المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محمد بن محمد بن علي - أعيان العصر وأعوان النصر - جـ ٥

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌محمد بن عمر بن مكي

- ‌محمد بن عمر بن إلياس

- ‌محمد بن عمر بن سالم

- ‌محمد بن عمر بن محمد

- ‌محمد بن عمر بن محمد بن عمر

- ‌‌‌محمد بن عمر

- ‌محمد بن عمر

- ‌محمد بن عمران بن عامر القطناني

- ‌محمد بن عنبرجي

- ‌محمد بن عيسى بن مهنّا

- ‌محمد بن عيسى بن عيسى

- ‌محمد بن غالب بن سعيد

- ‌محمد بن أبي الفتح

- ‌‌‌محمد بن فضل الله

- ‌محمد بن فضل الله

- ‌محمد بن فضل الله بن أبي الخير

- ‌محمد بن فضل الله بن أبي نصر

- ‌محمد بن أبي القاسم بن جميل

- ‌محمد بن أبي القاسم بن محمد

- ‌محمد بن قايماز بن عبد الله

- ‌محمد بن قطلوبك بن قراسُنقر

- ‌محمد بن قلاوون

- ‌محمد بن كجكن

- ‌محمد بن كشتغدي

- ‌محمد بن كوندك

- ‌محمد بن ليث العِدى

- ‌محمد بن مجاهد بن أبي الفوارس

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن بهرام

- ‌محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله

- ‌محمد بن محمد بن أبي بكر

- ‌‌‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن أحمد أبي القاسم

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن عبد القاهر

- ‌محمد بن محمد بن محمود بن مكي

- ‌محمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن سهل

- ‌محمد بن محمد بن المفضّل

- ‌محمد بن محمد بن هبة الله

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌‌‌محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن عبد المنعم

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله بن صغير

- ‌محمد بن محمد بن علي بن أبي طاهر

- ‌محمد بن محمد بن عثمان

- ‌محمد بن محمد بن عيسى بن نجّام

- ‌‌‌‌‌محمد بن محمد

- ‌‌‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن الحسن

- ‌محمد بن محمد بن مينا

- ‌محمد بن محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن محمد بن عطايا

