوائد (1/ 12): "أبو الصلت هذا متفقٌ على ضعفه، واتهمه بعضهم" أهـ. وحكم الصغاني في "الدر الملتقط"(رقم: 65) بوضع الحديث، وقال الإِمام ابن القيم في "تهذيب السنن" (8/ 59):"هذا حديث موضوع ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم". أهـ.
8 -
حدثنا أحمد بن محمَّد الطبرستاني، نا الحسن بن علي التميمي: نا محمد بن صدقة العَنْبري: نا موسى بن جعفر عن أبيه: جعفر بن محمَّد
…
فذكر بإسناده مثله.
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 754) عن الحسن بن علي العدوي عن محمَّد بن صدقة العنبري ومحمد بن تميم النهشلي عن موسى به.
والعدوي هذا هو شيخ الطبرستاني في إسناد المصنف، لكنه دلّس نسبته فجعلها "التميمي"، والعدوي قال عنه ابن عدي:"يضع الحديث ويسرق الحديث، ويلزقه على قومٍ آخرين، وُيحدِّث عن قومٍ لا يُعرفون، وهو متهم فيهم أن الله لم يخلقهم". أهـ. واتهمه ابن حبان، وتركه الدارقطني، وكذّبه الحسن بن علي البصري. (اللسان: 2/ 228 - 231).
وقال ابن عدي عقب هذا الحديث: "وأما روايته عن محمَّد بن صدقة ومحمد بن تميم فإنهما مجهولان، فروى عنهما عن موسى بن جعفر والرضا، فإني لم أكتب هذا إلا عنه، ولم أسمع بأحدٍ روى هذا الحديث إلا من طريق علي بن موسى الرضا عن أبيه، فأما عن أبيه نفسه من غير حديث الرضا عنه فلم أسمع به، ولم يُحدث به غير العدوي" أهـ.
قلت: وفي هذا دلالة على أن شيخ الطبرستاني هو العدوي المتهم.
وقد أشار السيوطي في "اللآلىء"(1/ 35) إلى رواية تمام هذه.
وبقيت لأبي الصلت متابعات، لكنها مسروقة منه:
الأولى: أخرجها ابن عدي (2/ 754) عن العدوي عن الهيثم بن عبد الله عن علي بن موسى به، قال ابن عدي عقبة:"الهيثم مجهول". أهـ. والعدوي مرّ الكلام عليه.
الثانية: أخرجها ابن عدي (1/ 201) عن محمَّد الجهني عن أحمد بن العباس بن مليح الصنعاني عن علي بن موسى به، وأحمد قال ابن عدي: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: كتبنا عنه بصنعاء، وكان يسكن عرقة، وكان يُحدِّث عن عبد الله بن نافع الصائغ. وكان يُضعِّفه جدًا. أهـ.
الثالثة: أخرجها البيهقي في الشعب (1/ 12) من طريق عبد الله بن محمَّد بن المسيب البيهقي عن أبي الصلت ومحمد بن أسلم به. ومحمد هذا
ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح"(7/ 201) ونقل توثيقه عن أبيه وأبي زرعة، لكن البلاء من الراوي عنه، فإنني لم أر من ذكره.
الرابعة: أخرجها الخطيب في التاريخ (1/ 255 - 256) - ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 128) - من طريق محمد بن سهل بن عامر البجلي عن علي بن موسى به.
قال ابن الجوزي: محمد بن سهل مجهول. وقال السيوطي في "اللآلىء"(1/ 35): "ما رأيتُ له ترجمةً".
الخامسة: أخرجها الخطيب (9/ 386) - ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 128) - من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن علي بن موسى به.
وعبد الله قال الخطيب: روى عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه نسخةً. وقال أبو محمَّد البصري: لم يكن بالمرضي. وقال ابن الجوزي: روى عن أهل البيت نسخة باطلة.
وقال الذهبي في الميزان (2/ 390): "عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة، ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه".
السادسة: أخرجها ابن الجوزي (1/ 128) من طريق عبد الله بن عروة عن علي بن غُراب: ثنا علي به.
وقال عَقِبه: "وأما علي بن غُراب، فقال السعدي: هو ساقط. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به" أهـ.
قلت: لا داعي لتعصيب الجناية بعلي فقد وثقه ابن معين والدارقطني، وقال أحمد وأبو زرعة: صدوق. وإنما عابوا عليه تدليسه وتشيعه، والمتهم بهذا الحديث الراوي عنه فإنني لم أر من ترجمه.
السابعة: أخرجها ابن الجوزي (1/ 128) من طريق علي بن محمَّد بن مهرويه عن داود بن سليمان بن وهب الضوي عن علي به.
وقال عَقِبه: "داود مجهول" أهـ. قلت: بل هو معروف لكن بالكذب، قال الذهبي في الميزان (2/ 8):"كذّبه يحيى بن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكُلِّ حالٍ فهو شيخٌ كذّاب له نسخة موضوعة عن الرضا، رواها على محمَّد بن مهرويه القزويني الصدوق عنه".
الثامنة: أخرجها الشيرازي في "الألقاب" -كما في اللآلئ (1/ 35) - من طريق الحسن بن محمَّد بن علي بن موسى الرضا عن جده. وفي إسناده من لم أقف على ترجمته.
