الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
345 - (57) باب: فضل قراءة القرآن وفضل قراءة سورة البقرة وسورة آل عمران
1765 -
(770)(179) حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ، (وَهُوَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ)، حَدَّثَنَا مُعَاويةُ، (يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ)، عَنْ زَيدٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ. قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اقْرَؤُوا الْقُرْانَ، فَإِنهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأصحَابِهِ
ــ
345 -
(57) باب فضل قراءة القرآن وفضل قراءة سورة البقرة وسورة آل عمران
1765 -
(770)(179)(حدثني الحسن بن علي) بن محمد بن علي الهذلي أبو علي (الحلواني) المكي، ثقة، من (11)(حدثنا أبو توبة وهو الربيع بن نافع) الحلبي الطرسوسي، ثقة حجة، من (10) روى عنه في (4) أبواب (حدثنا معاوية يعني ابن سلام) بتشديد اللام بن أبي سلام ممطور الحبشي الحمصي، ثقة، من (7) روى عنه في (4) أبواب (عن) أخيه (زيد) بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي الدمشقي، ثقة، من (4)(أنه) أي أن زيدًا (سمع أبا سلام) ممطورًا الحبشي الأسود الدمشقي الأعرج، وقيل النوبي، وقيل إن الحبشي نسبة إلى حي من حمير، ثقة، من (3) وليس عندهم ممطور إلا هذا، روى عنه في (4) أبواب (يقول: حدثني أبو أمامة الباهلي) صُدَيُّ بالتصغير، بن عجلان الحمصي الصحابي المشهور، له مائتا حديث وخمسون حديثًا، سكن مصر، ومات بالشام سنة (86) ست وثمانين وهو ابن (91) إحدى وتسعين سنة، وكان يُصَفِّرُ لحيته، وكان مع علي بصفين، روى عن عمرو بن عبسة في الصلاة، ويروي عنه (ع) لي في (خ) خمسة أحاديث، وفي (م) ثلاثة، وأبو سلام ممطور الحبشي وأبو عمار شداد في الصلاة، ويحيى بن أبي كثير مرسلًا وشهر بن حوشب وسالم بن أبي الجعد وغيرهم وليس في مسلم من اسمه صُديٌّ إلا هذا الصحابي الجليل. وهذا السند من سداسياته رجاله كلهم شاميون إلا حسن بن علي فإنه مكي (قال) أبو أمامة (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه) هذا على جهة التوسع في الأفهام، وتحقيقه أنه يشفع له بسببه فإما الملائكة الذين كانوا يشاهدون تلاوته أو من شاء الله تعالى ممن يشفعهم فيه بسببه وهذه الشفاعة على تقدير أن يكون
اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَينِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ. فَإِنهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ. أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيرٍ صَوَافَّ. تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا
ــ
القارئ صاحب كبيرة في تخليصه من النار وإن لم يكن عليه ذنوب شفع له في ترفيع درجاته في الجنة أو في المسابقة إليها أو في جميعهما أو ما شاء الله منها إذ كل ذلك بكرمه تعالى وتفضله و (اقرؤوا الزهراوين) تثنية الزهراء تأنيث الأزهر وهو المضيء الشديد الضوء سميتا زهراوين لكثرة أنوار الأحكام الشرعية والأسماء الحسنى العلية فيهما اهـ من المرقاة. وفي النواوي: سميتا بذلك لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما (البقرة وسورة آل عمران) بالنصب على البدلية من الزهراوين أو بتقدير أعني، ويجوز رفعهما بتقديرهما وذكر السورة في الثانية دون الأولى لبيان جواز كل منهما اهـ مرقاة. قال النواوي: وفيه جواز قول سورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة وشبهها ولا كراهة في ذلك، وكرهه بعض المتقدمين وقال: إنما يقال السورة التي يذكر فيها آل عمران، والصواب الأول، وبه قال الجمهور لأن المعنى معلوم اهـ (فإنهما تأتيان يوم القيامة كانهما غمامتان) أي سحابتان تظلان صاحبهما من حر الموقف (أوكانهما غيايتان) الغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها اهـ نهاية. وأو للتنويع لا للشك، قال النواوي: قال أهل اللغة: الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه سحابةً وغبرةً وغيرهما، قال العلماء: المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين اهـ، قال القرطبي: والغمام السحاب الملتف وهي الغياية إذا كانت قريبًا من الرأس والظلة أيضًا، وقد جاءت هذه الألفاظ الثلاثة في هذا الحديث وفي حديث النواس، ومعنى هذا الحديث أن صاحب هاتين السورتين في ظل ثوابهما يوم القيامة، كما قال:"سبعة يظلهم الله في ظله" رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة، وقال:"الرجل في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس" رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، وعبر عن هذا المعنى بتلك العبارة توسعأ واستعارةَ إذ كان ذلك بسببهما اهـ من المفهم (أو كأنهما فرقان) هما وحزقان في الرواية الآتية واحد ومعناهما قطيعان وجماعتان يقال في الواحد فرق وحزق وحزيقة وهو الجماعة (من طير صواف) أي صافات جمع صافّة بمعنى مصطفة وهي من الطيور ما يبسط أجنحتها في الهواء؛ اهـ مبارق، قال تعالى {صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ} [الملك: 19] (تُحاجّان عن أصحابهما) أي تدافعان الجحيم والزبانية عنهم، وهو كناية عن المبالغة في الشفاعة اهـ مرقاة. وعبارة القرطبي:
اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ. فَإنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ. وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ. وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ". قَال مُعَاويةُ: بَلَغَنِي أَن الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ.