- ‌محمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن محمد بن الحارث

- ‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن محمود

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن يوسف

- ‌‌‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمود

- ‌محمد بن محمود بن محمد

- ‌محمد بن محمود بن ناصر

- ‌محمد بن محمود بن سلمان

- ‌محمد بن محمود بن معبد

- ‌محمد بن مختار

- ‌محمد بن مسعود

- ‌محمد بن مسعود، صلاح الدين

- ‌محمد بن مسعود بن أوحد بن الخطير

- ‌محمد بن مسكين

- ‌محمد بن مسلم

- ‌محمد بن مصطفى بن زكريا

- ‌محمد بن مظفر بن عبد الغني

- ‌محمد بن معالي بن فضل الله

- ‌محمد بن المفضل

- ‌محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج

- ‌محمد بن مكرَّم

- ‌محمد بن مكي بن

- ‌محمد بن مكي

- ‌محمد بن المنجا

- ‌محمد بن المنذر

- ‌محمد بن منصور بن موسى

- ‌‌‌محمد بن منصور

- ‌محمد بن منصور

- ‌محمد بن موسى

- ‌محمد بن ناصر بن علي

- ‌محمد بن نبهان

- ‌محمد بن نجيب

- ‌محمد بن نصر الله

- ‌محمد بن نصر الله بن محمود

- ‌محمد بن نصر الله بن يوسف

- ‌محمد بن هاشم

- ‌محمد بن الهمام

- ‌محمد بن أبي الهيجاء بن محمد

- ‌محمدالأمير الكبير بدر الدين

- ‌محمد بن يحيى

- ‌محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد

- ‌محمد بن يحيى بن أحمد

- ‌محمد بن يحيى بن موسى

- ‌محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن يحيى بن أحمد بن سالم

- ‌محمد بن يحيى بن فضل الله

- ‌‌‌محمد بن يحيى

- ‌محمد بن يحيى

- ‌‌‌محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن يعقوب بن زيد

- ‌محمد بن يعقوب بن عبد الكريم

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الله

- ‌محمد بن يوسف

- ‌محمد بن يوسف بن محمد

- ‌محمد بن يوسف بن يعقوب

- ‌محمد بن يوسف

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الغني

- ‌محمد بن يوسف بن علي

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الله

- ‌محمد بن يونس بن فتيان

- ‌محمود بن أحمد

- ‌محمود بن أوحد بن الخطير

- ‌محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء

- ‌محمود بن أبي بكر بن حامد

- ‌محمود بن رمضان

- ‌محمود بن طي

- ‌محمود بن شروين

- ‌محمود بن عبد الرحمن بن أحمد

- ‌محمود بن محمد بن إبراهيم بن جملة

- ‌محمود بن علي بن محمود

- ‌محمود بن عزّي بن مشعل

- ‌محمود بن محمد بن عبد الرحيم

- ‌محمود بن محمد بن محمد

- ‌محمود بن مسعود بن مصلح

- ‌محمود بن مسعود

- ‌محمود بن ديوانا

- ‌المحوجب

- ‌مختارالأمير الكبير الطواشي

- ‌اللقب والنسبابن مخلوف

- ‌ابن مراجل

- ‌المرداوي

- ‌ابن المرحّل

- ‌والمغربي

- ‌وزين الدين

- ‌المَرجاني

- ‌ابن المخرمي

- ‌ابن المرواني

- ‌المراكشي

- ‌وتاج الدين

- ‌المريني

- ‌‌‌والمريني

- ‌والمريني

- ‌مريم بنت أحمد

- ‌ابن مزهر

- ‌وشرف الدين

- ‌ابن مُزَيْز

- ‌وعز الدين

- ‌‌‌والمزي

- ‌والمزي

- ‌مسعود بن أحمد

- ‌مسعود بن أوحد بن الخطير

- ‌مسعود بن سعيد

- ‌مسعود بن أبي الفضائل

- ‌مسعود بن قراسنقر

- ‌مسعود بن محمد بن محمد

- ‌الألقاب والأنسابابن المشهدي

- ‌ابن مصدّق

- ‌ابن مُصعب

- ‌المطروحي

- ‌المطعّم

- ‌ابن المطهّر

- ‌ابن معبد

- ‌المظفر بن محمد

- ‌مظفر بن عبد الله

- ‌الألقاب والأنسابابن المعلم

- ‌ابن معضاد

- ‌ابن المغازي

- ‌‌‌‌‌‌‌مغلطاي

- ‌‌‌‌‌مغلطاي

- ‌‌‌مغلطاي

- ‌مغلطاي

- ‌مغلطاي بن قليج

- ‌‌‌مغلطاي

- ‌مغلطاي

- ‌اللقب والنسبابن المغيث

- ‌ابن مكتوم

- ‌ابن المكرّم

- ‌ابن مكي

- ‌المقصّاتي المقرئ

- ‌المقدسي

- ‌المقريزي

- ‌المقاتلي

- ‌ابن مقاتل الزجّال

- ‌ابن مقلّد

- ‌بني المُغَيزل

- ‌ملك آص

- ‌ملِكْتَمُر

- ‌‌‌ملكتمر

- ‌ملكتمر

- ‌اللقب والنسبابن الملاق

- ‌ابن ملّي

- ‌المنجّا بن عثمان

- ‌‌‌‌‌اللقب والنسب

- ‌‌‌اللقب والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌ابن منتاب

- ‌منتصر بن الحسن بن منتصر

- ‌بنو المنجا

- ‌ابن المنذر

- ‌منصور بن جمّاز

- ‌منصور بن عبد الكريم

- ‌المنصور

- ‌‌‌والمنصور

- ‌والمنصور

- ‌والمنصور الكبير

- ‌ابن منعة

- ‌المنفلوطي

- ‌‌‌منكلي بُغا

- ‌منكلي بُغا

- ‌منكلي بغا

- ‌منكبرس

- ‌منكوتمر

- ‌الألقاب والأنسابابن مُنيّر

- ‌ابن مهاجر

- ‌ابن المهتار

- ‌ال‌‌مهدي

- ‌مهدي

- ‌مهلهل بن سعيد

- ‌ابن مهمندار العرب

- ‌مهنا بن عيسى بن مهنا

- ‌ابن المهندس

- ‌ابن الموازيني

- ‌موسى بن إبراهيم

- ‌موسى بن أحمد

- ‌موسى بن أحمد بن محمد

- ‌موسى بن أحمد

- ‌موسى بن أبي بكر

- ‌موسى بن أبي بكر

- ‌موسى بن رافع

- ‌موسى بن عبد الرحمن بن سلامة

- ‌موسى بن علي بن موسى

- ‌موسى بن علي بن قلاوون

- ‌موسى بن علي

- ‌موسى بن علي بن بيدو

- ‌موسى بن علي بن أبي طالب

- ‌موسى بن علي بن منكوتمر

- ‌موسى بن محمد

- ‌موسى بن محمد بن أبي الحسين

- ‌موسى بن محمد بن أبي بكر

- ‌موسى بن محمد بن يحيى

- ‌‌‌موسى

- ‌موسى

- ‌موسى بن يحيى بن فضل الله

- ‌موفقية

- ‌اللقب والنسب‌‌‌‌الموفّقي

- ‌‌‌الموفّق

- ‌الموفّق

- ‌ابن المولى الحموي

- ‌المؤيّد صاحب حماة إسماعيل بن علي

- ‌المؤيّد صاحب اليمن داود بن يوسف

- ‌والمؤيد ابن خطيب عقربا

- ‌ابن ميسّر

- ‌ابن مينا

- ‌حرف النون

- ‌ناصر بن منصور

- ‌ناصر بن أبي الفضل

- ‌ابن نبهان

- ‌نجم الحطيني

- ‌نجمة التركماني

- ‌‌‌الألقاب والأنساب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌ابن النجار

- ‌ابن النّحاس

- ‌وابن نحلة

- ‌ابن النحوية

- ‌نسب خاتون

- ‌ابن النشابي

- ‌‌‌النشائي

- ‌النشائي

- ‌النشّو ناظر الخاص عبد الوهاب

- ‌ابن النشو محمد بن عبد الرحيم

- ‌نصر بن سلمان بن عمر

- ‌نصر بن محمد بن محمد

- ‌نصير بن أحمد بن علي

- ‌ابن النصيبي

- ‌النصيبي القوصي

- ‌ابن النصير

- ‌نُضار

- ‌الألقابابن نفيس

- ‌ابن النقيب

- ‌النعمان بن دولات شاه

- ‌نعمون بن محمود

- ‌النسب واللقبالنمراوي

- ‌ابن نوح

- ‌النهاوندي

- ‌نوروز

- ‌نوروز

- ‌اللقب والنسبالنور الحكيم

- ‌‌‌نوغاي

- ‌نوغاي

- ‌الألقاب والنسبابن أبي النوق

- ‌النويري

- ‌حرف الهاء

- ‌هارون بن موسى بن محمد

- ‌اللقب والنسبابن هارون المغربي

- ‌هاشم بن عبد الله بن علي

- ‌الهاشمي

- ‌هبة الله بن عبد الرحيم

- ‌هبة الله بن علي

- ‌هبة الله بن محمود

- ‌هبة الله بن مسعود بن أبي الفضائل

- ‌هدية بنت علي بن عسكر

- ‌الألقاب والأنسابالهذباني

- ‌الهكاري

- ‌ابن هود

- ‌الهرغي

- ‌ابن الهمام

- ‌أولاد ابن هلال

- ‌ابن الهيتي

- ‌حرف الواو

- ‌ابن والي الليل

- ‌الوتار القوّاس

- ‌وحيد الدين إمام الكلاسةيحيى بن أحمد

- ‌ابن ورّيدة

- ‌وهبان بن علي

- ‌الألقاب والأنسابابن واصل

- ‌الواني

- ‌‌‌والواني

- ‌والواني

- ‌الواسطي

- ‌ابن الواسطي

- ‌الوادعي

- ‌الوردي

- ‌ابن الوردي

- ‌وليّ الدولة

- ‌ابن الوحيد الكاتب

- ‌ابن الوزيري

- ‌أبو الوليد المالكي

- ‌الوطواط الوراق

- ‌حرف الياء

- ‌يحيى بن إبراهيم

- ‌يحيى بن أحمد بن يوسف

- ‌يحيى بن أحمد بن عبد العزيز

- ‌يحيى بن أحمد بن نعمة

- ‌يحيى بن إسحاق

- ‌يحيى بن إسماعيل

- ‌يحيى بن سليمان

- ‌يحيى بن صالح

- ‌يحيى بن عبد الله

- ‌يحيى بن عبد الرحمن

- ‌يحيى بن عبد الرحيم

- ‌يحيى بن عبد الرحيم بن زكير

- ‌يحيى بن عبد اللطيف

- ‌يحيى بن عبد الوهاب

- ‌يحيى بن علي

- ‌يحيى بن علي بن أبي الحسن

- ‌يحيى بن فضل الله

- ‌‌‌يحيى بن محمد بن علي

- ‌يحيى بن محمد بن علي

- ‌يحيى بن محمد بن سعد

- ‌يحيى بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌يحيى بن مصطفى

- ‌يحيى بن يوسف

- ‌يحيى الملك

- ‌يزدار

- ‌يعقوب بن إبراهيم

- ‌يعقوب بن عبد الكريم

- ‌يعقوب

- ‌يعقوب بن مظفر

- ‌يلبسطي

- ‌يلبغا

- ‌اليلداني

- ‌يلقطلو

- ‌اليمني

- ‌ابن يمن

- ‌ينجي

- ‌ينغجار

- ‌يوسف بن إبراهيم بن جملة

- ‌يوسف بن أحمد

- ‌يوسف بن أحمد بن جعفر

- ‌يوسف بن أحمد بن إبراهيم

- ‌يوسف بن أحمد بن أبي بكر

- ‌‌‌يوسف بن أحمد بن محمد

- ‌يوسف بن أحمد بن محمد

- ‌يوسف بن أحمد بن يوسف

- ‌‌‌يوسف بن أسعد

- ‌يوسف بن أسعد

- ‌يوسف بن إسماعيل

- ‌يوسف بن إسماعيل بن عثمان

- ‌يوسف بن أبي بكر

- ‌يوسف بن أبي البيان

- ‌يوسف بن حمّاد

- ‌يوسف بن دانيال

- ‌يوسف بن داود بن عيسى

- ‌يوسف بن رزق الله

- ‌يوسف بن سليمان

- ‌يوسف بن سيف الدولة

- ‌يوسف بن شاذي

- ‌يوسف بن عبد الله

- ‌يوسف بن أبي عبد الله

- ‌يوسف بن عبد الرحمن

- ‌يوسف بن عبد الغالب

- ‌يوسف بن عبد المحمود

- ‌يوسف بن عمر بن الحسين

- ‌يوسف بن محمد

- ‌‌‌يوسف بن محمد

- ‌يوسف بن محمد

- ‌يوسف بن محمد بن عثمان

- ‌يوسف بن محمد بن منصور

- ‌يوسف بن محمد بن يعقوب

- ‌يوسف بن محمد بن عبيد الله

- ‌يوسف بن محمد بن محمد

- ‌يوسف بن محمد بن منصور

- ‌يوسف بن محمد بن أحمد

- ‌يوسف بن محمد بن نصر

- ‌يوسف بن محمد بن سلميان

- ‌يوسف بن مظفر

- ‌يوسف بن موسى

- ‌يوسف بن موسى بن أحمد

- ‌يوسف بن أبي نصر

- ‌يوسف بن هبة الله

- ‌يوسف بن هلال

- ‌يوسف بن يوسف

- ‌يوسف حَوْك

- ‌يونس بن إبراهيم

- ‌يونس بن إبراهيم

- ‌يونس بن أحمد

- ‌يونس بن أحمد بن صلاح

- ‌يونس بن حمزة

- ‌يونس بن عبد المجيد

- ‌يونس بن عيسى

- ‌اليونيني

الفصل: ‌محمد بن محمد بن علي

قال شيخنا علم الدين البرزالي: ووالد جمال الدين المذكور سبط الشيخ مجد الدين الإخميمي خطيب مصر.

