الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
330 - (42) باب: في كيفية صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل ودعائه
1679 -
(729)(139) حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ حَيانَ الْعَبْدِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحْمَنِ، يَعْنِي ابْنَ مَهْدِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيلٍ، عَنْ كُرَيب، عَنِ ابْنِ عَباس؛ قَال: بِتُّ لَيلَةً عِنْدَ خَالتِي مَيمُونَةَ. فَقَامَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الليلِ، فَأَتَى حَاجَتَهُ، ثُم غَسَلَ وَجْهَهُ ويدَيهِ، ثُم نَامَ، ثُم قَامَ، فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا
ــ
330 -
(42) باب في كيفية صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل ودعائه
1679 -
(729)(139)(حدثني عبد الله بن هاشم بن حيان) بتحتانية (العبدي) أبو عبد الرحمن الطوسي النيسابوري، ثقة، من صغار (10) مات سنة (255)(حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي) بن حسان الأزدي مولاهم أبو سعيد البصري، ثقة ثبت، من (9)(حدثنا سفيان) بن سعيد بن مسروق بن حبيب الثوري أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، من (7) روى عنه في (24) بابا (عن سلمة بن كهيل) الحضرمي أبي يحيى الكوفي، وثقه أحمد والعجلي، وقال في التقريب: ثقة، من (4) روى عنه في (12) بابا (عن كريب) بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم مولى ابن عباس أبي رشدين المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (7) أبواب (عن) عبد الله (بن عباس) الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه أبي العباس الطائفي. وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم كوفيان وواحد طائفي وواحد مدني وواحد بصري وواحد نيسابوري، وفيه التحديث إفرادًا وجمعًا والعنعنة (قال) ابن عباس (بت) -بكسر الباء الموحدة وتشديد التاء المضمومة ماض مسند إلى المتكلم- من بات يبيت أي كنت (ليلة) من الليالي (عند خالتي) أي أخت أمي (ميمونة) بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها (فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل فأتى حاجته) حاجة الإنسان أي محل قضائها فقضاها (ثم غسل وجهه ويديه) للتنظيف والتنشيط للذكر وغيره (ثم نام ثم قام) من نومه (فأتى القربة) -بكسر القاف وسكون الراء- أي قربة الماء، وهي وعاء الماء يتخذ من جلد (فأطلق) أي حل وفك (شناقها) أي شناق القربة، والشناق -
ثُمَّ تَوَضأَ وُضُوءًا بَينَ الْوُضُوءَينِ. وَلَمْ يُكْثِرْ، وَقَدْ أبْلَغَ ثُم قَامَ فَصَلى، فَقُمْتُ فَتَمَطَّيتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَني كُنْتُ أَنْتَبِهُ لَهُ، فَتَوَضأْتُ، فَقَامَ فَصَلى، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدارَني عَنْ يَمِينِهِ. فَتَتَامَّتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الليلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُم اضْطَجَعَ. فَنَامَ حَتى نَفَخَ،
ــ
بكسر الشين المعجمة- خيط يشد به فم القربة كما في المصباح، قال النواوي: الشناق، هو الخيط الذي تربط به في الوتد، قاله أبو عبيدة وأبو عبيد وغيرهما، وقيل الوكاء اهـ (ثم توضأ) من مائها (وضوءًا) وسطًا (بين الوضوءين) الأكمل والأقل (ولم يكثر) صب الماء على أعضاء الوضوء (و) الحال أنه (قد أبلغ) أي أكمل وضوءه، وفي المرقاة قوله (بين الوضوءين) أي من غير إسراف ولا تقتير، وقيل توضأ مرتين مرتين، وقوله (ولم يكثر) أي صب الماء، وهو إيماء إلى عدم الإفراط، وقوله (وقد أبلغ) إيماء إلى عدم التفريط، أي أوصل الماء على محاله المفروضة، أفاده ملا على في مرقاة المفاتيح (ثم قام فصلى) أي أحرم بالصلاة (فقمت) أنا من نومي (فتمطيت) من التمطي أي تمددت بجسمي كأني استيقظت الآن، وقوله (كراهية أن يرى) مفعول لأجله لفعل التمطي؛ أي تمطيت وتمددت لأجل كراهية أن يظن (أني كنت أنتبه) وأستيقظ (له) أي لاستماعه كذا ضبط النواوي بتقديم النون على التاء، وفي بعض النسخ (أتنبه) بتقديم التاء على النون (فتوضأت فقام فصلى فقمت) أنا (عن يساره) لأصلي معه (فأخذ بيدي فأدارني) أي حولني (عن يمينه) فالأخذ هنا للإدارة، وأما الأخذ بالأذن فللتنشيط والتنبيه، وقد فسر هذه الإدارة في رواية أخرى "فقال: وأخذ بيدي من وراء ظهره" ولا تعارض بين الأخذين إذ جمعهما له ممكن، قال ابن الملك: وعن هنا بمعنى الجانب أي أدارني عن جانب يساره إلى جانب يمينه اهـ مرقاة، قال النواوي: فيه أن موقف المأموم الواحد عن يمين الإمام، وأنه إذا وقف عن يساره يحول إلى يمينه وأنه إذا لم يتحول حوله الإمام، وأن الفعل القليل لا يبطل الصلاة، وأن صلاة الصبي صحيحة، وأن له موقفًا من الإمام كالبالغ، وأن الجماعة في غير المكتوبة صحيحة اهـ منه.
(فتتامت) أي تكاملت كما هو الرواية فيما يأتي (صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل) أي في ذلك الليل (ثلاث عشرة ركعة ثم) بعدما صلى ثلاث عشرة ركعة (اضطجع) على جنبه الأيمن (فنام حتى نفخ) أي تنفس بصوت حتى يسمع منه صوت
وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، فَأَتَاهُ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ. فَقَامَ فَصَلى وَلَمْ يَتَوَضأ. وَكَانَ فِي دُعَائِهِ "اللهم اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وعَنْ يَمِينِي نُورًا، وعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورا، وَخَلْفِي نُورا، وَعَظِّمْ لِي نُورًا". قَال كُرَيبٌ: وَسَبْعًا فِي التابُوتِ. فَلَقِيتُ بَعْضَ وَلَدِ الْعَباسِ فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ. فَذَكَرَ عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعَرِي وَبَشَرِي. وَذَكَرَ خَصْلَتَينِ
ــ
النفخ بالفم كما يسمع من النائم (وكان) صلى الله عليه وسلم في عادته (إذا نام نفخ) أي صوت في نومه (فأتاه بلال) بن رباح الحبشي مؤذنه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه (فآذنه) بلال (بـ) إقامة (الصلاة) أي استشاره في الإقامة (فقام) من نومه (فصلى) ركعتين خفيفتين سنة الفجر (ولم يتوضأ) لنومه لأن نوم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا ينقض الوضوء، قال النواوي: هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن نومه مضطجعًا لا ينقض وضوءه، وسيأتي قول سفيان بن عيينة، وهذا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة لأنه بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه، قال ملا علي: فالوضوء الأول إما لنقض آخر، أو لتجديد وتنشيط اهـ (وكان في) جملة (دعائه) تلك الليلة قوله (اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي بصري نورًا وفي سمعي نورًا وعن يميني نورًا وعن يساري نورًا وفوقي نورًا وتحتي نورًا وأمامي نورًا وخلفي نورًا وعظم لي نورًا) فعل دعاء من التعظيم أي واجعل نوري في هذه الأمور كلها عظيمًا قويًّا ينفعني في الدنيا والآخرة (قال كريب) مولى ابن عباس بالسند السابق (و) ذكر لي ابن عباس بعد هذه الكلمات السابقة (سبعًا) من الكلمات محفوظةً لي (في التابوت) أي في القلب، ولكن نسيتها وعجزت عن ذكرها باللسان، قالوا المراد بالتابوت الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره، تشبيهًا بالتابوت الذي كالصندوق يحرز فيه المتاع اهـ من النواوي، ولفظ البخاري في الدعوات "وسبع في التابوت" وفي شرح العيني: هو كما يقال لمن لم يحفظ العلم علمه في التابوت مستوح اهـ. قال سلمة بن كهيل (فلقيت بعض ولد العباس) بن عبد المطلب (فحدثني) ذلك البعض (بهن) أي بتلك السبع التي نسي عنها كريب (فذى) ذلك البعض خمسةً منها وهي (عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري وذكر) ذلك البعض مع هذه الخمسة (خصلتين) أخريين، ولعلهما ما في المشكاة من قوله "واجعل في نفسي نورًا وفي لساني نورًا" فيكون المجموع مع الخمسة المذكورة سبعةً والله أعلم.
