المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌يحيى بن إسماعيل - أعيان العصر وأعوان النصر - جـ ٥

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌محمد بن عمر بن مكي

- ‌محمد بن عمر بن إلياس

- ‌محمد بن عمر بن سالم

- ‌محمد بن عمر بن محمد

- ‌محمد بن عمر بن محمد بن عمر

- ‌‌‌محمد بن عمر

- ‌محمد بن عمر

- ‌محمد بن عمران بن عامر القطناني

- ‌محمد بن عنبرجي

- ‌محمد بن عيسى بن مهنّا

- ‌محمد بن عيسى بن عيسى

- ‌محمد بن غالب بن سعيد

- ‌محمد بن أبي الفتح

- ‌‌‌محمد بن فضل الله

- ‌محمد بن فضل الله

- ‌محمد بن فضل الله بن أبي الخير

- ‌محمد بن فضل الله بن أبي نصر

- ‌محمد بن أبي القاسم بن جميل

- ‌محمد بن أبي القاسم بن محمد

- ‌محمد بن قايماز بن عبد الله

- ‌محمد بن قطلوبك بن قراسُنقر

- ‌محمد بن قلاوون

- ‌محمد بن كجكن

- ‌محمد بن كشتغدي

- ‌محمد بن كوندك

- ‌محمد بن ليث العِدى

- ‌محمد بن مجاهد بن أبي الفوارس

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن بهرام

- ‌محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله

- ‌محمد بن محمد بن أبي بكر

- ‌‌‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن أحمد أبي القاسم

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌محمد بن محمد بن عبد القاهر

- ‌محمد بن محمد بن محمود بن مكي

- ‌محمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن سهل

- ‌محمد بن محمد بن المفضّل

- ‌محمد بن محمد بن هبة الله

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف

- ‌محمد بن محمد بن علي

- ‌‌‌محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن عبد المنعم

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله بن صغير

- ‌محمد بن محمد بن علي بن أبي طاهر

- ‌محمد بن محمد بن عثمان

- ‌محمد بن محمد بن عيسى بن نجّام

- ‌‌‌‌‌محمد بن محمد

- ‌‌‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن الحسن

- ‌محمد بن محمد بن مينا

- ‌محمد بن محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن محمد بن عطايا

- ‌محمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن محمد بن الحارث

- ‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن محمود

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن يوسف

- ‌‌‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌‌‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن محمود