‌محمد بن محمد بن علي

ابن محمد بن سليم، الصاحب تاج الدين أبو عبد الله ابن الصاحب فخر الدين ابن الوزير بهاء الدين ابن حنا.

سمع من سبط السّلفي جزء الذهلي، ومن الشرف المُرسي. وبدمشق من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر، وحدّث بدمشق وبمصر.

رأى من العز والوجاهة ما لا رآه جدّه، وساعده على الرئاسة حظه وجدّه.

كان ذا تصوّن ورياسة وسيادة، وتفنن في المكارم بلغ من العلياء ما أراده، وانتهت إليه رياسة مصره في عصره، وسيادة دهره في سرّه وجهره.

وكان شكله حسناً، وبزّته إذا رآها الناظر لم يذق معها وسنا، لأنه تفنن في مطعمه وملبسه، ومركوبه ومجلسه، وراحة قلبه وبدنه، وسكنه ومسكنه، مع كثرة صدقاته على الفقراء. ومبراته للأمراء، وتواضعه الذي ملك به قلوب الأصاغر والعظماء.

وزاده زينة والبدر أحسن ما تراه في طرف السّماء، وعزم تلاه الحزم، ولم يدخل عليه من العوامل إذا ذوات الجزم.

ص: 112

مستبدّ بهمةٍ جعلته

في علوّ المرمي شريك النّجومِ

وخلال لو استردّت إليها

مثلُها ما وجدْتها في الغيوم

وكان ممدّحاً معظّماً، يختار الشعراء لأمداحه الدرّ الكبار منظّماً.

وولي الوزارة مرتين، وتجمّلت به كرّتين. ثم إن الوزراء بعده كانوا له غلماناً، ولأوامره كفلاء وضمّاناً.

ولم يزل على حاله الى أن سكن ابن حنّا زوايا ضريحه، وخرج فقده من معمّاه الى صريحه.

وتوفي رحمه الله تعالى ليلة السبت خامس جمادى الآخرة سنة سبع وسبع مئة.

ومولده في يوم الخميس سابع شعبان سنة أربعين وستّ مئة.

وهو الذي اشترى الآثار النبوية على ما قيل بمبلغ ستين ألف درهم، وجعلها في مكانه بالمعشوق، وهو المكان المنسوب إليه بمصر، وقد زرت هذه الآثار ورأيتها مرتين، وهي قطعة من العنزة ومِرْوَد ومِخْصَف وملقط وقطعة من القصعة، وكحّلت ناظري برؤيتها، وقلت أنا:

أكرِم بآثار النبيّ محمدٍ

من زارها استوفى السعودَ مزارُهُ

يا عين دونَكِ فالحظي وتمتّعي

إن لم تَريه فهذه آثارُه

وحكى لي الإمام العلامة شيخنا شهاب الدين أبو الثّناء محمود وغير واحد أن الصاحب فخر الدين بن الخليلي لما لبس تشريف الوزارة وتوجّه الى القلعة بالخلعة

ص: 113

الى عند الصاحب تاج الدين، وجلس بين يدين وقبّل يده، فأراد الصاحب تاج الدين أن يُجبره ويعظّم قدره، فالتفت الى بعض غلمانه الواقفين أو عبيده وطلب منه توقيعاً بمرتب يختص بذلك الشخص، فأخذه وقال: مولانا يعلّم على هذا التوقيع، فأخذه وقبّله وعلّم عليه قدّامه.

وكان شيخنا الحافظ فتح الدين إذا حكى ذلك يقول: هذه الحالة من الصاحب تاج الدين بمنزلة الإجازة والإمضاء لوزارة ابن الخليلي.

ومن أحسن حركة اعتمدها ما حكاه لي القاضي شهاب الدين بن فضل الله قال: اجتزت بتربة فرأيت في داخلها مكتباً للأيتام، وهم يكتبون القرآن في ألواحهم، فإذا أرادوا مسحَها غسلوا الألواح وقلبوا الماء على قبره، فسألتُ عن ذلك فقيل لي: هذا شرطٌ في هذا الوقف، وهذا مقصدٌ حسن وعقيدة صحيحة.

وكان جدّه الصاحب بهاء الدين يؤثره على أولاده لصُلبه ويعظّمه عليهم. أخبرني القاضي شهاب الدين بن فضل الله قال: أخبرني قاضي القضاة جلال الدين القزويني رحمه الله تعالى، قال: وقفتُ على إقرار الصاحب بهاء الدين بأنه في ذمّته للصاحب تاج الدين ولأخيه مبلغ ستين ألف دينار مصرية.