1680 -
(00)(00) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قَال: قَرَاتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيمَانَ، عَنْ كُرَيب مَوْلَى ابْنِ عَباسٍ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّهُ بَاتَ لَيلَةً عِنْدَ مَيمُونَةَ أم الْمُؤْمِنِينَ. وَهِيَ خَالتُهُ. قَال: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوسَادَةِ
ــ
قال القاضي عياض: جعل النور في حميع الأعضاء والجهات الست المراد به بيان الحق والهداية حتى لا يزيغ شيء منها عنه، وقيل جعل النور في الأعضاء يحتمل أن يريد به قوتها بأكل الحلال لأن بأكله به يصلح القلب وينشرح الصدر وينصقل الفهم وأكل الحرام بضد ذلك، اهـ. قال الأبي: دعاؤه صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوات وبما في الأحاديث بعدها إن كان تعليمًا للأمة فواضح وإلا فهو بحسب ارتفاع المقامات لأن الجميع قد جعل له صلى الله عليه وسلم اهـ. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [1/ 341] والبخاري [699 و 6316] وأبو داود [58 و 660] والنسائي [2/ 30] وابن ماجه [1363].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال:
1680 -
(00)(00)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (قال: قرأت على مالك) بن أنس الأصبحي المدني (عن مخرمة بن سليمان) الأسدي الوالبي -بكسر اللام والموحدة- المدني، روى عن كريب في الصلاة، وأسماء بنت أبي بكر وابن عباس وابن الزبير وغيرهم، ويروي عنه (ع) ومالك وعياض بن عبد الله الفهري وعبد ربه بن سعيد والضحاك بن عثمان وغيرهم، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، وقال في التقريب ة ثقة، من الخامسة، مات سنة (130) ثلاثين ومائة (عن كريب) الهاشمي مولاهم (مولى ابن عباس) أبي رشدين المدني (أن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما (أخبره) أي أخبر لكريب. وهذا السند من خماسياته، غرضه بسوقه بيان متابعة مخرمة بن سليمان لسلمة بن كهيل في رواية هذا الحديث عن كريب (أنه) أي أن ابن عباس (بات ليلة عند ميمونة) بنت الحارث (أم المومنين) رضي الله تعالى عنها (وهي خالته) أي أخت أمه (قال) ابن عباس (فاضطجعت في عرض الوسادة) والعرض بفتح العين ضد الطول، وهو المراد هنا وعرض الوادي بالضم ناحيته، والعرض بالكسر السب والذم، والوسادة ما يتوسد إليه وعليه، ويريد بها الفراش، وكان اضطجاع ابن عباس لرؤوسهما أو لأرجلهما وذلك
وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا. فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتى انْتَصَفَ الليلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُم
ــ
لصغره، وفي تسمية الفراش وسادة تجوز لا شك إذ الوسادة ما يتوسد إليه كما أن المرفقة ما يرتفق عليه، ويحتمل أن يبقى لفظ الوسادة على حقيقته المعروفة التي تجعل تحت الرأس، والعرض بالضم الجانب أي جعلوا رؤوسهما في طولها وجعل هو رأسه في الجهة الضيقة القصيرة منها والأول أكثر رواية وأظهر معنى، قال النواوي: والصحيح إبقاء الوسادة على حقيقتها وتأويلها بالفراش ضعيف أو باطل، وفي الحديث تقريب الأصهار وتأنيسهم ونوم الرجل مع امرأته دون مواقعة بحضرة من في هذا السن من القرابة والمحارم، وكان ابن عباس نحو ابن عشر سنين، وجاء في بعض روايات هذا الحديث "عند خالتي ميمونة في ليلة كانت فيها حائضًا" وهي زيادة حسنة جدًّا إذ لم يكن ابن عباس يطلب المبيت عندها إلا في ليلة يعلم أنه لا حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم فيها إلى أهله لا سيما مع قوله في عرض الوسادة، ولا يرسله أبوه للمبيت إلا في مثل ذلك اهـ (واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله) يعني ميمونة (في طولها فنام رسول الله حتى انتصف الليل) ثم استيقظ (أو) استيقظ (قبله) أي قبل الانتصاف (بقليل أو) استيقظ (بعده) أي بعد الانتصاف (بقليل) وقوله (استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسير لما قدرناه، وفي بعض الهوامش (قوله حتى انتصف الليل) كذا في نسخ مسلم، وعبارة الموطأ "حتى إذا انتصف الليل" إلى آخر ما هنا، ولفظ البخاري في باب الوتر "حتى انتصف الليل أو قريبا منه فاستيقظ" ولا غبار عليهما ولا كذلك رواية مسلم اهـ.
قال القرطبي: قوله (فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل) هذا من ابن عباس تقدير للوقت لا تحقيق لكنه لم يخرج به عن قول الله تعالى {قُمِ اللَّيلَ إلا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَو انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيهِ} [المزمل: 2 - 4]. قال القاضي عياض: فيه تحري القول في الرواية وترك المسامحة، وقيامه إنما كان في النصف الأخير، والتردد إنما كان من ابن عباس ومثله يخفى على كثير لا سيما على ابن عشر سنين والا فوقت قيامه كان معلومًا عنده اهـ (فجعل) أي شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم (يمسح النوم) أي أثره (عن وجهه بيده) الشريفة، وفيه استحباب مثله (ثم
قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُم قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُم قَامَ فَصلى.