- ‌محمد بن محمود بن محمد

- ‌محمد بن محمود بن ناصر

- ‌محمد بن محمود بن سلمان

- ‌محمد بن محمود بن معبد

- ‌محمد بن مختار

- ‌محمد بن مسعود

- ‌محمد بن مسعود، صلاح الدين

- ‌محمد بن مسعود بن أوحد بن الخطير

- ‌محمد بن مسكين

- ‌محمد بن مسلم

- ‌محمد بن مصطفى بن زكريا

- ‌محمد بن مظفر بن عبد الغني

- ‌محمد بن معالي بن فضل الله

- ‌محمد بن المفضل

- ‌محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج

- ‌محمد بن مكرَّم

- ‌محمد بن مكي بن

- ‌محمد بن مكي

- ‌محمد بن المنجا

- ‌محمد بن المنذر

- ‌محمد بن منصور بن موسى

- ‌‌‌محمد بن منصور

- ‌محمد بن منصور

- ‌محمد بن موسى

- ‌محمد بن ناصر بن علي

- ‌محمد بن نبهان

- ‌محمد بن نجيب

- ‌محمد بن نصر الله

- ‌محمد بن نصر الله بن محمود

- ‌محمد بن نصر الله بن يوسف

- ‌محمد بن هاشم

- ‌محمد بن الهمام

- ‌محمد بن أبي الهيجاء بن محمد

- ‌محمدالأمير الكبير بدر الدين

- ‌محمد بن يحيى

- ‌محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد

- ‌محمد بن يحيى بن أحمد

- ‌محمد بن يحيى بن موسى

- ‌محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن يحيى بن أحمد بن سالم

- ‌محمد بن يحيى بن فضل الله

- ‌‌‌محمد بن يحيى

- ‌محمد بن يحيى

- ‌‌‌محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن يعقوب بن زيد

- ‌محمد بن يعقوب بن عبد الكريم

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الله

- ‌محمد بن يوسف

- ‌محمد بن يوسف بن محمد

- ‌محمد بن يوسف بن يعقوب

- ‌محمد بن يوسف

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الغني

- ‌محمد بن يوسف بن علي

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الله

- ‌محمد بن يونس بن فتيان

- ‌محمود بن أحمد

- ‌محمود بن أوحد بن الخطير

- ‌محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء

- ‌محمود بن أبي بكر بن حامد

- ‌محمود بن رمضان

- ‌محمود بن طي

- ‌محمود بن شروين

- ‌محمود بن عبد الرحمن بن أحمد

- ‌محمود بن محمد بن إبراهيم بن جملة

- ‌محمود بن علي بن محمود

- ‌محمود بن عزّي بن مشعل

- ‌محمود بن محمد بن عبد الرحيم

- ‌محمود بن محمد بن محمد

- ‌محمود بن مسعود بن مصلح

- ‌محمود بن مسعود

- ‌محمود بن ديوانا

- ‌المحوجب

- ‌مختارالأمير الكبير الطواشي

- ‌اللقب والنسبابن مخلوف

- ‌ابن مراجل

- ‌المرداوي

- ‌ابن المرحّل

- ‌والمغربي

- ‌وزين الدين

- ‌المَرجاني

- ‌ابن المخرمي

- ‌ابن المرواني

- ‌المراكشي

- ‌وتاج الدين

- ‌المريني

- ‌‌‌والمريني

- ‌والمريني

- ‌مريم بنت أحمد