ومن وجاهته وعظمته في النفوس أنه لما نُكب على يد الشجاعي جرّده من قماشه وضربه مقرعةً واحدةً من فوق قميصه، ولم يدعه الناس يصل الى أكثر من ذلك مع جبروت الشجاعي وعتوّه وتمكّنه من السلطان.

وكنان قد رُتّب في الوزارة بعد ابن السّلعوس وقتل الأشرف في أول دولة الناصر

ص: 114

محمد بن المنصور وقتل الشجاعي، وذلك في صفر سنة ثلاث وتسعين وست مئة الى أن عُزل بابن الخليلي فخر الدين في جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وست مئة.

وكان الصاحب يتعاطى الفروسية ويحضر الغزوات ويتصيّد بالجوارح والجوامي، ولما قدم من غزوة حمص امتدحه الحكيم شمس الدين محمد بن دانيال وذلك في سنة ثمانين وست مئة، وأول القصيدة:

تذكّرت سُعدى أم أتاك خيالُها

أم الريحُ قد هبّت إليك شمالُها

منها:

لقد أقبل الصّدر الوزيرُ محمّد

فأقبلَتِ الدنيا وسُرَّ وصالُها

منها:

بغى أبغا لما تصرّع أهله

بدار هَوانٍ قد عراهُم نكالُها

وألقوا عن الأفراس حيثُ رؤوسهم

أكاليلُها فوق التّراب نعالُها

وكان لها تلك الذوائبُ في الثّرى

شكالاً وثيقاً حين حلّ وثالُها

فأمْسَوا فراشاً والأسنّة شُرّعٌ

ذِبالٌ الى أن أحرقتهُم ذبالُها

وأنشدني إجازة لنفسه شيخنا العلامة أبو الثناء يمدحه بقصيدة تزيد على الثمانين بيتاً أولها:

أعليَّ في ذكر الدّيار مَلامُ

أم هل تذكُّرُها عليَّ حرامُ

أم هل أُذَمّ إذا ذكرتُ منازلاً

فارَقْتُها ولها عليّ ذِمامُ

ص: 115

دار الأحبة والهوى وشبيبة

ذهبت وجيرانٌ عليّ كِرام

فارقتُهم فأرقْتُ من وجدي بهم

أفَهَل لهم أو للكرى إلمام

كانوا حياتي وابتُليتُ بفقدهم

فعلى الحياة تحيّةٌ وسلام

أشتاقُها شوقَ الغريب مزاره

سَفهاً وإلا أين مني الشام

وتروقني خِدعُ المُنى منها وقد

بعُدَ المدى وتمادت الأيام

وتلذّ لي سُنّة الكرى لا رغبةً

في النوم بل لتعيدَها الأحلام

وتمثّل الأوهام لي أني بها

ثاوٍ ولذّات الهوى أوهام

وكأن دمعَ تشوّفي وخيالَها

دِمَنٌ ألمّ بها فقال سلام

منها:

وله بظلِّ محمد بن محمدٍ

حرمٌ يُطاف بركنه ومقامُ

الصاحب المولى الوزيرُ ومن به

بُعثتْ عِظام المجد وهي رمام

متفرّدٌ دون الورى بمناقبٍ

أمسى لها بين النجوم مقامُ

خُلُق كنشر الروض حُلَّ لنوره

بيد الصَّبا عند الصباح لثام

وبديهة أسرى وأسرعُ من سَنا

برقٍ بَدا فكأنّها إلهامُ

من خاطر كالنار يجري ماؤه

عذباً وهل تُجري المياهُ ضرام

من كل مغنى لو تمثّل جوهراً

فرداً أقرّ له بها النظام

وشجاعة ما عامرٌ فيها له

قدم ولا عمرٌو له إقدام

ثبْتَ الجِنان إذا الفوارسُ أحجمتْ

خوفَ الرّدى لم يُثنه إحجام

وبكفّه في جحفلٍ أو محفل

تُزجى الرِّماح السمرُ والأقلام

ص: 116

وهذه قصيدة غرّاء طنانة، وقد أثبتها بكمالها في الجزء التاسع عشر من التذكرة التي لي.

وحكى لي عنه سيادةً كثيرة شاهدها منه، من ذلك أنه قال: دخلت يوماً إليه، فلقيني إنسان من الشعراء - نسيت أنا اسمه - ومعه قصيدة قد امتدحه بها، فقال: يا مولانا لي مدّة ولم يتفق لي إلى الصاحب وصول، فأخذتها منه ودخلت بها إليه وقلت: بالباب شاعرٌ وقد مدح مولانا، فقال: يدخل. فأعطاه القصيدة، ولم يمتنع من إسماعها كما يفعله بعض الناس، فلما فرغت أخذها منه، ووضعها الى جانبه، ولم يتكلم ولا أشار. فحضر خادم ومعه مبلغ مئتي درهم وتفصيلة، فدفعها لذلك الشاعر.

قلت: وهذه غاية في السيادة والرئاسة من سماعها وعدم قوله: أعطوه كذا، أو إشارة الى من يحضر فيشير إليه.