قَال ابْنُ عَباسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُم ذَهَبْتُ فَقُمتُ إِلَى جَنْبِهِ. فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي. وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلى رَكْعَتَينِ، ثُم رَكْعَتَينِ، ثُم رَكْعَتَينِ، ثُم رَكْعَتَينِ، ثُم رَكْعَتَينِ، ثُم رَكْعَتَينِ، ثُم أَوْتَرَ،
ــ
قرأ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (العشر الآيات الخواتم) أي الأواخر (من سورة آل عمران) وقراءته هذه العشرة في هذا الوقت لما تضمنته من الحض والتنبيه على الذكر والدعاء والصلاة والتفكر وغير ذلك من المعاني المنشطة على القيام على ما لا يخفى قال النواوي: فيه استحباب قراءة هذه الآيات عند القيام من النوم، وفيه جواز قول سورة كذا، وكرهه بعض السلف وقال: وإنما يقال السورة التي يذكر فيها، والصواب الأول لتظافر الأحاديث الصحاح بذلك اهـ.
(ثم قام) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى شن) أي قربة (معلقة) على الجدار.
قال النواوي: الشن -بفتح الشين- القربة الخلقة، وجمعها شنان، وأنثها على معنى القربة، وفي رواية بعد هذه الآخر شن معلق ذكَّرها على معنى السقاء والوعاء اهـ (فتوضأ منها) أي من مائها (فأحسن وضوءه) أي أبلغه وأكمله ومع ذلك فلم يهرق من الماء إلا قليلًا كما جاء في الرواية الأخرى (ثم قام فصلى) قال كريب بن أبي مسلم (قال ابن عباس: فقمت) من نومي (فصنعت مثل ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها) أي يدلكها لينبهه عن بقية النوم كما يدل عليه قوله في الرواية الآتية "فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني" قال القرطبي: ووضعه صلى الله عليه وسلم يمينه على رأس عبد الله تسكين له، وأخذه بأذنه تثبيت للتعليم أو زيادة في التأنيس والتسكين، وقيل فعل ذلك لينفي عنه العين لما أعجبه فعله معه، وقيل فعل ذلك به طردًا للنوم، وفي بعض طرق هذا الحديث عنه قال:"فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني" وهذا نص في ذلك (فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين) يعني ست مرات فالجملة ثنتا عشرة ركعة (ثم أوتر) أي جعل الشفع الأخير منضمًا إلى الركعة
ثُمَّ اضْطَجَعَ، حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَينِ خَفِيفَتَينِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.
1681 -
(00)(00) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْفِهْرِيِّ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيمَانَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَزَادَ: ثُمَّ عَمَدَ إِلَى شَجْبٍ مِنْ مَاءٍ. فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ. وَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَلَمْ يُهْرِقْ
ــ
الأخيرة فصار وترًا بثلاث ركعات على أن تكون جملة الركعات ثلاث عشرة ركعة كما هو مقتضى قوله في الرواية السابقة (فتتامت) الخ، ولا مانع في هذه الرواية أن يكون المعنى، ثم أوتر بثلاث ركعات على حدة فإن الظاهر أنه فصل بين كل ركعتين فيكون المجموع خمس عشرة ركعة وهو رواية (ثم اضطجع) استراحة من تعب قيام الليل (حتى جاء المؤذن) فاستشاره في الإقامة للصلاة (فقام فصلى ركعتين خفيفتين) ولم يتوضأ (ثم خرج) إلى المسجد (فصلى الصبح) بالناس.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1681 -
(00)(00)(وحدثني محمد بن سلمة) بن عبد الله بن أبي فاطمة (المرادي) الجملي -بفتح الجيم والميم- مولاهم أبو الحارث المصري، ثقة فقيه، من (11)(حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي المصري، ثقة، من (9)(عن عياض بن عبد الله) بن عبد الرحمن (الفهري) المدني ثم المصري، وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال في التقريب: فيه لين، من (7)(عن مخرمة بن سليمان) الأسدي المدني، ثقة، من (5) وقوله (بهذا الإسناد) متعلق بحدثنا عياض بن عبد الله يعني عن كريب عن ابن عباس. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة عياض لمالك في الرواية عن مخرمة (و) لكن (زاد) عياض بن عبد الله على مالك بن أنس لفظة (ثم عمد) وقصد النبي صلى الله عليه وسلم (إلى شجب) -بفتح الشين وسكون الجيم- أي إلى سقاء خلق (من ماء) وهو بمعنى الرواية الأولى "شن معلقة"، وقيل الأشجاب الأعواد التي تعلق عليها القربة، ويقال سقاء شاجب أي يابس (فتسوك) أي استعمل السواك في أسنانه وما حواليها (وتوضأ) أي استعمل الماء في أعضاء الوضوء (وأسبغ الوضوء) أي أكمله (ولم يهرق) أي
مِنَ الْمَاءِ إِلَّا قَلِيلًا. ثُمَّ حَرَّكَنِي فَقُمْتُ. وَسَائِرُ الْحَدِيثِ نَحْوُ حَدِيثِ مَالِكٍ.
1682 -
(00)(00) حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيلِيُّ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ عَبْدِ رَبِّهُ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيمَانَ، عَنْ كُرَيبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ قَال: نِمْتُ عِنْدَ مَيمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا تِلْكَ اللَّيلَةَ. فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. فَقُمْتُ عَن يَسَارِهِ. فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ. فَصَلَّى فِي تِلْكَ اللَّيلَةِ ثَلاثَ عَشْرَةَ
ــ
لم يرق على الأرض (من الماء إلَّا قليلًا ثم حركني) من مضجعي ليوقظني (فقمت) من نومي (وسائر الحديث) أي باقيه (نحو حديث مالك) بن أنس السابق، وهذا بيان لمحل المخالفة والله أعلم، وفيه استحباب السواك عند الوضوء، وإسباغ الوضوء، وعدم الإسراف في الماء، وإيقاظ النائم للصلاة ولو نفلًا أو صبيًّا.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1682 -
(00)(00)(حدثني هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي السعدي مولاهم أبو جعفر (الأيلي) نزيل مصر، ثقة، من (10)(حدثنا) عبد الله (بن وهب) المصري (حدثنا عمرو) بن الحارث بن يعقوب الأنصاري مولاهم أبو أمية المصري، ثقة فقيه حافظ، من (7)(عن عبد ربه بن سعيد) بن قيس الأنصاري أخي يحيى بن سعيد الأنصاري، ثقة، من (5)(عن مخرمة بن سليمان) الأسدي المدني (عن كريب) بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم (مولى ابن عباس) المدني (عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من سباعياته رجاله ثلاثة منهم مصريون وثلاثة مدنيون وواحد طائفي، غرضه بسوقه بيان متابعة عبد ربه لمالك بن أنس (أنه) أي أن ابن عباس (قال: نمت) ليلة (عند) خالتي (ميمونة) بنت الحارث (زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله) أي والحال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها) في بيتها (تلك الليلة فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام فصلى) صلاة الليل (فقمت عن يساره فأخذني) أي فأمسك بيده الثريفة رأسي (فجعلني) قائمًا (عن يمينه فصلى في تلك الليلة ثلاث عشرة
رَكْعَةً. ثُمَّ نَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَفَخَ. وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ. ثُمَّ أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ فَصَلَّى. وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
قَال عَمْرٌو: فَحَدَّثْتُ بِهِ بُكَيرَ بْنَ الأَشَجِّ. فَقَال: حَدَّثَنِي كُرَيبٌ بِذلِكَ.