- ‌ابن مزهر

- ‌وشرف الدين

- ‌ابن مُزَيْز

- ‌وعز الدين

- ‌‌‌والمزي

- ‌والمزي

- ‌مسعود بن أحمد

- ‌مسعود بن أوحد بن الخطير

- ‌مسعود بن سعيد

- ‌مسعود بن أبي الفضائل

- ‌مسعود بن قراسنقر

- ‌مسعود بن محمد بن محمد

- ‌الألقاب والأنسابابن المشهدي

- ‌ابن مصدّق

- ‌ابن مُصعب

- ‌المطروحي

- ‌المطعّم

- ‌ابن المطهّر

- ‌ابن معبد

- ‌المظفر بن محمد

- ‌مظفر بن عبد الله

- ‌الألقاب والأنسابابن المعلم

- ‌ابن معضاد

- ‌ابن المغازي

- ‌‌‌‌‌‌‌مغلطاي

- ‌‌‌‌‌مغلطاي

- ‌‌‌مغلطاي

- ‌مغلطاي

- ‌مغلطاي بن قليج

- ‌‌‌مغلطاي

- ‌مغلطاي

- ‌اللقب والنسبابن المغيث

- ‌ابن مكتوم

- ‌ابن المكرّم

- ‌ابن مكي

- ‌المقصّاتي المقرئ

- ‌المقدسي

- ‌المقريزي

- ‌المقاتلي

- ‌ابن مقاتل الزجّال

- ‌ابن مقلّد

- ‌بني المُغَيزل

- ‌ملك آص

- ‌ملِكْتَمُر

- ‌‌‌ملكتمر

- ‌ملكتمر

- ‌اللقب والنسبابن الملاق

- ‌ابن ملّي

- ‌المنجّا بن عثمان

- ‌‌‌‌‌اللقب والنسب

- ‌‌‌اللقب والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌ابن منتاب

- ‌منتصر بن الحسن بن منتصر

- ‌بنو المنجا

- ‌ابن المنذر

- ‌منصور بن جمّاز

- ‌منصور بن عبد الكريم

- ‌المنصور

- ‌‌‌والمنصور

- ‌والمنصور

- ‌والمنصور الكبير

- ‌ابن منعة

- ‌المنفلوطي

- ‌‌‌منكلي بُغا

- ‌منكلي بُغا

- ‌منكلي بغا

- ‌منكبرس

- ‌منكوتمر

- ‌الألقاب والأنسابابن مُنيّر

- ‌ابن مهاجر

- ‌ابن المهتار

- ‌ال‌‌مهدي

- ‌مهدي

- ‌مهلهل بن سعيد

- ‌ابن مهمندار العرب

- ‌مهنا بن عيسى بن مهنا

- ‌ابن المهندس

- ‌ابن الموازيني

- ‌موسى بن إبراهيم

- ‌موسى بن أحمد

- ‌موسى بن أحمد بن محمد

- ‌موسى بن أحمد

- ‌موسى بن أبي بكر

- ‌موسى بن أبي بكر

- ‌موسى بن رافع

- ‌موسى بن عبد الرحمن بن سلامة

- ‌موسى بن علي بن موسى

- ‌موسى بن علي بن قلاوون

- ‌موسى بن علي

- ‌موسى بن علي بن بيدو

- ‌موسى بن علي بن أبي طالب

- ‌موسى بن علي بن منكوتمر

- ‌موسى بن محمد

- ‌موسى بن محمد بن أبي الحسين

- ‌موسى بن محمد بن أبي بكر

- ‌موسى بن محمد بن يحيى

- ‌‌‌موسى

- ‌موسى

- ‌موسى بن يحيى بن فضل الله

- ‌موفقية

- ‌اللقب والنسب‌‌‌‌الموفّقي

- ‌‌‌الموفّق

- ‌الموفّق

- ‌ابن المولى الحموي

- ‌المؤيّد صاحب حماة إسماعيل بن علي

- ‌المؤيّد صاحب اليمن داود بن يوسف

- ‌والمؤيد ابن خطيب عقربا

- ‌ابن ميسّر

- ‌ابن مينا

- ‌حرف النون

- ‌ناصر بن منصور

- ‌ناصر بن أبي الفضل

- ‌ابن نبهان

- ‌نجم الحطيني

- ‌نجمة التركماني

- ‌‌‌الألقاب والأنساب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌ابن النجار

- ‌ابن النّحاس

- ‌وابن نحلة

- ‌ابن النحوية

- ‌نسب خاتون

- ‌ابن النشابي

- ‌‌‌النشائي

- ‌النشائي

- ‌النشّو ناظر الخاص عبد الوهاب

- ‌ابن النشو محمد بن عبد الرحيم

- ‌نصر بن سلمان بن عمر

- ‌نصر بن محمد بن محمد

- ‌نصير بن أحمد بن علي

- ‌ابن النصيبي

- ‌النصيبي القوصي

- ‌ابن النصير

- ‌نُضار

- ‌الألقابابن نفيس

- ‌ابن النقيب

- ‌النعمان بن دولات شاه

- ‌نعمون بن محمود

- ‌النسب واللقبالنمراوي

- ‌ابن نوح

- ‌النهاوندي

- ‌نوروز

- ‌نوروز

- ‌اللقب والنسبالنور الحكيم

- ‌‌‌نوغاي

- ‌نوغاي

- ‌الألقاب والنسبابن أبي النوق

- ‌النويري

- ‌حرف الهاء

- ‌هارون بن موسى بن محمد

- ‌اللقب والنسبابن هارون المغربي

- ‌هاشم بن عبد الله بن علي

- ‌الهاشمي

- ‌هبة الله بن عبد الرحيم

- ‌هبة الله بن علي

- ‌هبة الله بن محمود

- ‌هبة الله بن مسعود بن أبي الفضائل

- ‌هدية بنت علي بن عسكر

- ‌الألقاب والأنسابالهذباني

- ‌الهكاري

- ‌ابن هود

- ‌الهرغي

- ‌ابن الهمام

- ‌أولاد ابن هلال

- ‌ابن الهيتي

- ‌حرف الواو

- ‌ابن والي الليل

- ‌الوتار القوّاس

- ‌وحيد الدين إمام الكلاسةيحيى بن أحمد

- ‌ابن ورّيدة

- ‌وهبان بن علي

- ‌الألقاب والأنسابابن واصل

- ‌الواني

- ‌‌‌والواني

- ‌والواني

- ‌الواسطي

- ‌ابن الواسطي

- ‌الوادعي

- ‌الوردي

- ‌ابن الوردي

- ‌وليّ الدولة

- ‌ابن الوحيد الكاتب

- ‌ابن الوزيري

- ‌أبو الوليد المالكي

- ‌الوطواط الوراق

- ‌حرف الياء

- ‌يحيى بن إبراهيم

- ‌يحيى بن أحمد بن يوسف

- ‌يحيى بن أحمد بن عبد العزيز

- ‌يحيى بن أحمد بن نعمة

- ‌يحيى بن إسحاق

- ‌يحيى بن إسماعيل

- ‌يحيى بن سليمان

- ‌يحيى بن صالح

- ‌يحيى بن عبد الله

- ‌يحيى بن عبد الرحمن

- ‌يحيى بن عبد الرحيم

- ‌يحيى بن عبد الرحيم بن زكير

- ‌يحيى بن عبد اللطيف

- ‌يحيى بن عبد الوهاب

- ‌يحيى بن علي

- ‌يحيى بن علي بن أبي الحسن

- ‌يحيى بن فضل الله

- ‌‌‌يحيى بن محمد بن علي

- ‌يحيى بن محمد بن علي

- ‌يحيى بن محمد بن سعد

- ‌يحيى بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌يحيى بن مصطفى

- ‌يحيى بن يوسف

- ‌يحيى الملك

- ‌يزدار

- ‌يعقوب بن إبراهيم

- ‌يعقوب بن عبد الكريم

- ‌يعقوب

- ‌يعقوب بن مظفر

- ‌يلبسطي

- ‌يلبغا

- ‌اليلداني

- ‌يلقطلو

- ‌اليمني

- ‌ابن يمن

- ‌ينجي

- ‌ينغجار

- ‌يوسف بن إبراهيم بن جملة

- ‌يوسف بن أحمد

- ‌يوسف بن أحمد بن جعفر

- ‌يوسف بن أحمد بن إبراهيم

- ‌يوسف بن أحمد بن أبي بكر

- ‌‌‌يوسف بن أحمد بن محمد

- ‌يوسف بن أحمد بن محمد

- ‌يوسف بن أحمد بن يوسف

- ‌‌‌يوسف بن أسعد

- ‌يوسف بن أسعد

- ‌يوسف بن إسماعيل

- ‌يوسف بن إسماعيل بن عثمان

- ‌يوسف بن أبي بكر

- ‌يوسف بن أبي البيان

- ‌يوسف بن حمّاد

- ‌يوسف بن دانيال

- ‌يوسف بن داود بن عيسى

- ‌يوسف بن رزق الله

- ‌يوسف بن سليمان

- ‌يوسف بن سيف الدولة

- ‌يوسف بن شاذي

- ‌يوسف بن عبد الله

- ‌يوسف بن أبي عبد الله

- ‌يوسف بن عبد الرحمن

- ‌يوسف بن عبد الغالب

- ‌يوسف بن عبد المحمود

- ‌يوسف بن عمر بن الحسين

- ‌يوسف بن محمد

- ‌‌‌يوسف بن محمد

- ‌يوسف بن محمد

- ‌يوسف بن محمد بن عثمان

- ‌يوسف بن محمد بن منصور

- ‌يوسف بن محمد بن يعقوب

- ‌يوسف بن محمد بن عبيد الله

- ‌يوسف بن محمد بن محمد

- ‌يوسف بن محمد بن منصور

- ‌يوسف بن محمد بن أحمد

- ‌يوسف بن محمد بن نصر

- ‌يوسف بن محمد بن سلميان

- ‌يوسف بن مظفر

- ‌يوسف بن موسى

- ‌يوسف بن موسى بن أحمد

- ‌يوسف بن أبي نصر

- ‌يوسف بن هبة الله

- ‌يوسف بن هلال

- ‌يوسف بن يوسف

- ‌يوسف حَوْك

- ‌يونس بن إبراهيم

- ‌يونس بن إبراهيم

- ‌يونس بن أحمد

- ‌يونس بن أحمد بن صلاح

- ‌يونس بن حمزة

- ‌يونس بن عبد المجيد

- ‌يونس بن عيسى

- ‌اليونيني

الفصل: ‌يحيى بن إسماعيل

وخرّج له شيخنا الذهبي جزءاً، وحدّث به.

توفي رحمه الله تعالى سلخ شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وسبع مئة.

ومولده سنة ثمان وأربعين وست مئة، ودفن بجبل قاسيون.

‌يحيى بن إسماعيل

ابن محمد بن عبد الله، القاضي الصدر الرئيس النبيل شهاب الدين ابن القاضي عماد الدين بن القاضي شرف الدين ابن الصاحب فتح الدين بن القيسراني المخزومي، تقدم ذكر والده القاضي عماد الدين، وذكر غيره من بينهم.