1766 -
(00)(00) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى، (يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ)، حَدَّثَنَا مُعَاوَيةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ. غَيرَ أَنَّهُ قَال:"وَكَأَنهُمَا" فِي كِلَيهِمَا
ــ
قوله (تُحاجّان) أي تقومان وتجادلان عنه كما قال صلى الله عليه وسلم في سورة تبارك "تجادل عن صاحبها" رواه مالك في الموطإ، وهذه المجادلة إن حُملت على ظاهرها معناها يخلق الله تعالى من يجادل بها عنه من الملائكة كما جاء في بعض هذا الحديث:"أن من قرأ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ} [آل عمران: 18] خلق الله سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة" رواه أبو نُعَيم من حديث أنس، ولكن فيه مُجاشع بن عمرو أحد الكذّابين، وإن أُوِّلت فيكون معناها أن الله تعالى يوصله إلى ثواب قراءتهما ولا ينقص منه شيء كما يفعل من يستخرج حقه ويجادِل عليه كما قال:"والقرآن حُجّة لك أو عليك" رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي مالك رضي الله عنه. (اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها) أي قراءتها (بَركة) لقارئها (وتركها) أي ترك قراءتها (حسرة) وندامة على من تركها (ولا تستطيعها) بالتانيث والتذكير أي لا يقدر على تحصيلها (البَطَلَة) أي السّحَرة، عبر عن السحرة بالبطلة لأن أفعالهم باطلة اهـ مبارق (قال معاوية) بن سلّام بالسند السابق (بلغني) من بعض الناس (أن البطلة) هو (السحَرة) جمع ساحر وهو تفسير مدرج من معاوية، وهذا الحديث مما انفرد به مسلم عن أصحاب الأمهات، ولكن شاركه أحمد [5/ 249 و 254]. ثم ذكر المؤلف رحمه الله المتابعة في حديث أبي أمامة رضي الله عنه فقال:
1766 -
(00)(00)(وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن) بن الفضل بن مهران (الدارمي) أبو محمد السمرقندي، ثقة متقن، من (11) روى عنه في (14) بابا (أخبرنا يحيى يعني ابن حسّان) بن حيان التنيسي أبو زكريا البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (8) أبواب (حدثنا معاوية) بن سلّام (بهذا الإسناد) يعني عن زيد عن أبي سلّام عن أبي أمامة (مثله) مفعولٌ ثانٍ لقوله أخبرنا يحيى لأنه العامل في المتابع أي أخبرنا يحيى بن حسّان عن معاوية بن سلّام مثل ما روى أبو توبة عن معاوية (غير أنه) أي لكن أن يحيى بن حسّان (قال) في روايته (وكأنهما) بالواو لا بأو التنويعية (في كليهما) أي في
وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعَاويةَ: بَلَغَنِي.
1767 -
(771)(180) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ. حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيرِ بْنِ نُفَيرٍ
ــ
كلا الموضعين يعني قوله أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير (ولم يذكر) يحيى بن حسّان (قول معاوية: بلغني) وهذا بيان لمحل المخالفة بينهما.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي أمامة بحديث النوَّاس بن سِمعان رضي الله عنهما فقال:
1767 -
(771)(180)(حدثنا إسحاق بن منصور) بن بهرام الكَوسج التميمي أبو يعقوب المروزي، ثقة واسع العلم، من (11) روى عنه في (17) بابا (أخبرنا يزيد بن عبد ربه) الزُّبيدي -بضم الزاي- أبو الفضل الحمصيّ المؤذن الجُرجُسي، بجيمين مضمومتين بينهما راء ساكنة ثم مهملة نسبة إلى جُرجُس اسم كنيسة بحمص كان ينزل عندها فنسب إليها، روى عن الوليد بن مسلم في الصلاة، ومحمد بن حرب في الطلاق، وعقبة بن علقمة البيروتي وبقية بن الوليد، ويروي عنه (م د س ق) والذهلي وابن معين وأحمد وأبو حاتم والدارمي وغيرهم، وثقه أحمد وابن معين والعِجلي، وقال في التقريب: ثقة، من العاشرة، مات سنة (224) أربع وعشرين ومائتين (حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي عالم الشام، ثقة، من (8) روى عنه في (6) أبواب (عن محمد بن مهاجر) الأنصاري مولاهم الشامي أخي عمرو بن مهاجر مولى أسماء بنت يزيد الأشهليّة، روى عن الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي في الصلاة، ونافع وربيعة بن يزيد، ويروي عنه (م عم) والوليد بن مسلم وهشام بن سعيد وغيرهم، وثّقه أحمد وابن معين، وقال في التقريب: ثقة، من السابعة، مات سنة (170) سبعين ومائة (عن الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي) -بضم الجيم وفتح الراء وبالشين المعجمة- الحمصي الزجّاج، روى عن جُبير بن نُفير في الصلاة، وابن عمر وأبي هريرة، ويروي عنه (م عم) ومحمد بن مهاجر ويعلى بن عطاء وإبراهيم بن أبي عبلة وغيرهم، وثقه أبو حاتم وابن معين وابن خراش، وقال في التقريب: ثقة، من الرابعة (عن جُبير بن نُفير) -بالتصغير فيهما- ابن مالك بن عامر الحضرمي أبي عبد الرحمن الحمصي، ثقة مخضرم من الثانية، روى عنه
