الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - باب: فضلِ التوحيد وشهادةِ أن لا إله إلا الله
.
1 -
أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأَذْرَعي قراءةً عليه: نا أبو عمرو عثمان بن خُرَّزاذ: نا عفان -وهو: ابن مسلم-: نا عبد الواحد -يعني: ابن زياد-: نا الحسن بن عُبيد الله: نا زيدُ بن وَهب قال:
سمعتُ أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ ماتَ لا يُشركُ بالله شيئًا دخل الجنة". قلتُ: يا رسول الله! وإنْ سرق؟ وإن زنى؟!. قال: "وإن سرق وإن زنى". أعادها مرتين أو ثلاثًا. قال: "وإن سرق وإن زنى، وإنْ رَغِمَ أَنْفُ أبي الدرداء".
أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1124) من طريق قتيبة بن سعيد عن عبد الواحد به.
وأخرجه البزار (كشف الأستار: 5) من طريق موسى بن إسماعيل والمغيرة بن سلمة عن عبد الواحد به.
وقال البزار: "وهذا قد رُوي عن أبي ذر وأبي الدرداء، وهذا أحسنُ أسانيد أبي الدرداء؛ لأن الحسن كوفيٌّ مشهورٌ، وزيد ثقةً". أهـ.
قلت: إسناده صحيح، ولم ينفرد به الحسن، فقد تابعه عيسى بن عبد الله بن مالك عند النسائي (1125) والطبراني في الكبير والأوسط (مجمع البحرين: 1/ ق4/ ب- نسخة أحمد الثالث)، لكنه مجهول كما قال ابن المديني.
وأخرجه أحمد (6/ 442) بزيادة من طريق ابن لَهيعة عن واهب بن عبد الله عن أبي الدرداء بلفظ: "من قال: لا إله إلَاّ الله
…
" الحديث، وابن لهيعة مختلط مدلس وقد عنعن.
وأخرجه النسائي (1126) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي الدرداء، وسنده جيد.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 398) من طريق الهيثم بن حكيم عن أبي الدرداء مقتصرًا على الفصل الأول من الحديث، والهيثم لم أقف على ترجمته.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 5/ ب) من طريق عبد الله بن عرادة السدوسي عن محمَّد بن الزبير الحنظلي عن رجاء بن حيوة عن أم الدرداء عنه. قال الطبراني: لم يروه عن رجاء إلا محمَّد بن الزبير، ولا عنه إلا عبد الله. أهـ. قلت: ابن الزبير متروك، وابن عرادة ضعيف كما في
التقريب.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 16): "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وإسناد أحمد أصح، وفيه ابن لهيعة، وقد احتجّ به غير واحد" أهـ. قلت: قد علمت أنّ إسنادَ البزّار أصحُّ من غيره.
والحديث أخرجه مسدَّد في مسنده، وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (1/ ق5/ ب):"رجاله ثقات".
وللحديث شاهد من حديث أبي ذر عند البخاري (10/ 283) ومسلم (1/ 95)، وآخر من حديث سلمة بن نعيم الأشجعي أخرجه أحمد (4/ 260 و 5/ 285) وعبد بن حميد في "المنتخب"(389)، وقال الهيثمي (1/ 18):"ورجاله ثقات" أهـ. وصححه البوصيري في "مختصر الاتحاف"(1/ ق 11/ ب)، وهو كما قالا.
2 -
أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعي: نا يوسف بن يزيد بن كامل القَراطيسي. نا العباس بن طالب: نا حماد بن زيد: نا أيوب عن حُمَيد بن هلال العَدَوي عن هِصَّان -يعني: ابن كاهل- عن عبد الرحمن بن سَمُرة
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معاذ! بَشِّرْ الناسَ أنَّ مَنْ قال: (لا إله إلَّا الله) مُخلِصًا بها دخل الجنة".
قال: فقلت: أنتَ سمعته من معاذ؟. قال: أنا سمعته من معاذ يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد (5/ 229) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1136 - 1139) وابن ماجه (3796) وابن حبان (موارد- 5) والحاكم (1/ 6) من طرق عن حُميد بن هلال به بلفظ: "ما على الأرض نفسٌ تموت لا تشرك بالله شيئًا تشهدُ أنّي رسول الله، يرجع ذاكم إلى قلبٍ موقنٍ إلا غفر الله لها".
وهِصَّان لم يوثقه غير ابن حبان، وأطلق الذهبي توثيقه في "الكاشف"(3/ 225)، وقال الحافظ في التقريب:"مقبول"، وباقي رجاله ثقات.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، وقد تداوله الثقاتُ". وأقره الذهبي بقوله: "قلت: هِصَّان وثقه ابن حبان".
قلت: ولفظُ المصنف بهذا الإِسناد مخالفٌ لرواية الثقات المتقدّمة، ففي إسناده العباس بن طالب، قال أبو زرعة: بَصريٌّ وقع إلى مصر، ليس بذاك. وقال أبو حاتم: روى حديثًا عن يزيد بن زريع فأنكره يحيى بن معين، ووهّى أمره قليلًا. (الجرح والتعديل: 6/ 216)، فهو إذًا صاحب مناكير.
وقد وثّقه ابن حبان -لتساهله-، وذكر الحافظ ابن حجر في ترجمته من "اللسان"(3/ 30) جملةً من مناكيره، واتهمه بسرقة الحديث.
والحديث أخرجه الخطيب في التاريخ (3/ 140) في ترجمة:
"محمَّد بن عنبس القزّاز" من حديث أنس عن معاذ بلفظ المصنف دون ذكر الإِخلاص، ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا.