كان القاضي شهاب الدين قد طبع على الرئاسة، وجمع في أجزائه من السيادة والسياسة، يتجمّل في مركوبه وملبوسه، ويتحمل المضض من نكد دهره وبؤسه، لا يشكو والدهر قد عضّه بنابه، ولا يظهر الشماته، ولا يُظهر الشماته بعدو ولا يقول في شده: ليت ما بنا به، ولا يتلفظ بسوء في حق من آذاه ويقول: من أطلق لسانه فليس بنابه. تخف الجبال الراسيات لوقاره، وتتعجب السلافة من لطفه وهي في خزف الدّن وقاره، أخلاقه كنسيم الصّبا، فالخمائل منها في خمول، ومحاسنه كثيرة العدد وعلى ظهر الزمان منها حُمول، وبشرٌ يتعجب من دوامه جليسه، وتواضع يشهد بالرفعة له أنيسه.

ص: 550

شيمة حرةٌ وظاهرُ بشرٍ

راح من خلفه السماحُ يشفُّ

هذا الى كرم يضطرب موجه، ويشهد لمؤمّله بالفوز فوجه.

ولاه السلطان الملك الناصر محمد كتابة السر بالشام إكراماً للأمير سيف الدين تنكز، وتوهّم فيه التقصير، فبدا منه كل أمر معجز، فنفّذ مهمات البريد، وصان أسراره، وصال على أعاديه بكتبه التي يجهزها على الحرارة، حتى دخل في عين تنكز وملأ قلبه، وجعل إليه إيجابه وسلبه، وألقى إليه مقاليد دولته. وروى الليث عنه أسانيد صولته، فتقدم في تلك الدولة ورأس، وجنى من ثمرات الشكر مما غرس، فكان إذا جلس في صدر ديوانه كأنه كسرى في إيوانه مقدد وسؤدد، وستور من الجلالة عليه ترخى، وأطنابٌ من المهابة تُمدد:

بصفاته سجع الحمام وهزّ عط

فيه قضيبُ البانةِ الأملودُ

سلك المكارم والممالك عزمُهُ

فغدت وليس لنظمها تبديدُ

من معشر مولودهم في مهده

يُرجى ومن قبل الفطام يسودُ

وكان خطّه أبهى من الروض وأبهج، وسطوره في طروسه آنقُ من بحر كافور بالمسك قد تموج، قد صغت حروفها وقعدت ووضعت تيجان الحسن على رؤوسها وعقدت.

إلا أن الزمان قطع عليه اللذة، وارتجع حسنته الفذة، فأمسك السلطان تنكز، فانحل نظام السّعد، وزالت تلك المحاسن و" لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ "،

ص: 551

وأصابه في تلك المحنة شؤبوب، ومرّ عليه من لامع برقها ألهوب، إلا أنها كانت شدة خفيفة ومحنة عفيفة، فانقشع غيمها، وانجمع ضيمها. ثم إنه أُرسل سعده بعد فترة، ورفع على رأسه جترة، وقالت له الأيام:

لُحْ في العلا كوكباً إن لم تلُحْ قمراً

أو قم بها ربوةً إن لم تقُم علَما

فعاد الى توقيع الدّست، وحطّت نغمة نغمته في الدُوكاة بعد أن طلعت في الرّست.

ولم يزل على حاله الى أن انطوى بعدما تألق، وتعلّى روحه الى الجنة وتعلّق.

وتوفي رحمه الله تعالى يوم الأحد ثاني عشر شهر رجب سنة ثلاث وخمسين وسبع مئة، ودفن بمقابر الصوفية عند والده رحمه الله تعالى.

ومولده تقريباً سنة سبع مئة ومات بعلّة الاستسقاء بعدما عالج لواعجه قريباً من عشرة أشهر، وصبر على الامتناع من رؤية الماء وشربه جملة كافية.

وقلت أنا فيه:

قلت إذا استسقى الرئيس الذي

بالجود عمّ الغرب والشرقا

عهدي أن البحر يسقي الورى

مالي أرى البحر قد استسقى

وكان القاضي شهاب الدين - رحمه الله تعالى - قد ورد مع والده الى دمشق من حلب، وقد رُسم له من مصر أن يكون مع والده مُقيماً بدمشق، وأن يكون والده

ص: 552

موقّعاً بالدست، وأن يكون هو كاتب إنشاء، فباشر ذلك على أتمّ ما يكون من التجمّل في ملبسه ومملوكه ودوابه ومركوبه الى غير ذلك، حتى كان القاضي محيي الدين بن فضل يقول: هذا المولى شهاب الدين بن القيسراني يجمّل هذا الديوان.

