الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلا بزيادةِ الفاء- لاستفادة الحُكم المترجَم عليه، ولاختِلاف السَّنَد، وفائدة ذلك التَّنبيه على أنَّ كلًّا من شيخَيه حدَّثنا في مَقام، فقُتيبة في مَقام التَّحديث، وخالد في مقام طَرح المسألة، هذا مع فائدة التأْكيد وغيره.
6 - بابُ مَا جَاء فِي العِلْمِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} القِرَاءَةُ وَالعَرضُ عَلَى المُحَدِّثِ
وَرَأَى الْحَسَنُ وَالثَّوْرِيُّ وَمَالكٌ القِراءَةَ جَائِزَةً، وَاحتَجَّ بَعضُهُم فِي القِرَاءَةِ عَلَى العَالِم بِحَدِيثِ ضِمَامِ بْنِ ثَعلَبَةَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: آللهُ أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ؟ قَالَ: "نعم"، قَالَ: فَهذِهِ قِرَاءَة عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَ ضِمَامٌ قَوْمَهُ بِذَلِكَ فَأَجَازُوهُ، وَاحتَجَّ مَالكٌ بِالصَّكِّ يُقْرَأُ عَلَى القَوْمِ فَيَقُولُونَ: أَشهدَناَ فُلَان، وَيُقْرَأُ ذَلِكَ قِراءَةً عَلَيْهِم، وَيُقْرَأُ عَلَى المُقْرِئ فَيَقُولُ القَارِئُ: أَقْرَأَنِي فُلَانٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَا بَأْسَ بِالقِرَاءَةِ عَلَى العَالِم.
وَأَخْبَرَناَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرَبْرِيُّ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِذَا قُرِئَ
عَلَى المُحَدِّثِ فَلَا بَأسَ أَنْ يَقُولَ حَدَّثَنِي، قَالَ: وَسَمِعتُ أَبَا عَاصمٍ يَقُولُ، عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ: القِرَاءَةُ عَلَى العَالِم وَقِراءَتُهُ سَوَاء.
(باب القراءة والعرض على المحدث)
(على) مُتعلقةٌ بهما، وهو من التنازع، والمراد بالعرض هنا عرْض القراءة؛ بدليلِ ما ذكر في الباب لا عرْض المناولة، وهو أنْ يأتي إلى الشيخ يعرِض عليه أنَّه هل هو من روايته، فيتأمَّلُه الشيخ، ويقول: وقفْتُ على ما فيه، وهو حديثي، فأجزتُ لك أن تَرويه عني، وعلى الأوَّل فالعطْف للبَيان أنَّ له اسمين فهما وإن اتحدا ذاتًا لكنْ تغايَرا مفهومًا، ويُسمَّى مثْله العطف التَّفسيري.
(ورأى
…
) إلى آخره، هذه الأُمور خارجةٌ عن الترجمة مستأنفةٌ، ويحتمل أن تكون منها بتأْويلِ مصدرٍ؛ أي: وباب رأْي الحسَن
…
إلى آخره، ثم ذكَر بعد ذلك سنَده إلى الحسَن، وإلى الثَّوري، ومالك، فيما قالُوه، ثم أسنَد حديث ضِمام الذي قال فيه:(احتجَّ بعضُهم)، وذلك البعض هو الحُمَيدي شيخ البخاري، لكن قوله:(أخبر ضِمام قومه) وصلَه أبو داود عن ابن عبَّاس بلفْظ: أنَّ ضِمامًا قال لقومه عندما رجَع إليهم: إنَّ الله قد بعثَه رسولًا، الحديثَ.
وضِمام -بكسر المعجمة- بن ثَعلَبة -بمُثلَّثة مفتوحةٍ، ثم مُوحَّدة-: أخو بني سَعد بن بكْر السَّعدي، قَدِم على النبي صلى الله عليه وسلم، بعثَه إليه بنو سَعْد
يَسألُه عن الإسلام، رجَع إليهم، فأخبرهم بذلك، فأَسلَموا.
قال ابن عبَّاس: ما سمعنا بوافدٍ قطُّ أفضَل من ضِمام.