3 -
أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج: نا محمَّد بن إبراهيم بن ميمون أبو عبد الله الرازي: نا محمَّد بن العلاء أبو كُريب: نا حسين بن علي الجُعْفي: نا زائدة بن قدامة عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن جابر بن عبد الله
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يُنادي في الناس: "من شَهِدَ أنّ لا إله إلا الله دخلَ الجنة".
أخرجه أبو يعلى (المقصد العلي: 3) عن محمَّد بن المثنّى، والبزّار (كشف: 9) عن عمرو بن علي -وهو الفلاّس- كلاهما عن بَدَل بن المُحبِّر عن زائدة، إلا أنه قال:(عن ابن عمر عن عمر). وقال البزار عَقِبه: ولا نعلم روى [ابن] عَقيل عن ابن عمر إلا هذا، ولا رواه عنه إلا زائدة، وقد رواه حسين بن علي عن زائدة عن ابن عقيل عن جابر، فخالف بدلًا. أهـ.
قلت: أخطأ فيه بدل، ففي سؤالات الحاكم للدارقطني (رقم: 291): "قلت: فبدل بن المحبر؟ قال: ضعيف، حدّث عن زائدة بحديث لم يُتابع عليه، حديث لعبد الله بن محمَّد بن عقيل عن ابن عمر عن عمر". أهـ. يعني: هذا الحديث، ولذا قال عنه الحافظ في التقريب: "ثقة ثبت إلا في حديثه عن
زائدة".
وقال الهيثمي في المجمع (1/ 16 - 17) بعد ما عزاه لأبي يعلى والبزار: "وفي إسناده عبد الله بن محمَّد بن عقيل، وهو ضعيف لسوء حفظه". أهـ. قلت: فيه خلاف معروف، ومنهم من يُحسّن حديثه.
وفي إسناد المصنف محمَّد بن إبراهيم بن ميمون لم أر من ترجمه،
ولعله الذي ذكره الخطيب في تاريخه (1/ 399) باسم: "محمَّد بن إبراهيم بن ميمون أبي عبد الله" ولم يحك فيه شيئًا.
4 -
أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمَّد [بن جعفر](1) بن هشام بن عدبَّس الكِنْدي الكوفي قراءةً عليه [(ح)](2) وحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان ومحمد بن هارون بن عبد الرحمن القَيْني قالوا: نا أبو بكر محمد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج في ربيع الآخر سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ ومائتين: نا أبي: عمرو بن نصر عن أبيه نصر بن الحجّاج: نا الأوزاعي عن الزهري:
نا أنسُ بن مالك الأنصاري قال: بينا (3) نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطنا ثَنِيِّةً وراءَه (4)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسيرُ وحْدَه، فلما أسهلت به الطريق ضحِك وكَبَّر فكبَّرنا، ثم سار رَتْوةً (5) ثم ضحِك وكبّر فكبّرنا (6) لتكبيره، ثم سار رَتْوةً ثم ضحك فكبّرنا (7) لتكبيره، ثم أدركْتُه فقال القوم: كبّرنا لتكبيرك يا رسول الله ولا ندري مما ضحكتَ؟. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قادَ الناقةَ جبريلُ [صلى الله عليه وسلم](8) فلمّا أسهلتْ التفتَ إليَّ فقال: ابشِرْ،
(1) زيادة من (ظ) و (ر).
(2)
من (ر).
(3)
في (ظ): (بينما).
(4)
في الأصول: (وراء) ولعلّ ما أثبته هو الصواب.
(5)
أي: خطوة. ووقع في تاريخ ابن عساكر والكنز: (ربوة) بالباء الموحدة.
(6)
في (ظ): (فكبّر فكبرنا)، وفي (ر):(فكبر وكبرنا).
(7)
كذا في الأصول وليس فيها (وكبّر).
(8)
من (ظ).
وبَشِّر أُمتكَ أنه من قال: (لا إله إلا الله) دخلَ الجنّةَ، وقد حرَّم الله عليه النارَ. فضَحِكتُ وكبَّرتُ".
[قال أبو القاسم تَمَّام](1): هذا حديثٌ غريبٌ من حديث الأوزاعي عن الزُّهري، وقد رواه معمر عن الزهري. ولم يُحدِّث به عن الأوزاعي إلا: محمَّد بن عمرو عن أبيه عن جده، ويُعرف بـ (ابن عمرون)، وله نسخة عن الأوزاعي، وقد حدَّث بها ابن جَوصا عنه.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 329/أ) في ترجمة (محمد بن عمرو بن نصر) من طريق محمد بن هارون بن شعيب عنه، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأبوه وجده ليس لهما ذكر.
ولم ينفرد به نصر، فقد تابعه عند الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 6/ أ) عُقيل -بضم العين- بن خالد وهو ثقة ثبت، لكن الراوي عنه ابن أخيه سلَامة بن روح وقد أنكروا سماعه منه، وضعفه أبو زرعة وابن قانع، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال الطبراني: لم يروه عن الزهري، إلا عقيل، ولا عنه إلا سلامة، تفرّد به أبو الطاهر. أهـ. كذا قال وفاته متابعة نصر.
وقال الهيثمي في المجمع (1/ 23) بعد ما عزاه للطبراني: "وفيه سلامة بن روح، وقد ضعفه جماعة ووثقوه". أهـ.
قلت: لم يوثقه غير ابن حبان.
والحديث حسَّنه السيوطي في "الجامع الكبير"(كنز العمال: 1/ 46).
(1) من (ظ).