وكان يكتب الرقاع مليحاً الى الغاية. ولم يزل على ذلك الى أن توفي والده رحمه الله تعالى، على ما تقدم في ترجمته، فرتّبه الأمير سيف الدين تنكز في توقيع الدست مكان والده. ولم يلبث بعد ذلك إلا قليلاً حتى كتب فيه الى السلطان وسأل له أن يكون كاتب السر بدمشق، فأجابه السلطان الى ذلك. وكان تنكز يحبه ويميل إليه ويعتمد عليه اعتماداً كثيراً، حتى إنه كان في السفر لا يُمسك قلماً ولا يكتب على شيء، لا مطالعة الى باب السلطان ولا غيرها، بل يسطّر قبل سفره ما يحتاج إليه من المطالعات وأوراق الطريق والمراسيم التي على الخزانة بالتسافير والإنعامات والمُطلقات وجميع ما يكتب الى النواب والى غيرهم ممن هو في باب السلطان، يفعل ذلك وثوقاً به.

ولم يزل كذلك الى أن أُمسك تنكز ورسم السلطان بعزل كل من هو من جهة تنكز، فأمسكه الأمير سيف الدين بشتاك، وأخذ منه تقدير عشرين ألف درهم وأفرج عنه. وأقام بعد ذلك بطّالاً الى أن توفي السلطان.

وجاء الفخري وملك دمشق، فاستخدمه في كتابة الدست بدمشق. وتوجه مع الفخري والعساكر الى الديار المصرية، وعاد الى الوظيفة المذكورة، وأقام عليها بدمشق الى أن توفي القاضي بدر الدين محمد بن فضل الله كاتب السر بدمشق، فكتب

ص: 553

الأمير سيف الدين يلبغا وكان يومئذ نائب دمشق في القاضي شهاب الدين بن القيسراني وسأل من السلطان أن يكون كاتب سرّ بدمشق، فما قدّر الله له بذلك. وحضر بريدي يطلبه الى باب السلطان فتوجه الى الديار المصرية، فرسم له بأن يكون كاتب إنشاء بالقاهرة فأقام على ذلك قليلاً، ورسم له الملك الكامل بأن يكون موقع الدست قدام السلطان، فعمل ذلك مديدة. ثم إنه خرج الى دمشق على عادته موقع الدست، فأقام على ذلك الى أن مرض بعلة الاستسقاء، ومات في التاريخ المذكور، رحمه الله تعالى.

وكان شكلاً حسناً تامّ الخلق، مليح العمّة، نظيف اللباس، عطر الرائحة، محبوب الشخص، حسن الودّ، صحيح الصحبة، يملك أمر نفسه في حالتي الخير والشر، لا يظهر عليه غضب ولا كراهةُ أحد، يعامل صاحبه وعدوّه بظاهر حُسن وبشاشة، كثير الاحتمال، صابراً على أخلاق من يصحبه أو يعاشره، كثير الآداب والرئاسة، وكان أخيراً وهو كاتب السر يصوم الإثنين والخميس، ويتعبّد ويذكّر، لا يقابل أحداً بما يكرهه. لم أر مثله، صحبته مدة تزيد على ثلاث وعشرين سنة، ما رأيت منه سوءاً قط ولا ما أكرهه، فجزاه الله عن الصحبة خيراً.

ص: 554

وكان يحب الفقراء والصالحين، ويتودد إليهم ويقضي حوائجهم، وعمّر العمائر المليحة الغريبة العجيبة، ولم أر أحداً حاز مثل ذهنه في العمائر واستعمال الصنّاع والصبر على ما عندهم من المكاسرة والمدافعة.