1683 -
(00)(00) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيكٍ. أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيمَانَ، عَنْ كُرَيب مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَال: بِتُّ لَيلَةً عِنْدَ خَالتِي مَيمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ. فَقُلْتُ لَهَا: إِذَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَيقِظِينِي
ــ
ركعة، ثم نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفخ) أي صوت صوت غطيط النائم (وكان) في عادته (إذا نام نفخ) أي غط (ثم) بعد نومه (أتاه المؤذن) استئذانًا في الإقامة للصلاة فأذن المؤذن (فخرج) صلى الله عليه وسلم إلى المسجد (فصلى) بالناس الصبح (ولم يتوضأ) لنومه لأن نومه لا ينقض الوضوء، قال ابن وهب (قال عمرو) بن الحارث (فحدثت به) أي بهذا الحديث (بكير بن) عبد الله بن (الأشج) المخزومي المدني (فقال) بكير (حدثني كريب) عن ابن عباس (بذلك) الحديث الذي حدثته عنه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1683 -
(00)(00)(وحدثنا محمد بن رافع) القشيري النيسابوري، ثقة، من (11)(حدثنا) محمد بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي فديك) بالفاء مصغرًا يسار الديلي المدني، صدوق، من (8)(أخبرنا الضحاك) بن عثمان الأسدي الحزامي أبو عثمان المدني، صدوق، من (7)(عن مخرمة بن سليمان) الأسدي المدني، ثقة، من (5)(عن كريب) بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم (مولى ابن عباس) المدني (عن ابن عباس) الطائفي رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم مدنيون وواحد طائفي وواحد نيسابوري، غرضه بيان متابعة الضحاك بن عثمان لمالك بن أنس في رواية هذا الحديث عن مخرمة بن سليمان، وفائدتها بيان كثرة طرقه (قال) ابن عباس (بت) أي كنت (ليلة) من الليالي (عند خالتي ميمونة بنت الحارث) الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم (فقلت لها: إذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل للصلاة (فأيقظيني)
فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ الأَيسَرِ. فَأَخَذَ بِيَدِي. فَجَعَلَنِي مِنْ شِقِّهِ الأَيمَنِ. فَجَعَلْتُ إِذَا أَغْفَيتُ يَأْخُذُ بِشَحْمَةِ أُذُنِي. قَال: فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً. ثُمَّ احْتَبَى. حَتَّى إِنِّي لأَسْمَعُ نَفَسَهُ، رَاقِدًا. فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَينِ خَفِيفَتَينِ.
1684 -
(00)(00) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ
ــ
أي نبهيني من النوم لأصلي معه (فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة (فقمت) مصليًا (إلى جنبه الأيسر) أي إلى جانبه الأيسر (فأخذ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيدي فجعلني من شقه الأيمن) أي في جانبه الأيمن (فجعلت) أي شرعت وكان مقتضى الظاهر فجعل أي شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أغفيت) ونعست في الصلاة، والإغفاء النوم الخفيف (يأخذ) بيده الشريفة، خبر جعل لأنه من أفعال الشروع (بشحمة أذني) أي جلدتها أي فجعل يأخذ بشحمة أذني ويدلكها لإزالة النوم عني إذا أغفيت ونعست في الصلاة لطول قيامه (قال) ابن عباس (فصلى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إحدى عشرة ركعة) مع الوتر ولا معارضة بين هذه الرواية وبين رواية ثلاث عشرة ركعة لأنه حسب في تلك الرواية الركعتين الخفيفتين اللتين افتتح بهما التهجد (ثم) جلس و (احتبى) أي ربط جسمه بعضه ببعض بثوب لئلا يسقط، والاحتباء أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، وقد يكون الاحتباء باليدين بدل الثوب، وفي الحديث "الاحتباء حيطان العرب" أي ليس في البراري حيطان فإذا أرادوا أن يستندوا احتبوا لأن الاحتباء يمنعهم من السقوط ويصير لهم ذلك كالجدار اهـ من نهاية ابن الأثير، ثم اضطجع ونفخ (حتى إني لأسمع نفسه) حالة كونه (راقدًا) أي نائمًا، قال النواوي: معناه أنه احتبى أولًا ثم اضطجع كما سبق في الروايات المتقدمة فاحتبى ثم اضطجع حتى سمع نفخه ونفسه بفتح الفاء (فلما تبين له الفجر) الصادق وظهر (صلى ركعتين خفيفتين) سنة الفجر، ثم خرج إلى المسجد فصلى بالناس.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة خامسًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1684 -
(00)(00)(حدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي، صدوق، من (10)(ومحمد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي، صدوق، من (10)
عَنِ ابْنِ عُيَينَةَ. قَال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ خَالتِهِ مَيمُونَةَ. فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيلِ. فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلِّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا - قَال: وَصَفَ وُضُوءَهُ وَجَعَلَ يُخَففُهُ ويقَلِّلُهُ - قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ. فَأَخْلَفَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ. فَصَلَّى. ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ. ثُمَّ أَتَاهُ بلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ. فَخَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَال سُفْيَانُ: وَهَذَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً
ــ
(عن) سفيان (ابن عيينة) الهلالي أبي محمد الأعور الكوفي ثم المكي، ثقة، من (8)(قال ابن أبي عمر حدثنا سفيان) بن عيينة بصيغة السماع مع تصريح اسمه (عن عمرو بن دينار) الجمحي المكي (عن كريب مولى ابن عباس) المدني (عن ابن عباس) الهاشمي أبي العباس الطائفي، وهذا السند من خماسياته، غرضه بسوقه بيان متابعة عمرو بن دينار لمخرمة بن سليمان في رواية هذا الحديث عن كريب بن أبي مسلم (أنه بات عند خالته ميمونة) زوج النبي صلى الله عليه وسلم (فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من) جوف (الليل) من نومه (فتوضأ من) ماء (شن) أي سقاء (معلق) على الجدار، والتذكير هنا على الأصل على إرادة السقاء والوعاء، والتأنيث على إرادة القربة، قال أهل اللغة: الشن القربة الخلق والجمع شنان، وقال ابن الأثير: الأسقية الخَلِقة أشد تبريدًا للماء من الجدد اهـ، فتوضأ منها (وضوءًا خفيفًا قال) كريب (وصف) ابن عباس (وضوءه) صلى الله عليه وسلم (وجعل) أي شرع ابن عباس حين وصفه (يخففه) أي يخفف صب الماء عليه (ويقلله) من حيث العدد، قال كريب (قال) لنا (ابن عباس فقمت) من نومي (فصنعت) في الوضوء (مثل ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جئت) إلى مقامه (فقمت عن يساره فأخلفني) أي أدارني من خلفه (فجعلني عن يمينه فصلى) صلاة الليل (ثم اضطجع) ضجعة استراحة من تعب القيام (فنام حتى نفخ) وغط (ثم أتاه بلال) المؤذن (فآذنه) أي أعلمه (بـ) إقامة (الصلاة فخرج) إلى المسجد (فصلى) بهم صلاة (الصبح ولم يتوضأ) لنومه (قال سفيان) بن عيينة بالسند السابق (وهذا) أي عدم نقض النوم الوضوء ثابت (للنبي صلى الله عليه وسلم حالة كونه (خاصة) بالنصب أي مخصوصًا به صلى الله عليه وسلم دون أمته، وهو مصدر على وزن فاعلة كالعافية والعاقبة، ولكنه بمعنى اسم
لأَنَّهُ بَلَغَنَا أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَينَاهُ وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ.
