الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موقف العلمانيين من صادق جلال العظم
.
وجه له صديق دربه العلماني علي حرب نقدا لاذعا أبان فيه عن تهافته وتحزبه، بل ودوغمائيته وتناقضه وهزالة مشروعه. بل ما ترك نعتا يدل على الغوغائية واللاعقلانية ويعبر عنها أحسن تعبير إلا وصفه به. بل زاد ووصفه بأنه ماورائي غيبي لاهوتي معاد للواقع والتاريخ (1).
وطبعا هذه الأوصاف طالما قيلت في الإسلاميين، ولا يقصد علي حرب أن العظم يؤمن بالدين أو الغيبيات، ولكن يقصد غيبا ولاهوتا ماركسيا له مطلقاته ونظرته للوجود.
أو لنقل إن علي حرب يقصد بـ «ماورائي غيبي لاهوتي» معناها الفلسفي لا الديني.
إن علي حرب قد عرَّى مشروع العظم حتى العظم.
واعتبر نقد صادق العظم نقدا تهافتيا، يغلب عليه هاجس التخطئة والتأثيم ومنطق التصنيف والإدانة (2).
وقال: والحقيقة أن العظم يمارس نوعا من الاستبداد في خطابه (3).
ونقل عنه أنه دافع في كتابه ذهنية التحريم عن صاحب الآيات الشيطانية (4). وقد قدمت ذلك عنه. وقد كفانا حرب شره فقد بين أن همه هو الدفاع عن ماركس وعن ماركسيته، وأنه يفكر بطريقة أصولية عقائدية ولهذا فنقده لا يثمر الجديد والمهم (5).
(1) نقد النص (131).
(2)
الممنوع والممتنع (167).
(3)
نفس المرجع (169).
(4)
نفس المرجع (163 - 165).
(5)
نفس المرجع (165).
ولعل علي حرب نزعه عِرْق التشييع، فهو وإن كان علمانيا فأظنه شيعيا في الأصل، فلعله في هذا يتماهى مع فتوى الخميني (1) حول رشدي.
وقال علي حرب عنه كذلك: إنه يتعامل تعاملا عقائديا دوغمائيا (2).
وقال تركي الربيعو عنه: بالإضافة إلى ذلك فقد ظل مشروع العظم محكوما بالتناقض إلى درجة الفضيحة بين مقدماته ونتائجه (3).
وقال عنه: والذي يضع نفسه بحق على عتبة عالية، على منصة يطل منها على الجماهير بكثير من اللامبالاة والازدراء والاحتقار لثقافتها السائدة (4).
وقال أودنيس عنه: كيف يمكن أن تصدر أقوال كهذه عن شخص يطرح نفسه ضمنيا كنموذج عربي للفكر الصحيح والممارسة الصحيحة؟ ألا يتوجب علينا أن نرثي للحياة التي يكون نموذجها في هذا المستوى، ومن هذه الطينة؟ يؤسفني أن أقول إن صادق العظم يقرأ هو أيضا بـ «عقل معتقَل»
…
إلى أن قال: أيعرف صادق العظم أن يقرأ، وإذا قرأ هل يفهم ما يقرؤه؟
…
إلى أن قال: بل إن صادق العظم يكتب مقالته هذه بـ «لغة» أولئك الذين لم نسمهم بل اكتفينا بأن نرثي لهم، إنه يجزئ ويبستر، وهو إذن يشوه ويحرف، وليس هدفه أن يناقش، بل أن يتهم. إن مقالته هذه جزء من تلك اللغة الاتهامية الشائعة التي هي علامة من علامات انحطاط الفكر العربي وابتذاليته (5).
(1) وقد أثنى على الخميني في كتابه هذا بعد صفحات (169).
(2)
نقد النص (132).
(3)
أزمة الخطاب التقدمي (55).
(4)
نفس المرجع (55).
(5)
ذهنية التحريم للعظم (118).