وقلت أنا أرثيه، رحمه الله تعالى:

مات يحيى فكيف يحيا اللبيبُ

وبه كانت الحياة تطيبُ

لم يمت إنما الرئاسة ماتت

والمعاني تخرّمتها شعوب

كان للناس والأنام جمالاً

فهو للبدر في التمام نسيب

كان والله كاملاً في المعاني

وحماه للمعتفين رحيب

كان في جوده فريداً فأما

إن ذكرت الوفا فأمرٌ عجيب

يملأ العين شكله وتسرَّ النف

س أوصافه فما تستريب

ورئيس إن قلت فيه رئيس

ما له في الأنام قطّ ضريب

خُلق كالنسيم إن مرّ وَهْناً

في خلال الأزهار وهو رطيب

ومحيّاً لو أن بدراً رآه

لاعتراه بعد الطلوع مغيب

وحياء كأنه إذ يُحيّا

عند ردّ السلام منك مُريب

واحتمال لكل ضيم عظيم

حيث رأس الوليد منه يشيب

وإذا نال حظوةً من مليك

فلكل الأصحاب منه نصيب

هو في منصب يسامي الثريّا

ونداه من المنادي قريب

لم يشنْ لفظه بغيبة شخص

يحضر الشخص عنده أم يغيب

من سراةٍ إن سار عنهم ثناءٌ

مادَ منه غصنٌ وماج كثيبُ

إن مخزوم في قريش لريحا

نٌ شذاه يوم الفخار يطيب

ص: 555

جدّهم خالدٌ وخالد جدٌ

لهم والجناس شيء عجيب

كلهم كاتبٌ رئيسٌ كريمٌ

عالم فاضلٌ سريٌ نجيب

كتب السرّ عند تنكز دهراً

وهو ذاك الملك العظيم المهيب

فأخاف العدا وسرَّ الموالي

فلهذا يثني وهذا يثيب

وعلى كتبه حلاوة لفظ

مقتضاه البيان والتهذيب

في طروس لنا تشفّ بياضاً

وسطور مدادها غربيب

دبّر الملك بُرهةً ليس فيها

ما تراه سوءاً ولا ما تعيب

يتلقى أغراض كلِّ مهمّ

فترى رأيه سهاماً تصيب

وإذا جُهّز البريد بأمر

فيه خوف فبالأمان يؤوب

ليس إلا اللفظ الذي هو سحر

ولمعناه في القلوب دبيب

ولبعض الكلام رونقُ حُسنٍ

منه تُنسى البلوى وتُمحى الذنوب

أيها الذاهبُ الذي سار عنّا

وغمامُ الدموع منا يصوب

إن يكن شقّ فيك للصبح جَيب

فلكم شُقِّقَتْ عليك جيوب

كان دهري سِلماً فمذْ غبت عني

نشأت بينه وبيني حروب

كنت لا أختشي إذا اعتلّ يوماً

من أذى خطبه وأنت طبيب

آه وا لوعتي وطول نحيبي

مع علمي أن ليس يُجدي النحيب

غير أني قضيت للودّ حقاً

برثاءٍ له عليّ وجوب

كم أيادٍ أولَيتَنيها ونُعمى

ومحلّ الإحسان محْلٌ جديب

جعل الله بقعة أنت فيها

روضٌ عفو فهو الكريم الوهوب

ص: 556

وكتبت أنا إليه من الديار المصرية أهنئه بكتابة السر بالشام في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة:

