الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدية
.
الدية في نظر العشماوي كانت سببا وجيها في بداية عهد المؤمنين أي: الإبقاء على حياة رجل مؤمن إن عفا عنه المعتدى عليه أو ولي دمه فيتكاثر المؤمنون في مواجهة الكفار. وأما في العصر الحالي فإن تطبيقه يؤدي إلى خلل رهيب إذ يستهين من يملك المال بأرواح الناس ونفوسهم مادام يستطيع أن يدفع الدية. ولذلك فالأوفق في نظره هو ما عليه القوانين الوضعية (1).
موقف الإسلام من المرأة عنصري
.
ذكر نصر أبو زيد في دوائر الخوف (29) أن الخطاب الديني حول المرأة طائفي عنصري.
وذكر محمد الشرفي في الإسلام والحرية (103) أن قواعد الفقه الإسلامي منافية لحقوق الإنسان وهي قواعد معادية لمبادئ الحرية الفردية والمساواة بين جميع البشر من جهة وبين الرجل والمرأة من جهة أخرى.
وذكر في موضع آخر من كتابه (127) أنه لا مساواة فيه، وأنه قانون تمييز في أساسه، وأن قوانين الفقه الإسلامي جائرة، وبالغة القسوة.
واعتبر القمني عدم المساواة بين الرجل والمرأة ظلما (2).
الحجاب والعورة والعفة مفاهيم بالية، يجب تجاوزها
.
لا معنى للحجاب والعفة والحياء والحشمة في نظر العلمانيين، فهذه مفاهيم
(1) جوهر الإسلام
(2)
أهل الدين والديمقراطية (313).
ارتبطت بتاريخها وبيئتها، وكانت تعتبر تقدما ورقيا في زمانها، أما الآن فالأمور تغيرت وتبدلت.
وشرائع الإسلام وأحكامه بل وعقائده كانت مرتبطة بواقع تاريخي معين، وبالتالي يجب تجاوزها وإحلال النظم الغربية معها لأنها الأقدر على التعبير عن هموم العصر وملابساته.
فنصر أبو زيد مثلا يرى في كتابه دوائر الخوف (237) أن العورة ليست مفهوما مفارقا لبنية الثقافة في سياقها السوسيوتاريخي.
وقال (125): إن حبس المرأة في زي الحجاب تجسيد رمزي للتغطية على عقلها ووجودها الاجتماعي هو عملية قتل شبيهة بعملية الانتحار الشعائري المؤقت المشار إليها في حداد المرأة المصرية.
وسمى الحجاب سجنا (116).
واعتبر أركون الحجاب قيما عتيقة بالية عفا عليها الزمن (1).
وجعله محمد الشرفي غلا من الأغلال (2).
وأما محمود محمد طه العلماني السوداني فيرى أن الحجاب ليس أصلا في الإسلام، وإنما الأصل هو السفور (3).
وإنما كان الأصل في الإسلام السفور لأنه حرية، والأصل في الإسلام هو الحرية (4).
وكتاب طه المذكور هنا مليء بالسفه والحمق والجهالات التي تتدافع
(1) نحو نقد العقل الإسلامي (313).
(2)
الإسلام والحرية (8).
(3)
الرسالة الثانية من الإسلام (165).
(4)
نفس المرجع (166).
كموج البحر، وهو لا يقر على حال ولا رأي، تارة إسلامي، وتارة علماني، وتارة غنوصي، وتارة زنديق، وتارة صاحب هوى، يقول كل ما بدا له، ولم أر في العلمانيين أكثر تخليطا منه. ومن أغبى جهالاته زعمه أن المسلمين أمة لم يجيئوا بعد، ولقد تنبأ النبي بمجيئهم في آخر الزمان. وأما الموجودون حاليا فهم المؤمنون (1).
في حين لا معنى للحديث عن العورة والحجاب حسب علي حرب، قال: إنه في ظل انتشار أفلام البورنو والمجلات الإباحية لا يجدي أن نقول إن الجسد عورة وأن الحجاب ستر وأنه لا ينبغي أن نغلق الحانات والبارات (2).
وغضب عبد الوهاب المؤدب كثيرا لعودة الحجاب، قال في أوهامه: علي أن أعترف بأنني أصبت بما يشبه الصدمة حين عادت النساء إلى التحجب أمام عيني في أحد حصون الحرية والثقافة الغربية، أعني فرنسا، وفي باريس بالذات (3).
