الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موسى بن محمد بن أبي بكر
ابن سالم بن سلمان المرداوي الحنبلي.
كان فقيهاً صالحاً حسن الهيئة مليح الشيبة.
قدم دمشق وحفظ المقنع وألفية ابن معطي، وحصّل كتباً، وكان يطالع وقنل، وسمع من خطيب مردابها، وبدمشق من ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وجماعة. ومرض بالفالج مدة طويلة وانقطع عشرين سنة لا يقدر أن يصلي إلا بمن يعينه في السجود ويجلسه.
وتوفي رحمه الله تعالى في سادس شهر رجب سنة تسع عشرة وسبع مئة.
وملده سنة خمس وأربعين وست مئة.
موسى بن محمد بن يحيى
عماد الدين اليوسفي المصري، المعروف بابن الشيخ يحيى، أحد مقدّمي الحلقة بالديار المصرية.
كان مشهوراً بالمروءة، معروفاً بالعصبية التي هي في حنايا جوانحه مخبوءة، يصحب الأكابر، ويغالطهم بالمودة ويكابر، ويلازم صحبة الأعيان ويثابر، لم تفته صحبة رب سيفٍ ولا قلم، ولا حامل عِلم ولا رافع عَلم، يتقرّب إليهم بالخدم ويسعى على رأسه في قضاياهم لا على القدم:
تلذّ له المروءة وهي تؤذي
…
ومن يعشق يلذّ له الغرامُ
وكان يعاني شيئاً من النظم والنثر على عاميته، ويأتي به طباعاً من غير تكلف سجيته، فيأتي من ذلك بما يُضحك الثكالى، وينشط القلوب للتعجب بعد أن كانت كُسالى، على أنه يأتي في ذلك بما يشبه التورية والاستخدام، والاستعارة والجناس الناقص والتام، فما كنت أنا ولا شيخنا الحافظ فتح الدين محمد بن سيد الناس نقضي العجب من ذلك، ونقول له: يا سيدنا سبحان من وسع عليك في هذا الفن المسالك، فيعجبه ذلك، ويقول: والله هذا ولم أقرأ المقامات ولا حفظت شيئاً من شعر المتنبي، ولا اشتغلت بشيء من العربية ولا العلم، فنقول له: هذه مواهب وقرائح.
ولم يزل على حاله الى أن وهى ركن العماد، ومال الى خراب عمره وماد.
وتوفي بالقاهرة رحمه الله تعالى في أوائل سنة تسع وخمسين وسبع مئة بالقاهرة.
وجمع لنفسه تاريخاً كبيراً، يجيء في خمس عشرة مجلدة، وله غير ذلك.
وكان يصحب الكبار مثل القاضي كريم الدين الكبير، واختص بجمال الكفاة وبالوزير علم الدين بن زنبور وبالأمير سيف الدين أيتمش نائب الكرك وصفد، وبالأمير بدر الدين جنكلي بن البابا، وبالحاج أرقطاي لما عمل النيابة بدمشق ومصر، وبغيرهم، واختص أخيراً بالأمير سيف الدين شيخو وسيف الدين صرغتمش.
وكان يكتب إلي قصائد وغيرها، فأحتاج الى أن أجيبه عن ذلك، ومما كتبته إليه:
دار عماد الدين شوقي لها
…
يجلّ أن يذكر بين العباد
ما راق طرفي بعدها منزل
…
لأنها في الحسن ذات العماد
وكتبت إليه:
أوحشتني يا عمدتي
…
وعلى الحقيقة يا عمادي
يا من غدا وشعاره
…
بين الورى بذل الأيادي
وله محاسن نشرها
…
متضوع في كل ناد
ومكارم بحديثها
…
فينا ترنّم كل شاد
ومروءة أبناؤها
…
مشهورة بين العباد
يكفي محبك أنه
…
من بعد بعدك في جهاد
محنٌ يذوب بنارها
…
صمّ الصخور من الجماد
وصبابة إن قلت قلّت
…
فهي تصبح في ازدياد
والصبر كنت أظنه
…
ممن يوصلني ببلادي
وحياتكم لم يرض أن
…
يشقى وخالف في المبادي
وكذا الكرى من عهدكم
…
للآن لم يعرف وسادي
والله لم يخرج معي
…
من عندكم إلا ودادي
فعدمت إلا أدمعاً
…
تحكي بصيّبها الغوادي
ووجدت كل بلية
…
حاشاكم إلا فؤادي
فغدوت أنشده وأط
…
لب عوده، ولمن أنادي
وأظنه في ربعكم
…
تجدونه بين الرماد