كم عدو يموت أيام يحيى

ومحبّ في العز والسعد يحيا

هذه دولة تقول الليالي

لعُلاها أهلاً وسهلاً ورعيا

طالما اشتاقها الزمان بنفسٍ

هي للمجد والمكارم ظميا

جِمجَمَ الدهرُ مدة بسواها

وهو منها يُسرّ في القلب أشيا

أطلعت في سما دمشق شهابا

منه شمس النهار في الأفق خَزْيا

أين من يطلب المعالي وتأبى

من رئيس تأتي لمغناه سعيا

لو أراد الزمان يأتي بمثلٍ

لعلاه بين البريّة أعيا

كاتب السر سرَّ كل محبّ

وأعاد الجميل فينا وأحيا

بسجايا من السحائب أندى

وجناتٍ من الحدائق أفيا

ذو سكون وعفة ليس يشكو

من خُطاه وجهُ الثرى قطّ وطيا

صرّفِ الآن دهرنا يا شهاب ال

دين مهما أردت أمراً ونهيا

ومر السعد بالذي تشتهيه

فهو يأتي في الحال ما اخترت جَريا

فلك الحمدُ والمآثر إرث

عن كرامٍ زكوا مماتاً ومَحيا

أنت من عصبةٍ كرامٍ نماهم

خالدُ بن الوليد في كل عَليا

عملوا صالحاً وحازوا المعالي

فهم الفائزون أخرى ودُنيا

بك تزهى دمشق فامنع حماها

فلها من علاء في العز بُقيا

قلم في بيان كفك يسعى

فوق طرس أم حاك في الخط وشيا

كل سطر كأنه إذ تبدّى

شفةٌ بالمدادِ الأسودِ لَميا

ينثر الدرّ بل يُري السحر حقاً

حين يُملي عليه فكرك وحيا

فإذا ما أعملتَهُ في مهمٍّ

يستبيح الأعداء قتلاً وسبيا

ص: 557

هذه الدولة التي كنت أرجو

أن أرى لي بها مع السعد لُقيا

ويسر الفؤاد نيلُ الأماني

وأرى طعم صبره صار أرْيا

لا أراني لها الزمان انفصالاً

ما اشتكى عاشق من الحب نأيا

يقبّل الأرض ويهنئ نفسه والأنام، ومملكة الشام والأيام، وبيض الطروس وسُمر الأقلام وأرباب الطيالس وأصحاب الأعلام، بهذه الرتبة التي طلع في سمائها شهاباً توقّد نوره وكات سرٍّ كثرت بمعاليه في ديوان الإنشاء شموسه وبدوره، ووجدت الأقلام لها في ميدان البلاغة مجالاً، وبلغت المعالي من قربه أمانيها فلم تعدم بمن تهوى اتصالاً:

وزاد المرهفات ضياءَ عزمٍ

فصار على جواهرها صِقالا

وأبصرت الذوابل منه عدلاً

فأصبح في عواملها اعتدالا

فالله يرزقنا معاشر الأرقاء شكر هذه النعمة التي أقمر بها ليل الأمل والتحف الدهر منها برداء المحاسن واشتمل، وانتشق خمائل فضلها من كانت الأيام أخرته حتى خمل، وانتصف فيها من كانت واقعته تذكّر الناس بأيام صفّين والجمل:

وأضحى فضلها في الناس باد

يدار بها على الشرب العُقارُ

فهذه الأيام التي كانت بها الآمال في الضمائر أجنّة، وهذه الأوقات التي جرت إليها سوابق الأماني مُطلقات الأعنة، وهذه الدولة التي جرت في رياض حماها جداول السيوف تشقّ رياحين الأسنّة، ليس فيها ما يقال له: كمُلَت لو أن ذا كمال.

ص: 558

فأنتم يا بني القيسراني فضلكم مثل جدكم خالد، ونجمُ من عاندكم هابط ونجم سعودكم صاعد، وجنان الفضل ترون فيها " مُتكئين فيها على الأرائك " وتحيتكم فيها المحامد، وأيديكم تضرب من البلاغة في الذهب الذائب إذا ضرب غيركم من العي في الحديد البارد، وبنان حسانكم ينهلّ بالنّدى فهو جائد وبنانُ غيركم جامد. زينتم الوجود من عصر نور الدين الشهيد سُقي ضريحه رحمة وبرّاً، وبدأت حسنات الأيام بوجودكم من هناك وهلم جرّا، كم قد تجمل منكم منصب الصحابة بوزير، وكم جلس منكم كاتب سرّ بين يدي صاحب السرير، وكم حلّيتم بدرر إنشائكم جيد قاضٍ وعنق أمير، وكم روى الإحسان منكم عن نافع وابن كثير.

أما فضائلكم فإنها ملأت الدفاتر، وأقرّت بالتقصير عنها مآثر البواتر.

وأما تشددكم في الدين فقد تفيأ الظل من سدرة المنتهى، وبلغ غايةً لم تكن الشمس في علوّ المنزلة أختَها.

وأما مكارمكم فما عهد الناس مثلها من البرامك، ولا اجتلوا مثل أقمارها في الدياجي الحوالك. وكيف لا يجد الناس بكم صفاء الأيام وفي وجودكم لذة العيش، أم كيف لا ينشقون أرج الخزامى وبنو مخزومٍ ريحانة قريش، فالله لا يُخلي الوجود من حسناتكم التي تفيد كل بهجة وتحيي من موت الفضائل كل مهجة.

بقاؤكم عصمةُ الدنيا وعزّكم

سترٌ على بيضة الأيام منسدل

إن شاء الله تعالى.

ص: 559