(آلله أمرك) الأول مرفوعٌ، والجملة خبرٌ، وفي الكلام استفهامٌ.
(أن تصلي) وفي بعضها: (بأن)، وفي بعضها؛ (نُصَلِّي) بالنون، أي: بأنْ تأْمُرنا بالصلاة.
(قال)؛ أي: البعض المُحتجُّ، وهو الحسَن، والثَّوريُّ، وغيرهما.
(قرأه على النبي صلى الله عليه وسلم) وفي نسخةٍ: (قِراءَة النبيِّ)؛ أي: القِراءة عليه أو له.
(فأجازه)؛ أي: النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أو أجازه قومُه؛ أي: بعد إسلامهم، أو كان فيهم يومئذٍ مُسلمون.
وفائدة ذِكْره الإشعار بـ (قَرأَه) باعتبار القِراءة على المُحدّث، وجواز العمَل بذلك، ومجرَّد القراءة على الشيخ يدلُّ على هذا المقصود.
(بالصكِّ) بتشديد الكاف: الكِتاب.
قال الجَوْهري: فارسيٌّ معرَّبٌ، والجمع صِكَاك وصُكوك.
(يقرأ) بالضم مبنيٌّ للمفعول.
(فلان) منوَّنٌ منصرِفٌ، وفي بعضها بعد ذلك:(وإنما ذلك قِراءةٌ عليهم).
قال (ط): هذه حُجةٌ قاطعةٌ؛ لأنَّ الإشهاد أَقوى حالًا من الإخبار.
(المقرئ)؛ أي: مُعلِّم القرآن.
(القارئ)؛ أي: المتعلِّم سواءٌ الذي قرأَ على المُقرئ أو غيره.
(محمد بن الحسن الواسطي) ليس في البخاري عنه إلا هذا الأثَر.
(قال: وسمعت أبا عاصم)؛ أي: قال البخاري ذلك، وليس فيه إشعارٌ بأنَّه حدَّثه؛ لجواز أنَّه كان قاصِدًا إسماعَ غيره، فسمعَه، ولهذا قال بعضهم:(سمعت) أحطُّ رتبةً من (حدثني)، و (أخبرني).
(سواء)؛ أي: في صِحَّة النَّقل وجواز الرِّواية، إلا أنَّ مالكًا استحبَّ القراءة على العالم، فذكَر الدَّارَقُطْني: أنَّ مالكًا لما قَدِم هارون المدينةَ سأَلوه أنْ يُسمع الأَمينَ والمأمونَ، وبعثُوا إليه، فلم يحضُر، فبعَث إليه أمير المؤمنين، فقال: العِلْم يُؤتَى أهلُه، ويُوقَّر، فقال: صَدَق، سِيْروا إليه، فساروا إليه، فسأَلوه أنْ يقرأَ هو عليهم، فأَبى، وقال: إنَّ عُلماء هذا البلد قالوا: إنما يُقرأ على العالم مثل ما يُقرأ القرآن على المعلِّم.
ورُوي عنه أيضًا أنَّه قال: العَرْض خيرٌ من السَّماع.
* * *
63 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيد -هُوَ الْمَقْبُرِيُّ-، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ: أَنَّهُ سَمعَ أَنسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَمَا نَحنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي المَسْجدِ، دَخَلَ
رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَناَخَهُ فِي المَسْجدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُم: أيَّكُمْ مُحَمَّد؟ وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانيهِم، فَقُلْنَا: هذا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ المُتَّكِئُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "قدْ أَجَبْتُكَ"، فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّد عَلَيْكَ فِي المَسْألَةِ، فَلَا تَجدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ، فَقَالَ:"سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ"، فَقَالَ أَسألكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ، آللهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كلِّهمْ؟ فَقَالَ:"اللَّهُمَّ نعم"، قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ قَالَ:"اللَّهُمَّ نعمْ"، قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ:"اللَّهُمَّ نعم"، قَالَ: أنشُدُكَ بِاللهِ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ تأخُذَ هذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فتقْسِمها عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ نعم"، فَقَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأنا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَناَ ضِمَامُ بْنُ ثَعلَبةَ أَخُو بني سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ.