1685 -
(00)(00) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّار. حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ كُرَيبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَال: بِتُّ فِي بَيتِ خَالتِي مَيمُونَةَ. فَبَقَيتُ كَيفَ يُصَلِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَال: فَقَامَ فَبَال، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ صَبَّ فِي الْجَفْنَةِ أَو الْقَصْعَةِ، فَأَكَبَّهُ بِيَدِهِ عَلَيهَا
ــ
المفعول كما هو مبسوط في محله، وإنما كان خاصًّا به (لأنه) أي لأن الشأن والحال (بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولاينام قلبه).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة سادسًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1685 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري (حدثنا محمد وهو ابن جعفر) الهذلي البصري، ربيب شعبة (حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري (عن سلمة) بن كهيل الحضرمي الكوفي، ثقة، من (4)(عن كريب) بن أبي مسلم (عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون وواحد طائفي وواحد مدني وواحد كوفي، غرضه بيان متابعة سلمة بن كهيل لعمرو بن دينار في رواية هذا الحديث عن كريب (قال) ابن عباس (بت في بيت خالتي ميمونة) بنت الحارث (فبقيت) أي رقبت ونظرت ولاحظت، يقال بقيت بفتح الموحدة والقاف بمعنى رقبت ورمقت اهـ نواوي، ووقع في رواية البخاري في الحديث المتقدم "كراهية أن يرى أني كنت أبقيه" أي أنظره وأرصده أي نظرت ورصدت (كيف يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل أي نظرت لمعرفة كيفية صلاته (قال فقام) من فراشه (فبال) أي قضى حاجة البول (ثم غسل وجهه وكفيه) إزالة لثقل النوم (ثم نام ثم قام) من فراشه (إلى القربة) المعلقة (فأطلق) أي فك وحل (شناقها) أي وكاءها وخيطها الذي ربط به فمها (ثم صب) الماء منها (في الجفنة أو) قال ابن عباس في (القصعة) والشك من كريب أو ممن دونه، والجفنة والقصعة جمعهما جفان وقصاع بمعنى واحد وهما إناء الطعام، وقيل القصعة هي التي تسع ما يشبع ثلاثة، والجفنة هي التي تسع ما يشبع عشرة وما فوقهم (فأكبه) أي أكب الماء وأفرغه (بيده) الشريفة (عليها)
ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَينَ الْوُضُوءَينِ. ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي. فَجِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ. فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ. قَال: فَأَخَذَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَكَامَلَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَة. ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ. وَكُنَّا نَعْرِفُهُ إِذَا نَامَ بِنَفْخِهِ. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى صَلاةٍ. فَصَلَّى. فَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ أَوْ فِي سُجُودِهِ:"اللَّهمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا، أَوْ قَال: وَاجْعَلْنِي نُورًا"
ــ
أي على الجفنة أو القصعة، وفي بعض الهوامش قوله فأكبه بيده عليها المشهور في اللغة كبه فأكب أي قلبه فانقلب وهو من النوادر التي تعدى ثلاثيها وقصر رباعيها، قال تعالى فكبت وجوههم في النار وقال أفمن يمشي مكبًا على وجهه لكن ذكر المجد في القاموس كبه وأكبه بالتعدية فيهما على القياس (ثم توضأ وضوءًا حسنًا) أي وسطًا (بين الوضوءين) أي بين الوضوء الذي فيه الإفراط والإسراف والوضوء الذي فيه التفريط والتقتير، وقيل بين الوضوء المعتاد الذي هو غسل الكفين وبين الوضوء الشرعي الذي هو غسل الأعضاء الأربعة (ثم قام) حالة كونه (يصلي) قال ابن عباس: فتوضأت (فجئت فقمت إلى جنبه) وقوله (فقمت عن يساره) تفسير لما قبله (قال) ابن عباس (فأخذني) أي أمسكني رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأقامني عن يمينه فتكاملت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بلغ عدد ركعاتها (ثلاث عشرة ركعة ثم نام) رسول الله صلى الله عليه وسلم (حتى نفخ) وصوت وغط غطيط النائم (وكنا) في العادة (نعرفه) أي نعرف نومه (إذا نام بنفخه) وغطيطه (ثم) صلى ركعتين خفيفتين بعدما آذنه المؤذن بالإقامة، ثم (خرج إلى) المسجد للـ (صلاة) أي لصلاة الصبح (فصلى) بالناس (فجعل) صلى الله عليه وسلم أي شرع (يقول في صلاته) في الليل (أو) قال ابن عباس (في سجوده) في صلاة الليل (اللهم اجعل في قلبي نورًا) أعلم به الحق (وفي سمعي نورًا) أسمع به الحق (وفي بصري نورًا) أبصر به الحق (وعن يميني نورًا وعن شمالي نورًا وأمامي نورًا وخلفي نورًا وفوقي نورًا وتحتي نورًا واجعل لي نورًا) في هذه الأشياء كلها (أو قال) النبي صلى الله عليه وسلم أو ابن عباس بدل هذه الكلمة الأخيرة (واجعلني نورًا) أي سراجًا منيرًا للحق، والشك من ابن عباس أو ممن دونه، ومعنى طلب النور للأعضاء عضوًا عضوًا لأن يتحلى بأنوار
1686 -
(00)(00) وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ. حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شمَيلٍ. أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. حَدَّثنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيلٍ عَنْ بُكَيرٍ، عَنْ كُرَيبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَال سَلَمَةُ: فَلَقِيتُ كُرَيبًا فَقَال: قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ عِنْدَ خَالتِي مَيمُونَةَ
ــ
المعرفة والطاعة ويتعدى عن ظلمة الجهالة والمعاصي لأن الإنسان ذو سهو وطغيان، ورأى أنه قد أحاطت به ظلمات الحيلة وأفرغت عليه من قرنه إلى قدمه الأدخنة الثائرة من نيران الشهوات من جوانبه، ورأى الشيطان يأتيه من الجهات الست بوساوسه وشبهاته ظلمات بعضها فوق بعض فلم ير للتخلص منها مساغًا إلَّا بأنوار سادة لتلك الجهات فسأل الله تعالى أن يمده بها ليستأصل شأفة تلك الظلمات إرشادًا للأمة وتعليمًا لهم، وكل هذه الأنوار راجعة إلى هداية وبيان وصيانة وإلى مطالع هذه الأنوار يرشد قوله تعالى الله نور السماوات والأرض إلى قوله نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء وإلى أودية تلك الظلمات يلمح قوله تعالى أو كظلمات في بحر لجي إلى قوله ظلمات بعضها فوق بعض وقوله ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور اللهم إنا نعوذ بك من تلك الظلمات، ونسألك هذه الأنوار يا أرحم الراحمين اهـ من السنوسي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة سابعًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1686 -
(00)(00)(وحدثني إسحاق بن منصور) بن بهرام الكوسج التميمي المروزي، ثقة، من (11)(حدثنا النضر بن شميل) المازني أبو الحسن البصري ثم المروزي، ثقة، من (9)(أخبرنا شعبة) بن الحجاج العتكي البصري (حدثنا سلمة بن كهيل) الحضرمي الكوفي، ثقة، من (4)(عن بكير) بن عبد الله بن الأشج المخزومي المدني ثم المصري، ثقة، من (5)(عن كريب) بن أبي مسلم المدني، ثقة، من (3)(عن ابن عباس) رضي الله عنهما. وهذا السند من سباعياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان مروزيان وواحد طائفي وواحد بصري وواحد كوفي، غرضه بسوقه بيان متابعة النضر بن شميل لمحمد بن جعفر في رواية هذا الحديث عن شعبة، قال النضر بن شميل (قال سلمة) بن كهيل بالسند السابق (فلقيت كريبًا) مولى ابن عباس بعد ما سمعت هذا الحديث من بكير بن عبد الله (فقال) لي كريب (قال ابن عباس: كنت عند خالتي ميمونة
فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثلِ حَدِيثِ غُنْدَرٍ. وَقَال: "وَاجْعَلْنِي نُورًا" وَلَمْ يَشُكَّ.