وقيل عنه: إنه كانت أحواله كلُّها كذا لا يشير بشيء ولا يتكلم به في بيته، وكل ما تدعو الحاجة إليه يقع على وفق المراد، وحكى لي أنه أضاف جدّه يوماً ووسّع فيه، فلما عاد الى بيته أخذ الناس يعجبون منه ومن همّته وكرم نفسه، فقال الصاحب بهاء الدين: ليس ما ذكرتموه بعجيب، لأن نفسه كريمة ومُكْنتُهُ متّسعة، والعجب العجب كونه طول هذا النهار وما حضر فيه من المأكول والمشروب والطعام والفاكهة والحلوى وغير ذلك على اختلاف أنواعه، ما قام من مكانه، ولا دعا خادماً فأسرّ إليه بشيء، ولا أشار بطرفه ولا بيده، ولم يجئ إليه أحد من خدمه ولا إشار إليه. وقيل: إن الناس تعجّبوا من كثرتهم وتشربهم الماء البارد في كيزان عامّة

ص: 117

النهار، فسُئل عن ذلك فيما بعد، فقال: اشترينا خمس مئة كوز، وبعثنا الى الجيران قليلاً، برّدوا ذلك في الباذهنجات التي لهم.

ولا شكّ في أنه كان عالي الهمّة ممجَّداً مسوّداً، ولكن لم يكن له سعادة جدّه ولا دربته في تنفيذ الوزارة، فإنه وليها مرّتين وما أنجب فيها، وكان له إنسان مرتب معه حمام كحمام البطايق مدرَّب، إذا خرج من باب القرافة أطلق ما معه من الحمام، فيروح الى الدار التي له فيعلم أهله أنه قد خرج من القلعة، فيرمون الطُّطماح والملوخية وغير ذلك من أنواع الطعام ومن المطجَّن وما شابهه، حتى إذا جاء وجد الطعام حاصلاً والسماط ممدوداً.

وله ديوان شعر لطيف سمعه منه ابن شامه وابن الصابوني.

أخبرني شيخنا العلامة أثير الدين قال: اجتمعت به وسمعت عليه شيئاً من الحديث، وأنشدني من لفظه لنفسه:

ولقد أتيت على أغرّ أدهمٍ

عبل الشّوى كالليل إذ هو مظلمُ

وبكفي اليُمنى قَناةٌ لدْنةٌ

كالأُفعوان سنانها منه الفمُ

متقلّداً غضباً كأن متونه

برقٌ تلألأ أو حريقٌ مضرم

وعليّ سابغةُ الذّيول كأنها

سلخٌ كسانيه الشجاع الأرقم

وعلى المفارق بيضة عاديّةٌ

كالنّجم لاح وأين منها الأنجم

فالرّعد من تِصهال خيلي والسّنا

برقُ الأسنّة والرّذاذ هو الدّمُ

ص: 118

وكان قد اشترى فرساً من العرب، فأقامت عنده مدة في الحاضرة، ثم إنه عبر بها على بيوت العرب، فجفلت به، فقال:

نسيتِ بيوت الشّعرِ يا فرسي وقد

ربيتِ بها والحُر للعهد ذاكرُ

ولكن رأيتيها بنجدٍ وأهلُها

على صفةٍ أخرى فعُذرك ظاهرُ

قلت: أثبت الياء في قوله: رأيتها وإنما هي بكسر التاء، فأشبع، فنشأت ياء.

قال شيخنا أثير الدين: ونظمتُ أنا هذا المعنى فقلت:

عجبتُ لمهري إذ رأى العُرب نُكّبا

كأنْ لم يكن بين الأعاريب قد رَبا

أجل ليس نكراً للفريق وإنما

تخوّف عُتباً منهم فتجنّبا

وقد سمع منه شيخنا الذهبي وجالسه، وأنشده من شعره، واعتكف مرة في مئذنة عرفات بجامع مصر ثلاثة أيام، فقال السّراج الورّاق، ونقلت ذلك من خطه:

ثلاثة أيام قطعتَ كطولها

ثلاث شديدات من السنوات

حجبْن مُحيّا الصاحب بن محمد

ليجمع بين الحُسن والحَسناتِ

وما كاد قلبي أن يقرَّ قراره

لأني بمصر وهو في عرفات

ولما عمّر الصاحب تاج الدين جامع دير الطين قال السرّاج الوراق، ومن خطه نقلت:

بنيتم على تقوى من الله مسجداً

وخيرُ مباني العابدين مساجدُ

ص: 119

وأعلن داعيه الأذان فبادرت

إجابته الصمُّ الجبالُ الجلامِدُ

ونالت نواقيسَ الدّيارات وجْمةٌ

وخوفٌ فلم يمدد إليهنّ ساعد

تبكي عليهنّ البطاريق في الدجى

وهنّ لديهم مُلقَياتٌ كواسد

بذا قضتِ الأيام ما بين أهلها

مصائب قوم عند قوم فوائد

قلت: البيتان الأخيران لأبي الطيب المتنبي من قصيدة مشهورة.