رَوَاهُ مُوسَى وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بهذَا.
(بينما) أصله: (بين)، فزيد عليه (ما)، كما سبق.
(نحن جلوس) مبتدأٌ وخبرٌ، وهو جمع جالِس كشُهود، وشاهِد، ومحلُّ الجُملة جرٌّ بإضافة الظَّرف.
(في المسجد)؛ أي: مَسجِده صلى الله عليه وسلم، فاللام للعهد.
(عقَله) مفتوح الوسط يَعقِلُه عَقْلًا: إذا ثَنى وظِيْف البعير في
ذِراعه، فشدَّهما جميعًا في وسط الذِّراع، والوَظِيْف مُستدِقُّ السَّاق، والذراع في الإبل.
(ظَهرانيَهم) بفتح الظاء، والنون، يُقال: أقام بين أَظهُرهم
وظَهرانيهم؛ أي: بينهم، وإقحام لفْظ (الظهر) للدلالة على أن إقامته فيهم للاستِظهار بهم والاستِناد إليهم، وهو مما أُريد بلفْظ التثنية فيه معنى الجمع.
وقال (ك): وكأن معنى التثنية لأنَ ظهرًا منهم قُدَّامه وآخَر وراءه، وهو مكتوفٌ من جانبَيه، وكثُر حتى استُعمل في الإقامة بين القوم مطلقًا وإنْ لم يكن مكتوفًا، وزيادة الألف والنون تأكيدٌ كما تُزاد في النِّسبة إلى النفس، فيقال: نَفْساني.
(الأبيض) لا يُعارضه ما يأْتي في صِفَة النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه ليس بأبيض، ولا آدَم؛ لأن النفي هناك بَياض الجِصِّ، وكُره المنْظر، والمثبت هنا بياضٌ نيِّرٌ أزهرٌ.
(الرجل)؛ أي: الداخل، فاللام للعهد.
(بن عبد المطلب) بفتح الهمزة للنداء، و (بن) منصوبٌ؛ لأنَّه مضافٌ، ولأبي داود:(يا ابن).
(قد أجبتك) إما بمعنى: (سمعتُ)؛ لأنَّه لم يسبِق جوابٌ يُخبِر به، أو هذا إنشاءٌ للإجابة، وإنما أجابَه صلى الله عليه وسلم بذلك؛ لأنَّه أخلَّ بما يجب من رعاية غاية التعظيم، والأدَب بإدخاله الجَمَل في المسجد، وخِطابه
بـ: (أيُّكم) محمد، ويا بن عبد المطَّلب.
(فلا تجد عليَّ) مِن المَوجِدة؛ أي: لا تغضَب، بخلاف وجَدَ المطلُوبَ وُجُودًا، ووَجَدَ ضالَّته وِجْدانا، ووَجَد وَجْدًا حَزِن، وفي المال جِدَةً؛ أي: استغنى.
(عما بدا)؛ أي: ظَهر.
(آلله) بالمد؛ لأن فيه حرف استفهامٍ، وهو مرفوعٌ على الابتداء.
(اللهم) الميم بدلٌ من حرف النداء؛ أي: يا الله، وذُكر للتبرك، و (نعم) هو الجواب، وكأنَّه استَشهد بالله في ذلك تأكيدًا لصدقه.
(أَنشُدك) بفتح الهمزة وضم الشين؛ أي: أسألُك بالله.
قال الجَوْهري: نَشَدْتُ فلانًا أنْشَدُهُ نشدًا، إذا قلت له: نشدتُكَ الله؛ أي سألتك بالله، كأنَّكَ ذكَّرتَهُ إيَّاه فنَشَدَ؛ أي: تذكَّر.
(أن نصلي) بالنون عند الأَصِيْلِي.
قال (ع): وهو أوجه، وعند غيره بالتاء.
(الصلوات) في بعضها: (الصلاة)؛ فوصفها بالخمس لإرادة الجنْس.