1687 -
(00)(00) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيلٍ، عَنْ أَبِي رِشْدِينٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَال: بِتُّ عِنْدَ خَالتِي مَيمُونَةَ وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ. وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الْوَجْهِ وَالْكَفَّينِ. غَيرَ أَنَّهُ قَال: ثُمَّ أَتَى الْقِرْبَةَ فَحَلَّ شِنَاقَهَا. فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا بَينَ الْوُضُوءَينِ. ثُمَّ أَتَى فِرَاشَهُ فَنَامَ. ثُمَّ قَامَ قَوْمَةً أُخْرَى. فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَحَلَّ شِنَاقَهَا. ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا هُوَ الْوُضُوءُ
ــ
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر) النضر بن شميل (بمثل حديث غندر) محمد بن جعفر (و) لكن (قال) النضر في روايته (واجعلني نورًا ولم يشك) النضر أي لم يذكر الشك بقوله "واجعل لي نورًا أو واجعلني نورًا" كما شك غندر.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثامنًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1687 -
(00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) الكوفي (وهناد بن السري) التميمي الدارمي الكوفي، ثقة، من (10)(قالا حدثنا أبو الأحوص) الكوفي سلام بن سليم الحنفي، ثقة، من (7)(عن سعيد بن مسروق) الثوري والد سفيان الكوفي، ثقة، من (6) روى عنه في (7) أبواب (عن سلمة بن كهيل) الكوفي (عن) كريب (أبي رشدين) بكسر الراء وسكون الشين المعجمة، كني باسم ابنه (مولى ابن عباس) المدني (عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم كوفيون وواحد طائفي وواحد مدني، غرضه بيان متابعة سعيد بن مسروق لشعبة في رواية هذا الحديث عن سلمة بن كهيل (قال) ابن عباس (بت عند خالتي ميمونة واقتص) أي ذكر سعيد بن مسروق (الحديث) السابق (ولم يذكر) سعيد بن مسروق (غسل الوجه والكفين غير أنه) أي لكن أن سعيد بن مسروق (قال) في روايته (ثم أتى) النبي صلى الله عليه وسلم (القربة فحل شناقها) أي فك وكاءها (فتوضأ وضوءًا) وسطًا (بين الوضوءين) أي وضوء الإفراط ووضوء التفريط (ثم أتى فراشه فنام ثم قام) من فراشه (قومة أخرى) أي مرة ثانية (فأتى القربة) مرة ثانية (فحل شناقها ثم توضأ وضوءًا) كاملًا (هو الوضوء)
وَقَال: "أَعْظِمْ لِي نُورًا" وَلَمْ يَذْكُرْ: وَاجْعَلْنِي نُورًا.
1688 -
(00)(00) وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَلْمَانَ الْحَجْرِيِّ، عَنْ عُقَيلِ بْنِ خَالِدٍ؛ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيلٍ حَدَّثَهُ؛ أَنَّ كُرَيبًا حَدَّثَهُ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ بَاتَ لَيلَةً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَال: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى إللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَسَكَبَ جمنْهَا. فَتَوَضَّأَ وَلَمْ يُكْثِرْ مِنَ الْمَاءِ وَلَمْ يُقَصِّرْ فِي الْوُضُوءِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ:
ــ
المعتاد الشرعي بغسل الأعضاء الأربعة لا الوجه والكفين فقط (وقال) سعيد بن مسروق في روايته (أعظم لي نورًا ولم يذكر) سعيد (واجعلني نورًا) وهذا بيان لمحل المخالفة بين الروايتين.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة تاسعًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1688 -
(00)(00)(وحدثني أبو الطاهر) أحمد بن عمرو بن السرح المصري (حدثنا) عبد الله (بن وهب) المصري (عن عبد الرحمن بن سلمان الحجري) بفتح المهملة وسكون الجيم، الرعيني بالتصغير نسبة إلى ذي رعين من قبائل اليمن المصري، روى عن عقيل بن خالد في الصلاة، ويزيد بن الهاد وعمرو بن أبي عمرو، ويروي عنه (م س) وابن وهب فقط، وثقه ابن يونس، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، وقال في التقريب: لا بأس به من السابعة (عن عقيل بن خالد) بن عقيل بفتح أوله الأموي المصري، ثقة، من (6)(أن سلمة بن كهُيل) الكوفي (حدثه) أي حدث عقيلًا (أن كريبًا حدثه) أي حدث سلمة (أن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من سباعياته رجاله أربعة منهم مصريون وواحد طائفي وواحد مدني وواحد كوفي، غرضه بسوقه بيان متابعة عقيل لشعبة في رواية هذا الحديث عن سلمة أي أن ابن عباس (بات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) ابن عباس (فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القربة فسكب) أي صب وأفرغ (منها) أي من القربة ماء (فتوضأ ولم يكثر) أي لم يسرف (من الماء ولم يقصر) أي لم يقتر ولم يقلل (في) ماء (الوضوء وساق) عقيل بن خالد (الحديث) السابق مثل ما رواه شعبة (وفيه) أي وفي الحديث الذي
قَال: وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيلَتَئِذٍ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً. قَال سَلَمَةُ: حَدَّثَنِيهَا كُرَيبٌ. فَحَفِظْتُ مِنْهَا ثِنْتَي عَشْرَةَ. وَنَسِيتُ مَا بَقِي. قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمَّ اجْعَلْ لِي فِي: قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَينِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا".