وعند خليل عبد الكريم انتقل الحجاب إلى المسلمين من الدولة الساسانية الفارسية (4).
وفي كتاب آخر له قرر أن الحجاب والنقاب وغيرها من الشعائر الإسلامية التالية هي عادات عربية تسربت إلى الإسلام، كالحجاب والنقاب وعمل المرأة وحبسها في البيت، والفصل بين الجنسين في معاهد التعليم ومنع الآلات الموسيقية خلا الدف والذهاب إلى الجامعة على ظهر ناقة (كذا قال المهرج) والذهاب إلى قضاء الحاجة في الخلاء (الصحراء) في جماعة متشابكة
(1) نفس المرجع (170).
(2)
الممنوع والممتنع (97).
(3)
أوهام الإسلام السياسي (42).
(4)
الأعمال الكاملة (279).
الأيدي (كذا قال المهرج)، والاستجمار بثلاثة أحجار بدل الماء (كذا قال المهرج)، وتحريم الفنون الجميلة: الموسيقى، المسرح، السينما، الأوبرا
…
إلخ، ولبس شورت للرياضة للرجال تحت الركبة
…
ولعب الفتيات الرياضة في الخفاء بعيدا عن عيون الناظرين، وتحريم الربا ما لم يتحول اسمها من فوائد إلى عوائد أو أرباح
…
إلى آخره تهريجه (1).
كل هذا في نظر مهرجنا أعراف قبلية سابقة على الإسلام (2).
فليس الإسلام في حسبانه إلا دين الجاهلية والسلام.
وممن يجيد التهريج من المصريين كذلك، بل هو سيدهم في ذلك كله: سيد القمني، فالحجاب عادة لا تعرفها المصريات إلا عند بعض الطبقات المصرية المالكة، والأكثر ثراء، ومع ثورة 1919 قرر المجتمع المصري المساواة بين مواطنيه، فخلعت المرأة المصرية الحجاب (3).
ومع ما أسموه الصحوة كما يقول القمني عاد الحجاب والنقاب عابقا برائحة النفط الصحراوي الجافة القاسية (4).
وهكذا تحول الشعب المصري إلى شعب مسلوب الإرادة وخاضع للأوامر (5).
وهدف السعودية في نظر سيد التهريج طبعا هو الثأر لهزيمتها زمان محمد
(1) الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية (102).
(2)
نفس المرجع (1
(3)
انتكاسة المسلمين (387 - 388).
(4)
نفس المرجع (389).
(5)
نفس المرجع (390).
علي.
وهدفها نشر الفوضى والدمار الأخلاقي (1).
وهكذا حسب سيد التهريج دفعت السعودية لهذا الغرض 70 مليار دولار (مثل ثروة مبارك، ما أدري ما للمصريين وهذا الرقم).
وبالتالي تم اختراق مفاصل الدولة المصرية العريقة ومؤسساتها ونخرها بالسوس الوهابي، كما قال (2). وسمى الحجاب الأداة القامعة (3).
في حين أكد طيب تزيني أن منع سفور المرأة له علاقة بهيمنة المجتمع الذكري تاريخيا، بل زاد أن هذه المسألة أصلها من العقيدة النصرانية (4).
وأيد العفيف الأخضر قرار فرنسا منع الحجاب واعتبر أنه لا يوجد مبرر موضوعي لهذا القطاع من المثقفين لكي يؤيد الحجاب، واعتبر أن منع الحجاب يجعل المرأة أكثر كرامة (5).
ولما سأله مناحم ميلسون: كيف يجعل منع الحجاب المرأة أكثر كرامة؟
قال العفيف الأخضر: لأنه يرد لجسدها الاعتبار.
لماذا؟ لأن جسد الرجل عورة جزئية: من السرة إلى الركبة. أما جسد المرأة فكله عورة - عدا الوجه والكفين - حتى في قيمة جسدها ليست المرأة المسلمة مساوية للرجل المسلم! يري محلل نفسي فرنسي أن الإسلاميين الفرنسيين يطالبون بالحجاب لأن شعر المرأة يذكرهم بشعر لها في مكان آخر [= شعر العانة] فتهيج غرائزهم. وهذا اختزال
(1) نفس المرجع (395).
(2)
نفس المرجع (396).
(3)
نفس المرجع (413).
(4)
مقدمات أولية (320).
(5)
الحوار المتمدن - العدد: 2037 - 2007/ 9 / 13.