وأهدى إليه الصاحب تاج الدين عسلاً مسعودياً فقال، ومن خطه نقلت:

من الظّرف ردّ الطّرف ممتلئاً حمدا

كما جاء من نعماكَ ممتلئاً رَفدا

وكنتُ لَسيعاً من زماني وصرفِه

فبدّلني من سمّه القاتل الشُّهَدا

منها:

أتاني مسعودٌ به لون عِرضه

بياضاً جَلا من حالِك الحال ما اسودّا

فأدْنيتُ مَن أبعدتُها لا قِلًى لها

ولكن من الأشياء ما يوجب البُعدا

فإن رفع الدّاعي يديه فهذه

بأربعها تدعو فتستفْرِغُ الجُهدا

وأرسل إليه الصاحب يوماً ديوكاً مخصية، فاستبقاهنّ، فأرسل إليه دجاجة كبيرة، ومن خطه نقلت ما قاله في ذلك:

فديتُ الدّيوكَ بذبحٍ عظيمٍ

وأنقذتُها من عذاب أليمْ

فناري لهم مثلُ نار الخلي

ل ونارُك لي مثل نار الكليمْ

وذو العرف بالله في جنة

فكُن واثقاً بالأمان العظيم

ص: 120

لقد أنسَتْ لي دارٌ بهم

ومن قبلها أصبحت كالصّريم

مشَوا كالطّواويس في ملبسٍ

بهيِّ البرود بهيج الرّقوم

كأني أشاهدُهم كالقُضاة

بسمتٍ عليهم كسمتِ الحليم

وإلا أزمّة دارٍ غدت

بهم حرَماً آمناً كالحريم

ولا فرقَ بيني وبين الخَصيّ

فلمَ لا أراهم بعين الحميمِ

ونعمَ الفِداُ لهم قد بعثت

من الفاتنات ذوات الشّحوم

أعدتَ الشباب الى مطبخي

وقد كان شابَ بحمل الهُموم

وعادت قُدوري زنجيةً

فأعْجبْ بزنجية عند رومي

وطال لسانٌ لناري به

خصمتُ خُطوباً غدت من خصومي

وأمسيتُ ضيفَك في منزلي

ومن فيه ضيفٌ لضيف الكريمِ

قلت: قوله: زنجية عند رومي ظرّف فيه الى الغاية، لأن السّراج رحمه الله تعالى كان أشقر أزرق، ولذلك قال، ومن خطه نقلت:

ومن رآني والحمار مَركبي

وزرقتي للروم عِرقٌ قد ضربْ

قال وقد أبصر وجهي مُقبلاً

لا فارسَ الخيل ولا وجهَ العربْ

ونقلت من خطّ السراج الوراق قصدة مدح بها الصاحب تاج الدين أولها:

أترومُ صبري دون ذاك الرّيم

هيهاتَ لمتُ عليه غير ملومِ

لو شاهدَت عيناكَ ما شاهدتُه

لرجعتَ في أمري الى التّسليم

مُخضرُّ آسٍ واحْمِرارُ شقائقٍ

أنا منهُما في جنة وجحيمِ

ص: 121

ومعاطفٌ من دونهنّ روادفٌ

أنا منهما في مقعد ومُقيم

سَلْ طرفَه عن شعره الدّاجي فلن

يُخبرك عن طول الدُجى كسقيم

يا غُصن قامته إليك تحيتي

مع كل ماطرةٍ وكل نسيم

إن الجمال له بغير مُنازع

والوجدُ لي فيه بغير قسيم

وكذا العُلا لمحمّد بن محمّد ب

ن عليّ بن محمد بن سليم

نسبٌ كمطّرد الكُعوب فلا تَرى

إلا كريماً ينتمي لكريم

منها:

وشبيبة حرس التُقى أطرافها

فلها محلّ الشيب في التعظيمِ

وإذا تحرّمتِ المسائلُ باسْمه

جلّى عن التحليل والتحريم

إن قال لا يخلو فما من علةٍ

تبقى لصحةِ ذلك التقسيم

أما إذا جارى أخاهُ أحمداً

شاهدتَ بحري نائلٍ وعُلومِ

بحرانِ إن شئتَ النّدى، نجمان إن

شِئتَ الهُدى، غَوثانِ في الإقليم

وكتب الصاحب تاج الدين الى الورّاق يعزيه في حمار له سقط في بئر فنفق:

يَفديك جحشُك إذ مضى متردّياً

وبتالدٍ يُفدى الأديبُ وطارفِ

عدم الشّعير فلا رآه ولا يرى

تَبناً وراح من الظّمأ كالتّالف

ورأى البُويرةَ غير خافٍ ماؤها

فرأى حُشاشةَ نفسه لمخاوف

فهو الشهيد لكم بوافرِ فضلُكُم

هذي المكارم لا حمامة خاطِفِ

قومٌ يموت حمارُهُم عطشاً لقد

أزرَوا بحاتم في الزّمان السّالف

قلت: قوله: لا حمامة خاطف يشير فيها الى أبيات ابن عنين التي مدح بها

ص: 122

الإمام فخر الدين الرازي وهو على المنبر فجاءت إليه حمامة وراءها جارح، فقال ابن عنين أبياتاً منها:

جاءت سليمان الزّمان حمامةٌ

والموتُ يلمع من جناحَيْ خاطفِ

مَن أعلمَ الورقاءَ أن محلّكم

حرمُ وأنك ملجأُ للخائفِ

وأجاب الوراق للصاحب تاج الدين بقصيدة طويلة، ومن خطّه نقلت:

أذنَتْ قُطوف ثمارها للقاطف

وثنت بأنفاس النّسيم معاطفي

منها، فيما يتعلّق بالحمار:

ولكمْ بكيتُ عليه عهدِ مرابع

ومراتع رُشّت بدمعي الذارفِ

يُمسي على يُسري وعُسري صابراً

بمعارفٍ تلهيه دون معالفِ

وقد استمرّ على القناعة يقتدي

بي وهي في ذا الوقت جلّ وظائفي

ودعاهُ للبئر الصّدى فأجابه

واعتاقَهُ صرفُ الحمام الآزِفِ

وهو المُدلُّ بألْفةٍ طالت وما

أنسى حقوق مرابعي ومآلفي

وموافقي في كل ما حاولته

في الدهر غير مواقفي ومخالفي

دورانُ طاحونٍ لساقية لنق

لِ الماء في شاتٍ ويوم صائفِ

لكنْ بماء البئر راح بنقلةٍ

فثلاثُ شاماتٍ بموتٍ جارِفِ

ونظم الصاحب يوماً بيتا وهو:

توفي الجمال الفائزيّ وإنه

لخَيرُ صديقٍ كان في زمنِ العُسرِ

ص: 123

وأمر الوراق بإجازته فقال:

فيا ربّ عاملْهُ بألطافك التي

يكونُ بها في الفائزين لدى الحشرِ

ومما ينسب الى الصاحب تاج الدين:

توهّم واشينا بليلٍ مزارنا

فجاء ليسعى بيننا بالتّباعد

فعانقته حتى اتّحدْنا تلازُماً

فلم يرَ واشينا سوى فرد واحدِ

قلت: هو مأخوذ من قول الأول:

كأنني عانقْتُ ريحانَة

تنفّستْ في ليلها الباردِ

فلو تَرانا في قميص الدُجى

حسبتَنا في جسدٍ واحد

وقلت أنا وقد كنا بمرح الغسّولة في يوم من الربيع، فورد علينا برد شديد الى الغاية:

أتانا فجأة بردٌ شديد

أنا للمدح فيه غير جاحدْ

لأني كنتُ عن إلفي بَعيداً

فصيّرني ومَن أهواه واحِدْ

وكتب شيخنا العلامة شهاب الدين أبو الثناء محمود الى الصاحب تاج الدين مع رأس فانوس أهداه وفيه صورة الفلك:

أيا مولى أعوذ مجْد

هـ بالروح والمُلكِ

ومَن بِسَنا مفاخره

تُضيء غياهبُ الحلكِ

بعثتَ بما أبَوه إذا

يصحّف من كُنى مَلك

يُريك الشّمس في جُنح الدجا

في قبّة الفلكِ

ص: 124

فكتب الصاحب تاج الدين الجواب:

أتَتني من الحبر الكريم هديةٌ

بها من أبي فانوسَ نسبةَ ناسِبْ

وما أبعدَ الفانوس إلا لريبةٍ

مَطالبها مرجوة في الغباهِبْ

شياطينُها ترجو انقضاضَ شِهابها

وتأمَلُ منه أن تفوزَ بثاقِبْ

وكان شيخنا العلامة شهاب الدين محمود رحمه الله تعالى في يوم عند الصاحب تاج الدين، فقام الى الصلاة، ورمى إليه بخاتم فضة فصّه زبرجد، ولما انفتل من الصلاة أنشده الشيخ شهاب الدين محمود لنفسه:

يا سيّد الوزراء يا مَن كفُّه

أربى نَداهُ على سماح حاتمِ

أشبهتَ في الخلق الوصيّ وفعله

لما تصدّق في الصلاة بخاتم

ومن شعر الصاحب تاج الدين مُلغزاً في الورد:

ومعركة أبطالُها قد تخضّبت

أكفُهم من شدة الضّرب عندما

لهم عندها ثأرٌ وللنار عنبرٌ

تأجج حتى يترك الوردَ أدهما

ومنه يمدح الشيخ خضر المكّاري:

وجُزت بميدان العبادة غاية

تُذكرني يومَ السّباقِ ابنَ أدهَما

ونظم يوماً بيتاً وهو:

ألا قاتل الله الحمامة إنها

أذابت فُؤاد الصّبّ لما تغّنَت

وقال للوراق: أجزه. فقال قصيدة أولها:

أطارحُها شكوى الغرام وبثّه

فما صدحتْ إلا أجبتُ بأنّة

ومما ينسب الى الصاحب تاج الدين هذه الموشّحة وقد التزم فيها الحاء قبل اللام وهي:

ص: 125

قد أنحلالجسم أسمرْ أكحلْوأوحلْالقلبُ فيه مُذ حلْ

يميلُ

وعنه لا أميلُ

يحول

وعنه لا أحول

أقول

إذ زاد بين النُحولُ

أما حلّعِقدَ الصَّدود ينحلّويرحلْعن جسمي المُزَحّلْ

برَغمي

كم يستبيحُ ظُلمي

ويرمي

بحربه لسلمي

وجسمي

مع التزام سُقمي

منحّلْوقد غدا مرحّلْفكم حلسفكَ دمي وما حلْ

متوّجْ

بالحُسن هذا الأبهَجْ

مدبّجْ

عِذاره بالبنفسجْ

مفلَّجْ

يرنو بطَرفٍ أدعجْ

مكحّلْوريقه المنحّلْمُفحّلْبالعنبر المحَلحَل

كم أبعَدْ

وكم أبيتُ مُكمَدْ

ويعمَد

بهجرِهِ لا يفقَدْ

ويجهَدْ

في ارتضاء مَن قَدْ

تمحّلْوالحاسدون وحّلْومحّلوالوعد منهُ أمْحَلْ

ص: 126