1689 -
(00)(00) وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. أَخْبَرَني شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ عَنْ كُرَيبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
ــ
ساقه عقيل (قال) ابن عباس (ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتئذ) أي ليلة إذ بت عنده أي ذكر في دعائه (تسع عشرة كلمة قال سلمة: حدثنيها) أي حدثني تلك الكلمات التسعة عشرة (كريب) بن أبي مسلم (فحفظت منها ثنثي عشرة) كلمة (ونسيت ما بقي) منها يعني سبع كلمات وتلك الكلمات ما ذكره بقوله قال ابن عباس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل لي في قلبي نورًا وفي لساني نورًا وفي سمعي نورًا وفي بصري نورًا ومن فوقي نورًا ومن تحتي نورًا وعن يميني نورًا وعن شمالي نورًا ومن بين يدي نورًا ومن خلفي نورًا واجعل في نفسي نورًا وأعظم لي نورًا).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة عاشرًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1689 -
(00)(00)(وحدثني أبو بكر) محمد (بن إسحاق) الصاغاني البغدادي، ثقة، من (11)(أخبرنا) سعيد بن الحكم (بن أبي مريم) الجمحي مولاهم أبو محمد المصري، ثقة، من (10)(أخبرنا محمد بن جعفر) بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم المدني، ثقة، من (7)(أخبرني شريك) بن عبد الله (بن أبي نمر) الليثي من أنفسهم أبو عبد الله المدني، صدوق، من (5)(عن كريب عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وواحد طائفي وواحد مصري وواحد بغدادي، غرضه بسوقه بيان متابعة شريك بن أبي نمر لسلمة بن كهيل في
أَنَّهُ قَال: رَقَدْتُ فِي بَيتِ مَيمُونَةَ لَيلَةَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا. لِأَنْظُرَ كَيفَ صَلاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيلِ. قَال: فَتَحَدَّثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةَ. ثُمَّ رَقَدَ وَسَاقَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ.
1690 -
(00)(00) حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيلِ عَنْ حُصَينِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
ــ
رواية هذا الحديث عن كريب (أنه) أي أن ابن عباس (قال: رقدت) أي نمت (في بيت) خالتي (ميمونة ليلة كان النبي صلى الله عليه وسلم عندها) بإضافة ليلة إلى كان، والأفعال يضاف إليها أسماء الزمان (لأنظر كيف) كانت (صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل) أي في جوف الليل (قال) ابن عباس (فتحدث النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد) ونام (وساق) شريك بن أبي نمر (الحديث) السابق مثل حديث سلمة بن كهيل (و) لكن (فيه) أي في الحديث الذي ساقه شريك (ثم قام) النبي صلى الله عليه وسلم (فتوضأ واستن) أي استاك من الاستنان وهو استعمال السواك في الأسنان وما حواليها لأن من استعمله يمره على أسنانه.
قال القاضي عياض: فيه جواز الحديث مع الأهل في هذا الوقت ومثله الحديث فيما يحتاج إليه، وفي العلم، وللعروس، وللمسافر، ومع الضيف، والنهي الوارد في ذلك إنما هو لخوف أن يطول فيؤدي إلى النوم عن الحزب وفوت صلاة الصبح والكسل بالنهار عن عمل البر، وجل حديث العرب في أنديتها إنما كان بالليل لبرد الهواء، وحر بلادهم بالنهار، وشغلها في طرفيه بالمارة والضيفان اهـ.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة حادي عشرها في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1690 -
(00)(00)(حدثنا واصل بن عبد الأعلى) بن هلال الأسدي أبو القاسم الكوفي، ثقة، من (10)(حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي، صدوق، من (9)(عن حصين بن عبد الرحمن) السلمي أبي الهذيل الكوفي، ثقة، من (5)(عن حبيب بن أبي ثابت) قيس الأسدي الكوفي، ثقة، من (3) روى عنه في (15) بابا (عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس) الهاشمي المدني، ثقة ثبت، من (6)(عن أبيه)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ رَقَدَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَاسْتَيقَظَ. فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ وَهُوَ يَقُولُ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190] فَقَرَأَ هَؤُلَاءِ الآيَاتِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ. ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَينِ. فَأَطَال فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ. ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ. ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ سِتَّ رَكَعَاتٍ. كُلَّ ذَلِكَ يَسْتَاكُ وَيتَوَضَّأُ وَيَقْرأُ هَؤُلَاءِ الآيَاتِ. ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلاثٍ
ــ
علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي أبي محمد المدني، ثقة، من (3)(عن عبد الله بن عباس) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من سباعياته رجاله أربعة منهم كوفيون واثنان مدنيان وواحد طائفي، غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة علي بن عبد الله بن عباس لكريب بن أبي مسلم في رواية هذا الحديث عن عبد الله بن عباس (أنه) أي أن عبد الله بن عباس (رقد) أي نام ليلة (عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ) النبي صلى الله عليه وسلم من نومه (فتسوك) أي استعمل السواك في أسنانه (وتوضأ وهو) صلى الله عليه وسلم (يقول) والجملة الإسمية حال من فاعل استيقظ أي استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحال أنه يقرأ قوله تعالى ({إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ}) ساعات ({اللَّيلِ وَالنَّهَارِ}) زيادة ونقصانًا ({لآيَاتٍ}) أي لدلالات على قدرة الله تعالى ({لِأُولِي الْأَلْبَابِ}) أي لأصحاب العقول الكاملة يعني المؤمنين [آل عمران: 190] (فقرأ هولاء الآيات حتى ختم السورة ثم) بعد وضوئه (قام) إلى الصلاة (فصلى ركعتين) طويلتين (فأطال فيهما) أي في الركعتين (القيام والركوع والسجود ثم) بعد فراغه من الركعتين (انصرف) أي ذهب ورجع إلى فراشه (فنام) نومة خفيفة (حتى نفخ) أي غط في نومه (ثم) هنا بمعنى الواو أي و (فعل ذلك) المذكور من صلاة ركعتين والنوم بعدهما (ثلاث مرات) فتكون جملة صلاته (ست ركعات كل ذلك) أي في كل من المرات الثلاث (يستاك ويتوضأ ويقرأ هولاء الآيات) التي في آخر سورة آل عمران (ثم أوتر) تهجده أعني الست الركعات المذكورة (بثلاث) ركعات، قال ابن الملك: وهذا الحديث يدل على أن الركعات الست كانت تهجده وأن الوتر ثلاث، وإليه ذهب أبو حنيفة اهـ ولا يخالفه الشافعي في ذلك بل يكره عنده الاقتصار على ركعة واحدة اهـ مرقاة. قال النواوي: هذه الرواية فيها مخالفة لباقي الروايات في تخلل النوم بين الركعات وفي عدد
فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ. وَهُوَ يَقُولُ: "اللَّهمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي بَصرِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، اللَّهمَّ! أَعْطِنِي نُورًا".
