الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الهاء
هارون بن موسى بن محمد
رشيد الدين، المعروف بابن المصلّي الأرمنتي.
قال كمال الدين الأدفوي: اجتمعت به ولم يعلق بذهني منه شيء، وله شعر كثير يأتيه من جهة الطبع، ليس يُعرف له اشتغال، وكان إنساناً حسناً فيه لطافة.
وتوفي رحمه الله تعالى بأرمنت سنة ثلاثين وسبع مئة.
وأورد له قوله:
حثّها الشوق حثيثاً من وراها
…
فتراها عانقت تُرب ثراها
واعتراها الوجد حتى رقصتْ
…
طرباً أسكرني طيبُ شذاها
غنّني يا ساقي الراح بها
…
ليس يُغني فاقتي إلا غناها
منها في ذمّ الحشيش ومدح الخمر:
واملَ لي حتى تراني ميّتاً
…
إن موت السُكر للنفس حياها
ليس في الأرض نباتٌ أنبتت
…
فيه سرٌ حيّر العقل سواها
رامت الخضراء تحكي سُكرها
…
قتلوها بعد تقطيع قفاها
قال: وكان في قبلي الدمقرات قرية تسمى ببوية وفيها ببرويّة، فقال فيها الرشيد المذكور:
بدويّه في بَبويَهْ ساكنا
…
صيّرت عندي المحبة ماكنا
اسمها ست العربْ
…
هيّجت عندي الطّرب
أنا قاعد بين جماعة نستريح
عبرت وحده لها وجه مليح
بقوام اعدل من الغصن الرجيح
في الملاحة زايدا
ووراها قايدا
لو تكون لي رايدا
كنت نعطيها ألف دينار وازنا
…
وابن في داخل بيوتي ماذنا
وترى مني العجب
…
في تصانيف الأدب
نفرت مني كما نفر الغزال
واسفرت لي عن جبين يحكي الهلال
ورنت أرمت بعينيها نبال
ثم قالت يا فلان
خذ من احداقي أمان
معك في طول الزمان
فأنا والله مليحه فاتنا
…
ومن الحُساد ما أنا آمنا
والملوك واهل الرتب
…
ياخذوا من الحسب
قلت يا ستي أنا هوني نموت
ادفنوني عندكم جوّا البيوت
والعذارى حولها يمشوا سكوت
ثم قالوا كلّميه
يا عُريبه وارحميه
ذا غريب لا تهجريه
يشتهر حالك يصير لك كاينا
…
يقتلوه أهلك وتبقى ضامنا
ذا الحديث فيه العطب
…
ليس ذا وقت الغضب
قالت امض لا يكن عندك ضجر
واصطبر واعمل على قلبك حجر
ما طريقي سابله من جا عَبر
ذي العذارى يعرفوك
ما تراهم يسعفوك
ظلموني وأنصفوك
قم وعاهدني فما أنا خاينا
…
وأنا الليلة لروحي راهنا
مرّ وعبّي لي الذهب
…
فترى عقلك ذهبْ
عاهدتني وبقيت في الانتظار
واورثتني الذل بعد الانكسار
والدجا قد صار عندي كالنهار
عندما غاب القمر
واظلم الليل واعتكر
جف قلبي وانكسر
وعُريبا في حديثي واهنا
…
أمنه في سربها مطّامنا
والفؤاد مني اضطرب
…
ونشف ذاك الطرب
صرت نرى النجم الى وقت الصباح
إذ بدا ذا الكوكب الدرّي ولاح
وإذا هي قد أتت ست الملاح
والعذارى في عتاب
مع عريبا في ضراب
ثم قالت ذا الكلاب
ينبحوا تأتي الرجال الظاعنا
…
بالسيوف وبالرماح الطاعنا
يدركوني في الطلب
…
يجعلوا رأسي ذنبْ