المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نصير بن أحمد بن علي - أعيان العصر وأعوان النصر - جـ ٥

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌محمد بن عمر بن مكي

- ‌محمد بن عمر بن إلياس

- ‌محمد بن عمر بن سالم

- ‌محمد بن عمر بن محمد

- ‌محمد بن عمر بن محمد بن عمر

- ‌‌‌محمد بن عمر

- ‌محمد بن عمر

- ‌محمد بن عمران بن عامر القطناني

- ‌محمد بن عنبرجي

- ‌محمد بن عيسى بن مهنّا

- ‌محمد بن عيسى بن عيسى

- ‌محمد بن غالب بن سعيد

- ‌محمد بن أبي الفتح

- ‌‌‌محمد بن فضل الله

- ‌محمد بن فضل الله

- ‌محمد بن فضل الله بن أبي الخير

- ‌محمد بن فضل الله بن أبي نصر

- ‌محمد بن أبي القاسم بن جميل

- ‌محمد بن أبي القاسم بن محمد

- ‌محمد بن قايماز بن عبد الله

- ‌محمد بن قطلوبك بن قراسُنقر

- ‌محمد بن قلاوون

- ‌محمد بن كجكن

- ‌محمد بن كشتغدي

- ‌محمد بن كوندك

- ‌محمد بن ليث العِدى

- ‌محمد بن مجاهد بن أبي الفوارس

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن بهرام

- ‌محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله

- ‌محمد بن محمد بن أبي بكر

- ‌‌‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن أحمد أبي القاسم

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن عبد القاهر

- ‌محمد بن محمد بن محمود بن مكي

- ‌محمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن سهل

- ‌محمد بن محمد بن المفضّل

- ‌محمد بن محمد بن هبة الله

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌‌‌محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن عبد المنعم

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله بن صغير

- ‌محمد بن محمد بن علي بن أبي طاهر

- ‌محمد بن محمد بن عثمان

- ‌محمد بن محمد بن عيسى بن نجّام

- ‌‌‌‌‌محمد بن محمد

- ‌‌‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن الحسن

- ‌محمد بن محمد بن مينا

- ‌محمد بن محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن محمد بن عطايا