التاسعة: أخرجها الصابوني في "المائتين" -كما في اللآلئ- من طريق محمَّد بن زياد السهمي عن علي به. والسهمي لم أقف على ترجمته.
وقال الصابوني: هذا حديث غريب لم أكتبه إلا من حديث أهل البيت.
العاشرة: أخرجها ابن السُّني في "كتاب الإِخوة والأخوات" -كما في اللآلئ (1/ 36) - من طريق عبد العزيز بن محمَّد بن الحسن بن زبالة عن عبد الله بن موسى عن أخيه علي به.
وعبد العزيز قال ابن حبان في المجروحين (2/ 138): "يروي عن المدنيّين الثقات الأشياء الموضوعات المعضلات، كان ممن يُتصوّر له الشىء فيُعرض عليه وُيخيّل له فيُحدِّث به حتى بطل الاحتجاج بأخباره".
الحادية عشرة: أخرجها ابن الأعرابي في معجمه -كما في "النُّكت الظراف"(7/ 366) - من طريق عبد الغني بن محمَّد بن الحسن عن عبد الله بن يحيى بن موسى عن علي به. ولم أرَ من ذكرهما.
وقد تبيّن من هذه المتابعات أن الحديثَ مدارُه على الكذّابين والمجهولين، وكثرتُها مما يزيد الحديث وهنًا، وقد تُكلِّم في علي بن موسى بسبب هذه الأحاديث التي أُلصقت به، فقد قال ابن حبان في المجروحين
(2/ 106): "يروي عن أبيه العجائب
…
كأنّه كان يهم ويخطىء"، ثم ذكر من جملة عجائبه هذا الحديث. وقال ابن طاهر: يأتي عن أبيه بعجائب. قال الذهبي في الميزان (3/ 158) مُعقِّبًا على كلام ابن طاهر: "قلت: إنما الشأن في ثبوت السند إليه، وإلا فالرجل قد كُذِبَ عليه ووُضِعَ عليه نسخةٌ سائرةٌ كما كُذِبَ على جده جعفر الصادق فروى عنه أبو الصلت الهروي -أحدُ المتهمين-، ولعلي بن مهدي القاضي عنه نسخة، ولأبي أحمد عامر بن سليمان الطائي عنه نسخةٌ كبيرةٌ، ولداود بن سليمان القزويني عنه نسخة" أهـ.
وقال في "النبلاء"(9/ 388) عن مروياته: "ولا تكاد تَصِحُّ الطرقُ إليه" أهـ.
وقال الحافظ في التقريب: "صدوقٌ والخللُ ممّن روى عنه".
وللحديث شاهدان واهيان:
أحدهما: عن أنس، أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 129)، وقال:"وهذا إسنادٌ ضعيف، وفيه مجاهيل".
والآخر: عن عائشة، أخرجه الشيرازي في "الألقاب" -كما في اللآليء (1/ 36) - والديلمي في "مسند الفردوس" (زهر الفردوس: 1/ ق 359)، وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي متروك كذّبه الجوزجاني وأبو حاتم، واتهمه أحمد، (الميزان: 1/ 572)، وفيه الحسن بن بشر بن القاسم لم أر من ترجمه.
9 -
أخبرنا أبو جُحوش محمَّد بن أحمد بن أبي جُحوش الخُرَيْمي: نا محمَّد بن إسحاق السرّاج: نا أبو يحيى محمَّد بن عبد الرحيم: نا أبو المنذر إسماعيل بن عُمر: نا قُرَّة عن أبي جمرة نَصْر بن عمران الضُبَعي قال:
قلت لابن عباس: لي جَرَّةٌ ينبذُ لي فيها، فأشربه حُلْوًا؟. فقال (1) ابن عباس: قَدِمَ وفدُ عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مرحبًا بوفدِ غير الخزايا ولا النَّدامى". فقالوا: يا رسول الله! إنّ بيننا وبينك المشركين من مُضَر، وإنّا لا نصلُ إليك إلَّا في الأشهر الحُرُم، فحدِّثنا بأمرٍ إن عَمِلنا به دخلنا الجنّةَ، وندعو به مَنْ وراءَنا. فقال:"آمركم بثلاثٍ، وأنهاكم عن أربعٍ: آمركم بالإِيمان بالله، وهل تدرون ما الإِيمانُ بالله؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهادةُ أن لا إله إلَّا الله، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاة، وأن تُعطوا من المغانم الخُمُسَ. وأنهاكم عن أربع: لا تنتبذوا في الدّبَّاء (2) والنَّقير (3) والحَنْتَمِ (4) والمُزَفَّتْ"(5).
إسناده جيّدٌ. وأبو يحيى هو الحافظ المعروف بـ (صاعقة).
وأخرجه البخاري (8/ 84 - 85) ومسلم (1/ 48) من طرق عن قُرَّة -وهو ابن خالد- به.
وأخرجاه من طرقٍ مختلفة عن أبي جمرة به، انظرها في "تحفة الأشراف"(5/ 260 - 261).
(1) في (ظ): (قال).
(2)
القرع اليابس.
(3)
جذع ينقر وسطه.
(4)
فيه أقوال، أظهرها أنها جرار خُضْر (راجع شرح مسلم للنووي: 1/ 185).
(5)
المطليُّ بالقار.