الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان مُقرئاً جيداً عارفاً بالقراءات، حسن الصوت، مليح الأداء، أمّ بدار الحديث الأشرفية مدة، وكان الناس يقصدون الصلاة خلفه في التراويح فيمتلئ المكان ويزدحم.
وكان صيّناً ديّناً متواضعاً ظاهر الخير، وتصدّر للإقراء مدة.
وتوفي رحمه الله تعالى في سادس ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة وقد تجاوز الأربعين من عمره.
محمد بن محمود بن سلمان
ابن فهد، القاضي شمس الدين صاحب ديوان الإنشاء بدمشق، وابن شيخنا العلامة شهاب الدين محمود صاحب ديوان الإنشاء بدمشق.
كان ساكناً وادعاً، رادّاً عن الظلم رادعاً، ليس من الشر في شيء وإن هان، ولا عنده كبرٌ ولا له في الملق وجهان. وكان خطه كالقلائد على اللباب، والأزهار إذا كان للنسيم فيها هبات. جمع من إنشاء والده مجاميع، وعلّق أشياء مطابيع:
كأنها من حسنها روضةٌ
…
تسرح فيها مُقلةُ الناظر
ولم يزل على حاله الى أن صرعته المنايا، وصدعت شمل حياته الرزايا.
وتوفي رحمه الله تعالى في عاشر شوال سنة سبع وعشرين وسبع مئة.
ومولده ثامن شوال سنة تسع وستين وست مئة.
وكان يكتب خطاً نقشاً نغشاً مليحاً الى الغاية، وكان كثير التواضع لم يغيره المنصب، وكان الأمير سيف الذي يحبه ويعزه ويكره، ولما جاء والده رحمه الله تعالى الى دمشق صاحب ديوان الإنشاء كان هو حول والده يكتب المطالعة، هو والقاضي شرف الدين أبو بكر ولده، وقد تقدم ذكره، وكان إذا سافر الأمير سيف الدين تنكز الى الصيود يسافر القاضي شمس الدين معه، وتوجه معه الى الحجاز لعجز الشيخ شهاب الدين والده عن حركة السفر. ولما توفي والده رحمه الله في شعبان سنة خمس وعشرين وسبع مئة كتب فيه تنكز الى السلطان فولاه صحابة ديوان الإنشاء بدمشق على عادة والده، ووصل توقيعه
…
ولم يزل على حاله الى أن توفي في التاريخ المذكور، فما طالت المدة.
ولما مات رحمه الله تعالى رثاه الشيخ جمال الدين محمد بن نباتة بقصيدة أولها:
أطلق دموعك إن القلب معذورُ
…
وإنه بيد الأحزان مأسورُ
وخلّ عينيك يهمي من مدامعها
…
درٌ على كاتب الإنشاء منشورُ
يسوءني ويسوء الناس أجمع يا
…
بيت البلاغة أن البيت مكسور
في كل يوم برغمي من منازلكم
…
ينأى ويذهب محمود ومشكور
خبا الشهاب فقلنا الشمس فاعترضت
…
أيدي الردى فزمان الأنس ديجور
آهاً لمنظر شمسٍ لا يُذمّ لها
…
بالسعي في فلك العلياء تسيير