- ‌محمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن محمد بن الحارث

- ‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن محمود

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن يوسف

- ‌‌‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمود

- ‌محمد بن محمود بن محمد

- ‌محمد بن محمود بن ناصر

- ‌محمد بن محمود بن سلمان

- ‌محمد بن محمود بن معبد

- ‌محمد بن مختار

- ‌محمد بن مسعود

- ‌محمد بن مسعود، صلاح الدين

- ‌محمد بن مسعود بن أوحد بن الخطير

- ‌محمد بن مسكين

- ‌محمد بن مسلم

- ‌محمد بن مصطفى بن زكريا

- ‌محمد بن مظفر بن عبد الغني

- ‌محمد بن معالي بن فضل الله

- ‌محمد بن المفضل

- ‌محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج

- ‌محمد بن مكرَّم

- ‌محمد بن مكي بن

- ‌محمد بن مكي

- ‌محمد بن المنجا

- ‌محمد بن المنذر

- ‌محمد بن منصور بن موسى

- ‌‌‌محمد بن منصور

- ‌محمد بن منصور

- ‌محمد بن موسى

- ‌محمد بن ناصر بن علي

- ‌محمد بن نبهان

- ‌محمد بن نجيب

- ‌محمد بن نصر الله

- ‌محمد بن نصر الله بن محمود

- ‌محمد بن نصر الله بن يوسف

- ‌محمد بن هاشم

- ‌محمد بن الهمام

- ‌محمد بن أبي الهيجاء بن محمد

- ‌محمدالأمير الكبير بدر الدين

- ‌محمد بن يحيى

- ‌محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد

- ‌محمد بن يحيى بن أحمد

- ‌محمد بن يحيى بن موسى

- ‌محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن يحيى بن أحمد بن سالم

- ‌محمد بن يحيى بن فضل الله

- ‌‌‌محمد بن يحيى

- ‌محمد بن يحيى

- ‌‌‌محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن يعقوب بن زيد

- ‌محمد بن يعقوب بن عبد الكريم

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الله

- ‌محمد بن يوسف

- ‌محمد بن يوسف بن محمد

- ‌محمد بن يوسف بن يعقوب

- ‌محمد بن يوسف

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الغني

- ‌محمد بن يوسف بن علي

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الله

- ‌محمد بن يونس بن فتيان

- ‌محمود بن أحمد

- ‌محمود بن أوحد بن الخطير

- ‌محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء

- ‌محمود بن أبي بكر بن حامد

- ‌محمود بن رمضان

- ‌محمود بن طي

- ‌محمود بن شروين

- ‌محمود بن عبد الرحمن بن أحمد

- ‌محمود بن محمد بن إبراهيم بن جملة

- ‌محمود بن علي بن محمود

- ‌محمود بن عزّي بن مشعل

- ‌محمود بن محمد بن عبد الرحيم

- ‌محمود بن محمد بن محمد

- ‌محمود بن مسعود بن مصلح

- ‌محمود بن مسعود

- ‌محمود بن ديوانا

- ‌المحوجب

- ‌مختارالأمير الكبير الطواشي

- ‌اللقب والنسبابن مخلوف

- ‌ابن مراجل

- ‌المرداوي

- ‌ابن المرحّل

- ‌والمغربي

- ‌وزين الدين

- ‌المَرجاني

- ‌ابن المخرمي

- ‌ابن المرواني

- ‌المراكشي

- ‌وتاج الدين

- ‌المريني

- ‌‌‌والمريني

- ‌والمريني

- ‌مريم بنت أحمد

- ‌ابن مزهر

- ‌وشرف الدين

- ‌ابن مُزَيْز

- ‌وعز الدين

- ‌‌‌والمزي

- ‌والمزي

- ‌مسعود بن أحمد

- ‌مسعود بن أوحد بن الخطير

- ‌مسعود بن سعيد

- ‌مسعود بن أبي الفضائل

- ‌مسعود بن قراسنقر

- ‌مسعود بن محمد بن محمد

- ‌الألقاب والأنسابابن المشهدي

- ‌ابن مصدّق

- ‌ابن مُصعب

- ‌المطروحي

- ‌المطعّم

- ‌ابن المطهّر

- ‌ابن معبد

- ‌المظفر بن محمد

- ‌مظفر بن عبد الله

- ‌الألقاب والأنسابابن المعلم

- ‌ابن معضاد

- ‌ابن المغازي

- ‌‌‌‌‌‌‌مغلطاي

- ‌‌‌‌‌مغلطاي

- ‌‌‌مغلطاي

- ‌مغلطاي

- ‌مغلطاي بن قليج

- ‌‌‌مغلطاي

- ‌مغلطاي

- ‌اللقب والنسبابن المغيث

- ‌ابن مكتوم

- ‌ابن المكرّم

- ‌ابن مكي

- ‌المقصّاتي المقرئ

- ‌المقدسي

- ‌المقريزي

- ‌المقاتلي

- ‌ابن مقاتل الزجّال

- ‌ابن مقلّد

- ‌بني المُغَيزل

- ‌ملك آص

- ‌ملِكْتَمُر

- ‌‌‌ملكتمر

- ‌ملكتمر

- ‌اللقب والنسبابن الملاق

- ‌ابن ملّي

- ‌المنجّا بن عثمان

- ‌‌‌‌‌اللقب والنسب

- ‌‌‌اللقب والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌ابن منتاب

- ‌منتصر بن الحسن بن منتصر

- ‌بنو المنجا

- ‌ابن المنذر

- ‌منصور بن جمّاز

- ‌منصور بن عبد الكريم

- ‌المنصور

- ‌‌‌والمنصور

- ‌والمنصور

- ‌والمنصور الكبير

- ‌ابن منعة

- ‌المنفلوطي

- ‌‌‌منكلي بُغا

- ‌منكلي بُغا

- ‌منكلي بغا

- ‌منكبرس

- ‌منكوتمر

- ‌الألقاب والأنسابابن مُنيّر

- ‌ابن مهاجر

- ‌ابن المهتار

- ‌ال‌‌مهدي

- ‌مهدي

- ‌مهلهل بن سعيد

- ‌ابن مهمندار العرب

- ‌مهنا بن عيسى بن مهنا

- ‌ابن المهندس

- ‌ابن الموازيني

- ‌موسى بن إبراهيم

- ‌موسى بن أحمد

- ‌موسى بن أحمد بن محمد

- ‌موسى بن أحمد

- ‌موسى بن أبي بكر

- ‌موسى بن أبي بكر

- ‌موسى بن رافع

- ‌موسى بن عبد الرحمن بن سلامة

- ‌موسى بن علي بن موسى

- ‌موسى بن علي بن قلاوون

- ‌موسى بن علي

- ‌موسى بن علي بن بيدو

- ‌موسى بن علي بن أبي طالب

- ‌موسى بن علي بن منكوتمر

- ‌موسى بن محمد

- ‌موسى بن محمد بن أبي الحسين

- ‌موسى بن محمد بن أبي بكر

- ‌موسى بن محمد بن يحيى

- ‌‌‌موسى

- ‌موسى

- ‌موسى بن يحيى بن فضل الله

- ‌موفقية

- ‌اللقب والنسب‌‌‌‌الموفّقي

- ‌‌‌الموفّق

- ‌الموفّق

- ‌ابن المولى الحموي

- ‌المؤيّد صاحب حماة إسماعيل بن علي

- ‌المؤيّد صاحب اليمن داود بن يوسف

- ‌والمؤيد ابن خطيب عقربا

- ‌ابن ميسّر

- ‌ابن مينا

- ‌حرف النون

- ‌ناصر بن منصور

- ‌ناصر بن أبي الفضل

- ‌ابن نبهان

- ‌نجم الحطيني

- ‌نجمة التركماني

- ‌‌‌الألقاب والأنساب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌ابن النجار

- ‌ابن النّحاس

- ‌وابن نحلة

- ‌ابن النحوية

- ‌نسب خاتون

- ‌ابن النشابي

- ‌‌‌النشائي

- ‌النشائي

- ‌النشّو ناظر الخاص عبد الوهاب

- ‌ابن النشو محمد بن عبد الرحيم

- ‌نصر بن سلمان بن عمر

- ‌نصر بن محمد بن محمد

- ‌نصير بن أحمد بن علي

- ‌ابن النصيبي

- ‌النصيبي القوصي

- ‌ابن النصير

- ‌نُضار

- ‌الألقابابن نفيس

- ‌ابن النقيب

- ‌النعمان بن دولات شاه

- ‌نعمون بن محمود

- ‌النسب واللقبالنمراوي

- ‌ابن نوح

- ‌النهاوندي

- ‌نوروز

- ‌نوروز

- ‌اللقب والنسبالنور الحكيم

- ‌‌‌نوغاي

- ‌نوغاي

- ‌الألقاب والنسبابن أبي النوق

- ‌النويري

- ‌حرف الهاء

- ‌هارون بن موسى بن محمد

- ‌اللقب والنسبابن هارون المغربي

- ‌هاشم بن عبد الله بن علي

- ‌الهاشمي

- ‌هبة الله بن عبد الرحيم

- ‌هبة الله بن علي

- ‌هبة الله بن محمود

- ‌هبة الله بن مسعود بن أبي الفضائل

- ‌هدية بنت علي بن عسكر

- ‌الألقاب والأنسابالهذباني

- ‌الهكاري

- ‌ابن هود

- ‌الهرغي

- ‌ابن الهمام

- ‌أولاد ابن هلال

- ‌ابن الهيتي

- ‌حرف الواو

- ‌ابن والي الليل

- ‌الوتار القوّاس

- ‌وحيد الدين إمام الكلاسةيحيى بن أحمد

- ‌ابن ورّيدة

- ‌وهبان بن علي

- ‌الألقاب والأنسابابن واصل

- ‌الواني

- ‌‌‌والواني

- ‌والواني

- ‌الواسطي

- ‌ابن الواسطي

- ‌الوادعي

- ‌الوردي

- ‌ابن الوردي

- ‌وليّ الدولة

- ‌ابن الوحيد الكاتب

- ‌ابن الوزيري

- ‌أبو الوليد المالكي

- ‌الوطواط الوراق

- ‌حرف الياء

- ‌يحيى بن إبراهيم

- ‌يحيى بن أحمد بن يوسف

- ‌يحيى بن أحمد بن عبد العزيز

- ‌يحيى بن أحمد بن نعمة

- ‌يحيى بن إسحاق

- ‌يحيى بن إسماعيل

- ‌يحيى بن سليمان

- ‌يحيى بن صالح

- ‌يحيى بن عبد الله

- ‌يحيى بن عبد الرحمن

- ‌يحيى بن عبد الرحيم

- ‌يحيى بن عبد الرحيم بن زكير

- ‌يحيى بن عبد اللطيف

- ‌يحيى بن عبد الوهاب

- ‌يحيى بن علي

- ‌يحيى بن علي بن أبي الحسن

- ‌يحيى بن فضل الله

- ‌‌‌يحيى بن محمد بن علي

- ‌يحيى بن محمد بن علي

- ‌يحيى بن محمد بن سعد

- ‌يحيى بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌يحيى بن مصطفى

- ‌يحيى بن يوسف

- ‌يحيى الملك

- ‌يزدار

- ‌يعقوب بن إبراهيم

- ‌يعقوب بن عبد الكريم

- ‌يعقوب

- ‌يعقوب بن مظفر

- ‌يلبسطي

- ‌يلبغا

- ‌اليلداني

- ‌يلقطلو

- ‌اليمني

- ‌ابن يمن

- ‌ينجي

- ‌ينغجار

- ‌يوسف بن إبراهيم بن جملة

- ‌يوسف بن أحمد

- ‌يوسف بن أحمد بن جعفر

- ‌يوسف بن أحمد بن إبراهيم

- ‌يوسف بن أحمد بن أبي بكر

- ‌‌‌يوسف بن أحمد بن محمد

- ‌يوسف بن أحمد بن محمد

- ‌يوسف بن أحمد بن يوسف

- ‌‌‌يوسف بن أسعد

- ‌يوسف بن أسعد

- ‌يوسف بن إسماعيل

- ‌يوسف بن إسماعيل بن عثمان

- ‌يوسف بن أبي بكر

- ‌يوسف بن أبي البيان

- ‌يوسف بن حمّاد

- ‌يوسف بن دانيال

- ‌يوسف بن داود بن عيسى

- ‌يوسف بن رزق الله

- ‌يوسف بن سليمان

- ‌يوسف بن سيف الدولة

- ‌يوسف بن شاذي

- ‌يوسف بن عبد الله

- ‌يوسف بن أبي عبد الله

- ‌يوسف بن عبد الرحمن

- ‌يوسف بن عبد الغالب

- ‌يوسف بن عبد المحمود

- ‌يوسف بن عمر بن الحسين

- ‌يوسف بن محمد

- ‌‌‌يوسف بن محمد

- ‌يوسف بن محمد

- ‌يوسف بن محمد بن عثمان

- ‌يوسف بن محمد بن منصور