1691 -
(00)(00) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيجٍ. أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَال:
ــ
الركعات فإنه لم يذكر في باقي الروايات تخلل النوم وذكر الركعات ثلاث عشرة ركعة. قال القاضي عياض: هذه الرواية وهي رواية حصين عن حبيب بن أبي ثابت مما استدركه الدارقطني على مسلم لاضطرابها واختلاف الرواة، قال الدارقطني: وروى عنه على سبعة أوجه، وخالف فيه الجمهور. [قلت] ولا يقدح هذا في مسلم فإنه لم يذكر هذه الرواية متأصلة مستقلة إنما ذكرها متابعة والمتابعات يحتمل فيها ما لا يحتمل في الأصول كما سبق بيانه في مواضح، قال القاضي: ويحتمل أنه لم يعد في هذه الصلاة الركعتين الأوليين الخفيفتين فتكون الخفيفتان ثم الطويلتان ثم الست المذكورات ثم ثلاث بعدها كما ذكر فصارت الجملة ثلاث عشرة ركعة كما في باقي الروايات والله أعلم اهـ. وقوله (فأذن الموذن) معطوف على أوتر أي فصلى ركعتين خفيفتين (فخرج إلى) المسجد لـ (الصلاة وهو) أي والحال أنه (يقول اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي لساني نورًا واجعل في سمعي نورًا واجعل في بصري نورًا واجعل من خلفي نورًا ومن أمامي نورًا واجعل من فوقي نورًا ومن تحتي نورًا اللهم أعطني نورًا).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثاني عشرها في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال:
1691 -
(00)(00)(وحدثني محمد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي (حدثنا محمد بن بكر) الأزدي البرساني البصري، صدوق، من (9)(أخبرنا) عبد الملك (بن جريج) الأموي المكي، ثقة، من (6)(أخبرني عطاء) بن أبي رباح، اسمه أسلم القرشي المكي، ثقة، من (3)(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم مكيان وواحد طائفي وواحد بصري وواحد بغدادي، غرضه بيان متابعة عطاء بن أبي رباح لكريب وعلي بن عبد الله في رواية هذا الحديث عن ابن عباس (قال)
بِتُّ ذَاتَ لَيلَةٍ عِنْدَ خَالتِي مَيمُونَةَ. فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مُتَطَوِّعًا مِنَ اللَّيلِ. فَقَامَ النبِي صلى الله عليه وسلم إِلَى الْقِرْبَةِ فَتَوَضَّأَ. فَقَامَ فَصَلَّى. فَقُمْتُ، لَمَّا رَأَيتُهُ صَنَعَ ذَلِكَ، فَتَوَضَّأْتُ مِنَ الْقِرْبَةِ. ثُمَّ قُصْتُ إِلَى شِقِّهِ الأَيسَرِ. فَأَخَذَ بِيَدِي مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ، يَعْدِلُنِي كَذَلِكَ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ إِلَى الشِّقِّ الأَيمَنِ. قُلْتُ: أَفِي التَّطَوُّعِ كَانَ ذَلِكَ؟ قَال: نَعَمْ.
1692 -
(00)(00) وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. قَالا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ. أَخْبَرَنِي أَبِي. قَال: سَمِعْتُ قَيسَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ
ــ
ابن عباس (بت ذات ليلة) أي ليلة من الليالي، ولفظ ذات مقحم (عند خالتي ميمونة) بنت الحارث (فقام النبي صلى الله عليه وسلم من النوم واستيقظ، حالة كونه يريد أن (يصلي) حالة كونه (متطوعًا) أي متنفلًا (من) جوف (الليل فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى القربة) التي فيها ماء (فتوضأ فقام فصلى) قال ابن عباس (فقمت) من نومي (لما رأيته) أي حين رأيته صلى الله عليه وسلم (صنع ذلك) المذكور من القيام والوضوء والصلاة (فتوضأت من) ماء (القربة ثم قمت إلى شقه) أي عند جانبه (الأيسر فأخذ بيدي من وراء ظهره) حالة كونه (يعدلني) أي يصرفني ويحولني (كذلك) أي ماسكًا بيدي (من وراء ظهره إلى الشق الأيمن) يعني كما أنه أخذني بيدي من وراء ظهره كذلك صرفني من شقه الأيسر إلى شقه الأيمن من وراء ظهره اهـ من بعض الهوامش، قال عطاء (قلت) لابن عباس (أفي) صلاة (التطوع كان ذلك) التحويل لك من الأيسر إلى الأيمن (قال) ابن عباس (نعم) كان ذلك في صلاة التطوع.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالث عشرها في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال:
1692 -
(00)(00)(وحدثني هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي (ومحمد بن رافع) القشيري النيسابوري (قالا: حدثنا وهب بن جرير) بن حازم بن زيد الأزدي أبو العباس البصري، ثقة، من (9)(أخبرني أبي) جرير بن حازم بن زيد الأزدي أبو النضر البصري، ثقة، من (6)(قال سمعت قيس بن سعد) الحنفي الحبشي أبا عبد الملك المكي مفتي مكة، ثقة، من (6) حالة كونه (يحدث عن عطاء) بن أبي رباح (عن ابن
عَبَّاسٍ؛ قَال: بَعَثَنِي الْعَبَّاسُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي بَيتِ خَالتِي مَيمُونَةَ. فَبِتُّ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيلَةَ. فَقَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ. فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ. فَتَنَاوَلَنِي مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ. فَجَعَلَنِي عَلَى يَمِينِه.
1693 -
(00)(00) وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَال: بِتُّ عِنْدَ خَالتِي مَيمُونَةَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيجٍ وَقَيسِ بْنِ سَعْدٍ
ــ
عباس) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم مكيان واثنان بصريان وواحد طائفي وواحد بغدادي أو نيسابوري، وغرضه بسوقه بيان متابعة قيس بن سعد لابن جريج في رواية هذا الحديث عن عطاء (قال) ابن عباس (بعثني) والدي (العباس) بن عبد المطلب (إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو) صلى الله عليه وسلم (في بيت خالتي ميمونة) بنت الحارث رضي الله تعالى عنها (فبت معه) صلى الله عليه وسلم (تلك الليلة فقام) صلى الله عليه وسلم حالة كونه (يصلي) التهجد (من) جوف (الليل فقمت عن يساره فتناولني) أي فأخذني (من خلف ظهره فجعلني على يمينه) والله أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابع عشرها في حديث ابن عباس رضي
الله عنهما فقال:
1693 -
(00)(00)(وحدثنا) محمد بن عبد الله (بن نمير حدثنا أبي) عبد الله بن نمير (حدثنا عبد الملك) بن أبي سليمان ميسرة الفزاري الكوفي، وثقه النسائي والعجلي ويعقوب بن سفيان، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال في التقريب: صدوق له أوهام، من (5)(عن عطاء عن ابن عباس قال) ابن عباس (بت عند خالتي ميمونة) وساق عبد الملك (نحو حديث ابن جريج وقيس بن سعد) وهذا السند من خماسياته، غرضه بسوقه بيان متابعة عبد الملك لابن جريج وقيس بن سعد في رواية هذا الحديث عن عطاء.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة خامس عشرها في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال:
1694 -
(00)(00) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ. قَال: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً
ــ
1694 -
(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) الكوفي (حدثنا غندر) محمد بن جعفر الهذلي البصري (ح وحدثنا) محمد (بن المثنى و) محمد (بن بشار) البصريان (قالا: حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي البصري الملقب بغندر (حدثنا شعبة) بن الحجاج البصري (عن أبي جمرة) نصر بن عمران بن عصام الضبعي البصري، ثقة، من (3) (قال: سمعت ابن عباس) رضي الله عنهما. وهذان السندان من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون إلَّا ابن عباس، غرضه بيان متابعة أبي جمرة لكريب وعلي بن عبد الله وعطاء بن أبي رباح، حالة كونه (يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من) نوافل (الليل ثلاث عشرة ركعة).
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلَّا حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وذكر فيه خمس عشرة متابعة.
***