(هذا الشهر)؛ أي: رمضان، فالإشارة بنوعه لا لعَينه.
(فتقسمها) بفتح التاء.
(فقرائنا)؛ أي: نصرف الزكاة، وإنْ لم ينحصر فيهم لكنَّهم الأغلب، أو من تغليب الاسم للكل لمقابَلة الأغنياء.
(آمنت) ليس هذا مبتدأَ إيمانِه؛ لأنَّ ما وقع بينهما ليس فيه إلا إيمانٌ يُفيد التأْكيد لا معجزة قد وجدت بسببها أُنشأَ الإيمان، فوجب أن يُقال: إنما أتى مُؤمنًا عارفا بنبوَّته عالمًا بمعجزته، ولهذا لم يسأل إلا عن تعميم الرِّسالة، وعن شرائع الإسلام لا عن أَصله، ولكنه لم يذكر الحجَّ إما لأنَّه قبل وقته، وإما لأن الرجل غير مُستطيعٍ، أو لأنَّه كان معلومًا عندهم من شريعة إبراهيم عليه السلام أو نحو ذلك.
وكونه جاء مُسلمًا هو ظاهر إيراد البخاري حديثَه في الترجمة، فجاء يعرِض ما سمعه عنه بواسطةٍ، نعم، ابن إسحاق ساق الحديث مَبْسوطًا بزياداتٍ:
منها: أنَّه لما فَرغ من أسئلته قال: أَشهدُ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا عبده ورسولَه، وظاهره أنَّه، إنما أسلَم حينئذٍ، ولهذا بوَّب عليه أبو داود:(باب المُشرك يدخُل المسجد).
وقال (ع): الظاهر أنَّ إسلامه كان بعد أن أتى، ولهذا في "مسلم":(وزَعَمَ رَسُولُكَ)، وفي حديث ابن عبَّاس:(فلمَّا فَرَغَ تَشهَّدَ).
قلتُ: الظاهر الأول، وما ذكر كلُّه يمكن تأْويله جمعًا بين الروايات.
وزعم (ك) أنَّ (ع) قال: إنَّ هذا الرجل لم يأتِ إلا مُسلمًا، وأنَّه جاء مستَثْبِتًا ومُشافِهًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو خلف ما ذَكَر.
(مَنْ ورائي) بفتح الميم.
(مِنْ قومي) بكسرها.
وجوز (ك) تنوينَ رسول، وكسر ميم (من ورائي)، وأنَّ (من قومي) تأْكيدٌ له.
(وأنا ضمام) قال ذلك لِما حصل له من الشَّرف بالإيمان، وإيمانِ قومه بسبَبه، وإنْ قُلنا جاء مؤمنًا؛ فلتحقيق قواعد الإسلام، وتعريف قَومه إياها.
(أخو بني سعد) زيادةُ بيانٍ في الشَّرف؛ أي: سعد بن بَكْر بن هوازن، وهم أَظآر النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويُقال لهم: سَعد بَكْر، وإنْ كان في العرب سُعودٌ أُخَر كسعد تميم، وسعد هُذيل، وسعد قَيْس، وفي المثَل: في كلِّ وادٍ بنو سَعْد.
قال ابن الصلاح: في الحديث دليلٌ لما قاله العلماء: إن العوام المقلِّدين مؤمنون يُكتفى منهم بمجرد اعتقاد الحقِّ جزْمًا خلافًا للمعتزلة؛ لتقريره صلى الله عليه وسلم ضِمامًا، ولم يقُل له: يجب عليك النظر في مُعجزتي والاستدلال.
قال (ط): وفيه قَبول خبر الواحد لقَبول قومه خبرَه من غير توقُّفٍ على خبرٍ آخر، وطهارةُ بول الإبِل وأَرواثها، وتسميةُ الأَدنى للأعلى باسمه دون كُنيته إلا أنَّه نُسخ في حقه صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى:{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ} [النور: 63] الآيةَ، وجواز الاتكاء بين الناس في المَجلِس، وتعريف الرَّجل بصفةٍ من بياضٍ وغيره، والاستِحلاف على