- ‌يوسف بن محمد بن يعقوب

- ‌يوسف بن محمد بن عبيد الله

- ‌يوسف بن محمد بن محمد

- ‌يوسف بن محمد بن منصور

- ‌يوسف بن محمد بن أحمد

- ‌يوسف بن محمد بن نصر

- ‌يوسف بن محمد بن سلميان

- ‌يوسف بن مظفر

- ‌يوسف بن موسى

- ‌يوسف بن موسى بن أحمد

- ‌يوسف بن أبي نصر

- ‌يوسف بن هبة الله

- ‌يوسف بن هلال

- ‌يوسف بن يوسف

- ‌يوسف حَوْك

- ‌يونس بن إبراهيم

- ‌يونس بن إبراهيم

- ‌يونس بن أحمد

- ‌يونس بن أحمد بن صلاح

- ‌يونس بن حمزة

- ‌يونس بن عبد المجيد

- ‌يونس بن عيسى

- ‌اليونيني

الفصل: ‌نصير بن أحمد بن علي

‌نصر بن محمد بن محمد

السلطان أبو الجيوش ابن السلطان ابن الأحمر الأنصاري المغربي.

خرج على أخيه واعتقله وقتله وتملّك. وكانت دولته أربع سنين. ثم وثب عليه ابن أخته الغالب بالله وقهره، وقرر أبا الجيوش أميراً بوادي آش، فدام به نحواً من عشر سنين.

وتوفي رحمه الله تعالى في سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة.

‌نصير بن أحمد بن علي

المناوي الحمّامي.

كان عامياً إلا في النظم الذي يأتي بسحره، ويدير على الألباب كؤوس خمره، وكان في تلك الحلبة في جيادها المعدودة، وسوابقها التي تذر الرياح الهوج وأنفاسها مكدوده، قعدت معه التورية وجادت، ورأست على كلام غيره وسادت، معانيه بليغة وألفاظه فصيحة، وأبكاره برزت حاسرة ولم تخش فضيحة، وتراكيب كلماته في كل ما يأتي به في غاية الانسجام، ومقاصده مليحة تطوف على النفوس منها بالأنس جام، جاراه فحول عصره وجاراهم، وكتبوا إليه فأجابهم وباراهم وما ماراهم، وربما أربى في اللطف على مجاريه، ولو لم يكن حمامياً لما عرف حرّ الأشياء وباردها وأخذ الماء من مجاريه، كم ألغز فألغى ذكر من تقدم، وأوجز فأوجب أن الذي أداره على الأسماع كأس السلاف المقدم، وأعجز من أعجب السامعين، فقالوا ما غادر هذا

ص: 503

الشاعر بعده من متردم، يقول من يسمع مقاطيعه الرائعة، أو يفكر في مقاصده اللائقة:

أحروف لفظٍ أم كؤوس مدامة

وافت ونشوة سامع أو شاربِ

مما يضم السلك في جيد المها

ة الرود، لا ما ضم حبل الحاطب

تحلو شمائل حسنها مجلوة

كالروض تحت شمائل وجنائب

وكان في مصر يرتزق بضمان الحمامات، ويقيم بلاغة من فضالة تلك القمامات، عادة جرى الدهر على قاعدتها مع الأدباء، وغادة لم تغن الأيام من كان كفؤها من الألبّاء.

ولم يزل على حاله حتى أصبح للأعداء رحمة، وبكته معانيه الجمة.

وتوفي رحمه الله تعالى في سنة أربع وسبع مئة.

ومولده بمنية بني خصيب سنة تسع وست مئة.

أخبرني شيخنا العلامة أبو حيان، قال: كان المذكور أديباً بمصر كيّس الأخلاق يتحرّف باكتراء الحمامات، وأسنّ وضعف عن ذلك، وكان يستجدي بالشعر. وكتبت عنه قديماً وحديثاً.

وأنشدني قال: أنشدني المذكور من لفظه لنفسه:

لا تفُه ما حييت إلا بخير

ليكون الجواب خيراً لديكا

قد سمعت الصدى وذاك جماد

كل شيء تقول، ردّ عليكا

ص: 504

قلت أنا: قوله: إن الصدى جماد فيه نظر، لأن الصدى هو الصوت العائد عليك عندما يقرع صوتك ما يقابلك من حائط أو غيره، ولكن يمكن أن يتمحّل له وجه ضعيف. والنصير رحمه الله تعالى أخذ هذا من قول ابن سناء الملك:

بان عليها الذل من بعدهم

ونراه حتى كاد أن لا يبين

فإن تقل أين الذين اغتدوا

يقل صداها لك أين الذين

وأخذه ابن سناء الملك من الأرجاني حيث قال:

سأل الصدى عنه وأصغى للصدى

كيما يجيب، فقال مثل مقاله

ناداه أين ترى محطّ رحاله

فأجاب أين ترى محط رحاله

وقال، أنشدني له أيضاً:

أقول للكزس إذ تبدّت

في كف أحوى أغنّ أحور

خرّبت بيتي، وبيت غيري

وأصل ذا كعبك المدوّر

وبه قال، أنشدني له:

إن الغزال الذي هام الفؤاد به

استأنس اليوم عندي بعدما نفرا

أظهرتها ظاهريات وقد ربضت

فيها الأسود رآها الظبي فانكسرا

وبه قال: أنشدني له:

قالوا افتضحت بحبه

فأجبت لي في ذا اعتذار

من لي بكتمان الهوى

وبخده نمّ العذار

ص: 505

قلت: أحسن منه وأصرح قول الآخر:

لافتضاحي في عوارضه

سبب والناس لوّام

كيف يخفى ما أكابده

والذي أهواه نمّام

وبه قال: أنشدني له:

ما زال يسقيني زلال رضابه

لما خفيت ضنىً وذبت توقدا

ويظنني حياً، رويت ريقه

فإذا دعا قلبي، يجاوبه الصدى

وبه قال: أنشدني له:

ماذا يضرك لو سمحت بزورة

وشفعتها بمكارم الأخلاق

وردعت نفسك حين تمنعك اللّقا

وتقول هذا آخر العشاق

وبه إجازة، قال: أنشدني لنفسه:

إني لأكره في الأنام ثلاثة

ما إن لهم في عدها من زائد

قرب البخيل، وجاهلاً متعاقلاً

لا يستحي، وتودّداً من حاسد

ومن البلية والرزية أن ترى

هذي الثلاثة جمّعت في واحد

وأنشدني من لفظه القاضي جمال الدين إبراهيم ابن كاتب سر حلب، قال: أنشدني من لفظه لنفسه:

لي منزل معروفه

ينهلّ غيثاً كالسحب

أقبل ذا العذر به

وأكرم الجار الجنب

وبه قال: أنشدني لنفسه:

ص: 506

رأيت فتى يقول بشطّ مصر

على درج بدت والبعض غارق

متى غطى لنا الدرج استقينا

فقلت: نعم وتنصلح الدقائق

قلت: في قوله الدقائق هنا نظر، وقد أشبعت القول في فساد ذلك في كتابي المسمى فضّ الختام عن التورية والاستخدام.

وبه قال: أنشدني له:

ومذ لزمت الحمام صرت فتى

خلاً يداري من لا يداريه

أعرف حرّ الأشيا وباردها

وآخذ الماء من مجاريه

قلت: لما كتب أبو الحسين الجزار الى النصير قوله:

حسن التأني مما يعين على

رزق الفتى والحظوظ تختلف

والعبد مذ كان في جزارته

يعرف من أين تؤكل الكتف

كتب النصير الحمامي بيتيه المذكورين، وقد أربى النصير على أبي الحسين، لأن الجزار أتى بمثل واحد، والحمّامي أتى بمثلين.

وقال النصير للسراج الورّاق: قد عملت قصيدة في الصاحب تاج الدين، وأشتهي أنك إذا قرئت عليه تزهزه لها وتشكرها، وسيّرها الى الصاحب، فلما أنشدت بين يديه بحضرة السراج، قال الوراق بعدما فرغ من إنشادها:

شاقني للنصير شعرٌ بديع

ولمثلي في الشعر نقد بصير

ثم لما سمعت باسمك فيه

قلت: نعم المولى ونعم المصير

فأمر له الصاحب بدراهم وسيّرها إليه. وقال: قل له: هذه مئتا درهم

ص: 507

صنجة، فلما أدى الرسول الرسالة، قال: قبل الأرض بين يدي مولانا الصاحب، وقل نسأل صدقاتك أن تكون عادة، فلما سمع الصاحب بذلك أعجبه، وقال: يكون ذلك عادة.

وكتب النصير الى السراج يتشوق:

وكدّرت حمامي بغيبتك التي

تكدّر من لذاتها صفو مشربي

فما كان صدر الحوض منشرحاً بها

ولا كان قلب الماء فيها بطيّب

قلت: وهذان مثلان أيضاً يتعلّقان بالحمّام.

وكتب أيضاً يستدعي:

من الرأي عندي أن تواصل خلوة

لها كبد حرّى وفيض عيون

تراعي نجوماً فيك من حرّ قلبها

وتبكي بدمع فارح وحزين

غدا قلبها صبّاً عليك، وأنت إن

تأخرت أضحى في حياض منون

وكتب ناصر الدين بن النقيب الى النصير، وقد حصل له رمد:

يقولون لي عين النصير تألمت

ولازمه في جفنه الحكّ والأكلُ

فقلت: أعين الرأس أم عين غيره

فلعلو شيء لا يداوى به السفل

فقالوا: به العين التي تحت صلبه

فقلت: لها التشيف عندي والكحل

ص: 508

وميل بماء الريق يبتلّ سفله

فيدخل سهلاً غير صعب وينسلُ

وأغسلها بالبيض واللبن الذي

علي بتقطيري له تجب الغسلُ

فإن شاء وافيتُ الأديب مدانيا

ولم أشتغل عنه وإن كان لي شغل

فكتب النصير الجواب:

أيا من له في الطب علم مباشر

وما كل ذي قول له القول والفعلُ

أتيت بطبٍ قد حوى البيع والشرا

تبيّن لي في ذلك الخرج والدخل

وإن كان لي بطبّك إنه

بسقمي صعب ليس هذا به سهلُ

فلا عدِم المملوك منك مداوياً

وما زال للمولى على عبده الفضل

وكتب ابن النقيب إليه وهو بقرية في خطه:

رغبت في كسر أجر

وفي اغتنام مثوبهْ

وهان ما كان فيه

من السراج صعوبهْ

ولست في أرض شام

ولست في أرض نوبه

وبيننا رمي سهم

غلطت بل رجم طوبه

فكتب النصير الجواب:

رُحماك يا خير مولى

ففي العتاب عقوبهْ

وأنت إن زدت عتباً

يغدو غلامك قوبه

والعبد مازال يهوى

لا بل يحب الرطوبه

تموّز فكرك والعب

دُ فكره فيك طوبه

ص: 509

قلت: ما كان يليق ذكر تموز وهو من شهور الروم، وطوبة وهو من شهور القبط.

وكتب النصير الى السراج الوراق:

كنت مثل الغزال والله يكفي

صرتُ في وجهه إذا جئت كلبا

ولعمري لا ذنب لي غير أني

تُبتُ لله ظن ذلك ذنبا

وهو لو جاءني وقد تبت حتى

يبتغي حاجة فلن أتأبّى

فكتب الوراق الجواب، ومنه:

وأتى الظبي مرسَلاً منك فاستغ

ربْتُ لما دعوتَ نفسك كلبا

ولكم جئت عادياً خلفه تل

هث عَدواً للصيد بُعداً وقربا

غير أني نظرت عين صفي الد

ين كادت أن تشرب الظبي شربا

فاترك التوبة التي قد رآها

لك وزراً كما زعمت وذنبا

واجتهد في رضاك عنه وقرّب

كل نائي المدى تنلْ منه قربا

فلكم رضت جامحاً في تراضي

هـ وذللت بالسفارة صعبا

وكتب الى السراج أيضاً ملغزاً في نون:

ما اسمٌ ثلاثي يرى واحداً

وقد يُعدّ اثنين مكتوبه

يظهر لي من بعضه كله

إذ كل حرف منه مقلوبه

أضف ثمانين الى ستة

إن شئت لا يعدوك محسوبه

اطلبه في البر وفي البحر لا

فات حجى مولى مطلوبه

ص: 510

فكتب الوراق الجواب:

يا سالب الألباب عن سحره

بمعجز أعجز أسلوبُهْ

ألغزت في اسم وهو حرفٌ وقد

يخفى علينا فيك محجوبه

وهو اسمُ أنثى مرضع، طفلها

غيرُ لبان الناس مشروبه

مطّرد منعكسٌ شكله

سيّان في العين مقلوبه

قلت: قول النصير: أضف ثمانين الى ستة وهمٌ منه، لأن النونين بمئة والواو بستة فيكون ذلك مئة وستة.

وكتب النصير الى الورّاق ملغزاً في سيل:

أيا مَن له ذهنٌ لدى الفكر لا يخبو

ومن لم يزل يحنو ولم يزل يحبو

قصدتُ سراج الدين في ليل فكرة

يكاد جوادُ العقل في سيلها يكبو

ليرشد في شيئاً به يدرك المنى

له قلب صبٍ كم فؤاد به صبُّ

إذا ركب البيداً يخشى ويُتّقى

ولم يثنه طعن ولم يثنه ضربُ

بقلب يهد الصخر يوم لقائه

ومن أعجب الأشياء ليس له قلب

فكتب الوراق الجواب:

أراك نصير الدين عذّبت خاطري

وقد راق لي من لغزك المنهل العذبُ

وأثبتّ قلباً منه ثم نفيته

وأعرفه صبّاً وهام له قلبُ

وأعرف منه أعيناً لا تحفّها

جفون كعادات الجفون ولا هُدب

ومن وصفه صبُّ كما أنت واصف

صدقت ولولاه لما عرف الحب

فدونك ما ألغزته لي مُبيّنا

وذلك ما يحتاجه العُجم والعُرب

ص: 511

وكتب النصير إليه أيضاً:

أتى فصل الخريف عليّ جداً

بأمراض لواعجها شدادُ

وأعذر عائي إن لم يعدني

وربّ مريض قومٍ لا يعاد

فأجاب الورّاق:

خلائقك الربيع فليس تخشى

خريفاً في الجسوم له اعتياد

ولا والله لم أعلمه إلا

صحيحاً والصحيح فما يعادُ

وكتب النصير إليه أيضاً:

أيها المحسن الذي وهب الله

تعالى الحُسنى له وزيادَهْ

ضاع ما كان من وصولات وصلي

فتصدق بكتبها لي مُعاده

أين تلك الطروسُ نظماً ونثراً

منك تأتي على سبيل الإفادهْ

كل طرس يحلى عروساً بدرّ ال

قول كم من عقد وكم من قلاده

كان عيشي إذا أتاني رسولٌ

منك يحيي خلاً أمتّ وداده

شهد الله ليس لي غير ذكرا

ك وإلا خرست عند الشهاده

فكتب الوراق الجواب:

لم يغب عن سواد عيني حبيبٌ

حلّ من قلبي المشوق سواده

فكأني ولا أذوق له رز

ءاً جريرٌ وذاك عند سواده

ص: 512

ذو بيان أدنى بلاغته تُن

سيك قساً وعصره وإياده

جوهري الألفاظ كم قلّد الأج

ياد عقداً من نظمه وقلاده

فعبيدٌ أدنى العبيد لديه

ولبيد عن نظمه ذو بلادَه

ولأزجاله ابن قُزمان يعنو

فلتوشيحه يقرّ عُباده

فات دار الطراز منه خلال

لَوبها للسعيد تمت سعاده

يا صديقي الذي غدا راغباً ف

ي وللأصدقاء فيّ زهاده

هجروني كأنني مصحف أو

مسجد قد أقيم أو سجّاده

دمت نعم النصير لي ما تغنّت

ساجعاتٌ على ذُرا ميّاده

وكتب النصير الى الوراق:

يا أيها المولى السرا

ج وماجداً أعلى مناره

يا من تجاوز فضله

حدَّ القياس مع العباره

يا من يلوح بوجهه

حسنٌ لناظره نضاره

يا بدر تمّ كم علي

هـ غدت من الفضلاء داره

كم في الورى معنى تني

ر ولم أقل طوراً وتاره

وإذا مدحناه فما

فيه صفات مستعاره

لمبشري إن زرتني

بشرى ويحظى بالبشاره

يا واعدي في السبت هـ

ذا السبت جاء وشنّ غاره

متصدقاً زرني فذا

يوم التصدق والزياره

ص: 513

فكتب الجواب عن ذلك:

مولاي يا حول الخلا

ئق والعبارة والإشاره

ومنمّقاً في الطرس رو

ضاً كاد أن يجري غضاره

قد كنت يوم السبت ذا

عزم على قصد الزياره

لو لم تشنّ عليّ آلامي كفاك الله غاره

وكتب النصير ملغزاً في النار:

وما اسم ثلاثي به النفع والضرر

له طلعة تُغني عن الشمس والقمر

وليس له وجه وليس له قفا

وليس له سمع وليس له بصر

يمد لساناً يختشي الرمح بأسه

ويسخر يوم الضرب بالصارم الذكر

يموت إذا ما قمت تسقيه قاصداً

وأعجب من ذا أن ذاك من الشجر

أيا سامع الأبيات دونك شرحها

وإلا فنم عنها ونبّه لها عمر

فكتب الوراق الجواب:

أراك نصير الدين ألغزت في الذي

يعيد لمسك الليل كافور في السحرْ

رأى معشر أن يعشقوها ديانة

وتالله لا تبقي عليهم ولا تذَرْ

وكل على قلب لهم ران اسمها

فمسكنهم فيها ومأواهم سقر

ص: 514

وقد وصفوا الحسناء في لهجة لها

كما وصفوا الحسناء بالشمس والقمر

ولو لم تكن ما طاب خبزٌ لآكل

ولا لذّ ماء في حماك لمن عبر

وكتب النصير الى الوراق ملغزاً في ديك:

أيا من لديه غامض الشعر يكشفُ

ومن بدره بادي السنا ليس يُكسَفُ

عساك هدىً لي إنني اليوم ذاهل

عن الرشد فيما قد أرى متوقف

أرى اسماً له في الخافقين ترفّع

أخا يقظة ذِكراً ولا يتعفّف

رأيت به الأشياء تبدو وضدّها

فكان لهذا الأمرلا يتكيّف

فعرّفه ذو السمع وهو منكر

ونكّره ذو اللب وهو معرّف

فجاوب لأحظى بالجواب فإنه

إذا جاوب المولى العبيد يشرّف

فكتب الوراق الجواب:

إليك نصير الدين مني إجابة

بها أوضح المعنى الحفيّ وأكشف

رأيتك قد ألغزت لي في متوجٍ

بتذكاره أسماعنا تتشنف

ينبّه قوماً للصلاة ومعشراً

عبادتهم آسٌ وكاسٌ وقرقف

له كرم قد سار عنه وغيرة

وعرفٌ به من غيره ظل يُعرف

حظيّاً تراه وادعاً في ضرائر

يزيّنه تاج وبُردٌ مفوَّف

وفي قلبه كيدٌ ولكن صدره

غدا ضيقاً مثلي بذلك يوصف

ص: 515

وكتب إليه النصير ملغزاً في نعامة:

ومفردٍ جمعاً يُرى

بحذف بعض الأحرف

اسم نعى أكثره

فقال باقيه أكفف

تراه يعدو مسرعاً

في بُرده المفوّف

فكتب الوراق الجواب:

لو قلت فيمن قد نعى

مات لصدقتك في

وكل باغ كالذي

يبغي رهين التلف

ألغزت في اسم طائر

في الأرض عنا ما خفي

يفحص فافحص عنه يا

ربّ الفنون تعرف

وهو لعمري في السما

ء يُقتفى ويقتفي

وكتب النصير الى الوراق، وعنده أحمد الزجّال:

عندنا من غدا بحبك مغرى

وله فيك عشقة وغرام

موصلي يهوى الملاح إذا ما

جاء صبح اللحى وولى الظلام

فهو لا ينتهي عن الشيب بالش

يب فماذا تقول يُجدي الملام

لا تسلّي منه الفؤاد مدامٌ

عن حبيب ولو تغنى الحمام

لو تبدّى لعينه ابن ثماني

ن غدا وهو عاشق مستهام

يستبيه من العيون بياض

ومن الألعس الشفاه ابتسام

قرّ عيناً وطب فديتك نفساً

عنده أنت أنت بدر تمام

ص: 516

فكتب الوراق الجواب:

حبذا من بنات فكرك عذرا

ء لها من فتيق مسكٍ ختامُ

خلت ميم الروي وقد ضا

ق ومن ذاق، قال فيه مدام

ولها من عقود لفظك حلي

لم يحُز مثل درّه النظّام

أذكرت بالشباب عيشاً خليعاً

نبت فوديه بعد آس ثمام

كيف لا كيف لا ولم أر صعباً

قط يأتي إلا وأنت زمام

وبما فيك من تأتٍ ولطفٍ

أنا شيخ للموصلي غلام

فهو نعم المولى ونعم النصير ال

مرتضى أنت صاحبا وإمام

وكتب النصير أيضاً إليه ملغزاً في كُنافة:

يا واحداً في عصره بمصره

ومن له حسن الثناء والسنا

تعرف لي اسماً فيه ذوق وذكا

حلو المحيا والجنان والجنى

والحلّ والعقد له في دسته

ويجلس الصدر وفي الصدر المنى

إن قيل يوما: هل لذاك كنية

فقل لهم: لم يخل ذاك من كنا

فكتب الوراق الجواب:

لبّيك يا نعم النصير والذي

أدنت به المنية لي كل المنى

عرّفتني الاسم الذي عرفته

وكاد يخفى سره لولا الكنى

له من الحور الحسان طلعة

تقابل المرآة منها الأحسنا

ص: 517

وخِدنه بعض اسمه طيرٌ غدا

أصدق شيء إن بلوت الألينا

وهو لسان كله وبعد ذا

منظره عند الكلام ألكَنا

وفي خوان المجد كان مألفي

عند الصيام ربّ فاجمع بيننا

وكتب النصير أيضاً الى الوراق مع ظروف يقطين في فرد:

يا مَن لدفع الردى غدا جُنّهْ

ومن له في قبولها المِنّهْ

هدية في الإناء يتبعها

خير نبي وهكذا السُنّه

إذا بدا ظرفها بغلطته

يود فتح الأديب لو أنّه

فكتب الوراق الجواب:

يا من غدا لي من العدا جُنّهْ

ومن بحمامه لنا جنّهْ

جاء بها الفرد وهو ممتلئ

مثل فؤاد الحماة بالكنّه

وكل ظرف منها بنوه على ال

فتح فحقق في حبه ظنه

وكتب النصير الى الوراق أيضاً:

رُبّ راوٍ عن النبي حديثاً

مسنداً شافياً كلاماً فصيحا

قال: قال النبي قولاً صحيحاً

قلت: قال النبي قولاً صحيحا

وفهمت الذي أشار إليه

وسمعت الذي رواه صريحاً

قال لي: يا أديب أنت فقيه

قلت: لا، قال: حُزت ذهناً مليحا

فكتب الوراق الجواب:

ص: 518

إن فعلاً جعلته أنت قولاً

ليس فيه يحتاج منكم وضوحا

فابْن منه مضارعاً يظهر الخا - في ويبدو الذي كنيت صريحا

وتراه يبدو لعينيك معت

لاً وقد قلت فيه قولاً صحيحا

وهو فعلٌ لم تأته أنت يا شي

طان فافهم مقاتلي تلويحا

وقال النصير يصف حمّامه:

حمّام الأديب العارف

ما يجري، وحالو واقف

بها اسطول وما فيها أسطال

والماء يتّزن بالقسطال

والعمال رأيتو بطال

والاسكندراني ناشف

وماريت فيها بلان

يسرّح لهد بالإحسان

والزبال يعرّ القوسان

قال والخاتمه يصّالف

ذي دونه وقيّمها دون

مبنية على مئة مجنون

والماء في المجاري مخزون

والأنبوب معوج تالف

وتابوت على فسقيّة قلت

مت بالكلية

خذوا من نصير الدية

وإلا اثنيناً متناسف

وما أحسن ما كتب به ابن دانيال وهو:

ص: 519