قَال: سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلابِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ. تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ" وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَةَ أَمْثَالٍ. مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ. قَال: "كَأَنهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ. بَينَهُمَا شَرْق. أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا"
ــ
في (10) أبواب (قال) جُبير بن نُفير: (سمعت النوّاس) بفتح النون وتشديد الواو (بن سمعان) بفتح أوّله أو بكسره (الكلابي) الشامي الصحابي المشهور رضي الله عنه، له (17) سبعة عشر حديثًا انفرد له (م) بثلاثة، ويروي عنه (م عم) وجُبير بن نُفير في الصلاة والفتن، وأبو إدريس الخولاني وليس عندهم نوّاس إلّا هذا الصحابي المشهور، وهذا السند من سباعياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم شاميون إلّا إسحاق بن منصور فإنه مروزي (يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يُؤتى) أي يُجاء (بالقرآن يوم القيامة و) بـ (أهله) أي وبأصحابه (الذين كانوا) يلازمون تلاوته و (يعملون به) أي بما فيه من الأوامر والنواهي (تقدمه) أي تتقدم أهله أو القرآن نظير قوله تعالى يقدم قومه يوم القيامة (سورة البقرة و) سورة (آل عمران وضرب) أي جعل (لهما) أي لسورة البقرة وآل عمران (رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال) أي ثلاثة أشباه، قال النواس (ما نسيتهن) أي ما نسيت تلك الأمثال الثلاثة (بعد) أي بعد سماعي منه ولا ذهلت عنها حتى الآن (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضرب أمثالهما (كأنهما غمامتان) أي سحابتان (أو ظلتان) أي سحابتان (سوداوان) لكثافتهما وارتكام البعض منهما على بعض وذلك من المطلوب في الظلال اهـ من المرقاة (بينهما شرق) بفتح الراء وسكونها أي ضوء ونور، وسكون الراء فيه أشهر من فتحها اهـ المرقاة (أو كأنهما حزقان) أي قطيعان (من طير صواف) أي مصطفات (تحاجان) أي تجادلان (عن صاحبهما) أي عن تاليهما والعامل بهما.
قال القرطبي: (قوله كأنهما غمامتان أو ظلتان أو كأنهما حزقان) هذا يدل على أن أو ليست للشك لأنه مثل السورتين بثلاثة أمثال فيحتمل أن تكون أو بمعنى الواو كما يقول الكوفي وأنشدوا عليه:
نال الخلافة أو كانت له قدرًا
…
كما أتى ربه موسى على قدر
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وأنشدوا أيضًا:
وقد زعمت ليلى بأني فاجر
…
لنفسي تقاها أو عليها فجورها
وقالوه في قوله تعالى {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ} [البقرة: 19] وقال البصريون: إنها بمعنى الإباحة فكأنه قال: شبهوهم بكذا وبكذا، وهذا الخلاف جار في هذا الحديث لأنها أمثال معطوفة بأو فهي مثل أو كصيب وقال بعض علماء الشافعية: وليست أو للشك بل للتنويع فالأول لمن يقرأهما ولا يفهم معناهما، والثاني لمن جمع الأمرين، والثالث لمن ضم إليهما تعليم المستعدين للتعليم اهـ من الأبي (وقوله بينهما شرق) قال القاضي عياض: رويناه بكسر الراء وفتحها، قيل وهو الضياء والنور، قلت: والأشبه أن الشرق بالسكون بمعنى المشرق يعني أن بين تلك الظلتين السوداوين مشارق أنوار، وبالفتح هو الضياء نفسه، وإنما نبه في هذا الحديث على هذا الضياء لأنه لما قال سوداوان توهم أنهما مظلمتان فنفى ذلك بقوله بينهما شرق أي مشارق أنوار أو أنوار حسب ما قررناه ويعني بهما سوداوين أي من كثافتهما التي بسببها حالتا بين من تحتهما وبين حرارة الشمس وشدة اللهب، والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ من المفهم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [4/ 183] والترمذي [2886]. ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين الأول حديث أبي أمامة الباهلي ذكره للاستدلال وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني حديث النواس بن سمعان ذكره للاستشهاد.
***